رواية حورية العمران عمران وحورية كاملة جميع الفصول

رواية حورية العمران عمران وحورية للكاتبة اروي عبد المعبود هي حكاية تنبض بالمشاعر وتفيض بالصراعات الداخلية والخارجية، حيث تتقاطع الأقدار وتتشابك المصائر في قصة حب مختلفة لا تخضع للمنطق أو الزمن.في رواية حورية العمران، يعيش القارئ حالة من الانجذاب العاطفي والتوتر النفسي، وسط أحداث متسارعة تكشف أسرارًا مدفونة وقرارات مصيرية تغير كل شيء. الرواية لا تقدم حبًا مثاليًا، بل واقعيًا، مليئًا بالتحديات والتضحيات.

رواية حورية العمران عمران وحورية كاملة جميع الفصول

رواية حورية العمران من الفصل الاول للاخير بقلم اروي عبد المعبود

كانت واقفة قدام المرايا وهي بتسرح شعرها الأسود... شاردة في شيء معين، عايزة تتحجج بأي حجة علشان تشوفه.. من زمان ماشوفتهوش وبصراحة هو وحشها وجدًا، ده اللي كانت بتتكلم بيه مع نفسها فهي نيران حبها ليه كانت بتشتعل في قلبها الصغير... تنهدت بقوة وألقت نظرة تقيميه على نفسها برضا وطلعت من أوضتها شافت والدتها بتحط الأكل على السفرة وبتبتسم لها بحنان: 
- تعالي يلا يا حبيبتي كلي قبل ما تنزلي جامعتك

إبتسمت حورية وقربت منها وأخدت الأطباق اللي في إيديها وبدأت هي تحطها على السفرة وهي بتقول: 
- يا حبيبتي ماتتعبيش نفسك كده، كنتي ناديلي وأنا هسيب أي حاجة في إيدي وهساعدك! 

كادت زينة أن ترد ولكن صوت محمد كان أسرع منها وهو يقول بسخرية: 
- أنتِ عارفة أمك دماغها ناشفة ومش بتسمع الكلام *بصلها وكمل كلامه بغمزة* مش كده يا زنزونة؟ 

وضعت يديها في خصرها وقالت بغيظ: 
- اللي يشوفك وأنت بتقول كده مايشوفكش إمبارح ياقلب زنزونة

بصلها بغيظ وقال: 
- الاه ما بلاش إحراج بقى يا زنزونة! 

ضحكوا التلاتة في جو عائلي مرح وبعد كده قعدوا حوالين السفرة ويدأو ياكلوا، الصمت كان سائد المكان لحد ما حورية إتكلمت: 
- بابا هو ماينفعش أجي معاك الشركة يوم يعني من نفسي.. حابة أوي أشوف الشغل فيها وكده
وطبعًا هي بتكره الشغل ولكن دي خطتها علشان تشوفه

ساب محمد الأكل اللي كان في ايده وقال بحيرة: 
- مش عارف يا حورية، ولو خدتك كده بدون ما اقول لزعيم وابوه واخوه هتبقى مشكلة كبيرة، كنتي قوليلي إمبارح حتى كنت كلمتهم، لكن أخدك كده بدون ما أقولهم مش هعرف بصراحة 

إتكلمت زينة هي الأخرى:
- طب ما تتصل على الزعيم وتقوله ياخويا فيها ايه يعني؟! 

بص محمد لحورية وقال بإستغراب: 
- طب وجامعتك؟ مش هتروحيها ولا ايه؟ 

فردت بهدوء: 
- عادي يا بابا يعني مش هتيجي على اليوم ده

قام محمد وهو بيطلع تليفونه من جيبه وبيقول: 
- ماشي يابنتي هتصلك عليه أهو 

فرحت أوي لأن وأخيرًا هتشوف حبيبها بعد غياب شهر، زينة بحب: 
- طب كمل أكلك يا محمد وبعدين أتصل عليه

بصلها محمد بإبتسامة وبعد كده بص لبنته: 
- حورية هانم تؤمر وبابا ينفذ! 

ردت زينة بغيرة مازحة: 
- لا والله وأنا مليش في الحب ده ولا ايه؟

ضحكوا كلهم وغمزلها محمد وقال بمشاكسة: 
- لا يا زنزونة ليكي فيه... وبزيادة! 

بدأ محمد يتصل على عمران وأنتظر شوية لحد ما أتاه الرد: 
- أيوة يا عمي، حصل معاك حاجة ولا ايه؟ 

رد عليه محمد بإبتسامة: 
- لا يا زعيم... هو أنا يابني يقدر يحصلي حاجة وأنت معايا؟ 

فقال بإستغراب: 
- أومال في ايه يا عمي؟! 

إتكلم بهدوء وهو بيبص لبنته: 
- حورية... حورية قالتلي إنها حابة تيجي يعني إنهاردة الشركة وتتفرج على الشغل وعلى الشركة وكده يعني 

بدأ عمران يستعيد اللي حصل في أخر مره كانت مابينهم ولما شتمته، فجز على سنانه وقال بغضب حاول يخفيه بس ماقدرش: 
- معلش يا عمي قولها مش هينفع علشان الشركة مش مكان أو لوحة تيجي تتفرج عليها وقت ما تحب *أكمل بصوت عالي نسيبًا* ده مكان شغل مش مكان أبوها!!! *حمحم بعد ما أستوعب كلامه* لامؤاخذة يا عمي

كان فاتح محمد الأسبيكر وأتصدمت حورية من كلامه الوقح، فقامت بسرعة وأخذت التليفون من أبوها وهي بتقوله بهمس: 
- لامؤاخذة يا بابا

إتكلم محمد بضيق وغيظ: 
- ولامؤاخذة بعد ايه بقى...! 

إتكلمت حورية بغيظ: 
- لا بقى حاسب على كلامك يا جدع أنت، فيها ايه لما أجي الشركة اللي بابا بيشتغل فيها، أنت مالك وايش حشرك أصلاً، ولا إكمن كرامتك نقحت عليك لما شتمتك وقولتلك يا زفت؟ 

شهقوا كل من محمد وزينة وهما بيبصوا لبنتهم اللي للأسف إتجاوزت حدودها في الكلام مع الزعيم! ودي غلطة لا تغفر بالمره! 
شهقت هي كمان لما بدأ يسبها بأبشع الألفاظ وقال: 
- لا عاش ولا كان اللي يقدر يقلل من كرامة الزعيم عمران العزام!! وكلمتك دي هحاسبك عليها ومبقاش أنا يوم ما خليتك تتمني الموت ولا تلعبي مع الزعيم يا... ياقطة! 

شد محمد بسرعة التليفون منها وهو بيبصلها بغضب وقال: 
- معلش يا بني والله البت دي عبيطة وهبلة وأنت عارف كده يا زعيم، متاخدش بكلام عيلة وفكك منها خلاص مش هتيجي

صرخ عمران بقوة: 
- لم بنتك يا عمي لأني لو شوفتها ولو صدفة حقيقي كده محدش هيرحمها مني!!!! اللهم بلغت اللهم فاشهد! 

قال كلامه وأغلق الخط بسرعة، بص محمد لحورية بغضب وقال: 
- ايه يا بت الطريقة المعفنة دي اللي بتتكلمي بيها مع عمران دي!! أنتِ مش عارفة ممكن يعمل فيكي ايه؟! 

بصت حورية بتصميم وقالت: 
- أنا هاجي يا بابا الشركة يعني هاجي! ومفيش مخلوق في الدنيا يقدر يحاسبني أو يرفع عينه في عيني! 

ماردش عليها بل وبص لزينة وهو بيقولها بتحذير: 
- شوفي بنتك يا زينة، لاتجبلنا مصيبة، أنا تعبت منها!! 

قربت زينة من حورية ومسكتها وهي بتقول: 
- يلا يا حورية، بطلي وجع قلب وتعالي يا بنتي احنا مش حمل الزعيم ولا عيلته! 

ردت حورية بدموع وهي بتبص لوالدها: 
- كسرت بخاطري يعني يا بابا! 

ماقدرش محمد مايضعفش قصاد دموع عيونها، إتقدم منها وحضنها وهو بيقول بحنان: 
- خلاص يا حبيبة بابا، تعالي معايا واللي يحصل يحصل بس أهم حاجة متزعليش أو تعيطي أبدًا! 

بعدت عنه وهي بتبصله بفرحة وذهول.. وبصت في عيونه وهي بتقول: 
- بحبك أوي يا بابا يا حبيبي، هروح بقى أغسل وشي وأسرح شعري علشان إتبهدل! 

بصلها بحب وهز راسه، دخلت حورية بسرعة أوضتها وبدأت تحط مكياج بطريقة واضحة وهي في إعتقادها إنها كده هتخليه يتجنن عليها، لكنها لسه ماتعرفش إن الزعيم... أكبر من كده بكتير! 

إتكلمت زينة بعتاب حقيقي وهي بتبصله: 
- هتبقى فرحان لو الزعيم هزق بنتك ومش بعيد يزعقلك يا محمد... ليه عملت كده ماهو ممكن يطردها ويحرجها ويحرجك! 

ملس على خدها وهو بيقول بإبتسامة: 
- الزعيم بيحبني يا زينة هو ممكن بس يلاعب حورية شوية ويزعقلها بس عمره ما يزعلني... بيعتبرني في مكانة أبوه، متخافيش أنا واثق فيه! 

إتنهدت بقلة حيلة وهي بتقوله: 
- ماشي يا محمد، لما نشوف أخرتها معاك ومع بنتك! 

• • • • • • •
في الشركة "
كان قاعد وهو بيدخن وبيهز رجله بعصبية شديدة من تلك الواقحة زي ما سماها، دخل عليه في الحاله دي أخوه حازم وسأله بإستغراب:
- جرا ايه يا زعيم مالك؟ مين اللي مضايقك *بص لطفاية بتاعت السجاير وكمل* لدرجة أنك خلصت علبة السجاير كمان! 

بصله عمران وقال بغضب: 
- بقى حورية تشتمني وتقولي إن كرامتي نقحت عليا!! ماشييييي لما أشوفهااا وقسمًا بالله لأندمهااا

قعد حازم قدامه وقال بإستغراب: 
- مش دي حورية اللي بتحبها برضو؟ 

رد عمران بغيظ: 
- حورية... المشكلة إنها حورية يا حازم!!! لو كانت واحدة تانية كنت جبتها من شعرها مسحت بيها بلاط الأرض... بس دي البنت اللي حبيتها وبرضو بنت محمد اليزيد!! اللي في مقام أبويا ولا يمكن أقل منه!!! 

حاول حازم إنه يكتم ضحكاته ولكنه فجأة أنفجر في نوبة من الضحك تحت غيظ عمران... فوقف عمران بغضب وهو بيقول: 
- بتضحك على ايه يا بغل!!! 

قال من وسط ضحكاته:
- ولا حاجة يا عمران، يلا نشتغل يلا

بصله عمران بغيظ وبدأو يتشغلوا بجدية... شوية وحازم قاله بإهتمام وهو بيعدل في الورق: 
- ناقص كده الصفقة اللي مع خلود، روح هاتها وتعالى لحد ما أراجع باقي الورق وأشوف موديل العربيات اللي معايا دي

قام عمران خرج المكتب وهو بيولع سيجارة.. رفع عينه واتفاجئ بمحمد وحورية.... 

بص لمحمد وقال بغضب: 
- كلمتي ماتسمعتش ليه يا عمي؟؟؟!!! 

رد بقلق حاول يخفيه: 
- معلش يابني، أمسحها فيا المره دي لو ليا خاطر عندك! 

بص عمران لحورية بنظرات أرعبتها وقال بخفوت: 
- ماشي يا عمي، روح أنت شوف شغلك... أنا عاوز حورية في كلمتين! 

بلعت ريقها بخوف واتمسكت في هدوم محمد وقالت بهمس: 
- لا يا بابا ماتسبنيش معاه... 

بصله محمد بإعتزار كنيبة عن بنته لكن بادله عمران بنظرات كإنه بيقوله لو عايزني مأذيش بنتك سيبها معايا... إتكلم محمد بحزن: 
- يابني حقك عليا أنا... صدقني لو حصل منها حاجة تاني هتصرف معاها بس سامحها المره دي! 

إبتسمله عمران وقال وهو بياخذ نفس من سيجارته: 
- عيب يا عمي... كده بتقلل مني، أنا مش هأذيها ولا حاجة لأني لو كنت عايز أعمل كده... كنت عملتها من زمان، بس كل اللي عاوزه منها أتكلم معاها شوية علشان عاوزها بخصوص شغل كان إتفاق بينا *غمزلها بوقاحة هي لاحظتها* ولا ايه يا حورية؟ 

كتمت غيظها منه وقالت بإبتسامة مزيفة وهي بتبص لوالدها: 
- أيوة يا بابا... أصل كنت قايله له على حاجات كده في الجامعة الدكتور طلبهم مننا، أنا قولت لزعيم قالي ابقي تعاليلي ونناقشهم سوا بما أنه يعني شاطر في الهندسة وكده

بطبع كلامها مكنش مقنع فبصلها محمد بشك ولكن قرر أنه يهدى فيستحيل الزعيم يخلف بوعده طالما قال، هز راسه علامة الموافقة وقال بقلة حيلة: 
- ماشي يا حورية، أنا هروح المكتب لشريف

هز عمران راسه وهو مثبت نظره على حورية واللي كانت عاملة شبه الكتكوت المبلول... بعد ما محمد مشي... مسك عمران إيديها بقوة وهو بيسحبها لمكتب أخوه... زقها بقوة داخل المكتب ورزع الباب وراه بعنف... شهقت بصدمة وإبتدت ترجع لورا بخوف وهي بتبص في عيونه اللي بتعشقهم بس حاليًا علشان مانكذبش هي ميتة خوف منهم... بدأ يقرب منها وهي بتبعد بخوف لحد ما لزقت في الحيطة وهو بقى واقف قصادها... همس بشر: 
- وحياة امي ما كنت عاتقك يا حورية! هسامحك بس المره دي علشان أبوكي، غير كده... كنت دفنتك مكانك دلوقتي!! 

بلعت ريقها بتوتر لما لقته بيرمي السيجارة وبيحاوطها بإيده وخبط بقوة على الحيطة وهو بيقول بغضب: 
- بقى أنتِ تشتميني!!! 

غصب عنها دموعها بدأت تنزل من قسوته... مقدرتش تتحمل صراخه وغضبه عليها.. بصت في عيونه وهمست بحزن: 
- أنا آسفة يا عمرا... أقصد يا زعيم. 

رق قلبه وبعد إيده عنها وقال بهدوء: 
- خلاص يا حورية... ماتعيطيش! مش قصدي أزعقلك بس أنتِ عارفة إن مابحبش حد يتطاول معايا في الكلام... إهدي وماتعيطيش. 

سكتت ولكن فضلت تتأمل عيونه وهيئته اللي بتعشقها... أكتشفت حاليًا قد ايه هو كان وحشها، بص لشفايفها وقال بغضب مكتوم: 
- ايه الزفت اللي انتي حطاه على شفايفك ووشك ده؟ 

بصت للأرض بإحراج وهتفت: 
- ده ميكاب. 

بلع ريقه... تراجع بسرعة لورا وبعد عنها قبل ما يضعف وقال بهدوء: 
- أمسحي القرف ده وإلا همسحهولك بطريقة مش هتعجبك!! ويلا أنزلي عند أبوكي علشان... علشان...... 
سكت فجأة لما إبتسمتله وقاطعته بهمس واضح: 
- علشان ايه يا... يا عمران! 

قلبه دق بقوة من نُطقها لاسمه بالطريقة دي... قرب تاني منها وقال بغضب مزيف: 
- بت! أتظبطي كده بدل ما أظبطك!! 

إبتسمت أكتر وبصتله من غير ماترد عليه... بص لشفايفها تاني وقال وهو بيميل عليها وبيقول من غير ما يلمسها: 
- درجة الروج دي فاقعة أوي... ومش حلوة على وش بريئ زيك! 

حطت إيدها على قلبها اللي بدأ ينبض بقوة... وهو كان مبتسم على كده... فهو متأكد وعارف كويس بحُبها ليه... بعد عنها المره دي وقال بجدية وهو بيطلع منديل من جيبه: 
- خدي المنديل ده أمسحي القرف اللي على وشك وبعدها أنزلي لأبوكي أو شوفي أنتي رايحة فين! 

خدت منه المنديل وأبتدت تمسح وشها بدون ما تنطق... بعد ما مسحت وشها بصتله وإبتسمت ببراءة: 
- كده حلو؟ 

- بكتير! 
قالها بهدوء وهو بيقعد على الكرسي وبيشعل سيجارة، قعدت قدامه وقالت بإحراج: 
- بص يا زعيم... أنا بصراحة زهقانة وعايزة أتكلم معاك

أخد نفس من السيجارة وبصلها بإهتمام.... لكن لما طال صمتها اتكلم هو: 
- قولي يا بابا في ايه؟! 

رفعت عينيها عليه وقالت بإبتسامة: 
- إتساهر معايا

رفع حاجبه وقال بسخرية: 
- أتساهر معاكي؟! أنت فاكراني فاضيلك ولا ايه؟ روحي شوفي وراكي ايه يا حورية وبلاش شغل عيال.. مابياكلش عيش معايا الجو ده

قالت بتوتر وهي بتفرك إيديها: 
- أصل في واحد زميلي في الجامعة قالي عايز أتقدملك... 

كان لسه هياخد نفس من سيجارته لكن علقها في الهوا وبصلها بصدمة.... بلعت ريقها لما ملقتش رد منه ولكن إبتسمت بخبث جواها لما عرفت إنه ممكن يكون مثلاً..... بيغير عليها... رمى السيجارة في الأرض وقال وهو بيخبط على المكتب بعصبية: 
- وأنتي من أمتى وأنتي بتكلمي وتصاحبي شباب يا هانم!!!! هااا!!! من أمتى!!!! 

بصتله بإستغراب وقالت: 
- في ايه؟ قولت ده زميلي يعني مجرد صباح الخير وخلاص مابتكلمش معاه أصلاً ولا بتكلم مع أي شاب غيره، أنا إتفاجئت إنهاردة بيه وهو بيقولي عايز أتقدملك.. سيبته ومشيت لأني بصراحة معنديش مشاعر نحيته... *بصت جوا عيونه بحزن* أنا بحب حد تاني

بصلها بإهتمام وقال: 
- حد تاني مين يا حورية؟ قولي! 

- أنت. 
قالتلها بحزن وهربت من نظرة عيونه... بصت في الأرض بخوف من ردة فعله، كان بيبصلها بهدوء من غير ما يتكلم لكن جواه فرحان إنه إتأكد من مشاعرها نحيته.. لكن مهما كان في فرق كبير أوي في السن بينه وبينها وهو شايف كده إنه هيظلمها... فإتكلم بغضب مزيف: 
- ايه الكلام الفاضي اللي بتقوليه ده!!! أنتِ إزاي تقولي كده؟! أنتِ عارفة إني متجوز يا حورية... عاوزة تخربي بيتي؟؟ وكمان أنا أكبر منك ب14 سنة! عارفة يعني ايه 14 سنة!! 

دمعة نزلت من عينيها وقالت: 
- أعمل ايه؟؟؟ أنا مش ذنبي حاجة... ده ذنبه هو!! *مسكت إيده بإيديها المرتعشة وحطتها على موضع قلبها وكملت بكسرة* ده ذنب قلبي يا زعيم! 

إتصدم من فعلتها دي وقام وقف وميل عليها وهي قاعدة على الكرسي لدرجة أنه بقى سامع صوت أنفاسها المتوترة... وقال بهمس مسموع: 
- هو بعد الحب ذنب؟ 

بصتله بعدم فهم ولكن قبل ما تتكلم... الباب إتفتح و.........
دخل حازم ووقف مكانه تاني من صدمة الموقف.... أخوه مقرب من حورية جدًا لدرجة التلامس ... كلهم سكتوا بصدمة، أما هي فكانت شوية وهتعيط... قامت من مكانها وبصت للأرض بإحراج وقالت وهي بتفرك إيديها بقوة: 
- اااا.... اااا... ه..هو... هو.... 

حط عمران إيده في جيبه وقال ببرود: 
- مش تخبط يا حازم؟! 

رفع حازم حاجبه وقال بسخرية: 
- عندك حق... لازم أخبط المره الجاية قبل ما أدخل والا هلاقيك بتبو.... 

صرخت حورية بمقاطعها وقالت بإحراج والدموع في عينيها: 
- لاااا والله!!! مش زي ما حضرتك فاهم!! أنا بس كنت.... كنت...... اااا.... 

قاطعها عمران وهو بيبصلها بإبتسامة باردة ويقول: 
- مالك يا بابا خايفة ليه؟ عادي مش لازم تبرري

دبدبت برجليها في الأرض وقالت بغضب: 
- ماتبطلوا كلامكم ده هو في ايه!!! أنا معملتش حاجة هو اللي قرب مني! 

بمجرد ما قالت كلامها بصت لعمران بغضب طفولي محبب لقلبه ومشيت بسرعة من المكتب وهي بتمتم بغيظ... ضحكوا كل من عمران وحازم... قرب حازم من أخيه وقال بغمزة: 
- ايه يا شقي أنت، مالك ومال حورية ما تسيبها في حالها! 

إتنهد عمران بعمق وقال: 
- أهو أنت ياخويا الوحيد اللي عارف إني بعشقها... لكن تصرفاتها بضايقيني! قال جيالي إنهاردة وبكل بجاحة تقولي في واحد في الجامعة زميلي قالي عاوز أتقدملك!! لو تعرف بس حاولت أمسك نفسي إزاي يا حازم!! بس ماقدرتش! بغير عليها جامد أوي... عايزاها تبقى ليا أنا لوحدي *ضحك بحب ثم أكمل* أعترفتلي بإنها بتحبني إنهاردة

إتسعت عينيه بصدمة ثم قال بفرحة: 
- يا بركة دعاكي يااااماااا، وعملت ايه؟! أكيد قولتلها أنك بتحبها! 

زفر عمران بضيق وقال: 
- لا... قولتلها إني متجوز والفرق بينا كبير، لأني مش عايز أظلمها معايا يا حازم... أنا كبير أوي عليها، وبعدين البنات اليومين دول بيحبوا اللي بيبقوا في نفس سنهم *أكمل بغيرة عامية* بس مهما كان هي مش هتكون لحد غيري! 

بصله حازم بهدوء وبعد كده إتكلم: 
- بص يا عمران، حورية بتحبك والكل عارف كده كويس... بتحبك من وهي لسه عندها 10 سنين، مضيعهاش من إيدك قبل ما حد تاني يسرقها منك... وبصراحة لا أنا ولا أنت ولا حد من عيلتنا بيطيق الولية اللي اسمها سعاد دي! دي خرااااااب!! بس أنت وحورية لايقين على بعض جدًا، بتمنى بجد تعترف بمشاعرك ليها وتتجوزوا. 

قعد عمران على الكرسي ورجع دماغه ورا وقال بتفكير: 
- هتجوزها وهتبقى حرم الزعيم عمران العزام.... 

ضحك حازم وقال: 
- اممم ماشي لما نشوف
• • • • • • • • •

كانت ماشية وهي بتبرطم بالكلام والسب فيه وفجأة خبطت في حد... زعقت بعصبية وقالت: 
- ما تحاسب يا اعمى!!! 

بصلها من فوق لتحت وقال بإبتسامة: 
- معلش يا جميل، ماخدتش بالي... 

بصتله بقرف وكانت لسه هتمشي الا أنه قاطعها: 
- هو الجميل اسمه ايه؟ 

بصتله وربعت إيديها وقالت ببرود: 
- أمك. 

إتصدم من ردها السرسجي اللي حرفيًا مش لايق مع شكلها نهائيًا!! قرب منها ومسك دراعها وقال بغضب: 
- أنت مش عارفة أنتِ بتكلمي مين يابت ولا ايه؟!!! 

وقبل ما تتكلم، لقت اللي بيمسك إيد الشخص ده وبيزقه بعيد عنها وهو بيقول بغيرة: 
- جرا ايه يا رامي؟؟؟ من أمتى وإيدك بتطاول على حاجة تخص الزعيم؟ 

رفع حاجبه وقال بعدم فهم: 
- مش فاهم، هي تخصك في ايه؟ 

بص عمران لحورية وبعدين غمزلها بهدوء... رجع بص تاني للـ بيُدعى رامي وقال بهدوء: 
- أه أصلي نسيت أقولك!! أنا إتجوزت تاني! 

كانت لسه حورية هتشهق بصدمة لكن نغزها عمران بهدوء ف سكتت... بلع رامي ريقه بتوتر وقال: 
- أسف يا زعيم مكنتش أعرف... ألف مبروك

قال كده وبص لحورية بنظرة أخيرة ومشي... بصت حورية لعمران بضيق وقالتله: 
- ايه الكلام اللي قولته ده؟! 

رفع عمران حاجبه وقال: 
- عايزاه يمد إيده عليكي وأسكتله؟ شايفاني خروف؟؟؟؟ 

بصتله حورية بغيظ وقالت: 
- لا، مش شايفاك خروف... بس أنت مفكرتش وأنت بتقول كده! أنا مش مراتك يا زعيم.. واللي اسمه رامي ده أكيد هيسأل ويعرف إني مش مراتك، مكنش في داعي تقول كده... روح قوله بقى إن أنت كنت بتهزر وإني بنت واحد بيشتغل هنا

بص لعيونها وقال بهدوء: 
- مش مضطر أبررله يا حورية، يخبط دماغه في الحيطة مايفرقليش.. وعلى فكرة مش متعود أكدب! 

مافهمتش أخر جملة قالها فبصتلها بعدم فهم، إبتسم بهدوء وقرب منها وهمس: 
- هتفهمي بليل

قال كلامه وسابها ومشي... أما هي وقفت مش فاهمة هو قصده ايه... إتنهدت بحب وهي بتبص لطيفه وبتقول: 
- ياااااه يا عمران لو كنت فعلاً زي ما بتقول كده مراتك، كنت هبقى أسعد إنسانة في الكون كله! 

إبتسمت بحب وبدأت تتجول في الشركة بملل.... 

بعد ساعات "

كانت قاعدة جمب محمد وهي بتاكل بشراهة، بصلها محمد وقال بإبتسامة: 
- كنتي جعانة لدرجة دي؟ 

هزت راسها وقالت: 
- الله يكون في عونكم والله، ده أنا ماشتغلتش وجعت أومال أنتوا تعملوا ايه؟! 

ضحك محمد عليها وقال: 
- طب يلا يا لمضة قومي علشان نروح... 

- أوك يلا
قالتها وهي بتقوم وبتمشي ورا محمد ولكن قطع طريقهم عمران... بصلهم بهدوء وقال: 
- أوصلكم؟ 

إبتسمله محمد وقال: 
- شكرًا يابني، مش مستهلة... هنوقف تاكسي  مش عايزين نعطلوك

هز عمران راسه بنفي وقال بجدية: 
- عيب يا عمي! يلا تعالوا علشان أوصلكم 

هز محمد راسه بقلة حيلة، طلع عمران تليفونه وبدأ يرن على أبوه لحد ما أتاها الرد: 
- ايوة يا عمران

إتكلم عمران بإحترام: 
- هوصل عمي محمد يا حاج معلش بقى ابقى روح مع حازم

رد عليه شريف بإبتسامة: 
- ماشي يابني مفيش مشكلة

- ماشي يا حاج مع السلامة. 
قالها وهو بيقفل تليفونه وطلعوا من الشركة وركبوا العربية.... إتكلم عمران بهدوء: 
- أنا هاجيلك إنهاردة كمان شوية كده أنا وأبويا، محتاج أتكلم معاك في حاجة مهمة 

بصله محمد بإستغراب لكنه رد عليه بإبتسامة: 
- تنوروني يابني

إبتسم هو الآخر وبصلها في المرايا... هربت من نظراته ليها وعملت نفسها بتقلب في التليفون... 

بعد نص ساعة تقريبًا "

دخل عمران من باب البيت بإرهاق شديد، طلع على شقته وبدأ يفتح الباب بالمفتاح اللي معاه.. دخل ورمى نفسه على أقرب كرسي وبدأ ينده لمراته: 
- سعاااد... يا سعااااد

طلعت من الأوضة وقالت بضيق: 
- أنت رجعت؟ خير عايز ايه؟ 

غمض عينه وهو بيحاول يكتم عصبيته وبعد كده بصلها وقال: 
- هكون عايز ايه منك يعني يا سعاد؟؟ عايز أطفح!! جعااان! 

- الأكل في التلاجة سخنه وكُل. 
قالت كلامها بعدم إهتمام، بصلها بغضب وماقدرش يتحكم فيه... قام وقرب منها ومسكها من شعرها وهو بيقول: 
- أتكلمي معايا عدل ياروح أمك أنتِ ناسية أنا مين ولا ايه؟؟؟ 

صرخت بوجع وهي بتمسك إيده وبتقول وهي بتحاول تفلت منه: 
- أومال أعملك ايه يعني؟! أبعد إيدك دي! 

شدد أكتر على قبضته لشعرها وبدأ يجرها للأوضة... قفل الباب بقوة أرعبتها وزقها على السرير وقال بعصبية: 
- أنتِ اايييه!!!! جنسككك ايههه!! شايفاني جاي من الشغل طالع عين أمي وأنتِ بكل برود تقوليلي سخن الأكل لنفسك!! ايه يا شيخة الجحود ده!!! 

بصتله بخوف وقالت بإعتذار مزيف: 
- أنا آسفة يا حبيبي، سامحني... معلش! 

قرب منها وهمس بقرف وهو بيبصلها: 
- أنا مش حبيبك!!! 

قبل ما ترد عليه قرب منها ومسك وشها وهو بيقول: 
- أسمع بس صوت نفسك، هخليكي تتمني الموت!! 

في بيت محمد "

كانت واقفة قدام المرايا وهي بتتأمل شكلها... فهي لابسة لبس حلو علشان حبيبها جاي! هي عايزاه يشوفها دايمًا ف أحسن صورة، إبتسمت بحب لما أفتكرت قربه منها إنهاردة، فإحمرت خدودها بخجل وقالت: 
- قليل الأدب خالص.. بس بحبه أوي! 

ضحكت على نفسها وبسرعة مسكت تليفونها وبدأت تبعتله رسالة بلهفة: 
- حضرتك فين؟ بابا مستنيك

سمعت صوت زينة بتنده عليها سابت التليفون وطلعت من الأوضة بتاعتها وقالت بإبتسامة: 
- نعم يا ماما 

ردت بإبتسامة: 
- تعالي ساعديني يا حورية

بدأت تساعدها في ترتيب البيت بنشاط وصوت ضحكهم كان مالي البيت... 

بعد شوية وقت عند بطلنا "

بِعِد عنها وهو بيبصلها بقرف وهو شايف دموعها المكتومة، راح لدولابه وبدأ يطلع قميص أسود وبنطلون بنفس اللون... بدأ يلبس هدومه... وقف قدام المرايا وهو بيمشط شعره  وبيحط عطره الرجولي المفضل... مسك تليفونه وإبتسم بحب لما لاقاها بعتله الرسالة.. أخد مفاتيح عربيته وبصلها لاقها بتبصله بغضب وبتقول: 
- أنت بعد اللي عملته سايبني كده عادي بنسبالك؟؟؟!!! 

بصلها بنظرات أرعبتها وقال: 
- أخرسي! 

سكتت بخوف من نظراته... بصلها بقرف وسابها ومشي تحت سبها ليه... قابل في طريقه وهو نازل اخوه وابوه فإتكلم شريف بإستغراب: 
- رايح فين يا عمران؟ 

قبل يده بإحترام وقال: 
- كنت لسه هقولك تعالى معايا.. أنا رايح لمحمد اليزيد. 

إبتسم حازم لما فهم قصده أما شريف سأله بإستغراب: 
- ليه يابني؟ 

إتكلم عمران بهدوء: 
- عاوز أطلب إيد حورية. 

إبتسمله حازم بإتساع فردله عمران الإبتسامة وهو مستني رد شريف.. وأخيرًا إتكلم: 
- عاجباك يا عمران؟ 

هز عمران راسه بالإيجاب فإبتسم شريف وقال: 
- معنديش مشكلة يابني، بس يا ترى سعاد عارفة بكلام ده؟ 

رد بغضب شديد: 
- فكك منها يا حاج رأيها مايهمنيش أصلاً! 

ربت شريف على كتفه وقال: 
- ماشي يا عمران..

شاور عمران لحازم بيده علشان يجي معاهم فإتكلم حازم بضحك: 
- لا ياعم أنت عاوز مراتي تطلعني بره البيت؟ دي تقتلني لو إتأخرت! 

ضحكوا التلاتة وطلع حازم لشقته أما عمران وشريف ركبوا العربية في طريقهم لبيت محمد... 

شوية وكانوا وصلوا، نزلوا من العربية وطلعوا لشقة وبدأ شريف يخبط... فتحلهم محمد ورحب بيهم جدًا.. دخلوا لجوا وعيونه كانت بتدور عليها لحد ما لاقاها واقفة في ركن وبتبصله بنظرات حب شديدة، غمزلها بمشاكسة ف بصت للأرض بخجل شديد... إتكلم محمد بإبتسامة: 
- يا أهلاً نورتم، إتفضلوا إقعدوا لحد ما أجيبلكم حاجة تشربوها

رد عليه شريف بجدية: 
- لا يا محمد مش مستاهلة، إحنا جايين نتكلم في موضوع مهم ولو مفهوش موافقة هنمشي على طول

رفع محمد حاجبه بإستغراب وقال: 
- موضوع ايه ده؟ إتفضل إتكلم. 

شاور شريف لعمران بإنه يتكلم.. فإتكلم عمران بهدوء: 
- أنت عارف يا عمي إني متجوز.. وعارف إن عندي 33 سنة، بس برغم ده لا أنا ولا مراتي حبينا بعد في يوم من الأيام، ولأنها بنت عمي وأنا أولى بيها من الغريب ف إتجوزتها لسبب ده مش أكتر.... ودلوقتي يا عمي أنا حابب أطلب إيد حورية وتكون مراتي على سنة الله ورسوله لأني فعلاً أنا حبيتها أوي كمان

شهقت حورية بصدمة من كلامه، فهي ماتوقعتش أبدًا إنه يكون جاي علشان يتقدملها!! بكت بفرحة وهي بتبصله ومش مصدقة اللي قاله.. فإبتسملها بحب وهو مستني رد محمد... وأخيرًا إتكلم محمد: 
- والله يابني أنت ألف من تتمناك وأنا معنديش مشكلة خالص إنك تتجوز حورية، لأني عارف إنك راجل وهتصونها طول العمر.. بس يابني أكيد هيحصل مشاكل بين مراتك وبنتي وأنا ماستحملش بنتي يحصلها حاجة وحشة... لو مستعد إن أنت متخليش مراتك تقرب من بنتي مهما كان ولا تإذيها... فأنا موافق وفي الأخر الرأي رأي حورية... 
إبتسم عمران بسعادة أما شريف فإبتسم هو الأخر على سعادة ابنه... نده محمد لحورية فإتقدمت ووقفت وهي باصة للأرض، إتكلم محمد بإبتسامة: 
- عمران طالب أيدك يا حورية... ايه رأيك؟ 

إتكلمت بخجل وهي بتفرك إيديها: 
- اللي تشوفه يا بابا. 

إبتسم محمد وقال بسعادة: 
- على بركة الله

بدأت الزغاريط تنطلق من زينة تحت سعادة الجميع... فإتكلم عمران بهدوء: 
- الفرح يوم الخميس الجاي يا عمي

إتصدم محمد من كلامه وقال بعدم تصديق: 
- فرح ايه يابني اللي الخميس الجاي؟؟!! قصدك كمان يومين؟؟؟ أكيد مش هينفع يابني لازم خطوبة وكتب كتاب وحنه وبعدين الفرح... أنت مستعجل أوي كده ليه؟ 

إتكلم شريف بهدوء: 
- وفيها ايه يا محمد؟ مش لازم كل الكلام ده والدخلة تكون على طول ايه المشكلة يعني؟! وبعدين طالما العروسة موافقة يبقى خلاص! 

قال أخر كلمة وهو بيبص لحورية اللي كانت هي كمان مصدومة من الاستعجال ده، فبصت لأبوها اللي بصلها ومستني ردها.. فإتكلمت بخجل: 
- اللي تشوفه برضو يا بابا.. 

رد محمد بقلة حيلة: 
- هو صعب عليا إن بنتي خلاص هتتجوز بالسرعة دي ولكن طالما هي راضية فماشي الفرح يوم الخميس

- بكرة إن شاء الله هاخدها وهخليها تنقي شبكتها.... ويلا نقرأ الفاتحة! 
قالها عمران وهو بيبصلها بإبتسامة، فإبتسمت هي الأخرة وبدأو جميعهم يقرأو الفاتحة.... شوية وإتكلمت زينة بإبتسامة: 
- يلا نسيبهم مع بعضهم شوية. 

وافقوا محمد وشريف على كلامها وطلعوا وسابهم مع بعض... بصلها عمران وقال: 
- مالك يا حورية... حساكي مضايقة من جوازي منك وبتضحكي بالغصب! 

ردت عليه بسرعة: 
- لا والله أنا بس مش مستوعبة إزاي كل حاجة جت بسرعة كده؟ وإزاي برضو قولتلي إن ماينفعش نبقى مع بعض وكمان يومين وهتبقى... جوزي! 

قرب منها وقال: 
- وأنتِ مش حابة إني أكون جوزك؟! 

إتوترت من قربه وماقدرتش ترد عليه... ميل عليها وقال بهمس: 
- ردي يا حورية مش حاباني أكون جوزك؟ 

غمضت عينيها بقوة وهي شامة ريحة عطره اللي بتعشقها، إبتسم لما حس بتأثيره القوي عليها... فطبع على شفايفها قُبلة رقيقة وقال بعشق: 
- بحبك أوي يا حورية..... 

ردت عليه بخجل شديد: 
- أرجوك بلاش تقرب مني لحد ما نبقى حلال بعض

بعد عنها وقال بفخر وقال: 
- ماشي يا حوريتي... 

قلبها دق بقوة من دلعه ليها بالإسم.. فقام وقال بإبتسامة هادية: 
- سلام يا حرم عمران العزام. 

إبتسمتله بعشق خالص وهو ردها الإبتسامة وطلع.... 

أما هي دخلت على أوضتها بسرعة وإترمت على السرير وهي حاطة إيديها على شفايفها وبتفتكر قُبلته ليها... إتنهدت بهيام وماحستش بنفسها الا وهي رايحة في نوم عميق.......
في صباح يوم جديد مع أبطالنا... 

فتح عمران عينيه بإبتسامة مشرقة وهو بيفتكر اللي حصل إمبارح واللي قاطع إبتسمته صوتها: 
- اللي يشوفك وأنت بتضحك دلوقت، مايشوفكش وأنت متعصب وبتموتني أمبارح!! 

نفخ عمران بضيق وقام وقال وهو بيقلع قميصه: 
- اصطبحي يا سعاااد وقولي يا صبح!! 

سابها وراح نحية دولابه وهو بيطلع هدوم علشان ياخد دش فقربت منه وقالت بعناد أشعل نيران غضبه مرة تانية: 
- لا مش هصطبح غير أما أعرف أنت روحت فين أمبارح أنت وأبوك وصاحي الإبتسامة شاقة الودن للودن ليه!!! 

قرب منها ومسكها من شعرها وقال: 
- قولتلك أصطبحي ياروح أمك!!!!

صرخت بآلم وهي بتحاول تبعد إيده عنها ولكن كان شره أقوى بكتير... بدأت تصرخ بقوة وهي بتستغيث بس مين اللي هيقدر يطلع لشقة الزعيم! زقها بقوة في الأرض لدرجة إنها أتخبطت في السرير... بصلها بقرف وسابها ودخل الحمام، بدأت تصرخ بقوة وهي بتقول: 
- ماشييي أقسممم بالله لأعرفك!!! 

قامت وهي بتحاول تتحمل وجع جسمها... ونزلت بسرعة وهي رايحة لشقة حماتها...

أما هو فمهتمش لصراخها وفتح المياه الدافية وهو بيفتكر اللي حصل أمبارح... إبتسم بهدوء لما أفتكر قبلته ليها .. غمض عينه وهو بيقول بضيق: 
- بريئة.. صغيرة.. مش هتستحمل شخصيتي! 

نفخ بضيق وقفل المياه وبدأ يلبس هدومه... 
طلع من الحمام وراح نحية المرايا وبدأ يسرح شعره ويحط عطره المفضل
بعد ما خلص بدأ ينزل من شقته وهو رايح لشقة والدته... أول ما نزل عيونه جت على سعاد اللي قاعدة جمب خديجة وبتعيط... قلب عينه بملل وكان لسه هيمشي الا وأن قاطعه صوتها: 
- مش هتصبح على أمك يا عمران ولا ايه؟ 

بص لوالدته بإحترام وقرب منها ومسك إيديها قبلها بهدوء وقال: 
- معلش يا خدوج.. مستعجل شوية

كادت أن ترد سعاد بعناد الا وأن وكزتها خديجة بخفة وإتكلمت هي مسرعة: 
- ايه يا حبيب أمك... مزعل مراتك ليه وضاربها ونازل فيها إهانة.. يرضى ربنا ده يا عمران؟ أنت يابني عارف إن كده غلط

بص عمران لسعاد بشر وتوعد ليها أما هي هربت من نظراته وإتجاهلته.. فإتكلم عمران بنفاء صبر: 
- إسأليها يا أمي... واحدة ما بتهتمش بجوزها.. حتى الأكل بتقوله اعمله لنفسك! متخيلة أكون راجع تعبان من الشغل واقولها اعمليلي لقمة تقولي قوم سخن الأكل لنفسك في التلاجة؟!! ولا أكون رايح مشوار أنا وأبويا وأنام وتقوم الصبح تنكد عليا!؟! هي مش من نحية مهملة وشكاكة.. لا!! دي من نحية معندهاش ضمير ولا بتراعي ربنا فيا! وأنتِ عارفة يا أمي إن عملتلها كل الخير زمان... فرشتلها الأرض حرير! وهي ماطمرش فيها! 

أتحرك نحية الباب وهو بيقول ببرود: 
- حضري نفسك يا سعاد علشان تستقبلي ضرتك بكرة.

قال جملته ورزع الباب وراه بقوة... صرخت سعاد بغل وهي بتقول: 
- شوفي!!!! هيتجوز ويجبلي ضرة!! ماااهووو ده اللي ناااقصصص!!! ماهوووو لو كااان متربييي ماكنش عمللل كده!!! 

صرخت لما حست بصفعة قوية على وشها من حماتها... بصتلها بصدمة وهي بتقول: 
- بتضربيني!!!! هو أنا ملاطشة عندكووا ولا ايه!!!! لاااا ده أنا هخلي أبويا وأمي يجبلي حقي منكم وهتشوفوووا!!!
وعمررااان مش هيكووون لحددد غيررررريي!!!!! 

قالت كلامها وسابتها وطلعت لشقتها تحت سماعها لكلمات حماتها وهي تقول: 
- نيلة عليكي وعلى عيلتك كلها الا سارة!! وأنا غلطانة إني وقفت في صفك المرة دي!! لما عمران يجي بس وأنا هخليه يطلقك ويريحنا منك..!!! جاتك القرف عليكي وعلى منظرك!! 

• • • • • • •
أما عند بطلنا "

بعد لف كتير أوي على محلات وفساتين وهدوم اللي محتاجها اي عروسة... شال الشنط الكتير اللي معاه وحطهم في العربية وهو بيقول بضيق: 
- أبو دي شغلانة!! بقى أنا أجيب حاجات حريم والقرف ده!! أقول لناس اللي كانت بتبص لزعيم بنظرات إستغراب دي ايه!!! ماشي يا حورية!! ماشيييي!! 

تحرك بالعربية بغيظ شديد وهو متجه لأرقى محل يبيع فساتين زفاف... شوية وكان وصل قدام المحل... نزل بهدوء ودخل تحت ترحيب حار من الجميع، قربت منه بنت وقالت بإبتسامة جميلة: 
- ايه ده... الزعيم بنفسه نورنا!! 

بادلها الإبتسامة وقال: 
- علشان تعرفي جمايلي وتواضعي بس يا نوسة! 

ضحكت وهي بتوكزه في دراعه بخفة وقالت: 
- ماشي يا متواضع أنت... المهم احنا في الخدمة دايمًا، محتاج ايه بقى؟! 

إتكلم بهدوء وهو شارد ولكنه وعي لمى يقول: 
- عايز أشيك وأرقى فستان فرح هنا عندك... بس يكون بسيط وهادي في نفس الوقت... يليق على ملامح بنت بريئة.. 

إتكلمت وهي تشاور على عينيها: 
- من عيوني يا زعيم، ثانية وهيكون عندك الفستان! 

قالت كلامها ومشيت من قدامه... أما هو فإبتسم بهدوء وهو بيتذكر حوريته... 
فاق من شروده على صوتها وهي بتقوله: 
- أهو يا سيدي... ده أفخم فستان عندنا

بص للفستان بذهول... كان فعلاً فستان في غاية الروعة والجمال.. بسيط وأنيق 
ولكن... إحمر وجهه بغضب لما بص لمقدمة الفستان... بص عمران للبنت وقال بغضب: 
- الفستان محتشم من تحت ومفيهوش معنى للإحتشام من فوق!! 

إبتسمت نوسة وقالت: 
- الفستان حلو يا زعيم مش وحش... هو أي نعم مفتوح شوية من فوق بس هيعجب العروسة أوي، وبعدين حابة أقولك مش هتلاقيه عند حد غير نوسة! 
رد عليها بغضب خلاها ترتجف: 
-هاتييي واااحددد محتشممم قووولللتت!!! 

جريت بسرعة وأخدت الفستان من قدامه وفي لحظة كانت جابتله فستان محتشم ورقيق، إبتسم بهدوء وطلع فلوس وإدهالها وأخد الفستان... مشي من المحل وركب عربيته وهو رايح لبيت حوريته... 

شوية وكان وصل"

نزل من العربية وفي إيده كل الحاجات اللي جبهالها... بدأ يرن الجرس لحد ما فتحله محمد وقال بإبتسامة: 
- الزعيم... إتفضل يابني! 

دخل عمران وحط الهدوم في نص الصالة وقال بهدوء وعيونه بتدور عليها: 
- إزيك يا عمي.. أومال فين حورية؟ 

رد محمد وهو بيشاورله على أوضة: 
- نايمة يابني، شوية وبتصحى *ثم نظر إلى الشنط بصدمة وقال بعتاب* ايه كل الحاجات دي يابني؟ تعبت نفسك ليه بس! 

إبتسم عمران وهو بيقول: 
- دي شوية هدوم وفستان الفرح للعروسة.. 

قرب عمران من محمد وقال بهدوء: 
- أنت واثق فيا ياعمي؟ 

إبتسم محمد ورد عليه بصدق: 
- أنت أكتر واحد بثق فيه. 

إبتسم عمران بإتساع ثم قال: 
- يعني أدخل أصحيها أنا؟! صدقني عمري ما هأذيها ولا هضرها بحاجة. 

سكت محمد شوية ولكنه إتكلم بهدوء: 
- ماشي يا عمران *ربت على كتفه وقال بإبتسامة* أنا واثق فيك. 

إبتسم عمران وأخد شنطة الفستان ودخل لأوضتها وقفل الباب بهدوء... حط الفستان على الكنبة وقرب منها وملس على خدها بحنان وقال بهمس: 
- حورية.. إصحي

غمضت عينيها بقوة وإنزعاج وهي تتمتم: 
- يووه... بس بقى!! 

إتعدلت ونامت على ضهرها... بلع عمران ريقه وغمض عينه وهو بيحاول إنه يهدى... قرب من ودنها وقال بهمس: 
- أصحي يا حورية... أرجوكي

فتحت عينيها بنعاس ولكنها شهقت بقوة لما لقيته قدامها.. إتعدلت بسرعة وهي بتقول بصدمة: 
- ايه ده!!! ايه اللي جابك هنااا!!! 

حط إيده على شفايفها وهو بيقول بغضب: 
- أخرسي!! هيفكروني بغتصـ....ـبكك!! 

جحظت عيونها بصدمة من وقاحته وبعدت إيده عن شفايفها وقالت بخجل شديد مغطى بالغيظ: 
- اااععع!! بطل قلة أدب بقى!!! في ااايههع!!! 

تنهد بغيظ وقام من جمبها وراح نحية الفستان وشال الكيسة اللي عليه وبدأ يوريهولها... عيونها إتسعت بفرحة شديدة... هي عاجبها الفستان!! بصتله وقالت بدموع فرح: 
- بقى ده بتاعي؟ 

إبتسم بحب وهو بيقول: 
- أيوة بتاعك... وجبتلك كمان لبس علشان تلبسهولي بقى وكده! 
قالها وهو بيغمزلها بوقاحة فبصتله بعدم فهم وقالت: 
- مش فاهمة جبتلي لبس ايه...

رد عليه بغمزة: 
- أنتِ عارفة بقى ياكوتي! 

خدودها أحمرت بخجل وهمست: 
- أرجوك، بلاش قلة أدب! 

 إبتسمت بخجل وهي لسه بتتأمل الفستان.. سحب الفستان منها وراماه على الكنبة تحت صدمتها: 
- الفستان كده هيبوظ!! 
همسلها وهو ينظر إلى عينيها: 
- فكك من الفستان دلوقتي وقوليلي  أنتِ إزاي كده؟!! إزاي بريئة أوي وخطفتيني لدرجة دي!! أنا بحبك من ساعة ما شوفتك مع عمي محمد... من ساعة ما قولتيلي يا عمو.. قولتلك لأ.. أنا الزعيم!! بص لعيونها وأكمل بحب:
- إزاي عيونك قدرت تخليني أدمنها!! أنتِ مخدراتي!! 

إبتسمت بخجل.. فهمس بحيرة وهو بيبصلها: 
- أعمل ايه بس وأنا وعدت أبوكي إني مش هضرك ولا هأذيك!! أعمل اايهه!! *إتنهد بقوة وأكمل* قومي يلا غيري هدومك علشان نروح نشوف الحاجات اللي نقصاكي.. 

إبتسمت وقالت ببراءة: 
- مش أنت بتقول جبتلي هدوم وأهو فستان الفرح... مفيش حاجة تاني! 

إبتسم بحب وهو بيميل عليها وبيبوس إيديها: 
- لسه ناقص حاجات كتيرة يا حبيبي... يلا يا قومي

هزت راسها بطاعة وقامت... وياريتها ما قامت... فهي لابسة بيجامة ستان ضيقة عليها شوية... زرايرها متفتحة من فوق وضيقه أكتر من الوسط مبينه رشاقة جسمها وخصرها.. فأظهرت جمالها اللي أُغرم بيه.. بلع ريقه بصعوبة وهمس بنبرة هي خافت منها: 
- خلصييي يا حورية!!! 

فركت إيديها بقوة وهي بتقول: 
- ماهو... ماهو مش هينفع أغير وأنت موجود! 

لف راسه بعيد وغمض عينه وهو بيقول ببراءة لا تمت له بصلة: 
- خلاص لفيت وشي وغمضت عيني يلا بقى! 

من كتر سذاجتها صدقته وراحت نحية الدولاب وطلعت دريس طويل فإبتسم عمران بخبث لما بدأت تفتح زراير بيجامتها... لكن في اللحظة دي غمض عينه فعلاً خوفًا من أنه يتهور ويإذيها... شوية وفتح عينه على صوتها الرقيق وهي بتقول: 
- خلاص فتح عينك

إبتسم بهدوء وهو بيبص عليها وقال: 
- جميلة. 

إبتسمت بخجل ف مسك إيديها وباسها وبعد كده بعد عنها وقال: 
- خلي والدتك تحطلك فستانك في الدولاب لحد ما نيجي... 

هزت راسها وكانت لسه هتطلع معاه إلا وأن وقفته بقوة وهي بتقول بخوف ورجفة: 
- يا نهاار أسود استني!! 
بصلها بإستغراب فأكملت بتوتر: 
- أنا كنت نايمة بالبيجامة لما أنت دخلت ف هما هيلاحظوا إني غيرتها ولبست الدريس يعني... يعني قدامك!! أعملل ايه دلوقتي؟!!!! يالهوووي بابا هيموتني لو عرف كده!!!! 

ضحك وملس على خدها وهو بيقول: 
- ايه يابت إهدي كده! خلاص مفيش حاجة! أنا هطلع دلوقتي وأنتِ شوية وأطلعي ورايا كإنك يعني لبستي لما طلعت! 

إتنهدت براحة وهزت راسها فطلع عمران من الأوضة وقعد مع محمد وزينة شوية وهما بيتكلموا في ترتيبات الفرح والقاعة وهكذا... لحد ما طلعتلهم حورية بعد شوية وإتكلمت برقة: 
- أنا خلصت. 

إبتسم وقام وقرب نحيتها وقال بإحترام لمحمد وزينة: 
- هتعوزوا حاجة أجبهالكم واحنا راجعين؟ 

ردوا عليه في نفس واحد: 
- عاوزين سلامتكم. 

وهما نازلين من على السلالم وتحديدًا في أخر سلم كانت هتقع ولكن مسك دراعها بقوة وهو بيبصلها بلهفة: 
- حاسبي!!! 

شهقت وإتشبثت في دراعه أكتر لحد ما عدلها وقال بغيظ: 
- مش تبصي كويس قدامك!!! تخيلي يكون حصلك حاجة دلوقتي! هكووون مبسوووط!!!!! 

إرتعشت من نبرة صوته وهمست بحزن: 
- مكنش قصدي والله... آسفة.

إتنهد وقال بحنان وهو بيبص لعينيها: 
- حبيبة عمران العزام ماتعتذرلش أبدًا يا حبيبتي! 

إحمرت خدودها بخجل وفركت إيديها... فإتكلم بإبتسامة: 
- يلا يا برنسس... 

ضحكت هي على كلمته بدلال... مشيت جمبه لحد ما وصلوا للعربية... فتحلها الباب بحركة راقية جدًا وسط ضحكاتها البريئة والمليانة سعادة..

طلعوا بالعربية وراحوا لأفخم محل بيبع دهب.. نزلوا هما الاتنين من العربية وبدأو يدخلوا لجوا.. إبتسم صاحب المحل وقال بترحيب حار: 
- الزعيم بنفسه جاي عندنا! يا أهلاً وسهلاً يا بيه نورت 

إبتسم عمران وقال بهدوء: 
- بنورك يا كريم *ثم نظر إلى حورية وقال* عايز أفخم طقم عندك لحورية. 

بصلها كريم وقال: 
- من عيوني يا بيه

بدأ كريم يجيب كذه علبة كبيرة وحطهم قصادهم وبدأ يفتحهم تحت ذهول حورية: 
- الله يا عمران!! جُمال أوي!!! 

بصلهل وقال بحب: 
- لو عاوزاهم كلهم هجيبهملك يا حبيبي

إتكسفت من كلامه وخصوصًا لما صاحب المحل بدأ يضحك وهو بيدعيلهم.. بص عمران لكل اللي عارضهم بعدم رضا وقال: 
- كل دول دهب يا كريم.. أنا عايز حاجة الماظ

شهقت حورية من هول الصدمة وبصتله وهمست: 
- لا يا عمران أنا مش عايزة الماظ.. أنا عايزة شبكة عادية زي أي عروسة مش هينفع كده! 

إبتسم عمران وقال: 
- أنتِ مش زي أي عروسة يا حورية.. أنتِ ستهم! 

كانت لسه هتعارضه ولكن بصلها بنظرات تحذير فسكتت رغمًا عنها، وفعلاً أختارلها عمران أفخم طقم الماس في المحل.. 

وبعد وقت كتير كانوا بياكلوا حمص الشام قدام النيل، فقالت حورية بتلذذ: 
- طعمه تحففة أوي يا عمران بجد بحبه جدًا! 

قال بهيام: 
- مفيش أحلى منك يا حورية العمران!

قلبها دق بقوة من "حورية العمران" بصتله وقالت بحب: 
- أنا بحبك أوي أوي يا عمرااان مش مصدقة نفسي والله أنا حاسة إني بحلللم حلمم جميييل ومش عايزة أصحى منه أبدًا! 

مسك إيديها وقال بعشق خارج من قلبه: 
- لا صدقي يا حبيبتي، أنا بحبك من زمان أوي يا حوريتي.. مش بس بحبك أنا بقيت بعشقك وكلمة عشق قليلة على اللي أنا حاسس بيه، بتمنى من كل قلبي إننا نكمل مع بعض العمر كله لأني فعلاً شايفك أم لولادي. 

إبتسمت بحب وقالت: 
- وأنا كمان يا عمران بمووووت فيك!! عايزة أبقى دايمًا جمبك وبس.. مش مصدقة إن كلها يوم وهبقى مراتك وتبقى جوزي وأقدر أبصلك وأحضنك براحتي بدون ما حاجة تمنعني أو بدون ما أتخيل إنك جوزي! بحبك أوي، بحبك أكترر من أي حاجة

بصلها بنظرات مفادها "وأنا دايمًا هكون معاكي ومش هسيبك أبدًا"
مر اليوم وأخيرًا جيه اليوم المنتظر
وقفت وإيديها بترتجف وجمبها كانت زينة موجودة، فإبتسمت وقربت منها وقالت بحنان: 
- مالك يا حورية؟ 

ردت عليها بتوتر واضح: 
- متوترة شوية يعني يا ماما، مش مصدقة إن كلها دقايق وهبقى مراته! مرات عمرااان! 

ضحكت زينة على فرحتها وقالت بحنان: 
- ربنا يسعدكم يا حبايبي ويتمملكم على خير

شوية واتفتح الباب ودخل محمد وبص لبنته وقال بإبتسامة: 
- ما شاء الله تبارك الرحمن، ايه الجمال ده يا حبيبة بابا؟ معقول حورية اللي كانت لسه بتلعب بالعروسة بتاعتها كبرت وهي اللي بقت عروسة.!! 

عيونها دمعت من الفرحة وجريت بسرعة عليه وهي بتحضنه بقوة، شدد محمد على أحضانها، همست حورية بحب: 
- بحبك أوي يا بابا، أنت سندي في الدنيا دي..

بعد عن حضنها وملس على وشها وهو بيقول بحزن ممزوج بفرحة كبيرة: 
- عمران راجل وأنا متأكد إنه هيصونك يا حورية، وأنا مش خايف طول ما أنتِ معاه.. بس عايزة أقولك إني غيران منه أوي لأنه هياخدك منيي!! معقول بنتي وقطعة من قلبي دامت ل19 سنة حد ياخدها مني كده؟! بس للأسف دي سنة الحياة.. ربنا يسعدك يا روح قلب بابا. 

بكت وقالت: 
- عمر مكانتك ما هتتغير في قلبي يا بابا لا بالعكس هتزيد أكتر.. لأنك أعظم وأحلى أب في الكون، حافظت عليا من وأنا طفلة ولما كبرت هتسلمني للي حبيته..

باس راسها وأنكجها وطلعوا من الأوضة وقفوا على رأس السلم الكبير واللي كان في نهايته عمران اللي كان مذهول من جمالها، بدأو ينزلوا خطوة بخطوة وكل خطوة كانت هي بتخطيها كانت دقات قلبه بتزداد بعنف، وأخيرًا وقف محمد قدامه وقال بإبتسامة:
- أنت بذات يا عمران مش محتاج توصية لأني عارف إنك راجل وهتحافظ على بنتي وأنا واثق من ده.. بس كل اللي عاوز أقوله لو زعلتها أو حصلها حاجة منك واشتكتلي صدقني مقولكش هعمل ايه فيك!

بص لحورية بعشق وقال: 
- حورية مش جوا عينيا بس يا عمي.. لا حورية جوا قلبي كمان، وأنا هحافظ عليها مهما كان 

كان لسه عمران هياخدها منه بس إتكلم محمد بإعتراض: 
- لما تكتب الكتاب الأول خليني ألحق أشبع من بنتي! 

حاول إنه يهدي نار غيرته واللي لاحظتها حورية وإبتسمت بسعادة، راحوا نحية الطاولة اللي كان عليها المأذون ومحمد قعد على الطرف وعمران على الطرف الأخر وهما حاطين إيديهم في إيدين بعض.. 
بص المأذون لمحمد وقال: 
- إتفضل حضرتك قول ورايا.. 
"أستخرت الله العظيم وزوجتك موكلتي وأبنتي البكر والراشدة إلى عمران بن شريف، على كتاب الله وسنة رسوله، وعلى الصداق المسمى بيننا، عاجله وآجله، زواجًا شرعيًا، والحضور شهود على ذلك، والله خير الشاهدين."

بدأ محمد يردد اللي المأذون قاله وهو قلبه بيدق بعنف ف اللحظة دي من أجمل لحظات حياته وأصعبهم، بص المأذون لعمران وقال بإبتسامة: 
- إتفضل يا عمران قول ورايا. 
"قبلتُ زواج موكلتك البكر الرشيد، على كتاب الله وسنة رسوله، وعلى الصداق المسمى بيننا، عاجله وآجله، والحضور شهود على ذلك، والله خير الشاهدين.. 
بدأ عمران يردد الكلام وهو بيبص لحورية اللي كانت بتدمع من الفرحة، إبتسم المأذون وقال جملته الشهيرة: 
- بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير

بمجرد ما المأذون أنهى جملته قام عمران بسرعة وشالها وبدأ يلف بيها قدام كل الموجودين، وسط الزغاريط والمباركات.. نزلها بعد فترة وسند جبينه على جبينها وهو بيقول بحب: 
- مبارك عليا يا حورية العمران! 

غمضت عينيها وهي حاسة بالسعادة في قلبها، مسك إيديها وباسها قدام الجميع وهو بيقول: 
- احنا بقينا لبعض يا حبيبتي، أنا بحبك يا حورية بحببببك أوووي!! 

صرخت وقالت بعشق: 
- وأنا بعشششقك يا قلبب وعييين حوورييية!!!!! 

إشتغلت الأغاني وبدأو الكل يرقص، في وسط ما كان عمران منشغل مع صحابه وبيرقص إتجهت حورية لبتاع الديجي وقالتله يشغل أغنية معينة وفعلاً شغلها..  إتصدم محمد لما الأغنية إشتغلت واللي هي "بيقولولي إني شبهك" قربت حورية منه ومسكت إيده وباستها وقالت بفرحة: 
- بحبك يا بابا، أنت سندي وأنت ضهري وصاحب عمري كله فعلاً 

حضنها محمد بحب أبوي تحت تصفيق الجميع ليهم و.. بس أنتوا مش شامين ريحة حريقة؟؟ أيوة هو عمران كان واقف بيشيط وهو بيبص عليهم بغيرة، قرب منهم وإتكلم بغيظ: 
- مش كفاية أحضان كده بقى ولا ايه؟ 

رد عليه محمد بضحك: 
- بنتي حبيبتي وهتوحشني! 

سحبها لحضنه وقال بإبتسامة ماكرة: 
- معلش يا عمي بقت مراتي بقى وأنا حُر! 

ضحكوا الجميع على مشاكستهم وبدأو في الرقص وسط فرحة الجميع.. بصت سعاد ليهم بغل وهي بتاكل ضوافرها فبصتلها ثريا وقالت بشر: 
- إتهدي ياختي ما أنتِ لو كنتي مليتي عينه مكنش أتجوز عليكي يا موكوسة!! 

بصتلها بغيظ وقالت: 
- طب أعمل ايه ياما ونبي قوليلي، أنا محروقة أوي من البت دي وعايزة أدمرررهاا بأي شكلللل... مش عايزة فلللوس عمرااان تروحلها مش معقووول تاخده مني بالساهل المفعوصة دي!! 

بصت ثريا بتفكير لحورية اللي كانت الفرحة مش سايعاها وده كان باين من شكلها وثم نظرت لبنتها بخبث وشر وقالت: 
- لقيت الحل اللي هيقضي عليها نهائي ومن أول يوم بس 

بصتلها سعاد بتركيز وقالت بغل: 
- ماتقوووولي على طوول أنتِ لسه هتنقطيني ياما!! 

إتوترت ثريا وقالت بخوف: 
- بس لو حد عرف باللي هيحصل وبذات عمران مش بعيد هيموتكك ورقبتك تطير فيها! 

لغت سعاد أي ذرة عقل موجودة فيها وقالت بنبرة متسرعة: 
- أرجوكي قووولي بقى مش مهم وهو عمران ايه اللي هيعرفه يعني، قولي أنتِ بس وملكيش دعوة! 

بدأت ثريا تقولها على فكرتها الشنيعة أما سعاد كانت بتسمعها بصدمة.. وبعد ما خلصت حطت سعاد إيديها على وشها وهي بتقول: 
- يا نهااار أسووود!! ايه الفكرة دي ياما!! ده لو حد عرف هيدبحووووونييي ويدبحووكي!!! 

قالت ثريا بغضب: 
- يدبحوني ايه أنا مالي.. عمومًا دي الطريقة الوحيدة اللي تقدري تخلصي منها طول العمر فلو أنتِ عايزة جوزك وفلوسه يكونوا ليكي لوحدك فنفذي الطريقة دي! ولو مش عايزة بقى يبقى سيبيهولها تلهف منك كل حاجة على الجاهز! 

ردت سعاد بغل وهي بتبصلها: 
- وليه تلهف مني كل حاجة!!! لا أنا هنفذ اللي قولتيلي عليه بالحرف الواحد، بس أنتِ ساعديني
... 

أنتهى الفرح وطلع عمران وحورية لشقتهم، فتح عمران الباب وبصلها وقال بعشق: 
- أدخلي برجلك اليمين يا عروسة

خطت حورية أول خطوة لجوه وقلبها بيدق بقوة.. حطت إيديها على قلبها وبدأت تمشي براحة لحد ما دخلت وهو دخل وراها.. جسمها أرتجف لما قفل الباب فبصتله بتوتر وبعض نظرات الخوف، إبتسم عمران وقرب منها وملس على خدها بحنان: 
- متخافيش يا حبيبتي، أنا عمران حبيبك وخلاص بقيت جوزك، مش ده كان حلمك برضو يا حوريتي؟ 

غمضت عينيها بخجل وتوتر وهمست: 
- أ.أيوة ك.كن.كنت بت.بتمنى إنك.. تبقى.. تبقى جو.جوزي وربنا حقق أمنيتي. 

قرب منها أكتر وضمها لحضنه وقال بحب: 
- وربنا كمان حققلي أمنيتي أنا كمان وبقيتي مراتي حلالي.. 

همست بعدم تصديق: 
- مش قادرة أصدق يا عمران إننا بقينا لبعض خلاص، أنت كنت حلم بعيد أوي وكان في بالي إني مش هقدر أوصله.. بس ربنا كان ليه حكمة تانية.. ربنا يقدرني وأسعدك وأكون الزوجة الصالحة ليك. 

إبتسملها عمران وباس راسها وقال: 
- ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي أنا مش عايز أي حاجة في الدنيا غير إنك تكوني جمبي ومعايا وده الشيء اللي هيسعدني ويريح قلبي. 

إبتسمتله بحب فميل عليها وفي لحظة كان شايلها بين إيديه تحت صدمتها، دخل بيها الأوضة نزلها بهدوء وقال: 
- يلا يا قلبي غيري فستانك ده و... 

- نصلي الأول! 
قالتها بسرعة وبصتله بتوتر وإيديها بترتعش، إتنهد وقرر إنه يعاملها براحة وهدوء علشان متخافش منه، مسك إيديها الصغيرة بين إيده وبص لعيونها وقال بطمأنينة: 
- أنتِ اللي قاطعتيني ياحبيبتي، أنا كنت لسه هقولك غيري الفستان والبسي إسدال ونصلي وبعدها بقى نبقى نشوف الموضوع... 

بصتله بخجل وهزت راسها ودخلت بسرعة الحمام، نفخ بعمق وقعد على السرير وقال:
- أهي البنت دي تكفير لكل ذنوبك يا عمران.. لازم تاخدها بالصبر علشان متخافش منك وعلشان هي لسه بريئة متإذيهاش بغضبك.. 

شوية وطلعت وهي لابسة الإسدال، بصلها بصدمة وذهول من جمالها بالحجاب.. قربت منها بخجل من نظراته وهمست: 
- أنا خلصت.. 

إبتسم عمران وقال: 
- شكلك تحفة بالحجاب يا حورية.. حورية وأنتِ فعلاً حورية! 

ضحكتله بحب فإبتسملها وبدأو يصلوا.. لما خلصوا فضلوا قاعدين شوية بيدعوا من جواهم...... قرب عمران منها وحط إيده على دماغها وهو بيقول شوية أدعيه خليتها تحس بالسكون والطمأنينة،  إبتسم وسحب الحجاب من على راسها فظهر شعرها الأسود.. قرب شوية منها وميل عليها دافن راسها في عنقها وهو بيستنشق ريحتها اللي بتردله الحياة.. غمضت عينيها بضعف وبدأ هو يشيل الإسدال.. إتصدم عمران من جمالها اللي سحر قلبه.. إتكلم بحب وهو بيتأملها من راسها لحد رجليها: 
- معقول الجمال ده كله بتاعي أنا؟!! 

هزت راسها بخجل قرب منها وميل على شفايفها و..... 

في صباح يوم جديد
فتح عمران عينه وبص جمبه ملاقهاش موجودة ف رفع حاجبة بإستنكار وقام وبدأ ينادي عليها في الأوضة: 
- حورية، يا حوووورية! 

ولكن مفيش رد! إستغرب شوية وطلع من الأوضة في إتجاهه الصالة ولكنه وقف بذهول وعيونه إتسعت بصدمة لما لاقاها مرمية في الأرض والدم مغرقها ومغرق المكان وجرح عميق في بطنها وعلى أثره سكينة مغروزه جواها...
قرب منها بعدم إستيعاب وحط إيده تحت ضهرها وسحبها لصدره وهو بيقول بصدمة: 
- حورية!!! حووورية ردددي عليااا!!! 

ملقاش رد، حط إيده على قلبها ولقى نبض خفيف يكاد يكون مش موجود.. دموعه نزلت من خوفه على حوريته، شالها بين إيديه بسرعة ودخل الأوضة حطها على السرير وطلعلها عباية لابسهالها وشالها... بدأ ينزل لحد ما وصل لدور الأرضي وفي الوقت ده كان الكل متجمع وأول ما شافوه إتصدموا وبدأت التساؤلات ولكن قاطعهم عمران بحدة وقلب موجوع: 
- مش وقته خالص أسئليتكم دي لما أرجع نبقى نتكلم! 

كلهم كانوا مصدومين وخايفين من المنظر إلا هي فكانت بتبصله بخبث وحقد.. قرب منه حازم وقال: 
- تعالى يا عمران أوصلك مش هتعرف تسوق وأنت بالحالة دي! 

هزله عمران راسه بدون ما يتكلم فإتحرك معاه حازم لحد ما وصله للعربية.. ركب عمران ورا وعلى رجله حورية، شوية من الطريق وكان الصمت سائد المكان سمع حازم صوت بكاء عمران فبصله بصدمه من المرايا وقال: 
- عمران! أنت بتعيط؟! 

إتكلم من وسط دموعه وهو بيشدها لحضنه أكتر وأكتر: 
- هتروح مني يا حازم!! هتروووح مننننيييي!!! مش ممكن تسيبنيي!! أحنا لسه بنبدأ حياتنا!! ليهه تنتهييي قبل ما نبدأهااا للللييييه؟!!!! 

إتكلم حازم بحنية أخ: 
- ماتعيطش ياخويا.. هي هتبقى كويسة إن شاء الله بس ماتعيطش، الزعيم أقوى من كده! 

بصله عمران ضعف ولكن سرعان ما تحولت نبرته لشر وحقد شديد: 
- أقسم بالله العظيم لأندم اللي عمل فيها كده.. أقسم بالله لأوريه الموت قصاد عينيه!!! 

شوية وكانوا وصلوا للمستشفى، نزلوا وجري عمران بسرعة ودخلها وبدأ يسأل على دكتورة لحد ما جاتله واحدة وبدأو يدخلوا بحورية لغرفة العمليات، قلبه إتقبض بقوة وهو شايف ناس داخلة وناس خارجة وزعيق وحاجات كتيرة عجز عن وصفها... قعد على ركبته قدام الباب مستني طوق النجاه، بدأ يخبط دماغه في الحيطة بقوة فشده حازم وهو بيقول بغضب:
- فوووق مش ده الحل!!
قعد عمران على جمب ودموعه نزلت بشكل أقوى ورفع إيده لسما وبدأ يدعي: 
- يارررب.. يااارب قومها بالسلامة ياااررررررب

ربت حازم على كتف أخوه بمواساة وحزن.. وفجأة سمعوا صوت محمد وهو بيزعق بجنون... قرب محمد منه ومسكه من هدومه وهو بيقول بغضب جحيمي:
- عمللتتتت في بنتييي ايييييه يا عمرررااان!!!! بقى هي دييي الأمانة اللي وصيتك عليييهاا؟!!! قولتلييي هتحاافظظظ عليييها.. مطلعتشش قددد كلاامككك لييييه؟!!! ردددد علييييييياا!! ليه أذيتهاااا.. لييييه ماصبررررتش علييييهااا وأنتتتت عارف إنهااا صغيررررة!! 

بكى عمران وقال: 
- ماتفهمش غلط يا عمي.. بس والله العظيم أنا مأذيتهاش.. أنا صحيت ملقتهاش جمبي دورت عليها لقيتها... لقيتها.. 
مقدرش يكمل كلامه وبكى أكتر.. بصله محمد بغضب وبدأ يضرب الحيطة زي المجنون.. ولكن ماحدش يقدر يلومه.. فهي بنته الوحيدة وقطعة من قلبه، قربت زينة منه وملست على ضهره وهي بتقول بدموع: 
- إهدى إن شاء الله حورية هتقوم وهتبقى كويسة بس إهدى.. 

مرت ساعات على الوضع ده لحد ما خرجت دكتورة وهي على ملامحها حزن شديد، وقف عمران وقرب منها وقال بلهفة: 
- فاقت؟ حوريتي فاقت؟!! 

بصت الدكتورة لحازم بصمت وحزن واضح على ملامحها وهمست: 
- البقاء لله. 

قالتها الدكتورة وسابتهم ومشيت... صمت، صدمة، زهول، وجع، حزن، سند عمران على الحيطة بعدم إستيعاب وهمس بصوت مبحوح: 
- البقاء لله في مين يا حازم؟ هي قصدها على حد تاني مات ولا ايه؟! طب أنا مالي هي مابلغتنيش عن حورية ليه؟*أكمل بضيق* روح يابني شوف البت الخرفانة دي وقولها تتأكد من الحالة وتقولنا حورية هتفوق أمتى! 

وقع محمد وفقد الوعي تحت صرخات زينة، سكت حازم ودمعة من عيونه نزلت على حالة الجميع، بصله عمران بغضب ومسكه من لياقة قميصه وقال: 
- واااقف للللييييه!!!! ماروووحتتتششش تقولها ليييييهههه!!!!! حورررررييييية مامتتتتشششش ياااا حااااازم!!! حورررريييية كوووويسسسسةةة!!! 

ضمه حازم بقوة شديدة وهو مش عارف إزاي هيهديه فإنهار عمران داخل أحضانه وصرخ بقوة: 
- حووووررررررريييةةة ماااتتتتت!!!! سابتنننيييي لللييييه!!!! ده لسهه فرررحنننااا كان إمبارررح!! هييي مكنتش بتحبنننييي علشان كده سابتنييي!! 

أجاب حازم بحزن: 
- لا يا عمران، كانت بتحبك أوي أوي!! بس ربنا بيحبها أكتر منك علشان كده خدها لجنته! 

زقه عمران وقال بشراسة ودون وعي: 
- محدششش بيحبهااا أكتررر منييي!!! أنا عايزاااهاااا ربنا ليه أخدها مني!!! أنا عملت ايه علشااان يجازيينننييي كده!!! 

قرر حازم يفوقه من اللي هو فيه ده ف ضربه بالقلم وهو بيقول بغضب: 
- لا يا عمران فوق!!! أنت كده بتغلط في ربك!! فوووق يا عمرااان من حالتك دييي!!! فووووووووق وأوعى تنسى نفسك!! 

وفعلاً ضربة أخوه فوقته، فتح عينه بزهول وسكت.. إتنهد حازم بضيق وقال: 
- هروح أدفع فلوس المستشفى وهجهز اجراءات الدفن وأنت أتصل بأمك وأبوك علشان يجوا ويشوفوا هيعملوا ايه! 

ماردش عليه عمران بل كان مركز في السرير المتحرك اللي كانت عليه حورية ومحطوط عليها ملايا بيضة.. قرب منها وعيونه بتلمع بالدموع، ملس على وشها المتغطي وهو بيهمس: 
- حوريتي.. حورية العمران، فوقي يا عمري، أنا هنا جمبك ومش هسيبك أبدًا *كمل بشهقات* بس ماتحرمنيش منك يا حورية!! مش كنتي بتقوليلي أننا هنكمل حياتنا سوا؟ طب ليه عايزة تعذبيني.. ليه يا حورية؟؟!! أهون عليكي يا نور عيني؟! أهون عليكي توجعيني بالشكل ده؟! غيابك خلى روحي تنطفي يا حورية.. غيابك وجعني بشكللل مش ممكن تتخيليه! طيب ممكن تفوقي وأنا وعهد الله ما هبعد عنك مره كمان؟ مش هروح الشركة ولا حتى هنزل لأمي وأبويا.. هكون معاكي وبس يا نن عيني! فتحي عيونك يا حبيبتي.. فتحيها أبوس إيدك! 

بعد ما قالت زينة لدكتورة في المستشفى تطمن على محمد، قربت من جثة بنتها وهي مصدومة.. مش قادرة تتخيل إن بنتها.. بقت.. جثة!! 
قربت منها وإبتدت تبكي بعنف وهي بتقول: 
- قومي يا حورية.. يلا علشان بابا مايزعلش منك ويزعل من عمران.. قومي طيب علشان خاطر بابا اللي أكيد هيتعب من بعدك، فوقي وقومي يلا علشان عمران حبيبك.. مش ده اللي كنتي بتحلمي أنك تبقي معاه؟؟ طب فوقي علشاانيي! 
وفجأة سمعوا صوت خديجة وهي بتجري عليه وبتقول بدموع: 
- حورييية!!!

قرب شريف من ابنه وحط إيده على كتفه وإتكلم بحزن: 
- ماتعملش في نفسك كده يا عمران، مكنتش أعرف أنك بتحبها أوي كده بس برضو يابني لو فضلت على الحال ده هتعذبها! كل اللي عليك إنك تدعيلها بالرحمة وتاخد حقها من اللي عمل كده علشان تكون مرتاحة! 

بصله بوجع وعيون منتفخة من كتر البكاء وقال بغصة: 
- قصدك إني أنساها؟! مستحيل!! حورية العمران مش ممكن تتنسي... 

قبل ما شريف يرد عليه ظهر صوت سعاد من وراه وهي بتقول بزعل مصطنع: 
- يا عيني كانت عروسة زي القمر مالحقتش تتهنى بجوازها يا حبيبتي... يلا ربنا يرحمها خدت الشر وراحت من أول يوم. 

وكإن عمران ماصدق إنه يطلع غضبه في حاجة.. قرب منها وإنهال عليها بضربات عنيفة وسط صدمة الدكاترة.. صرخ عمران فيها بقوة وقال: 
- يابنت ال### يا و### جاية تشمتييي فيهااا وفيااا ي بس وحياة أمي لأقتلككك... أكيددد أنتِ السببب!!! يا حقوووووودة يا####

قرب منه شريف وحازم وبعدوه عنها بصعوبة.. وقف بعيد وهو بيلهث ف لما شافوا الدكاترة المنظر راحو عند سعاد وأخدوها علشان يعالجوا النزيف اللي حصلها.. أما هو فمش عارف مين اللي هيقدر يعالج نزيف قلبه! 

مرت الشهور بوجع وكسرة على الجميع
وفي يوم كان قاعد قصاد قبرها وهو بيتكلم معاها كالعادة:
- إزيك يا حورية العمران، وحشتيني أوييي يا حبيبتي ونفسي أخدك في حضني بس مش مشكلة هصبر لحد ما أجيلك أو ترجعيلي *إبتسم بحب موجوع وقال* كلهم بيلوموني يا حورية على حبي ليكي.. بيقولوا عني مجنون.. بس محدش عارف إني بموت في اليوم مليون مرهه.. أول مره أخلف بالوعد لما قولت لعمي إني هحافظ عليكي.. بس... بس مقدرتش أحافظ عليكي! *دموعه نزلت وكمل* أنا آسف والله ياريت تسامحيني وبتمنى عمي محمد كمان يسامحني، أرجعيلي وأنا مش هنام الليل علشان أحرسك ومخليش أي مخلوق يإذيكي.. أرجعي أبوس إيدك! أرجعي أنا مابقتش قادرر أعييش!! 

كان واقف وراه وهو بيبصله بحزن.. قرب منه وحط إيده على كتفه وقال: 
- مسامحك يابني. 

لفله فقعد محمد قصاده بضعف وقال وهو بيبص للقبر: 
- كانت بتحبك أوي.. كان واضح من تصرفاتها. 

دموع عمران نزلت وقال: 
- وأنا بعشقها، مابقتش قادر على بعدها.. وللآسف مش لاقي الي عمل في حوريتي كده.. حاولت والله وعملت كل حاجة بس مفيش دليييل!! 

إتنهد محمد بوجع ومتكلمش

مرت الأيام والأيام بقت شهور والشهور بقت سنين لحد ما عدى سبع سنين على وفاة حوريته... 

في شركة العزام وتحديدًا في مكتب الزعيم "

كان قاعد بهدوء بيتابع شغله إلا وأن قطع تركيزه صوت أخوه وضحكات طفل.. رفع عمران عينه لما إتكلم حازم: 
- سليم بيقولي أنا عاوز بابا لحد ما صدعت.. 

ساب عمران الأوراق من إيده ومسك الطفل وقعده على رجله وقال بهدوء: 
- ايه يا سليم، محتاج حاجة؟! 

بصله سليم وقال بنظرات بريئة: 
- أنت دايمًا بتقولي هتاخدني أنا وماما ونروح الملاهي! بس أنت طلعت بتكذب عليا كتير وأنا زعلان منك! 

ملس عمران على شعر سليم وقال: 
- خلاص يا سليم يلا بينا نروح الملاهي.. 

سقف سليم وقال بفرحة: 
- بجد!!! هيييياااااا

ضحك حازم ولكن ضحكة حزن على برود أخوه ووجعه المخفي من ساعة اللي حصل، خرج عمران وسليم مع بعض.. فإتنهد حازم بعمق وهو بيدعي من قلبه إن اخوه يحاول يتخطى أو ينساها... 

شوية وكان عمران وصل فإبتسم بهدوء وقال لسليم: 
- هروح أنادي لماما، خليك هنا. 

هز سليم راسه بسعادة.. طلع عمران لشقته ولكن قابل في طريقه أمه.. مسك إيديها وباسها وقال بإحترام: 
- رايحة فين يا أمي؟ 

إبتسمتله خديجة وقالت: 
- مش رايحة يابني كنت هطلع لسارة علشان فترة حملها

إتنهد عمران وهز راسه وهو بيقول: 
- ربنا يتمملها على خير، أنا طالع لسعاد 

نفخت خديجة بضيق وقالت بصوت خافت: 
- لولا سليم كنت زمانك مطلقها ورميها في أقذر زبالة! 

بص عمران بحزن لخديجة وهي كانت فاهمة مشاعره كويس أوي، حطت إيديها على صدره وقالت بحنية: 
- ربنا يداوي جروحك يا حبيبي ويرحم حوريتك.. 

إبتسم عمران ومتكلمش وطلع لشقة سعاد.. بدأ يخبط بهدوء وبعد شوية طلعتله سعاد وإبتسمت: 
- أنت جاي بدري كده ليه؟ وفين سليم؟! 

أجاب ببرود: 
- جهزي نفسك يا سعاد علشان هنخرج أنا وأنتِ وسليم. 

إبتسمت بإتساع وبعدين بصتله بخبث، قربت من زراير قميصه وبدأت تعبث فيهم وهي بتقول: 
- وحشتني أوي يا زعيم. 

حاول يكتم قرفه من نحيتها وقال ببرود مصطنع: 
- سليم مستنينا تحت في العربية، خلصي البسي يلا! 

قربت من رقبته وطبعت بوسة عليها وقالت: 
- بس أنا عاوزاك يا زعيم!! 

غمض عينه بضيق وسابها ومشي تحت غضبها الشديد منه ومن تصرفاته ولكن هي بتتوعد جواها بالكتييير أوي ليه وللكل.. 

دخلت لبست ونزلت تاني ركبوا العربية وراحوا للملاهي.. نزل عمران وشال سليم وقال بهدوء: 
- قول يلا يا حبيبي.. عايز تلعب أنهي لعبة؟ 

حط سليم إيده على دقنه بتفكير ولكنه قال بعدها:
- كلها يا بابا! 

بص عمران نظرة سريعة وقال بضيق: 
- كلها؟ مش هينفع يا حبيبي.. في حاجات صعبة مش هينفع تركبها لأنها لكبار بس

رد سليم بتصميم وبثقة: 
- لا كلها وطالما أنت هتركب معايا مش هخاف أبدًا

قرص عمران خده وقال بغيظ مازح: 
- وأنت قررت مع نفسك كده يابن الكلب إني اللعب معاك كل الألعاب؟؟!! 

ضحك سليم بقوة فإبتسم عمران وهز راسه بقلة حيلة..
في مكان بعيد "

كانت واقفة بتبص للبحر وعيونها كانت بتسيل بالدموع.. حست بإيد رقيقه بتملس على رجلها بصت وراها لقيتها بنتها، مسحت دموعها ونزلت لمستواها وقالت بحب: 
- ماسة حبيبة ماما

إبتسمت ماسة وقالت ببراءة: 
- هو أنتِ كنتي بتبكي ليه يا ماما؟ 

مسحت على شعرها وقالت بحنان وهي بتقبل خدها: 
- ده هوا دخل في عيني يا قلبي.. 

إتنهدت ماسة وقالت بحزن: 
- أنا دايمًا بقولك يا ماما عايزة أشوف بابا، عايزة أشوف بابا، بس أنتِ بتقوليلي إن ماينفعش نشوفه.. طب هو ليه ماينفعش يا ماما؟ هو يعني بابا مابيحبنيش علشان كده مش عايز يشوفني؟ طب هو أنا نفسي أشوفه في الحقيقة أنتِ دايمًا بتخليني أشوف شكله في الموبايل.. هو جميل يا ماما ونفسي يلعب معايا ويكون صاحبي *دمعة نزلت من عيونها وكملت* كل ما بروح المدرسة بشوف أبهات صحابي وكمان صحابي بيفضلوا يعايروني ويقولولي إن معنديش أب يجبني المدرسة ولا عندي أب يحبني ويلعب معايا ويكون صاحبي.. هو أنا وحشة يا ماما؟؟!! 

بكت بحزن من كلام بنتها، حضنتها بقوة وقالت بدموع: 
- بابا بيحبك أوي أوي يا ماسة، بس هو مايعرفش إنك موجودة! بس هو لو كان عارف كان هيموت فيكي، وياحبيبتي صحابك دول وحشين علشان كده بيقولوا الكلام ده.. ولكني أنا ماما أنا دايمًا معاكي يا ماسة، هكون دايمًا في ضهرك. 

صوت بكاء من الاتنين كان مسمع اليخت.. طلع على أثره واحد وقال بلهفة: 
- مالكم؟ بتعيطوا ليه؟!! مالك يا حورية؟ أنتِ كويسة؟! 

رفعت حورية عيونها عليه وقالت: 
- كويسة يا أمجد. 

قرب أمجد منها وقال برفعة حاجب: 
- إزاي كويسة وأنتِ منهارة بالشكل ده؟ 

بعدت حورية عن ماسة وكانت لسه هتتكلم ولكن ماسة قاطعتها: 
- كنا بنتكلم عن بابا يا عمو أمجد. 

نزل أمجد لمستواها وقال: 
- طيب يا حورية يا صغيرة أنتِ، روحي دلوقتي أوضتك علشان عاوز أتكلم مع ماما كلام كبار! 

مشيت ماسة لجوا.. قرب أمجد من حورية شوية وقال بتنهيدة: 
- مش ناوية تنسي بقى يا حورية؟ عدى سبع سنين! 

بصتله بحزن وحطت إيديها على قلبها وهي بتقول: 
- مش قادرة أنسى يا أمجد، أنساه إزاي وهو أول حب في حياتي؟ واحشني أوي يا أمجد واحشني بطريقة محدش يتخيلها... أنا السبب لو مكنتش وافقت على اللي حصل مكنش زمانا بعدنا عن بعض، أنا مصبرة نفسي إني بتابع أخباره من على الفيس وهو بينشر صوره.. ولكن الفرحة مش باينة في عيونه ولا حتى إبتسامته بتدل إنه سعيد! *بكت بحرقة* حياتي في بعدي عنه دمااار.. أول يوم جوازنا وبعدها إتحرمنا من بعض تاني! كإن ده قدر ومكتوب إننا مش لبعض! بس أنا بحبه أوي أوي أوي، عايزة ارجعله! *ثم بكت بقوة أكبر* ولا بابا وماما! وحشوووني أووي!! مش عارفة عنهم أي حاجة، قلبي وجعني عليهم أوي!! نفسي أروحلهم تاني. 

ربت أمجد على كتفها وقال بحزن: 
- إهدي يا حورية! أنا عارف قد ايه أنتِ بتحبيه وقد ايه بتحبي والدك ووالدتك! بس ده قدر ومكتوب يا حورية! ولو رجعتي مش بعيد الحربوقة دي تعمل نفس اللي عملته ولكن المرة دي تقتلك فعلاً! 

بصتله بقلة حيلة ف إبتسم وهو بيقول: 
- روحي صلي ركعتين وإن شاء الله ربنا هيقف جمبك. 

إبتسمت وبعدها قالت بتوتر: 
- أنا هتصلي بـ بابا وهعرفه كل حاجة. 

بصلها وإتنهد بعمق وقال: 
- طيب يا حورية أعملي اللي يريحك بس أهم حاجة ميكنش هيضرك. 

بصتله بإبتسامة وهزت راسها، مشيت من قدامه وهي رايحة الدور السفلي من اليخت لأوضتها، غمض أمجد عينه بوجع وقال: 
- يا بختك يا عمران، معقول بتحبك كل الحب ده؟! يا بختك بجد كان نفسي بس تفكر فيا ولو دقيقة! أنا بعشقها أوي بس هحاول أستحمل علشان أشوف فرحتها. 

كانت بتسمعه ماسة وهي واقفة وراه بس مستخبية.. غمضت عينيها وقالت بحزن وصوت خافت: 
- ماتقلقش يا بابا وماتقلقش يا عمو أمجد، ماما هترجع لبابا وأنت يا عمو أمجد هتلاقي الشخص اللي يحبك. 

قالت كلامها ونزلت أوضتها.... 

أما في مكان تاني "

كان صوت القرآن مسمع في الشقة كلها، كان قاعد على المصلية وهو بيقرأ قرآن وبيدعي ودموعه على خده.. قربت منه بحزن وملست على كتفه وهي بتقول: 
- إهدى يا محمد، بلاش تعيط بقى ياخويا.. العياط غلط عليك! 

ساب محمد المصحف وبصلها في عيونها بوجع شديد وهمس: 
- وحشتني أوي يا زينة، حورية وحشتني أوي!! 

إتنهدت زينة بحزن ووجع حاولت تخفيه وقالت: 
- ربنا يرحمها يا حبيبي. 

قام محمد من على السجادة على صوت رنة تليفونها، مسح دموعه من على وشه وراح نحية تليفونها فـ لاقاه رقم غريب، رفع حاجبه بإستغراب وقفل عليه، ولكن الرقم بدأ يرن عدة مرات، فإتكلمت زينة بهدوء: 
- رد يا محمد ممكن يكون حد عايزك في الشغل أو حاجة مهمة

هز راسه وفتح المكالمة وهو بيقول بهدوء: 
- الو السلام عليكم. 

قلبه خفق بقوة لما سمع صوت المتحدث: 
- وعليكم السلام يا.. يا بابا. 

إتسعت عينيه بقوة وهو بيبص لزينة اللي كانت بتبصله بإستغراب، همس محمد بعدم تصديق وبأنفاس متقاطعة: 
- ح..حور...حورية؟؟؟!!! 

صدمة حلت على زينة ومحمد من أثر صدمتهم، سكت محمد تمامًا وعجز عن النطق بعد ما أجابت على سؤاله وهي إنها فعلاً حورية.... صدمة تليها صدمة ولكن خرجتهم من صدمتهم لما قالت: 
- بابا... أنت كويس؟! 

وأخيرًا سمح لدموعه أنها تنزل وشهقاته اللي إبتدت تعلى: 
- أنتِ... أنتِ عايشة يا حبيبة أبوكي؟! ع..عايشة يا حورية!! طب... طب، أنتِ فين دلوقتي؟!!! محتاجااك أوي يابنتيي!! وحشتيني... وحشتينيييي يا حورية أوي

قربت زينة من محمد بدموع.. وهمست بفرحة: 
- حورية عايشة يا محمد؟؟؟!! 

ماردش عليها بل كان بيسمع لحورية وهي بتقول بحزن وشهقات مرتفعة بتدل على بكائها الشديد: 
- وأنت كمان وحشتني يا أغلى ما ليا، بس والله يا بابا غصب عني! سعاد مرات عمران.. طلعت عليا اتنين رجالة و... *بكت بحرقة وغصة* وخليتهم يغتـ.ـ.ـصبوني يا بابا... وبعدها طعنوني بالسكينة وطلعت سعاد وكانت بتقولي أني مش هموت ولكن لو مامشتش هتخليهم يعملوا فيا كده كل يوم وكمان هيقتلوكم ويقتلوا عمران.. غصب عني ماقدرتش أشوف فيكم أذى!! معرفش ايه اللي حصل بعدها ولكن سمعت أنكم عرفتوا إني مُت وهي كانت السبب في التقرير ده.. بس يا بابا أنا عمري ما نسيتكم.. كنت كل يوم بدعيلكم وبدعي لعمران، وبعدها أكتشفت إني حامل..

كان مذهول من كلامها.. كلامها اللي خلى قلبه يتوجع عليها وبقوة.. قد ايه بنته عانت كل ده!! رد عليها محمد: 
- سعاد بنت الكلللبب أقسم بالله لأندمها على اللي عملته فيكي يا حبيبتي!!! بس طمنيني عليكي دلوقتي يا نور عيني، عايشة إزاي؟! 

ردت عليه حورية بسرعة: 
- لا يا بابا ماتعملش حاجة! أنا اللي هجيب حقي يا بابا! بس أرجوك بس عايزة أقابلك ضروري! 

رد عليها محمد بحب: 
- ماشي يا حبيبة بابا، شوفي هنتقابل فين وإبعتيلي من رقمك ده على الواتس. 

ردت حورية بتنهيدة: 
- حاضر يا بابا، هي ماما عندك؟ 

أدى محمد لزينة التليفون فإتكلمت زينة بلهفة: 
- حورية... أنت كويسة يا حبيبتي؟؟!! 

ردت حورية عليها بحب: 
- كويسة يا أحلى ماما في الدنيا، وحشتيني أوي يا ست الكل! 

إتكلمت زينة بدموع الفرح: 
- وأنتِ وحشتيني أكتر ياروح قلب ماما!! وجعتي قلبي يا حورية!! مش ناوية تيجيلنا بقى؟ وحشتينا! 

إتنهدت حورية بتعب: 
- إن شاء الله، ربنا يسهل بس وأجيلكم. 

بعد كلام كتير قفلوا مع بعض ف إبتسمت زينة لمحمد بسعادة: 
- شوفت كرم ربنا يا محمد! أهي بنتنا طلعت عايشة!! 

ضحك محمد برضا وقال: 
- طب يلا معايا علشان نصلي ركعتين شكر لله! 

مرت الأيام وكانت حورية بتروح لمحمد وزينة اللي كانوا حرفيا كل شوية يحضنوها وهما مش مصدقين نفسهم، ولما بيجي اليوم والمعاد بتاع عمران علشان يروحلها هي بتمشي وهكذا.. ولكنها كانت متوترة إن حد يقول لعمران وكانت حريصة جدًا إن محدش يشوفها.. عدى وقت كتير لحد ما في يوم قلب كل المتوقع... 

خلص عمران شغله وهو مُرهق وطلع من الشركة وركب عربيته وراح يجيب شوية طلبات من المحلات وبعد ماخلص راح لشقة محمد، بدأ يخبط كذه مره لحد ما فتحله محمد وهنا إتوتر: 
- ع. عمران؟ خير يابني محتاج حاجة؟! 

بصله عمران بإستغراب وإتكلم: 
- في ايه يا عمي؟ مالك! متوتر كده ليه؟! هو في حاجة ولا ايه؟! 

بص محمد لجوا وشاور لحورية ورجع بصله وقال بسرعة: 
- لا يابني أتفضل... 

دخل عمران ولكنه صُعق من هول الصدمة لما شم ريحتها الظاهرة أويي.. غمض عينيه وهو بيقول لنفسه: 
- بقيت مهوس بيها يا عمران! لدرجة أنك حاسس إنها موجودة دلوقتي. 

فتح عينه بحزن وحط الشنط على الأرض وقعد على الكرسي وهو بيقول: 
- قولت أجبلكم شوية حاجات وطلبات وأنا جاي، وقولت قبل ماروح أجيلك ياعمي علشان حابب أشم ريحة حورية في البيت ده. 

كانت حورية بتسمعه من أوضتها وقلبها كان بيدق بعنف.. حطت إيدها على شفايفها وهي بتحاول تكتم شهقاتها.. فهمست بصوت خافت: 
- حبيبي يا عمران! وحشتني أوي ياحبيبي! 

بص عمران لمحمد وزينة وقام وقال بهدوء: 
- حابب أدخل أوضة حورية زي كل مره.. مشتاق أدخل أشم ريحتها في الهدوم. 

شهقت زينة بقوة ولكن وكزها محمد بخفة وقال: 
- مش هينفع يابني النهاردة.. زينة مانضفتش الأوضة وفيها تراب وكده... 

رفع عمران حاجبه بإستنكار وقال: 
- جرا ايه ياعمي؟ أنا قولت هدخل أوضة مراتي يعني هدخلها! 

بلع محمد ريقه وقال بصوت مسموع شوية علشان حورية تسمع: 
- خلاص يابني ليك حق طبعًا، البيت بيتك.. 

هز عمران راسه وبدأ يدخل لأوضة حورية.. فتح الباب بهدوء ودخل.. ولكنه غمض عينه بقوة لما...... 

تفتكروا ايه اللي حصل؟ 
وهل عمران هيعرف إن حورية لسه عايشة؟ 
ويا ترى حورية هتنتقم من سعاد؟ 
وهل يا ترى أمجد هيفضل متعلق بحورية ولا هيحصل حاجة تقلب كل ده؟؟؟؟
غمض عينيه بقوة وهو حاسس بريحتها ملت المكان.. إبتسم بحلاوة وقعد على السرير ومدد ضهره وهو بيقول: 
- وحشتيني يا حورية العمران، وحشتيني يا حب عمري... وحشتينيي يا حوريتي.. 

أما هي فكانت نايمة تحت السرير ودموعها نازلة وهي سامعة صوته وكلامه.. ولكنها إستغربت لما شافت رجليه رايحة نحية الدولاب وطلع هدوم ليها وقعد على السرير تاني... وصوته بقى مسموع وهو بيقول: 
- نفسي تكوني معايا دلوقتي يا حبيبتي... تعبان ومحتاجك! مبقتش قادر أقرب من أي واحدة من بعدك!! غصب عني بقيت بغضب ربنا علشانك!! مابقتش بقرب من سعاد نهائي علشان مش عاارف المس واحدة غيرك!! يارب سامحني بس أنا مش قادر والله! 

حطت إيديها على شفايفها وهي بتجاهد بعزم مافيها أنها ماتطلعش صوت.. ولكن سكتت لما لقته بيبكي وهو بيقول من وسط شهقاته: 
- وح... وحشتيني... أ..أووي! 

بدأت تبكي أكتر وقالت في سرها:
- وأنت كمان ياحبيبي... وحشتني أوي

لما سمعت صوته بدأ يزيد في البُكاء ماقدرتش تتحمل حالته دي، دعت في سرها وإتنهدت بعمق وبدأت تقوم من تحت السرير بهدوء.. لقيته مغمض عينه وراجع بضهره لورا ودموعه مغرقة وشه.. بلعت ريقها خوفًا من المواجهة، ولكنها حسمت أمرها وقربت منه بخطوات هادية وبصت لإيديها وحطتها على صدره.. فتح عمران عينيه بصدمة لما شافها قدامه!! ولكنه همس بحزن شديد وهو بيبصلها: 
- معقول بقيت مهوس بيكي لدرجة إني شايف طيفك قدامي!! معقول بقيت مدمن ليكي لدرجة إني حاسك دلوقتي معايا! 

قربت منه وبدون مقدمات إترمت جوه حضنه وبكت بحرقة وشهقاتها عليت وهي بتقول: 
- أنا حقيقية يا عمران!! أنا مامتش! 

عقد عمران حواجبه وقال: 
- طب هو إزاي أنا حاسس بملمس جسمها؟!! إزاي طيفها بيتكلم كده؟! 

صرخت فيه وحاوطت وشه وبصت في عيونه وقالت: 
- أقسم بالله أنا حقيقية! أنا حوريتك! حورية العمران! أنا حقيقية يا عمران.. أنا لسه عايشة! 

وأخيرًا أستوعب فعلاً!! أنتفض من مكانه بقوة وبصلها بصدمة وذهول وهمس بعدم تصديق: 
- حوريييية!!! طب إزااااي!!! 

قربت منه وبصت في عيونه وأجابت: 
- يا قلب وروح وعمر وعيون حورية.. أنا عايشة يا حبيبي أنا! 

غمض عينيه وفتحها كذه مره ونبرته إتحولت لغضب شديد: 
- إزاااي!!! أزاااي هااان عليييكيي تسيبيييني أتعذببب سبع سنييين!!! إزاييي جااالللك قلللب!!!!! ردييي علياااا!!!! لدرجة دي كنتي مستهانة بييااا!!! أنا عملتلك اييييه!!! 

بكت بشدة وقالت: 
- متظلمنيش أبوس إيدك! أنا هحكيلك كل حاجة!

زقها بعنف وبصلها بدموع وقال: 
- تحكيلي ايييه!! أنتِ متعرفيش أنتِ عملتييي فيييا ايييه!!! أنتِ خلتيني أموووت وأنا عاايييش!!! إزاااي جالك قلبب تبعدددي وأنا روحيي كانتت معاااكي! ليه؟ قوليلي ليه؟ هو أنا أذيتك؟ ضربتك؟ هنتك؟ ولا مره عملت حاجة من دول.. ليييه أنتِ توجعيني بالشكل ده!! 

كانت لسه هتتكلم ولكنه قاطعها بغضب: 
- أخررررسيييي!!! مشش عايييز أسمممع صوووتتتككك!!! أنتِ بنسبااالي ميتة لحد الآن!! أنتِ دمرتي حيييياااااتييي!!! أناااا مكنتششش قاااادر أعيييش!!! كل ده بسببكك.. بسببك أنتِ يا حورية!! وعمييي محمددد!! اللي كنتتت بعتببره في مقام أبويييا! ليييه مقالليش أنك عااايششة!! للييييه ضحكتوووا عليييا كل دددده وكنتوا مستهزئين بمشاعري!! 

قعدت قدامه على الأرض وبكت أكتر وقالت بترجي: 
- أرجوك اسمعني ومتظلمنيش! 

هز راسه بالنفي وهمس بوجع: 
- مستحيل أسمعك بعد كده! مستحيل أصدددقككك!!! 

قال كلامه ولسه هيمشي ولكنها مسكت رجله وهمست بضعف وهي بتبص لعيونه: 
- عمران... ماتسبنيش.. أ..أر...أرجوك! 

بص لعيونها الزرقة اللي بتلمع بالدموع وجواهم مشاعر كتير أوي... هز راسه وإتكلم بصوت متحشرج: 
- هندمك على الوجع اللي عيشته بسببك. 

زق إيديها بعنف وطلع برة الأوضة.. أول ما جت عليه عيونه هو محمد، قرب منه وبصله بخذلان وهمس: 
- ليه يا عمي؟! 

بصله محمد وهو مش عارف يرد يقول ايه!.. رفع عمران إيده وشاور بيها ناحية أوضة حورية وقال: 
- ليييه خبيت عليا كل دهه وسايبني أتعذب!!! أنت أكتر واحد في الكون كله عارف قد ايه أنا عنيت من بعدها، ليه تكذبووا عليا بالطريقة البشعة ديي؟! يا خسااارة يا عمي.... بجد.... يخسااااارة!! 

محمد بصله بحزن وإتكلم: 
- والله يابني أنا مكنتش أعرف.. أنا لسه عارف من كام يوم بس و.... 

قاطعه عمران بغضب: 
- مش عايز أسمع كلام.. حورية هتبقى على ذمتي طول العمر... علشان أوجعها وأذلها زي ما وجعتني!!!! 

بص لأوضتها تاني وهي كانت واقفة بتبصله بكسرة.. فإتكلم بسخرية وقال: 
- يلا بقى علشان ترجعي بيت جوزك! 

- عمران أ...
مكملتش كلامها بسبب زعيقه القوي فيها: 
- قولتلك يلاااا بدووون نقااااش!!! 

بلعت ريقها بتوتر وبصت لأبوها ينقذ الموقف.. إتنهد محمد بتعب ف إتكلمت زينة: 
- أنت ليه مش عايز تعرف الحقيقة يا عمران؟ لو عرفت الحقيقة صدقني نظرتك هتتغير!!

بصلهم كلهم بغضب وقال: 
- حقيقة ايييه!! ماهي واضحة وضوح الشمس أهي! أنا طلعت بظلم سعااد وطول الوقت ده كله بشك فيها! طلعت مظلومةة وأنتِ يا حورية اللي طلعتي السبب أني أشك في مراتي! 

ماردتش عليه، كانت بتبصله بدون ماتتكلم ولا كلمة... قرب منها ومسك إيديها... ولكنه حس برعشة بتسرى في كامل جسمه من لمستها.. هو ملمسهاش من سبع سنين! بعد إيده بسرعة من إيديها وقال بنبرة أمر:
- يلا ورااااييييييا!!!

هزت راسها بدون إعتراض ودموعها كانت بتنزل بضعف وهي بتبص لمحمد.. قرب محمد بسرعة من عمران وقال بغضب:
- لو أذيييت بنتي هقتلك!! 

ضحكة قوية صدرت من عمران، كلهم إستغربوا ضحكته دي.. بعد ما خلص بصله بسخرية وقال: 
- تقتلني؟؟؟ وده على أساس أنك مقتلتنيش أنت وبنتك!!! هههه معلش بقى يا عمي... ديييي مراااااتي وأخدها وقت ما أحبب!!! 

قرب محمد من حورية وشدها وقفت وراه وقال بتحدي: 
- ودي بنتييي أناا ومش هسمح لأي مخلوق يمس شعره منها! وطالما أنت مش عايزها بإحترام ومسمعتنيش يبقى بنتي متلزمكش يابن العزام! 

- أنااا عايييز مرااااتييي يا عميي!! 
قالها وهو بيجز على أسنانه بغضب وهو بيبصلها، إتحركت حورية ووقفت قدام محمد وهمست: 
- هروح معاه يا بابا.

بصلها محمد بصدمة وقال: 
- هيإذيكي يا حورية! 

دموعها نزلت وإتكلمت: 
- مش هقدر أبعد عنه أكتر من كده... لو بموتي هروح معاه! أنا عذراه يا بابا علشان هو مش عارف ايه اللي حصل، لكنه لما يعرف هيفهم. 

بصت لعمران بعمق وإتنهدت وقالت: 
- يلا يا عمران.. أنا جاية معاك! 

بصت لمحمد وزينة بإبتسامة علشان تطمنهم وبعدها بصتله ومشيت وراه ونزلوا من البيت وركبوا العربية في إتجاهم للبيت وهما متجاهلين الكلام مع بعض نهائي... 
وقف العربية وقال بلهجة أمر: 
- إنزلي! 

نزلت ولسه هيمسكها من دراعها بعد إيده بسرعة وقال بحنق: 
- أمشي ورايا بدون نفس.. واللي هيسألك مترديش عليه سيبيني أنا اللي أرد، كلامي مسموع؟؟!! 

هزت راسها بدون كلام وإبتدت تمشي وراه لحد ما دخلوا البيت.. وقفت خديجة وسارة وسعاد من هول الصدمة.. بصلهم عمران وقرب منهم وقال: 
- حورية رجعت يا أمي. 

إتكلمت خديجة بعدم تصديق: 
- رجعتت!! إزااي!! مش هي.. مش هي كانت ميتة!!

ضحك بسخرية وإتكلم: 
- لا يا أمي، حورية كانت بتستغفلني طول السنين دي هي وأهلها... طلعت كداااابة!! 

عيونها دمعت وهي لا تقوى على الرد، وأخيرًا مسك دراعها بعنف وهزها وقال بقوة: 
- طلعتت واحدددة زبااالة سابتنيي أتعذبب كل ده وهي عايشة سعيدة هي وأهلها!! إزاي طلعوا ممثلين شاطرين أوي بصراااحة... أحييهم!! 

إبتسمت سعاد بشر وسعادة داخلية لأن من كلام عمران هو لسه معرفش حاجة وده موقف جامد أوي لصالحها، قربت من عمران وحطت إيديها على كتفه وقالت بحنان مزيف: 
- خلاص يا حبيبي ماتتعبش نفسك معاها هي واحدة زبالة فكك منها.. 

لانت ملامحه وإتكلم بهدوء: 
- بعتذر ليكي يا سعاد لأني ظلمتك وكنت بشك فيكي.. وطلعت الزبالة دي هي السبب في كل حاجة، وصدقيني أنا هحاسبها على اللي عملته ده! 

إبتسامة واسعة ظهرت على وش سعاد وقالت: 
- عادي يا حبيبي، المهم إنك عرفت إنها كانت خدعاك... 

صرخت بوجع وقالت: 
- مااا كفاااية بقى!!! أنت ماسمعتنييش يا عمراان!! يبقى متحكمش عليا من غير ماتسمع الحقيقة! 

إتوترت سعاد وقالت مُسرعة: 
- يلا يا.. يا حبيبي نطلع شقتنا وفكك منها.! 

للحظة سكت.. سكت وهر بيفكر، يا ترى يسمعها؟ ولا يتجاهلها ويدّوقها من كاس العذاب اللي دقه لمدة سبع سنين؟ بص لسعاد اللي كانت من هيئتها الخوف والتوتر، رجع بص تاني لحورية اللي كانت بتبصله بترجي.. بتتمنى إنه يقولها أحكي، هز راسه وبصلها وهمس بكلمة واحدة كفيلة تغير كل حاجة: 
- إحكي. 

إبتسمت بسعادة وكانت لسه هتتكلم إلا وأن سعاد إتكلمت بسرعة:
- أرجوك هي هتقول كلام فاضي، فكك منها وتعالي أطلع ريح جسمك من تعب اليوم، يلا يا حبيبي.. 

إتكلمت سارة:
- دلوقتي يا زعيم لازم تسمع اللي حصل من حورية ومن سعاد.. أنا مش بدافع عن أي واحدة فيهم بس الحقيقة اللي هتظهر واللي يطلع غلطان... حقه إنه يموت!! ودلوقتي خلي حورية تحكيلنا اللي حصل بتفاصيييل حتى لو كانت تفاصيل مش مهمة! 

بلعت سعاد ريقها بتوتر وقالت: 
- طيب أنا... أنا ه.هحكي الأول! 

بصلها الكل بتركيز وخصوصًا عمران بص لعينيها بقوة وهو مستنيها تتكلم، أخدت نفس عميق وبصت لحورية بكره وإبتدت تتكلم: 
- يوم جوازك يا زعيم أنا كنت قاعدة أنا وأمي بنخطط إزاي أفرقك عن حورية.. طبيعي نفكر في كده لأني مراتك ومش عايزة حد يشاركني فيك! خططنا فعلاً لفكرة بس قررنا منفذهاش لأنها كانت فكرة بشعة وماقدرتش أعملها... تاني يوم كنت قاعدة معاهم تحت عادي وأديك كنت شايف بنفسك... بعدها أتصدمت إنها زي ما بتقولوا ماتت... ولسه مصدومة دلوقتي برضو إنها طلعت عايشة مش ميتة! ده كل اللي حصل يا زعيم

بص لسليم ابنه اللي كان بيبص للي بيحصل بخوف.. فإتنهد عمران وبص لحورية وقال وهو مركز في عينيها: 
- إحكي يا حورية! 

أخدت نفس عميق ودموعها نزلت وقالت: 
- هحكي... هحكي يا عمران، بس من إنهاردة مش هكون موجودة في حياتك! 

قلبه دق بوجع من كلامها وقال وهو بيحاول يتماسك: 
- هنشوف.. لو كنتي صادقة هسيبك، بس بقى لو كنتي بتكدبي... مسيرك الموت! 

غمضت عينيها وإتنهدت بعمق وإبتدت تحكيله كل حاجة من سبع سنين......
في نفس الوقت اللي إبتدت حورية فيه تحكي كل حاجة كان نفس وقت دخول شريف وحازم من الباب وهما بيبصولها بصدمة... 

"فلاش باك" 

كان اليوم ده يوم فرح حورية وعمران، كانت بتبصله وهو نايم بحب كبير وهي مش مستوعبة إنها بقت مراته!... باب شقتهم خبط فـ لبست أسدال بسرعة وهي مستغربة من اللي بيخبط في الوقت ده، قربت من الباب وهي بتتكلم: 
- مين؟ 

ملقتش رد ففتحت وكانت لسه هتصرخ إلا وأن شخص حط إيده على شفايفها بقوة والشخص التاني قفل الباب وقطعلها هدومها بعنف.. بدأت تحاول تقاومهم ولكن ماقدرتش لأن فعلاً كانوا أجسادهم ضخمة قصاد ضعفها، ضربوها بقوة على دماغها ف حست بالدوخة والمقاومة بتاعتها ماعتتش موجودة، بس هي كانت حاسة بكل شئ، ولكن من أثر الضربة مكنتش قادرة تصرخ أو تتحرك.. ولكنها كانت بتهمس بكلمة واحدة بس وهي "عمران" بعد ما خلصوا عملتهم حد منهم شد سكينة من جيبه وغرزها بعنف في بطنها.. شهقت بخفوت وسابوها ومشيوا.. حاولت تزحف لأوضة عمران ولكن لقت قدامها سعاد وهي بتبصلها بشر وبتقول: 
- ياعيني يا عروسة، معقول يحصلك كده أول يوم جواز؟ تؤ تؤ تؤ! عيبة في حقك والله

قربت منها وداست على إيديها خلت حورية دموعها تنزل بقوة.. نزلت لمستواها وبدأت تمسك السكينة وتحركها بهدوء في بطنها خلتها تحس بآلم مُميت.. ولكن صوتها مكنش بيطلع بسبب الوجع، وفجأة غرزت السكينة بقوة في بطنها وحطت إيديها على شفايف حورية علشان تمنع صرختها... وإتكلمت بحقد: 
- متخافيش ياختي مش هتموتي! أنا هسيبك تعيشي بعيد عن هنا وتختفي نهائيًا، لكن أقسم بالله لو عرفت إنك جيتي البلد هنا أو عرفتي لأي مخلوق اللي حصل لأكون مخليه الرجالة تعمل معاكي كده كل يوم وهقتلك وهقتل أبوكي وأمك وحبيب القلب.. ماشي يا حلوة! 

سابتها ومشيت.. أما حورية كانت بتتآلم وهي حاسة بروحها بتنسحب واحدة واحدة .. عدى ربع ساعة وهي مش قادرة تقاوم الوجع فغمضت عينيها وهي حاسة بكل شيء حواليها بيتبخر.. 

"باك"

- وبعدها دكتور عملي العملية وبقيت كويسة وربنا أراد إنه ينجي الجنين.. وكبرت وسميتها ماسة.. 
قالت أخر كلامها بحزن شديد، سكت عمران بيحاول يستوعب كلامها... ولكنه بعدها إتكلم وقال: 
- واضح مين اللي بيكدب ومين اللي بيقول الحقيقة! 

بص عمران لحورية وسعاد وقال بهدوء: 
- أنا مركزتش في أي حاجة وأنتوا بتحكوا غير حاجة واحدة بس... عارفين ايه هي؟ 

بلعت سعاد ريقها بتوتر وقالت: 
- ا.ايه ه.هي؟ 

أجاب عمران: 
- عيونكم... عيونكم اللي كشفت المستور والحقيقة كلها، ودلوقتي!! جيه وقت الحساب! 

قرب من سعاد وماسكها من شعرها وقال بغضب جحيمي: 
- أنتِ أقذر وأوسخ وأحقر حد أنا شوفته على وجه الأرض! 

حضنت سارة سليم اللي كان بيبكي

بدأت سعاد تحاول تفك قبضته وقالت بصراخ: 
- كدااابة!! كدااابة يا عمررااان متصدقهااش!! 

زقها بقوة وقعها على الأرض وقرب منها وهو بيقول بقرف: 
- أنتِ بعد ده كله ليكي عين تكدبي!! أنا هنتقم منك بحق كل السنين اللي عيشتها في وجع بسببك!! 

قربت منه حورية وحطت إيديها على كتفه وقالت: 
- بعد إذنك يا عمران إبعد عنها. 

رفع نظره ليها وبصلها وقال بذهول: 
- مش فاهم؟؟؟ مش هي دي اللي كانت السبب؟ ولا أنتِ بتحوري عليا!! 

إتنهدت بعمق وقالت: 
- أيوة يا عمران.. سعاد السبب، بس سيبها دلوقتي لأني عايزة أتكلم معاك في موضوع ضروري! 

بعد عن سعاد وهو بيبصلها بكره وبعد كده بص للجميع وقال بصوت عالي نسبيًا: 
- دلوقتي عرفنا من الشيطان اللي كان مابينا... *بص لسعاد وكمل* أنتِ طالق بالتلاتة وتُحرمي عليا ليوم الدين!! 

شهقت حورية بصدمة من اللي سمعته، بل الكل أصلاً كان مصدوم، ولكن إن جينا للحق... فـ ده القرار الصح

مسك إيد حورية وسحبها وراه لشقتهم قدام الجميع... 

قرب شريف من سعاد وقال بغضب: 
- طبعك واطي يابنت اخويا زي ابوكي بالظبط، مش بتحبي غير الحقد والشر والطمع.. 

قرب حازم منها وضربها بالقلم فـ صرخت سعاد بكره: 
- أنتِ بتضربنييي!!! جووز أختييي بيضربنيي!! ماشييي أقسم بالله لأندمكم واحد واحد!! 

رد عليها حازم بقوة: 
- أيوة أضربك وأكسر عينك كمان!! لما تبقي السبب في إن أخويا ومراته يتوجعوا سبع سنين يبقى من حقي أقتلكك!! وعمران مش بس أخويا لااا!!! ده روحي!! 

قربت خديجة منها وبصتلها بكل معاني الكره وبدأت تنهال عليها بالضرب وهي مش شايفة غير وجع وحزن إبنها في السنين اللي مرت.... أما سارة إنسحبت بهدوء هي وسليم لأنه ماينفعش يشوف اللي هيتعمل في امه بعد دلوقتي.... 

ونسيبهم بقى يطحنوا سعاد الحرباية ونروح عند أبطالنا.. 
قعدت قصاده على الكرسي المقابل ليه وهي بتبصله بحزن وهو كمان كان بيبصلها بوجع شديد، وبدأت تتكلم: 
- أنا حبيت إتكلم أنا وأنت لوحدنا في الموضوع ده يا عمران، أنا خلاص مش هقدر أستحمل أكتر من كده وعايزة أطلق. 

صدمة... صدمة من كلامها وخوف من بُعدها عنه تاني! قام من على الكرسي وقرب منها وقعد جمبها وقال: 
- تتطلقي؟؟؟ أنتِ مستوعبة اللي بتقوليه يا حورية؟! أنا مصدقت لقيتك ورجعتي تاني لحياتي!! معقول هتبعدي عني تاني؟؟؟ 

بكت بضعف وهي مش قادرة ترد عليها، مسك إيديها وبصلها بترجي وإتكلم بصوت مهزوز: 
- أرجوكي... أوعي تسيبيني! هعملك كل اللي أنتِ عايزاه بس ماتبعدنيش عنك تاني!! أنا مليش حد غيرك يا حورية! 

إتنهدت بحزن وهمست: 
- م.ماشي يا عمران.. 

وفي لحظة كان حضنها بقوة.. وأخيرًا بعد سبع سنين قدر يحضنها من تاني!! أخيرًاا قدر يشم ريحتها اللي بيعشقها!! وأخيرًا قدر يدخلها بين ضلوعه.. بصت لإيديها بتردد ولكنها إبتدت تملس بيها على ضهره بحنان، بعد شوية بعد عنها وبصلها بسعادة كبيرة واضحة على ملامحه: 
- حضنك ده اللي رجعني للحياة من تاني يا نبض قلبي! 

إبتسمتله بحب.. فقام ميل على إيديها وباسهم ومسكها وقال وهو بيشدها معاه لأوضتهم: 
- تعالي عايز أوريكي حاجة

إبتدت تتحرك معاه بهدوء لحد ما وصلوا لأوضتهم، فتح الباب وكانت الأوضة ضلمة فـ فتح النور.. هنا إتصدمت ولسانها إتشل عن الكلام... بصت للأوضة اللي كانت عليها صور كتير ليها، بعدها بصتله والدموع إبتدت تملى عينيها وقالت بفرحة: 
- معقول يا عمران!! 

قرب منها وباس جبينها وقال بعشق: 
- أيوة يا قلب عمران وروحه اللي راحت منه في بُعدك عنه... ورجعتله تاني بقُربك منه! 

دموعها نزلت وشددت بقوة على كفه اللي ماسكها بيه... سحبها وراه لجوا وقعدها بحنان على السرير وقال وهو بيقعد على رُكبته قدامها: 
- آسف على كل اللي مريتي بيه واحنا بُعاد عن بعض، آسف على كل وجع وآلم حسيتي بيه وأنا بعيد عنك، آسف إني ماقدرتش أبقى معاكي وأداوي جراحك، آسف على كل شيء يا حورية العمران... 

إبتسمت بحب وقالت: 
- ماتعتذرش يا عمران، أنت مش مُذنب! وأرجوك خلينا ننسى اللي فات ونبدأ صفحة جديدة! 

باس إيديها برقة وقال: 
- حاضر ياحبيبي... هننسى اللي فات، بس للأسف سعاد لسه ليها عقاااب كبير أوي معايا ولا يمكن إني أغفرهولها! 

غمضت عينيها بكره وهي بتتوعدلها... فتحتهم تاني وقالت بتنهيدة: 
- وأنا كمان.. مستحيل أنسى اللي عملته فيا وحقي هجيبه منها غصب.. 

إبتسم وميل عليها وباس خدها بحب....

"في مكان تاني"

كان رايح جاي في الأوضة وهو بيحاول يرن عليها ولكن تليفونها كان مُغلق!! نفخ بنفاذ صبر وحاول كذه مره، ولكن مفيش نتيجة!... هبد التليفون في الأرض بقوة وطلع بره وبص لماسة اللي قاعدة بتتفرج على الكرتون.. قرب منها وقال بهدوء منافي لغضبه: 
- متعرفيش ماما راحت فين يا ماسة؟؟ 

هزت راسها وقالت بإبتسامة: 
- ماما قالتلي رايحة عند جدو وهتيجي بعد شوية... بس مش عارفة هي إتأخرت ليه؟! 

بلع ريقه خوفًا من تفكيره وإتكلم في سره: 
- معقووول!! يكون... يكون عمران عرف!! أو حد ش.شافها وقاله!! 

نفخ بضيق وحاول ينفض الأفكار دي من دماغه، قرب من ماسة وقال بإبتسامة: 
- طيب يلا يا حبيبتي علشان تنامي علشان مدرستك! 

بصتله بحزن وقالت: 
- مش بعرف أنام غير في حضن ماما! 

ملس على شعرها الأسود وباس جبينها وقال: 
- معلش يا حبيبتي.. نامي إنهاردة جمبي علشان ماما مش موجودة! 

بصتله بتردد فـ هزلها راسه بتشجيع وإبتسامة مطمئنة، فـ هزت راسها بالموافقة، إبتسم وبدأ يدخل أوضتة ونام جمبها.. 

تاني يوم "

فتح عينه بنعاس ولكنه إبتسم لما لاقاها جمبه.. ملس بإيده على خدها فـ همهمت بنوم، قرب منها وقال بهدوء وهو بيصحيها: 
- حورية.. حبيبتي يلا قومي احنا بقينا بعد الضهر

إتكلمت بنوم: 
- شوية بس.. 

باس جبينها بحنان وقال بحب: 
- ماينفعش ياروحي.. يلا علشان ورانا مشوار مهم أوي! 

فتحت عينيها وقالت بصوت ناعس: 
- مشوار؟ مشوار ايه ده؟ 

قال بهدوء وهو بيقوم من على السرير: 
- لما تفوقي هبقى أقولك..

نفخت بغيظ ولكنها اضطرت تقوم... دخلت الحمام وغسلت وشها ورجعتله تاني وقالت: 
- ها بقى.. فوقت أهو.. قول مشوار ايه ده؟! 

- هنروح نجيب ماسة.. بنتنا! 
صُعقت من الصدمة، بصتله بتوتر وهي مش عارفة تقول ايه... فأكيد لو عرف إنها كانت عايشة مع راجل غيره هيتجنن ويمكن يقتله! بلعت ريقها بخوف وقالت: 
- ه.هبقى.. هبقى أجيبها أنا يا عمران ماتشغلش بالك! 

رفع حاجبه وبصلها بإستغراب وقال: 
- بس دي بنتنا وعايز أشوفها و... 

سكت هو كمان بصدمة بسبب التفكير اللي جيه في باله.. ولكنه أخفى صدمته بسرعة لما إتكلمت:
- ف.في ا.ايه يا..ع.عمران! 

إتنهد بعمق وقال وهو بيقعد تاني على السرير: 
- مفيش يا حورية، معلش أعمليلي فنجان قهوة لحد ما أعمل مكالمة مع واحد زميلي.. 

هزت راسها بسرعة ومشيت من الأوضة... بدأ عمران يتصل برقم وبعد ثواني أتاه الرد: 
- أيوة يا زعيم 

رد عمران بهدوء مُميت: 
- دور في كل المدارس اللي موجودة في القاهرة عن بنت اسمها ماسة عمران شريف العزام.. دور عليها واعرفلي هي ساكنة فيين وهاتلي من البنت شعراية من غير ماتحس وأنا هديك برضو مني وشوف في تطابق چينات ولا لا.. في خلال نص ساعة بس لحد ما أشرب قهوتي لو مجبتليش المعلومات اللي قولتلك عليها... هقتلك يا أحمد! 

قال كلامه وقفل المكالمة بدون ما يسمع الرد.. وبعد خمس دقايق، دخلت حورية في إيديها فنجان القهوة وإديتهوله... بدأ يشربها وهو بيحاول يجمع أي حاجة بس مكنش عارف.. بعد ما خلص قهوته إداهالها... إتجهت للمطبخ وهي بتقول في سرها: 
- رغم سكوته ده مش مطمني بس خير إن شاء الله

بعد ساعة"
كانت واقفة في المطبخ وهي بتعمل الأكل... أما هو كان قاعد على السرير وهو بيسمع كلام المدعو أحمد وهو بيقول: 
- بعد ما حضرتك اديتني شعرة منك وجبت شعرة من البنت وهي مروحة من مدرستها من غير ماتحس، عملت تحاليل الDNA وفعلاً أثبت إن فيه تطابق وإن دي بنت حضرتك... وهي عايشة في منطقة **** مع واحد اسمه دكتور أمجد السويسي وتقريبًا والدته عايشة معاه... دي كل المعلومات يا زعيم، تؤمرني بحاجة تانية؟؟ 

قفل عمران تليفونه بصدمة.. يعني.. يعني حوريته كانت عايشة مع راجل غيره ويمكن تكون بتخونه!! 
قام وقف وطلع بره الأوضة وهو رايح للمطبخ.. حست بيه فـ إلتفتتله وقالت بإبتسامة: 
- حبيبي، خمس دقايق والأكل هيكون جاهز! 

رد عليها بنظرات باردة: 
- أنتِ كنتي عايشة مع أمجد السويسي يا حورية؟! 
إتشل لسانها عن الكلام وهي بتبصله بصدمة... قرب منها وقال بغضب: 
- ردي عليا يا حورية!! أنتِ كنتي عايشة مع أمجد السويسي؟!! 

بلعت ريقها بتوتر وهمست: 
- أ.أي.أيوة يا..يا عمران

ضغط على إيده وهو بيحاول يتحكم في غضبه ووجعه منها، سألها تاني بحزن: 
- يعني كنتي بتخونيني؟؟ 

هزت راسها بالنفي بهيستريا وقالت: 
- والله العظيم عمري ما عملتلها ولا هعملها! وحياة بنتي يا عمران أنا مخونتكش!! 

إتنهد بعمق وقال: 
- بنتك عنده؟ 

هزت راسها بالإيجاب فـ بصلها وقال بهدوء: 
- دلوقتي حالاً تلبسي هدومك وتيجي معايا علشان نجيب البنت!! 

هزت راسها بحزن ومشيت وراه للأوضة... بدأ يطلع هدومه وفي اللحظة دي قربت منه وحضنته من ضهره وقالت بدموع: 
- صدقني أنا عمري ماخونتك ده.. الدكتور اللي بفضل ربنا أولاً ثم بفضله نجاني من الموت! 

أخد عمران نفس عميق ولفلها وحاوط وشها بين إيده وقال بحنان: 
- إحكيلي يا حورية.. 

هزت راسها وإبتدت تحكيله

" فلاش باك "

في المستشفى.. 
الوضع كان خارج عن السيطرة تمامًا، دكاترة داخلين ودكاترة خارجين من غرفة العمليات، الواضح إن في حالة حالتها صعبة جدًا وبيبذلوا قصارى جهدهم، واحد من الدكاترة مسك تليفونه بسرعة وأجرى إتصال ولما أتاه الرد إتكلم بخوف: 
- دكتور أمجد، في حالة هنا طارئة وصعبة جدًا والنبض تقريبًا خلاص مابقاش موجود، ألحقنا بسرعة يا دكتور أمجد احنا عملنا اللي نقدر عليه! 

رد أمجد بسرعة وهو بينزل من بيته وبيشغل العربية: 
- خمس دقايق وهتلاقوني عندكم بس حاولوا تسيطروا على الوضع لحد ماجي! 

أنهى المكالمة وخلال خمس دقايق فعلاً كان وصل المستشفى جري بسرعة لبس الهدوم المعقمة ودخل وبدأ يجري العملية بمنتهى الإحترافية وبالرغم من أنه مدير المستشفى بس هو دكتور شاطر جدًا وبيعتمدوا عليه في الحالات اللي زي دي، وبعد ساعات كتيرة قدر أمجد إنه يرجعها تاني للحياة.. إبتسم بسعادة وهو بيأمرهم إنهم يودوها أوضة عادية لأنها بقت حالتها كويسة بس لسه هتفوق ويبلغوا أهلها بكده ولكن أتصدم لما عرف إن الحالة جت وهي ملهاش أهل.. هز أمجد راسه بتفهم ومرت الأيام وقرر أمجد إنه يدخلها ويتكلم معاها وفعلاً ده اللي حصل.. دخل أمجد لاقاها بتبص على السقف بشرود، قرب منها وقال بإبتسامة: 
- بطلتنا فاقت؟

بصتله وماردتش عليه قرب شوية بكرسي منها وقال: 
- أنا شايف حزن في عيونك كبير أوي، وهجبلك حقك من اللي عمل فيكي كده بس احكيلي يمكن أقدر أساعدك! 

بصتله وفي لحظة كانت بتبكي بقوة.. حط إيده على وشها ومسح دموعها: 
- لا اهدي كده يا آنسة، ماينفعش تعيطي وتتعبي نفسك العملية اللي أنت عملتيها مش هينة أبدًا، احكيلي وأنا وعد هحاول أعمل اللي أقدر عليه.. 

بصتله بتردد ولكن بصلها بنظرات أمان خليتها تحكيله كل حاجة ودموعها كانت بتنهمر على خدها..

بعد ما حكيتله... سكت أمجد وهو مش قادر أن يتخيل إن في ناس بالقذارة دي، فإتكلم بغضب: 
- معقول لسه في ناس بالوساخة دي!! عمومًا ماتقلقيش لما تخفي هنروح لقسم الشرطة ونبلغ باللي حصل وهنجبلك حقك.. 

قاطعته بدموع: 
- لا يا دكتور.. متعملش كده لو سمحت، أنا حكيتلك بس مش معنى كده أنك تتصرف من دماغك، أنا مش عايزة حد يعرف إني عايشة أنا بحب جوزي وأهلي ولو عملت كده هتإذيهم فأرجوك بلاش تعمل كده أنا بترجى حضرتك.. 

بصلها بحزن وقال: 
- حاضر يا مدام حورية، أنا مش هعمل اي حاجة غير اللي تطلبيها ولكني من النهاردة هعتبرك أختي وهتيجي تعيشي معايا مع والدتي و... 

قاطعته بحدة: 
- ايه اللي حضرتك بتقوله ده! يستحيل أجي أعيش مع حضرتك وأنت لوحدك حتى لو كان معاك والدتك مش هينفع! 

فضل أمجد يقنع فيها أيام لحد ما وافقت فعلاً.. وبعدها بفترة عرفت إنها حامل ففرحت جدًا لأنه من عمران.. عكس أمجد اللي كان حزين واتعلق بيها في خلال الفترة دي وكان نفسه يتجوزها ويبني حياته من جديد لأنه مطلق.. ولكن قرر أنه يخفي الحب ده جواه علشان عارف إنها رافضة أنها تحب حد تاني بعد جوزها.. 

" باك "

أنهت حورية كلامها وبصتله بعتاب: 
- ده كل اللي حصل...

بصلها بهدوء شديد ولكنه إبتسم بعدها بحب وميل عليها باس جبينها: 
- ماشي يا حبيبتي أنا مصدقك، ويلا علشان نروح نجيب بنتنا لأنها هتعيش معانا.. 

هزت راسها وإبتدوا يلبسوا هدومهم... بعد وقت، كانوا راكبين العربية وهي كانت بتبص لإزاز العربية بشرود ولكن قاطع شرودها صوته: 
- إلا قوليلي صحيح... إزاي سعاد قدرت تبعدك عن المستشفى اللي أنا جبتك فيها؟! 

إبتدت تستعيد ذاكرتها وقالت: 
- هو أنا مكنتش حاسة بحاجة حواليا بس إعتقد أنهم بدلوني مع واحدة تانية ميتة وجسمها نفس جسمي ونقلوني لمستشفى تانية قبل ما أموت.. 

قلبه إتقبض من أخر كلمه قالتها وقال في سره: 
- بعد الشر... يارب أنا وأنتِ لا! 

وبعد شوية، كانوا وصلوا قدام البيت.. نزلوا من العربية وطلعوا على السلالم وإبتدى عمران يخبط... بعد ثواني الباب كان إتفتح وظهرتلهم ست: 
- ايه ده حورية!! إتفضلي يابنتي دي ماسة وأمجد هيتجننوا عليكي من إمبارح!! 

نفخ عمران بغيرة شديدة ولاحظتها حورية فـ إبتسمت وقالت: 
- وأديني جيت، وأعرفك يا طنط فاطمة... عمران جوزي!

بدأت فاطمة ترحب بيه فـ إبتسملها بهدوء... 
إتكلمت حورية بإستفسار: 
- ماسة فوق؟ 

هزت فاطمة راسها بالإيجاب، فـ إبتدوا يطلعوا لفوق.. ووقفوا قدام أوضة وبدأت حورية تخبط بهدوء، وبعد شوية فتح أمجد وكان لسه هيبتسم ولكنه إبتسمته أختفت لما شاف عمران واللي أتعرف عليه بسرعة.. بص تاني لحورية وهو بيحاول يفهم منها ولكنها مكانتش بصاله أصلاً بل سابته ودخلت لبنتها... إتكلم عمران بضيق: 
- معاك الزعيم...! 

إبتسمله أمجد بمجاملة وقال: 
- آه سمعت عنك من حورية كتير، إتفضلي أدخل! 

دخل عمران وهو حاسس بكتلة من الضيق شديد ونفسه يضربه على قد مايقدر، لكن إزدات نبضات قلبه لما لمح بنته... قرب منها بخطوات بطيئة وقلبه حاسس بيه هيخرج من مكانه من كتر الدق... بعدت حورية عن حضنها وشاورت لعمران وقالت: 
- ده بابا يا ماسة اللي كنت بحكيلك عنه، مش كان نفسك تشوفيه؟ أهو بقى قدامك ياحبيبتي! 

وفي لحظة كانت جوه حضنه وهو بيحضنها بقوة... بكت ماسة وهمست: 
- ليه سيبتنا يا بابا؟؟ كنت مستنياك من زمان أوي! 

بعد عن حضنها وبدأ يمسح دموعها وقال بحب أبوي: 
- حبيبة قلب بابا... غصب عني يا ماستي، وأديني رجعتلك أهو! 

باسته من خده وقال بفرحة: 
- الله يا بابا.. حلو اسم ماستي دي أويي!! 

ملس على خدها بحنان: 
- من إنهاردة.. أنتِ ماستي ونور عيون بابا! 

إبتسمت بسعادة ووجهت كلامها لأمجد: 
- شوفت يا عمو أمجد!! بابا رجع وبيقولي ماستي!! هييياا أنا فرحانة أويي! 

إبتسم عمران... أما أمجد بصله بكره شديد وهو مش قادر يتخيل إن الشخص ده هياخد حبيبته اللي فضل يحبها سبع سنين... ومش بس حبيبته لا!! وبنتها اللي اعتبرها بنته بظبط! 

قال عمران بهدوء: 
- يلا يا حورية أنتِ وماستي علشان نرّوح بييييتنا! 

بعدها قرب من أمجد وبصله ببرود وهو بيكمل كلامه: 
- صدفة سعيدة يا... يا دكتور! 

بصله أمجد بكره وبعدها بص لحورية وقال: 
- أنتِ هتمشوا يا حورية؟؟ 

قبل ما ترد عليه كان عمران الأسرع وهو بيمسكه من هدومه وبيقول بهدوء مُميت: 
- مش عيب تكون راجل وقدامك راجل وتتكلم مع الحريم؟!! 

بصله وقال بغضب:
- شيل إيدك دي أحسنلك!! 

ضحك عمران بسخرية: 
- لا والله؟؟ ولو ماشيلتهاش! 

- هزعلك! 
قالها أمجد وحاول يضربه بالبوكس، ولكن عمران كان الأسرع ومسك إيده وقال بغضب: 
- أنت عايز تتشطر عليا؟؟ ماشي!! 

بص لحورية وقال بنبرة أمر لا تحمل النقاش: 
- خدي ماسة وإنزلي تحت!!! 

كانت لسه هتعترض ولكن نظراته ليها كانت كفيلة تخليها تجري من قدامه... مسكت إيد ماسة ونزلوا لتحت... قفل عمران الباب بحركة سريعة.. وقرب منه تاني وقال بشر: 
- مش كنت عايز تضربني بالبوكس؟؟ طب لو راجل أعملها! 

بدأو الإتنين في ضرب بعض بعنف شديد وكل واحد مش شايف قدامه غير حبيبته... لحد ما وقع أمجد على الأرض وعمران فوقه بيلكمه ضربات قوية على وشه خليته ينزف... ومن غير ما عمران يحس بدأ أمجد يطلع مسدس من جيب بنطلونه وصوبه في جنب عمران وضربه طلقة... غمض عمران عينه بقوة فـ زقه أمجد وقام وقف وقال بإنتصار: 
- وأديني أنا اللي إنتصرت يا.. يا زعيم! 

حاول عمران يقوم ويقاوم شعور الآلم القوي اللي حاسس بيه، ولكنه ماقدرش... 

تحت "
قلبها دق بفزع لما سمعت صوت رصاصة، فـ بصت فاطمة وقالت: 
- خدي بالك من ماسة يا طنط لحد ما أطلع أشوف ايه الصوت ده! 

هزتلها فاطمة راسها بخوف وهي بتحضن ماسة اللي كانت بتبكي في حضنها، طلعت حورية بسرعة وفتحت الباب وجسمها إتخشب مكانها لما شافت عمران بالحالة دي... قربت منه وسندت راسه على صدرها وقالت بدموع وعدم تصديق: 
- ع.عمران!! عمران حبيبي.... ماتسبنيييش أبوس إيدك!!! 

إبتسم عمران وقال بصعوبة:
- خ.خلي.. خلي بالك م.من ن.فس..نفسك وم.من بن.بنتنا يا.. يا ح..ور.ية... ب.بحبك يا.. حور.ية ال..العمران. 

قال كلامه وغمض عينه مُستسلم لدوامة السودا اللي بلعته... بكت أكتر وهي بتملس بإيديها على مكان الجرح وقالت بصراخ هز أركان البيت: 
- عمرااااااااااااان فوووووق!!

بعد وقت، وتحديدًا في مستشفى كبيرة ومعروفة جدًا في القاهرة"

كانت قاعدة على الأرض قدام أوضة العمليات وهي بتبكي بوجع... مستنية حد يخرج ويطمنها عليه! ولكن مرت ساعتين وهي قاعدة مستنية ومحدش طلع!! قربت منها ماسة وقال بدموع: 
- هو بابا مات ومش هيرجع تاني!! 

صرخت حورية فيها وقالت بهيستريا: 
- متقوليييش كددده!!! عمراان هيفووق ويقوم بالسلامة!! إيااكيي تقولي كده تانيي!! ساااامعة!!!!!! 

هزت ماسة راسها بخوف... مسكت حورية تليفونها بإيدين مرتعشة وبدأت تتصل بمحمد... بعد شوية المكالمة إتفتحت وقبل ما يتكلم، إتكلمت هي الأول بدموع: 
- بابا أرجوك رن على عمو شريف يجي مستشفى ****** ضروريي علشان عمرااان

كان لسه محمد هيسأل ايه اللي حصل ولكن قاطعه صوتها الباكي: 
- أرررجوك يا بابا ضروريييي خليه يجي بسرعة!! 

قالتلها وقفلت المكالمة وإبتدت تدعي في سرها بإن حبيبها يطلع بالسلامة... 

بعد فترة "

دخلوا خديجة وشريف وحازم المستشفى بسرعة وهما قلقنين.. سمعت حورية صوت شريف فـ قامت وقفت وقربت منه وقالت ببكاء: 
- عمران... عمران يا عمو هيروح مني!! 

إتكلمت خديجة بصراخ: 
- ابنييييي!!!!! 

قربت منها ومسكتها من دراعها بعنف وقالت بزعيق: 
- عملتييي ايييه فييي ابنيي!! أنتِ السبب!!! قبلل ماتدخليي حياتناا كنااا عايشييين مرتاحيييين!!! 

بكت أكتر لما حست بصفعة خديجة على وشها وصراخها ولومها على حالة عمران... قرب منها شريف وإبتدى يبعدها عنها وهو بيقول بوجع: 
- إهدي يا خديجة.. مش ده الحل!! إن شاء الله عمران هيبقى كويس!! 

أما حازم كان قاعد ساند راسه على الحيطة ودموعه بتنزل وهو بيقول في سره: 
- يااارب يكون كويس!! أنا هموت لو حصله حاجة!!! 

فضلوا على الوضع ده ساعتين كمان.. بين البُكى والدعاء لعمران، لحد ما أخيرًا خرج دكتور وقال: 
- فين أهل الحالة اللي جوا؟؟ 

كلهم قاموا وقفوا وقربوا منه بلهفة وقال شريف: 
- طمنا يا دكتور... ابني كويس؟؟؟ 

بصلهم الدكتور بحزن وقال: 
- .............
بصلهم الدكتور بحزن وقال: 
- الحمدلله قدرنا نسيطر على الوضع وخصوصًا إن الرصاصة كانت شوية وهتخترق الرئة بس الحمدلله ربنا طلع بيحبه ونجاه منها... بس برضو حالته مش مستقرة أوي، هيفضل محجوز عندنا في العناية لحد 12 ساعة... لغاية مانشوف الوضع هيبقى عامل إزاي... بعد إذنكم

قال كلامه وسابهم ومشي... حورية قلبها وجعها بقوة خوفًا من فقدانه، ولكنها حمدت ربنا.. إتنهد شريف بإرتياح وهو بيدعي إنه يبقى كويس.. وحقيقي هو اللي بيتسند عليه مش عمران! 
قربت خديجة من شريف وقالت بهمس حزين: 
- أنا قسيت على حورية أوي.. يعني بصراحة جبت اللوم عليها إنها السبب وانا حاسة من نظراتها وانها كل شوية تدعيله وقلقها وخوفها عليه انها عمرها ما هتعمل فيه كده بس مش عارفة والله في حاجة غريبة في الموضوع.. 

إبتسم شريف بهدوء وقال: 
- دي بنت محمد اليزيد يا خديجة وتربيته بتقول إن عمر ما البنت دي تعمل حاجة، لأنها بتعشق عمران من صغرها وده غير إنها فيها كمية براءة ومستحيل تفكر الأفكار دي.... ماتقلقيش...

هزت خديجة راسها بتفهم

فقرب منهم حازم وقال: 
- يلا علشان نروح ونبقى نيجي بكرة.. 

هزت خديجة راسها بالنفي فقال شريف: 
- حازم عنده حق... قعدتنا هنا مش هتفيدنا بحاجة، يلا نروح

إبتدت تتحرك معاهم، فسأل حازم حورية اللي كانت ضامة ماسة اللي نايمة: 
- مش هتروحي يا حورية؟ 

ماردتش عليه، فإتنهد وقال: 
- هتفضلي قاعدة كده لغاية بكرة؟ أكيد ماينفعش.. يلا ونبقى نجيله بكرة

ردت بقلة حيلة وهي مُتجهه معاهم: 
- طيب.. 

ركبوا العربية وبدأ حازم في السواقة فقالت خديجة بإعتذار: 
- معلش يابنتي سامحيني والله من كتر خوفي على ابني ضربتك.. 

إبتسمت حورية وقالت: 
- حصل خير.. 

إتكلم شريف: 
- قوليلي يا حورية ايه اللي حصل؟! 

إبتدت تحكيلهم كل حاجة حصلت، وبعد ما خلصت قالت بدموع: 
- أنا السبب!! مش مسامحة نفسي والله!! 

رد حازم: 
- إهدي يا حورية، أنتِ مش السبب ولا حاجة... خلاص أنا هسلمه لشرطة إنهاردة. 

هزت حورية راسها بحزن بدون ما تتكلم وبصت لماسة اللي نايمة في حضنها وملست على وشها بحنان... شوية ووصلوا قدام البيت... سابتهم حورية وطلعت لفوق، فتحت باب الشقة وراحت لأوضة الأطفال ونيمت ماسة وقفلت الباب وخرجت راحت لأوضتها... غمضت عينيها ودموعها بدأت تنزل بوجع... مسكت تليفونها ولقت رسايل كتير من أمجد:
"أنا قتلته!!" 
"يعني أنتِ بقيتي بتاعتي يا حورية"
"هو خلاص مات وأنتِ بقيتي بتاعتي"
"ردي عليا وقوليلي أنا بحبك يا أمجد"
"قوليلي أنا بحبك يا أمجد زي ما أنت بتحبني!!" 

بصت للرسايل بكره وبدأت تكتب: 
"أنا بكرهك يا أمجد، وأكيد حازم زمانه جاب الشرطة وقبضوا عليك!" 

قفلت تليفونها ورميته جمبها بعنف وحطت إيديها على راسها وبدأت تقول بدموع: 
- أنا أسفة يا عمران.. أنا السبب... ياريت تسامحني! 

فتحت الدرج اللي جمبها لقيت دفتر فاضي وقلم... مسكته وإبتدت تكتب فيه كل مشاعرها.. كل حاجة حصلتلها إبتدت تكتبها.. ودموعها كانت بتنزل على الورق.. بعد ما خلصت، حطت الدفتر والقلم مكانهم من تاني وقفلت النور وراحت في نوم عميق... 

بعد وقت وتحديدًا في القسم "
كان واقف باصص للأرض ومش قادر يرفع عينه، فـ قال المقدم بهدوء: 
- إحكيلي ايه اللي حصل بظبط وايه اللي وصل الأمور بينكم لكده! 

بلع ريقه بتوتر، فـ إبتسم وشاوره على الكرسي وقال: 
- تعالى أقعد وأحكيلي ومتخافش! 

قعد أمجد بإرتعاش ورفع عينه وقال بتوتر: 
- أ.أنا.. عايز ك.كوباية ماية! 

هز المقدم راسه وقال بصوت مسموع: 
- يا عسكريي! 

دخل عسكري وقال بإحترام:
- نعم يافندم.. 

إبتسم وهو بيشاور لأمجد وبيقول: 
- كوباية ماية لدكتور أمجد!! 

- أمرك يافندم
قالها العسكري وخرج بسرعة علشان يجيب الماية، بصله أمجد وقال بإستغراب: 
- ح.حضرتك تعرفني؟؟! 

إبتسم وأجابه بهدوء: 
- ومين مايعرفش أمجد السويسي؟ مدير أشهر مستشفى في القاهرة! 

بلع أمجد ريقه بخوف وفي اللحظة دي دخل العسكري وفإيده كوباية الماية... شربها أمجد كلها مرة واحدة، فإبتسم وقال: 
- معاك المقدم جلال، يلا بقى أحكيلي اللي حصل.. 

بدأ أمجد يحكيله كل اللي حصل.. وبعد ما خلص قال: 
- يعني كنت بدافع عن نفسي ياباشا، مكنتش قصدي أموته! 

ضحك جلال بقوة وبعد ما خلص ضحك قال: 
- لا والله؟؟ نسيت الكاميرات اللي كنت حاططها في الأوضة علشان تصور مرات الزعيم! الكاميرات دي جابت كل حاجة يا أمجد والغرض بتاعك مكنش الدفاع عن النفس لا!! أنت كنت عايز تقتله! وغير كده بقى كنت بتتجسس على المدام حورية! 

إتسعت عيون أمجد بصدمة وذهول... مش مصدق إن في حد لاحظ الكاميرات دي!! بلع ريقه وقال بخوف حاول يخفيه: 
- كاميرات ايه يا باشا اللي حضرتك بتتكلم عنها؟ أكيد في حاجة غلط! 

ضرب جلال على المكتب وقال بزعيق: 
- أنت هتستعبط يالا ولا ايه!!! أنت كده محكوم عليك بقضيتين، قضية الشروع في القتل وقضية إنتهاك خصوصية!! 

سكت أمجد بخوف... مش عارف يدافع عن نفسه إزاي!! بصله جلال مستني رده ولكن ملاقاش منه كلام.. فـ قال ببرود: 
- هتتعرض على النيابة كمان أربع أيام!! *كمل كلامه بصوت عالي نسبيًا* يا عسكريي!! 

دخل العسكري بسرعة وقال بإحترام: 
- أمرك يافندم! 

- خُد المُتهم على الحبس!! 
قالها جلال وهو بيبص لأمجد اللي كان واضح على ملامحه الخوف.. أول ما سمع كده زعق بقوة وقال: 
- يا باااشا كلل ده كدبب!! إسمعنيي بس!! 

شده العسكري بقوة وخرجه من المكتب تحت زعيقه وترجيه بإنه يسمعه... نفخ جلال بعنف وبدأ يعمل إتصال وأتاه الرد بعد ثواني: 
- أيوة يا حضرة المقدم، عملت ايه؟ 

أجاب جلال بثقة: 
- حاول ينكر موضوع الكاميرات بس خلاص هو شايل متخافش! 

إبتسم حازم بإرتياح وقال: 
- تُشكر يا باشا على جمايلك دي.. 

رد عليه جلال بحب أخوي: 
- حبيبي يا حازم، ربنا يعلم غلاوتك عندي قد ايه أنت والزعيم. 

أنهى حازم المكالمة وإتنهد بسعادة... قربت منه سارة وقالت بإبتسامة: 
- ايه الأخبار؟ شكل كده كل حاجة تمام! 

إبتسم حازم وبصلها وقال وهو بيملس على خدها: 
- أيوة يا سارة.. كل حاجة كويسة واللي اسمه أمجد ده شايل الليلة وأقل حاجة ممكن ياخدها السجن المُشدد ودفع غرامة كمان

إبتسمت سارة بسعادة وقالت: 
- الحمدلله يا حبيبي ربنا أستجاب لدعانا! 

باسها وقال بهدوء: 
- طب يلا ننام علشان نقوم بكرة نروح لعمران نشوف حالته ايه! 

هزت سارة راسها بتفهم وقفلت النور وغفوا هما الإتنين... 

أما في بيت سيد العزام "

وقف سيد وقال بكره: 
- مامتش ليييه وريحنا منه!! ده زي القُطط بسبع أرواح! 

إتقدمت منه سعاد وقال بقهر: 
- حتى لو مات يابا... مش هنورث حاجة منه! 

ردت عليها ثريا بضيق: 
- ما أنتِ اللي موكوسة!! ملفتيش وراه ليه وخليتيه يكتبلك البيت ولا العربية بإسمه!! هتفضلي طول عمرك فاشلة!! 

إضايقيت من كلامها وقالت بغيظ: 
- أعمل ايه يعني ياما!! وكفاية كلامك اللي زي السم ده!! أنا مش فاشلة!! 

ردت عليها ثريا بغضب: 
- لا فاشلة!! وأنا اللي كنت بتريق على سارة إنها برضو زيك ضعيفة ومخلتش حازم يكتبلها حاجة بإسمها وكنت بحاول أقنعها بما أنه بيحبها وروحه فيها!! لحد ما من كُتر حُبه ليها بقى زي الخاتم في صباعها وبرضو الموكوسة ماخليتهوش يكتب حاجة بإسمها، بس طلعتي أنتِ موكوسة أكتر منها!! اطلقتي من عمران اللي ألف من تتمناه وكان الأول بيتمنالك الرضي وفارشلك الأرض حرير وأنتِ زي الغبية ضيعتيه من إيدك وخليتي عيلة صغيرة تتحكم فيه ونجحت إنه يخليه يحبها.. وحتى بعد ما فرقناها عنه سبع سنين رجعت تاني ومخافتش وأهو طلعتي أنتِ في الأخر من المولد بلا حمص.. علشان فاشلة وغبية!!!! 

دموعها نزلت من كلام والدتها القاسي... معقول هي خربت حياتها بإيديها بسبب كلامهم!! بصتلهم بكره شديد وقالت: 
- أنتوا اللي وصلتوني لكده!!! ماهي سارة عايشة حياتها مبسوطة وفي نعيم ومفيش خناقات بتحصل بينها وبين جوزها إلا قليل وأنتوا اللي بتكونوا السبب!! *بصتلهم بحزن وكملت* أنتوا اللي خليتوني أفكر في عمران بطمع وأنانية!! أنا فاكرة كويس لما كنا أطفال وبنحب بعض بس أنتوا قضيتوا على الحب ده بتصرفاتكم وكلامكم وأفعالكم!! أنا مانكرش إني غلطانة بس... بس أنا الضحية بين ألعابيكم دي!! أنتوا كل همكم الفلوس وبس!! مفكرتوش فيا!! هو مش أنا بنتكم برضو ولا ايه؟؟ أنا خسرت عمران بسببكم أنتوا!!

أنهت كلامها وبصتلهم بوجع ودخلت أوضتها ودفنت وشها في المخدة وإبتدت تبكي... بس هنا السؤال! هل البُكى هيفيد بشيء؟؟ لما الإنسان بيكتسب الغل والطمع والحقد من صغره مش بيخرج من الدوامة السودة دي بسهولة! وكذلك حوالينا أشخاص بتحاول توقعنا في الغلط واحنا بنطاوعهم عادي تحت مُسمى "دول عارفين مصلحتنا أكتر منا!" متخليش حد يسحبك لسكة الغلط وبعدها يسيبك.. لأنك مش هتعرف ترجع روحك البريئة من تاني.. 

أما بره "

بصوا لبعض بإستغراب وبعدها قال سيد: 
- بلا قرف!! قال خلفة البنات قال!! دي خلفة تِعر! 

ردت ثريا عليه: 
- عندك حق والله، مش لو كنا خلفنا ولد كان زمانه شريك في الشركة وينفعنا بحاجة!! 

بصلها وقال بحنق: 
- ماهي دي مشكلتك! أنتِ السبب وخلفتك كلها بنات!! 

رفعت حاجبها وقالت بتزمر: 
- هتعترض على حكمة ربنا ولا ايه ياخويا؟!! 

- لا مش مُعترض! 
قالها وهو بيوقف ولسه هيمشي، لكن وقفه سؤالها بشك: 
- أنت رايح فين كده؟؟ ولا تلاقيك بتخوني!! ماهو ده اللي ناقص!! 

بصلها وقال بضيق: 
- إتخرسي وماسمعش حِسك! غاير مطرح مانا غاير ملكيش دعوة بيا!! ده أنتوا حريم تجيب الشلل!!! 

تاني يوم "

كانوا كلهم متجمعين في المستشفى وهما مستنين حد من الدكاترة يطمنهم على حالة عمران... لحد ما أخيرًا طلعت دكتورة وقالت بإبتسامة: 
- الحمدلله... هو بقى كويس دلوقتي وإتنقل لأوضة عادية بس لسه تحت أثر المُخدر، لما يفوق هيبقى كويس... بس ياريت بلاش الحركة الكتيرة عليه! 

إتكلم حازم بفرحة: 
- ماتقلقيش يا دكتورة، بإذن الله هنهتم براحته وصحته... بس هو هيفوق من أثر المُخدر أمتى؟

ردت عليه بهدوء: 
- مش وقت كتير... يعني ممكن نص ساعة أو ساعة على حسب يعني

- طب ينفع ندخله؟ 
أيوة ينفع.. بس بلاش صوت عالي علشان حالته ماتسمحش لأي إزعاج أو الحركة الكتيرة حواليه.. ولو فاق بلغوني! عن إذنكم

قالت كلامها وسابتهم ومشيوا... إتنهدوا كلهم بإرتياح شديد وبدأو فعلاً يدخلوا لعمران.. دخل شريف ومعاه خديجة الأول، أول ما شافوا حالة عمران ووشه اللي باين عليه التعب والإرهاق قلبهم وجعهم جدًا على إبنهم.. قربت منه خديجة ومسكت إيده وباستها بحنان: 
- حبيب أمك، كلنا في إنتظارك يا عمران ومستنين رجعتلك لأنك أنت سندنا بعد أبوك.. 

إتنهد شريف وقال: 
- أكتشفت إن أنا اللي بتسند عليه مش هو اللي بيتسند عليا... ربنا يقومك بالسلامة يابني ويشفيك

قعدوا معاه شوية وبعدين طلعوا ودخلوا بعديهم حازم وسارة... قرب حازم من أخوه وقصاده على الكرسي وقال بإبتسامة: 
- حبيب أخوك! قوم بقى وطمني عليك.. مش عارف أعمل أي حاجة من غيرك لأنك أنت الراس الكبيرة في كل حاجة يا عمران، قوم بالسلامة بقى علشان خاطري وخاطر ماما وبابا وخاطر حورية وخاطر بنتك.. كلنا مستنينك ياخويا! 

شوية وطلعوا هما كمان ودخلت بعديهم حورية وفي إيديها ماسة... قعدت على الكرسي ومسكت إيده وبصت لمنظره اللي وجع قلبها.. دمعة من عيونها الزرقة نزلت وهي بتقول بشهقات عالية: 
- أنا أسفة!!! أنا السبب إني أوصلك للحالة دي!! يارتني أنا وأنت لا يا حبيبي، إن شاء الله هتبقى كويس وهتقوم بالسلامة ياروحي أنا!! بحبك أوي ياريت تفوق لأني من غيرك ولا أي حاجة! 

قربت منه ماسة وقالت بحزن وبراءة: 
- يلا يا بابا فوق بالله عليك علشان تقولي ماستي تاني!! أنا بحبك أوي يا بابا وفرحانة إني بقى ليا أب أخيرًا... فوق بقى يا بابا ونبي علشان أنت وحشتني أوي!! وأنا بقيت بكره عمو أمجد علشان هو أذاك!! يلا يا بابا أرجع بقى! 

فجأة حست حورية بقبضة إيده اللي بتشدد على إيديها، رفعت عينيها بسرعة وبصتله لقيته بيحاول يفتح عينه وبيتمتم بكلام مش مفهوم، بعدت عنه وقامت بسرعة خرجت من الأوضة وهي بتقول: 
- عمران فاااق!!! هات الدكتورة بسرعة!!!
دخلت الدكتورة بسرعة للأوضة اللي فيها عمران وإبتدت تفحصه وإبتسمت لما سمعت صوته: 
- أ.أنا.. في.فين؟! 

ردت عليه بإبتسامة: 
- ألف سلامة على حضرتك، أنت بقيت كويس جدًا الحمدلله

بدأ عمران يستعيد وعيه باللي حصل.. بص لدكتورة بغضب وقال وهو بيحاول يقوم: 
- أنا عايز أطلع من هنا!! 

قربت منها وقالت وهي بتحاول تهديه: 
- إهدى لو سمحت! مش هينفع تطلع من هنا دلوقتي لسه كمان بكرة!! 

بصلها وقال بزعيق: 
- قولتلك عايز أطلع!! أكتبيلي على خروج حالاً!! 

بصتله بخوف وطلعت بسرعة من الأوضة وكان الكل واقف بره في إنتظارها، بصتلهم وقالت بتوتر: 
- ياريت حد يهديه شوية!! و... 

دخلت حورية قبل ماتسمع باقي كلامها... لقيته متعصب وبيحاول يقوم وأول ما رفع عيونه اللي جت في عيونها سكت... الصمت كان سائد مابينهم وهما بيبصوا لبعض وبس.. 
قربت منه بهدوء وقالت: 
- عمران! 

بصلها بدون مايتكلم، فـ قعدت جمبه بحذر وبدأت بكل بهدوء تحط إيديها
على مكان الجرح اللي في جمبه، غمض عينه وهمس بصوت خافت: 
- أنتِ بتحبيه هو... صح؟ 

هزت راسها بالنفي وقالت: 
- مفيش مكان لحد غيرك في قلبي.. أنت اللي إحتليته من وأنا طفلة، إزاي بسهولة كده حد يحتله مكانك؟ 

ماردش عليها، إبتسمت وقربت منه... باست جبينه بحنان وقالت: 
- صدقني يا عمران أنا بحبك والله. 

بصلها وقال بحزن: 
- عارف... بس مكنش سهل عليا إن مراتي كانت عايشة مع واحد ومش أي واحد.. لأ!! ده واحد بيحبها وممكن في أي لحظة تتخلي عن حبي وتحبه.. وبرضو ده حاول يقتلني!!! 

إتنهدت بعمق ومسكت وشه بين إيديها وإتكلمت: 
- تعرف! أنا زعلانة منك أوي لأنك بتشك فيا... بس مش مهم أنا راضية بكل حاجة منك حتى لو هتوجعني.. بس خليك عارف يا عمران إنك الوحيد اللي أنا حبيته واللي هفضل أحبُه طول العمر! وأنا برضو مش محتاجة أحلفلك تاني إن الحقير اللي اسمه أمجد ده كنت بعتبره أخ مش أكتر من كده، وهو للأسف اللي طلع واحد ندل وحقير.. بالرغم من إني كنت بقعد أحكيله قد ايه أنا كنت بحبك وكنت بتمنى أرجعلك في أسرع وقت.. بس هو من كُتر حبي ليك *كملت بضحكة خفيفة* إتخيل نفسه مكانك وعاش الدور وقال في خياله طالما هي بتحبه كده يبقى أكيد هتحبني من الوقت ههههه.. 

إبتسم عمران بهدوء على ضحكتها، فـ بصت لعيونه بهيام وقالت: 
- أرجوك يا عمران، معتش تشك فيا وأنا هحكيلك كل حاجة... بس قولي براحة! 

هز راسه، فـ ضحكت وقالت: 
- على فكرة زمانهم بره هيتجننوا عليك ولو عرفوا اللي فيها هيعملوا مني بطاطس محمرة! 

أنفجر عمران في الضحك وبعد فترة بدأ ياخد نفسه بصعوبة، إبتسمت وقالت بحب: 
- هطلع أناديلهم وأجي تاني

هز راسه بهدوء، طلعت حورية وقالت بإبتسامة بسيطة: 
- عمران فاق وبقى كويس، إتفضلوا إدخلوا.. 

بصوا كلهم لبعض بإستغراب ولكنهم دخلوا.. أول حد قرب منه كانت خديجة واللي سألته بلهفة: 
- حبيبي ياضنايا!! في حاجة وجعاك ياحبيبي؟؟؟ أنت كويس؟ 

إبتسم عمران وقال: 
- أيوة يا أمي أنا كويس. 

إبتسم شريف وقال بحب أبوي: 
- كنت قلقان عليك أوي يا عمران، لكن كان عندي يقين بربنا إنه هيقومك بالسلامة! 

- ربنا يخليك ليا يا حاج.. 

- كنت هموت من خوفي عليك والله ياخويا. 
قالها حازم بحزن حاول يخفيه، فإبتسم عمران وقال: 
- بعد الشر عليك يا حبيب أخوك! 

إتكلمت سارة بإبتسامة هادية: 
- ألف سلامة عليك يا زعيم.. 

- الله يسلمك يا سارة. 

فضلوا قاعدين معاه شوية لحد ما دخلت الدكتورة وقالت بهدوء: 
- بعد إذنكم.. الوقت المسموح إنكم تقعدوا معاه خلاص للأسف خلص، إن شاء الله بكرة تيجوا ويتكتبله خروج، إتفضلوا معايا.. 

بدأو كلهم يمشوا ولكن وقفهم صوته وهو بيقول بأمر: 
- أنا عايز مراتي تبات معايا لحد بكرة! 

بصوله الجميع بصدمة وبعدها بصوا لدكتورة مستنين ردها، فـ إتكلمت الدكتورة بحدة: 
- لأ، وضع حضرتك مايسمحش! 

رفع عمران حاجبه وقال بغضب: 
- وأنا قوووولت هتبااات معايا يعني هتبااات معايا!!! 

بلعت الدكتورة ريقها بتوتر من هئيته وردت بغيظ: 
- اللي تشوفه، لكن خليييك عارف إن ده ممكن يأثر عليك بالسلب! 

هزلها راسه بلامبالاة، فـ إتغاظت أكتر وقالت في سرها: 
- وقح!!! 

طلعوا كلهم وسابوا حورية معاه... فتحلها دراعاته، فـ إبتسمت وقربت منها وإترمت في حضنه، ملس على شعرها بهدوء وقال: 
- أنا بحبك مهما حصل، ولو حصل مني حاجة غلط ده بيبقى بس بسبب حبي الشديد وغيرتي عليكي، ماتزعليش مني يا حورية... أنا حقيقي مليش غيرك! 

باسته من جبينه وقالت بحب: 
- عمري ما هزعل منك، أنا بعشقك ولا يمكن أزعل من أي حاجة بتعملها *كملت كلامها بجدية* بابا كان بيتصل وعايز يطمن عليك بس هو في الشركة عنده شغل كتير أوي ويادوب بيخلص بالعافية لأن في اليومين اللي فاتوا كانوا عمو شريف وحازم مشغولين باللي حصل ومحدش راح الشركة.. فـ هو بقى شايل كل حاجة، أتصلك عليه؟؟ 

هز عمران راسه، فـ طلعت التليفون من جيب الجاكت وبدأت ترن على محمد اللي رد بعد ثواني: 
- أيوة يا بابا، عامل ايه؟ 

- مش قولتلك ماترنيش عليا غير لما يكون في حاجة مهمة؟؟ مابتسمعيش الكلام ليه؟؟ بعد ما فضلتي عمران على أبوكي بسهولة وروحتي وأنا روحي فيييكي وكنت خايف عليكي!! تطلعيني عيل قدامه ماقدرش أحمي بنتي منه؟؟!!! 
قال كلامه ونفخ بغضب شديد، أخدت نفس عميق وأجابت: 
- لا عاش ولا كان اللي يقول عليك كده يا بابا، أنا روحت معاه لأني متأكدة إنه مش هيإذيني وده فعلاً اللي حصل، أنا اللي أذيته يا بابا... أمجد كان بيحاول يقتله وضربه بالنار بس الحمدلله ربنا كان بيحبه، يعني كان هيضحي بروحه علشاني يا بابا! عمران مش وحش وأي حد في مكانه كان هيضرب ويعذب وووو... بس عمران راجل وأنا عذاره على كل اللي عمله! 

إبتسم عمران بفخر وباس خدها، إبتسمتله وسمعت صوت محمد بيقول: 
- ماشي، إديهولي أطمن عليه... ده مهما كان بعتبره ابني! 

إبتسمت بسعادة وأخد عمران التليفون منها وقال بهدوء: 
- السلام عليكم، إزيك يا عمي؟ 

محمد: 
- وعليكم السلام، المفروض أنا اللي اسألك السؤال ده.. أنت بخير؟؟ 

إتنهد عمران ورد عليه: 
- أيوة الحمدلله كويس، ماتزعلش مني يا عمي بخصوص اللي حصل... بس كنت زعلان منك أنك ماقولتليش برضو اللي حصل معاها... بس مش مشكلة، وأنا والله العظيم بحب حورية ومش ممكن آذيها! 

إبتسم محمد وقال: 
- ماشي يا عمران، ألف سلامة عليك وربنا يشفيك يابني

أنهى عمران المكالمة وحط التليفون على الكرسي اللي جمبه، بص في عيونها وقال بحب: 
- وحشاني ياقلب عمران... 

بصتله بخجل، فـ قرب من شفايفها و..... 

عدى اليوم بدون أي أحداث تُذكر "

وتاني يوم، خرج عمران من المستشفى بالغصب... فـ الدكتورة قالتله يقعد يوم كمان أضمن، ولكن عمران زعق فيها وهددها كالعادة.. 

بعد فترة "

دخل عمران لشقته وحورية كانت بستنده، وديته لأوضته وساعدته إنه يمدد على السرير، بعدت عنه وقالت بحب: 
- هروح أعملك حاجة تاكلها يا عمران.. 

ملقتش رد منه ولقيته شارد في شيء، قربت منها وملست على كتفه وقالت: 
- عمران أنت كويس؟ 

فاق من شروده وبصلها وقال بتفكير: 
- في سؤال شاغلني أوي ومش لاقيله جواب مُقنع بصراحة! 

بصتله بإهتمام، فـ رد عليها: 
- إزاي لما سعاد عملت اللي عملته زمان أنا ماحستش!! برغم إن الأوضة قريبة أووي من الصالة؟!

غمضت حورية عينيها بقوة وبدأت تجيب كل اللي حصل في ذاكرتها... بعد ما الاتنين دول اتهجموا عليها وكتموا بؤقها.. شافت سعاد بتتسحب من وراهم بهدوء لحد ما دخلت أوضة عمران وبعد كده طلعتلها وحصل اللي حصل... فتحت عينيها تاني وقالت: 
- مش عارفة، هي سعاد تقريبًا على ما أفتكر دخلت أوضتك! 

فتح عينه بإتساع وقال: 
- يابنت الكللب!!! دي تبقى كده خدرتني!! 

إتصدمت حورية من كلامه.. وإتفاجئت بملامحه اللي بان عليها الحزن، إبتسمت وقالت بهزار علشان تلطف الجو: 
- وأنا اللي كنت فكراك نايم في ماية البطيخ.. طلعت كنت متخدر يانجم!! 

ضحك على هزارها وسحبها من وسطها نحيته وقال بحب: 
- أقسم بالله لو كنت واعي ماكنت هرحم أمهم... بس مستني بس أتحسن شوية علشان أروح لسعاد بنت الكلب دي أعرف مين ال**** اللي كانوا معاها واتأكد من الكلام ده وأقسم بالله ما هعتقهم كلهم على اللي عمله في حوريتي، وأنا عارف يا حورية إنك لما بتدخلي الشقة بيحصلك ضيق تنفس من اللي حصل وأنا جبت شقة جديدة بس مستني برضو أخف علشان ننقل الحاجات اللي هنا نودوها هناك.. 

هزت راسها بتفهم..  

في مكان تاني وتحديدًا في الحبس "

كان قاعد في جمب، حاطت إيده على راسه ودموعه نازلة وكل اللي كان بيدور في عقله "أمي هتبصلي إزاي بعد اللي حصل!!" قام وقف وقرب نحية شوية مساجين وقال بهدوء: 
- حد معاه ورقة وقلم وآله حادة؟! 

بصوا الكل لبعضه بإستغراب... قام واحد وقف وقرب منه وطلع من جيبه مطوة وقال: 
- هتهربنا يعني؟؟ حاولنا كتير بس معرفناش، عمومًا أهي... مطوة! 

وحد تاني قرب منه وإداله قلم، بصلهم وقال بإمتنان: 
- شكرًا ليكم 

بدأ يدور بعينه على أي ورقة في المكان لحد ما شاف ورقها متهالكة شوية ولكنها تفيد بالغرض... قرب منها وأخدها وراح للركن بتاعه تاني.. بدأ يكتب بإيدين مُرتعشة
"أنا غلطت أكبر غلطة في الكون، آذيت ناس ملهاش ذنب... كنت معمي بسبب الحب، واللي طلع أصلاً مش حب... ده كان مجرد إعجاب وبس! أتمنى من الله يسامحني وأتمنى من أمي تسامحني وأتمنى من عمران يسامحني وأخيرًا.... أتمنى من حورية إنها تسامحني، ده هيكون أخر يوم ليا على الدنيا وهقابل الرب الكريم وأنا عارف إننا هتعذب بسبب اللي عملته واللي هعمله.. بس أنا مش قادر والله! بحبك أوي يا أمي وأسف إني هوجعك بالشكل ده.. بس دي النهاية." 

كتب كلامه وبدأ يتني الورقة وقرب من شخص من المساجين وقال بترجي: 
- ممكن تبقى تدي الورقة دي للمقدم جلال لما أموت وخليه يسلمها لأمي؟ 

بصله وأخدها منه وقال بهدوء: 
- ماشي

إبتسمله أمجد بإمتنان، وقرب من واحد تاني من المساجين وهو ينوي على خناقة، بصله أمجد وقال بزعيق: 
- أنت بتبصلي كده لييه؟؟ تاخدلك صورة؟؟ 

بصله المسجون وقام وقف وقرب منه وقال بشر: 
- هو حد كلمك؟؟ ولا أنت شكلك ناوي على الدم!! 

رد أمجد بثقة كاذبة: 
- مين قال إنك تقدر تعملي حاجة؟؟ ده أنا أكون قاتل اللي جابوك!! 

- طب تعالى يا ****
قالها المسجون ولكمه في وشه بعنف... بدأ الضرب مابين كلا الطرفين، كان أمجد قاصد إنه يطلع طرف المطوة من جيبه، فـ لما شافه المسجون شدها من جيبه وضربها بعنف في رقبة أمجد أدت اللي موته على طول.....
فتحت عينيها بنعاس لما سمعت رنين التليفون، بصت جمبها ملقتهوش، فـ إتعدلت بسرعة وقامت وهي بتنده عليه بخوف: 

- عمران!! عمراان أنت فين؟!! 



ملقتش رد فـ طلعت بره الأوضة وهي بتدور عليه بعينيها برعب حقيقي.. إطمنت شوية لما سمعت صوت ماية في الحمام فـ عرفت إنه موجود جوا، قربت من الباب وقالت وهي بتخبط بهدوء: 

- عمران، أنت كويس؟ 



أتاها صوته: 

- أيوة يا حبيبتي أنا كويس، في ايه؟؟ 



إتنهدت بإرتياح وقالت: 

- الحمدلله، تليفونك رن فـ صحيت وقلقت إنك مش جمبي! قدرت تمشي؟؟ طب ليه ماصحتنيش كنت أسّندك!



سمعت صوت الماية وهي بتتقفل.. وبعد لحظات فتح الباب، إزدادت ضربات قلبها لما إتأملت مظهرُه المُهلك لمشاعرها، كانت الماية بتنقط من على شعره الأسود لصدره العاري وفوطة بيضة كبيرة محاوط بيها خصره، قلبها دق أكتر لما شافت إبتسامته وقال: 

- لدرجة دي أنا حلو!!



إتسعت عينيها بذهول وبصت للأرض بخجل، إبتسم وقرص خدها وهو بيقول بمشاكسة: 

- لسه بتتكسفي مني يا حورية؟ 



ماردتش عليه فـ رفع وشها ليه وقرب منها وكان لسه هيبوسها قاطعه صوت الخبط اللي على الباب... نفخ بضيق وهو بيلعن اللي بيخبط في الوقت ده، بعدت هي عنه وهي بتضحك بخفة، بصلها وقال بغيظ: 

- أنا حاسس... لاا هو أكيييد في حد مستقصدني!! 



ضحكت بقوة فـ بصلها وقال بغيظ أكبر وهو مُتجه ناحية الباب:

- نتلللم وبلاش ضحك كتير علشان في الأخر بتزعلي!! هااا! 



حطت إيديها على شفايفها وهي بتحاول تمنع ضحكاتها بالعافية، فتح عمران الباب لاقاه حازم فقال بغيظ: 

- تعرف يا حازم!! أنت مُدمر اللحظات وعهد الله يأخي! 



رفع حازم حاجبه بإستغراب: 

- ليه يعني؟ *ضيق عينه بشك وكمل كلامه* كنت بتعمل ايه؟؟!! قولي ده أنا حتى أخوك! 

بصله بعدها نظرة تقيمية وقال: 

- لا بمنظرك ده عرفت خلاص.. 



ضربه عمران بخفة فـ ضحك حازم، إتكلم عمران بجدية: 

- المهم، أنت جاي ليه؟ 



أجابه حازم: 

- المقدم جلال رن عليك علشان يطمن عليك ويقولك خبر بصراحة... صدمني أوي! المهم يعني أنت ماردتش عليه ليه؟ 



بصله عمران بإهتمام وقال: 

- خبر ايه؟ 



- هسيبك تتصدم أنت مع نفسك، يلا سلام

قال كلامه ونزل وسابه تحت إستغراب عمران، قفل الباب ودخل لجوا لاقاها واقفة في المطبخ بتعمله القهوة وهي بتدندن بصوتها العذب لأم كلثوم: 

"الليل وسماه... ونجومه وقمره"

"قمره وسهره... وأنت وأنا" 

"يا حبيبي أنا... يا حياتي أنا" 

"كلنا.. كلنا... في الحب سوى" 

"يلا نعيش في عيون الليل" 

"ونقول لشمس... تعالي تعالي" 



ضمها من ضهرها وباس رقبتها، شهقت بخفة وقالت: 

- حبيبي، روح البس هدومك علشان ماتبردش! 



لفها فـ بقت في مواجهته، بص لشفايفها بجوع حقيقي وفي لحظة كان بينقض عليهم، لف إيده حوالين وسطها وقربها منه أكتر، غمضت عينيها بضعف وبدأت تلعب في خصلات شعره... بعد لحظات، بِعد عنها وهما بياخدوا أنفاسهم بصعوبة، بصت بسرعة نحية القهوة لقيتها فارت، فـ قالت بضيق: 

- القهوة فااارت يا عمرااان!! 



رد عليها بأنفاس لاهثة: 

- عادي يا حبيبي مش مشكلة. 



قالت بغيظ: 

- مش مشكلة!! عندك حق مانا اللي طالع عيني! كلل ده علشاان بو.... 



سكتت لما إستوعبت اللي كانت هتقوله، ضحك وغمزلها وقال: 

- كملي ياقلبي، سكتي ليه؟ 



زقته بخفة بره المطبخ وقالت: 

- روووح يا عمران ربنا يسهلك!! 



ضحك من قلبه ودخل الأوضة لبس هدومه ومسك تليفونه وبدأ يرن على جلال... بعد ثواني أتاه الرد: 

- ايه ياعم الزعيم، مابتردش عليا ليا؟؟ 



رد عليه عمران بجدية: 

- معلش يا باشا كنت في الحمام 



إبتسم جلال وقال: 

- ولا يهمك، المهم دلوقتي أنت كويس؟؟ أنا والله خوفت عليك لما عرفت اللي حصل



- أيوة أنا الحمدلله كويس، المهم حازم قالي إن في خبر مهم أوي سمعه منك.. 

سكت عمران مستني رده، أخد جلال نفس عميق وقال: 

- أمجد إنتـ..ـحر



صُعق عمران من الصدمة، لدرجة إنه فتح بؤقه بذهول وهو مش مصدق اللي بيسمعه، ولكنه حقيقي!! هو مبسوط جدًا! بدأ جلال يحكيله كل اللي حصل بتفاصيل وأول ما خلص قال: 

- أهو ريّح نفسه واللي حواليه، بس الوحيدة اللي صعبانة عليه هي والدته... منظرها كان يقطع القلب وهي بتستلم جثة ابنها..



رد ببرود: 

- هو اللي أختار مصيرُه.. 



أنهى عمران المكالمة، دخلت حورية وهي في إيديها فنجان القهوة وحطته جمبه وكانت لسه هتسيبه وتمشي إلا أنه مسكها وسحبها ليه، وقعت جوه حضنه وبصتله بغيظ وهي بتحاول تقوم: 

- إبعد عني يا عمرااان!! سيبيني بقوولك!! 



قبض بخفة على دراعها وقال بضيق: 

- يابت أهمدي بقى وفكي أم البوز ده! مكانتش قهوة يعني اللي فارت!! 



بصت للجمب التاني بتكشيرة، فـ قرب من ودنها وقال بهمس وتَّرها:

- شكلك عاوز يتاكل أكل وأنتِ مكشرة، أنتِ حُرة بقى! 



بلعت ريقها بتوتر، فـ إبتسم لما حس بتأثيره القوي عليها.. مد إيده ومسك فنجان القهوة وبدأ يشربه بتلذذ: 

- تعرفي... بعشق القهوة من إيدك يا حورية، قبل مانتجوز كنت بحب أجي عند عمي محمد علشان أشربها من إيدك، طعمها خطييير!! 



إبتسمت بخفة وقالت: 

- قال يعني كده بتثبتني! 



همهم بلامبالاة، فـ ضحكت هي عليه... بعد شوية كان خلص قهوته، قام وقف وفتح الدُرج وطلع منه مسدس، فـ شهقت بعنف وبصتله وقالت بصدمة: 

- ا.ايه.. ايه ده... يا... يا عمران!!! 



بص ناحية المسدس وقال بهدوء: 

- اللي هجبلك بيه حقك يا عيون عمران



قربت منه وقالت بهدوء: 

- عايزة أجي معاك.. 



ساب المسدس وملس على وشها وقال بحنان: 

- مش هقدر ياحبيبي، ممكن تتعرضي لغدر في أي لحظة وأكيد مش هكون مبسوط لما يحصلك حاجة وحشة! 



هزت راسها بالنفي وقالت بترجي: 

- أرجوك يا عمران، وحياتي عندددك!! لو بتحبنيي.. يلاا بليييز وافق!! 



إتنهد بعمق وسكت شوية، فـ بصتله بعيون راجية.. إبتسم وهز راسه بالموافقة، إبتسمت بسعادة وباسته من خده، فـ إتكلم بخبث: 

- هحلف أسيب الدنيا تضرب تقلب و... 



كتمت باقي كلامه لما حطت إيديها على شفايفه بتلقائية، فـ ضحك وشال إيديها وقال: 

- إلا صحيح!! فين ماستي؟ 



حطت إيديها في وسطها وقالت بغيرة: 

- على فكرة أنا سكت المرة اللي فاتت بالعافية، قولت ماشي.. بنته وماشفهاش خالص فـ بيدلعها علشان تاخد عليه، لكن تقوليهالي كده بكل بجاحة!! مش معقووول!! اسمها ماسة يا أستاذ ولا أنت ماشي تدلع في الكل كده! عامةً هي تحت عند طنط خديجة. 



ضحك بصخب لدرجة إن راسه رجعت لورا، حاولت تداري إبتسامتها ولكنها فشلت، بعد ما أخد نفسه بصلها وقال: 

- بتغيري من بنتك يا حورية!! أنتِ مش معقولة بجد!!! 



نفخت بضيق وكانت لسه هتسيبه وتمشي ولكنه مسكها من دراعها بسرعة وقربها منه: 

- لما أكلمك ماتسبنيش وتمشي!! 



ردت عليه بضيق: 

- ماهو أنت اللي مستفز! 



- قد كلامك؟ 

قالها وهو بيبصلها بشر، فـ قالت بثقة: 

- قدُه ونص! 



بِعد عنها بهدوء وهز راسه وكان لسه هيطلع من الأوضة، ولكن قاطعه صوتها الملهوف: 

- رايح فين؟ 



إتكلم ببرود ومن غير ما يبصلها: 

- هكلم الدكتورة علشان تيجي تغيرلي على الجرح!! 



- طب مانا موجودة! 

قالتها بسرعة وهي بتقرب منه، إبتسم بهدوء ولفلها وقال: 

- أعتقد.. هيبقى صعب عليكي! 



هزت راسها بالنفي وقالت بثقة: 

- هتشوف! 



إبتسم وهز راسه وفرد ضهره على السرير وقال وهو بيشاور في ركن من الأوضة: 

- علبة الإسعافات عندك هتلاقي فيها كل حاجة



هزت راسها بتفهم وجابت العلبة وفتحتها وقالت بتركيز: 

- إقلع. 



ضحك ضحكة رجولية عالية جدًا وبدأ في قلع التيشرت اللي كان لابسُه، بدأت تغيرله على الجرح بكل إحترافية لدرجة إنه أنبهر بيها: 

- ده المفروض كنتي تطلعي طبيبة بقى! 



إبتسمت بحزن: 

- ستي الله يرحمها كانت دكتورة، كنت بتعلم منها حاجات كتير.. بس أنا حبيت مجال الهندسة أكتر بس للأسف مكملتش في الجامعة، ربنا يعوضني خير بقى! 



بصلها بحزن وخصوصًا هو عارف إنها كان نفسها تبقى مهندسة من وهي طفلة! ملس على وشها وقال بحنان: 

- أنا السبب.. مش كده؟ 



بعد ما لفت شاش على الجرح وخلصت، بصتله وقالت بحب: 

- أنا أبيع الدنيا باللي فيها لأجل ماشوفش فيك حاجة وحشة. 



قربها منه وباس خدها وهمس بحب: 

- وأنا أفديكِ بعمري لأجل أني بحبك. 



إبتسمت وقامت وقفت وساعدته يقوم وقالت: 

- طب يلا نلبس بقى علشان نروح نقابل السنيورة، وربي لأطلع فيها وجع السنين دي كلها



هز راسها بإبتسامة وبدأو يلبسوا.. 



بليل "



كانوا راكبين العربية وكان بيتكلم مع حد: 

- جبتها زي ما إتفقنا في المخزن اللي قولتلك عليه؟ 



رد الطرف الأخر: 

- أيوة يا زعيم جبتها. 



إبتسم عمران بشر وقفل المكالمة وبدأ يزيد شوية من سرعة العربية... شوية وكان وصل قدام مخزن ضخم في منطقة مقطوعة... نزل عمران هو وحورية وقرب من ناحية باب المخزن وبدأ بفتحه.. فـ أصدر صرير عالي جدًا لأنه من حديد.. دخل عمران الأول ووراه حورية وشافوا سعاد وهي مرمية في جمب وفاقدة الوعي، قرب عمران منها وطلع إزازة برفان من جيبه وبدأ يرش عليها.. فتحت عينيها بصعوبة ولكنها صرخت بفزع: 

- عمرااان!!! 



بِعد عنها بعد ما فاقت وقال وهو بيحط إيده في جيوب بنطلونه: 

- أيوة عمران، مالك مخضوضة كده ليه؟؟ مفكراني هنسى اللي عملتيه فيا وفي حورية؟؟ 



بلعت ريقها بخوف ودموعها إبتدت تنزل، قربت منها حورية وضربتها بالقلم بعنف وقالت: 

- بكرهككك!!! أنتِ دمرتيلي حييااااتي!! أنتِ شيطااانة!! 



بكت أكتر وهي مش قادرة تتكلم، مسك عمران وشها بين إيده وقال بعنف: 

- أنتِ كنتي مخدراني وأنا نايم .... صح!!!! 



هزت راسها بتأكيد على كلامه فـ ضربها بعنف برجله تحت صرخاتها وقال بقرف: 

- طول عمرك جبانة وواطية!!  *كمل كلامه بأمر* إحكيلي اللي عملتيه بتفاصيل.. إزاي قدرتي تهربي حورية وقبرها كنت بـ زوره! إحكيلي كل اللي حصل ومين ال***** اللي كانوا معاكي وحِسك عينك تكدبي بحرف لأن كده كده ده أخر يوم ليكي على وش الأرض، أهو تبقي عملتي حاجة لأخرتك! 



أخدت نفس عميق وقالت بوجع: 

- هحكيلك... أنا خدرتك وخليت رامي ومعتز يعملوا كده وبعدها لما وديتها المستشفى كنت متفقة مع دكتورة هناك اسمها أسماء مهند تقولكم إن هي ماتت وفي غرفة العمليات كان في باب ورا بدلنا الجثة بواحدة فعلاً ميتة وأنت علشان كنت زعلان عليها ماخدتش بالك ومرفعتش الملايا البيضة من عليها، بعدها ودينها مستشفى تانية وفضلنا مراقبينها لحد ماعرفنا إنها عايشة، وزونا التقريرات... وبس ده كل اللي حصل والله. 



كانوا بيسمعوها بذهول وهما مش مستوعبين طريقة تفكيرها القذرة، فـ قالت حورية بغضب: 

- أنتِ أحقر مخلوقة في الدنيا دي كلها!! أنتِ بنت إبليس أقسم بالله!! أنتِ مش طبيعية!! أنا عملتلك ايه لكل ده؟!! ردي عليا وقوليلي.. أنا مأذتكيش في حاجة! 



صرخ عمران فيها بغضب: 

- تتصلي على رامي الكلب والتاني ده وتتصلي على الدكتورة وتخليهم يجوا هنا حالاً!! 



بدأ يقولها الكلام اللي المفروض تقولهم عليه، هزت راسها بحزن وشاورت على الحبل اللي هي مربوطة، فـ فهم عمران قصدها وبدأ يفكها، طلعت سعاد تليفونها وبدأت ترن وتقولهم اللي أمرها بيه عمران وهما فعلاً وافقوا.. إبتسم عمران وشد كرسي ليه وقعد عليه وهو حاطط رجل على رجل وبيدخن سيجارة وهو بيبصلها بشر وبيتخيل إزاي يقدر يعذبها بأبشع الطرق.. شوية وتليفون سعاد رن من تاني باسم رامي.. فتحت المكالمة فجالها صوته: 

- هو أنتِ جيباني أنا ومعتز والبت دي ليه في المكان المقطوع ده؟؟ 



ردت عليهم بصوت مُرتعش: 

- في حاجة مهمة أوي لازم تعرفوها.. 



قام عمران وقف وراح ناحية النور وقفله فـ بقى المخزن كحل.. همست حورية بصوت ضعيف: 

- عمران.. أنا.. أنا خايفة!! 



قرب تاني من المكان اللي هي موجوده فيه وضمها بين حضنه وقال بهمس: 

- ششش إهدي، أنا معاكي! 



فتح عمران فلاش تليفونه وشاور لسعاد بإيديه بمعنى إنها تقولهم يدخلوا، هزت راسها بطاعة وقالت بخوف حاولت ماتبينهوش في صوتها: 

- إدخلوا يلا.. 



وأول ما سمع عمران صرير الباب قفل الفلاش بسرعة ومسك حورية من إيديها وراح بيها للركن بعيد وخباها ورا برميل كبير وقال بهمس خافت وهو بيديها مسدس: 

- متخافيش يا حورية العمران، أنتِ قدها وخطتنا زي ما أتفقنا! 



بِعد عنها لما سمع صوتهم وهما بيندهوا على سعاد في وسط الضلمة، إبتسم عمران وراح لباب المخزن وقفله بالمفتاح... فتح رامي فلاش تليفونه وإتصدموا التلاتة اما لاقوا سعاد مرمية في جمب وبتبصلهم بدموع.. وقبل ما حد فيهم يتكلم كان عمران بيقيد نور المخزن وبيقرب منهم وقال بإبتسامة مليانة شر: 

- يا أهلاً بالحبايب!!!
- يا أهلاً بالحبايب!!! 
قالها عمران وهو بيبصلهم بإبتسامة شر، إتراجع رامي لورا بخوف وراح ناحية باب المخزن ولكنه كان مقفول بالمفتاح، ضحك عمران بقوة وقال: 
- رايح فين يا رامي؟ حابب أقولك بس إن... مفيش مفّر من تحت إيدي!! 

بصت أسماء لسعاد وقالت بصراخ: 
- بقى أنتِ بتغدري بيييااا!! حرااام عليكي!! 

قرب عمران منها وضربها بالقلم بكل قوته لدرجة إن مناخيرها نزفت ووقعت على الأرض، إستغل معتز إنشغاله وقرب من عمران وكان لسه هيضربه، لكن لفله بسرعة ومسك إيده ولواها ورا ضهره وقال بشر: 
- هوريك إزاي تفكر مجرد تفكير تمد إيدك على أسيادك يابن الكلب!! 

وفي لحظة كان ضربه عمران برجله وقعه على الأرض وطلع مسدسه وصوبُه ناحيته وهو بيضحك ضحكة خبيثة: 
- إتشاهد ياروح أمك! 

وفي لحظة كان بيضغط على الزناد، فـ صرخ معتز بآلم لما الرصاصة أخترقت رجله، إترعشوا أجسام رامي وسعاد وأسماء وهما بيبصوا للي بيحصل بذُعر، بص عمران للمسدس وقال بتفكير مزيف: 
- أممممم... يا ترى الرصاصة الجاية هتبقى في رجل مين؟؟ في رجل مين يا عمران؟؟ *ثم إبتسم بشر وكمل* آه في رجل رامي! 

وقبل ما يتحرك أي حركة كان واقع في الأرض وهو ماسك رجله وبيصرخ بقوة، عيونه جت على أسماء اللي كانت بتبصله بخوف وهي بترجع بجسمها لورا، إبتسم وقرب منها وقال: 
- كان نفسي رجلك الحلوة دي تنزف بس بصراحة... مستخسر الرصاصة في أشكالك! 

دموعها نزلت وهزت راسها بهيستريا: 
- أرجوك إسمعني... هي اللي طلبت مني كده وهددتني والله!! أنا مليش ذنب!! 

صرخت سعاد فيها بقوة وقالت: 
- كدااابة!! أقسم بالله كداابة!! هي فعلاً مكانتش موافقة بس أنا إديتها فلوس وبعدها وافقت، أقسم بالله ما هددتها!! 

وقبل ما يرد عليهم سمع صوت صراخ حوريته... إتفزع قلبه بخوف عليها وبص وراه بسرعة لاقى رامي واقف بالعافية وماسك المسدس اللي كان في إيديها ومصوبُه على دماغها وهو بيقول بشر: 
- أي حركة هقتلها!! وبما إني كده ميت وكده ميت فـ مش خسران حاجة!! 

صرخ عمران: 
- سيبها يابن الكلب!!!! 

تعالت ضحكاتُه وقال بإستفزاز: 
- هات مفتاح المخزن الأول وخلينا نمشي في هدوء وأنا هسيبها! 

بص لحورية اللي كانت بتبصله بدموع وخوف، بصلها بنظرات مطمأنة فـ هديت شوية وإبتسمت لما فهمت اللي يقصده لما هزلها راسه، فَكر رامي إن عمران بيهزله راسه فـ إبتسم بإنتصار وبدأ يقرب منه بحذر وهو بيقول: 
- يلا... هات المفتاح! 

إبتسم عمران بهدوء، فجأة صرخ رامي بسبب الضربة اللي ضربتهاله حورية برجليها في رجله اللي إضرب فيها... جريت بسرعة على عمران وإستخبت ورا ضهرُه، ساب رامي السلاح من إيده وبدأ يتوجع وهو بيشتم حورية... قرب عمران منه وماسكه من شعره بعنف وقال: 
- دي أشرف من مليون واحد زيك يابن الكلب!! 

قال كلامه وبدأ ينهال عليه بالضرب الشديد لدرجة إنه فقد الوعي، بِعد عنه وبصله بقرف ورجع بص تاني لمعتز اللي من الواضح إنه فقد الوعي هو كمان بسبب الدم الكتير اللي نزفه من رجليه، إبتسم وقال لحورية بحب: 
- يلا يا حبيبتي، إتصرفي بقى مع الأشكال الواطية دي علشان مليش في النسوان... 

بصت لعيونه وهي بتحاول تستمد القوة منهم، وبعدها إبتسمت وبدأت تقرب من أسماء اللي كنت بتبصلها بكره، مسكتها من شعرها وبصت لعينيها وقالت بغل: 
- هعلمك إزاي تصوني مهنتك!! 

بدأت تضربها بعنف في وشها وفي جسمها كله تحت إستمتاع عمران من شراستها المُحببة لقلبه، بعد ما خلصت ضرب فيها قربت من عمران وقالت ببراءة مُزيفة: 
- عمراني، معاك ولاعة؟ 

إبتسم بهدوء وطلع ولاعته من جيبه وإدهالها، مسكتها وقربت تاني ناحيتها ولفت خصلات من شعرها على إيديها وقالت بتفكير: 
- شعرك العسل ده محتاج يتعدل شوية... وأنا هعدلهولك!!!! 

بعدت إيديها عن شعرها ومسكت الولاعة وإبتدت تقيدها، صرخت أسماء بفزع وبصتلهم بترجي: 
- أرجوووووكم!!!! لاااا!!! أبوس إيدك متخليهاااش تعمل كده!! لااااا لاااا لاااااا

صرخت بقوة أكبر لما النار إبتدت تمسك في شعرها، سحب عمران حورية لحضنه بحركة سريعة وقلع چاكيت بدلته وراماه على أسماء... النار هديت فـ قرب منها وشال الچاكيت من تاني فـ لاقاها أغمى عليها وشعرها بقى منظره بشع! إبتسم لحورية وقال بفخر: 
- شطورتي 

بص لسعاد اللي كانت مُنكمشة على نفسها وبتبكي بخوف وهي مش مصدقة اللي بيحصل، شاور عمران بإيده ناحيتها وقال بهدوء: 
- يلا يا حبيبي، شوفي هتعملي ايه مع الزبالة دي ولو أحتجتيني في حاجة... أنا في الخدمة! 

قعد تاني على الكرسي ورجع راسه لورا وهو بيتفرج بإستمتاع، قربت حورية منها وقالت بقسوة: 
- ماهو مفيش طُرق تعذيب تكفي الكره اللي في قلبي ليكي!! أنا بكرهك يا سعاااد!!! أنتِ سبب دمااار كل حاجة!! 

مسكتها من شعرها وبدأت تضربها بعنف في وشها، حاولت سعاد تمسك إيديها ولكنها صرخت بقوة لما ضربتها ضربة قوية في بطنها.. بصت حورية لعمران وقالت: 
- هسيبك أنت بقى تكمل

إبتسملها بحب وهز راسه، قام وبدأ يشمر أكمام قميصه وقال بشر: 
- أستعنا على الشقا بالله!! 

قعدت حورية مكانه على الكرسي وهو قرب من سعاد اللي بدأت تزحف بجسمها لورا وقالت بدموع: 
- أرجوكم... أرحموني!! أنا... أنا أسفة! 

ضحك ضحكة قوية مفيهاش أي معنى للمرح.. ضحكة سخرية... ضحكة مفيهاش حياة، بعد ما خلص ضحكته إتكلم بسخرية:
- وأنتِ!! وأنتِ ليه مارحمتناش وأنتِ عارفة كويس إننا هنتوجع ونتعذب!! مفكراني هسامحك!! *قرب منها ومسكها من شعرها وبص في عينيها بشر* بس أظن إنك عارفة إن... الزعيم مابيسامحش!!! 

بدأ ينهال عليها بالضرب العنيف تحت صرخاتها وترجيها بإنه يرحمها... لحد ما فقدت الوعي زي الباقيين، بِعد عنها وطلع منديل وبدأ يمسح إيده من الدم، إبتسمت حورية وقامت وقفت وقربت منه وقالت: 
- هتعمل ايه بقى؟ 

- هتصل بالشرطة تيجي تاخدهم! 
قالها وهو بيرمي المنديل في الأرض وبيدوس عليه، وبدون أي مقدمات كانت بتترمي في حضنه وبتضمه ليها وهي بتقول بدموع: 
- أنا بحبك أوي يا عمران، ربنا كرمني وعوضني بأحلى زوج في الدنيا دي كلها... حنين وبيجبلي حقي 

باس جبينها وملس على شعرها وقال بحنان: 
- وأنا ربنا كرمني بأحلى بنوتة في الدنيا، بعشقك ياروح عمران وقلبه. 

بعد مدة "
كانوا راكبين في العربية وكان بيتكلم في التليفون وهو بيقول بجدية: 
- أيوة يا باشا أنا اللي عملت فيهم كده بس هما لسه عايشين متقلقش.. 

رد عليه جلال: 
- كنت هتلبس جريمة يا زعيم.. المفروض كنت تسلمهم وأنا عنتصرف معاهم! 

قال عمران بحدة: 
- كنت بجيب حقي وحق مراتي يا باشا!! وأنا مش هسمح لأي حد يتعرضلي أو يتعرضلها... وحضرتك المفروض تحمد ربنا إني مقتلتهمش! 

أنهى المكالمة بعصبية شديدة، بصتله حورية ومسدت بإيديها على وشها وقالت بحنان: 
- خلاص يا حبيبي مضايقيش نفسك هو بس كان قلقان عليك! 

إبتسملها بهدوء فـ ردتله الإبتسامة بحب، رجعت بصت لطريق وقالت بإستغراب: 
- عمران! ده مش طريق البيت!! أنت خاطفني ولا ايه؟؟ 

إنفجر عمران في الضحك وقال: 
- خاطفك ايه يابت ده أنتِ مراتي!! وعمومًا ياستي رايحين شقتنا الجديدة هي مفيهاش غير سرير.. بس مش مشكلة لحد بكرة وهننقل العفش هناك

إبتسمت ولكنها قالت بقلق: 
- طب وشركتك؟! 

بصلها ورد عليها بإبتسامة بسيطة: 
- بالعكس الشقة دي أقرب من البيت لشركة. 

وقف العربية وأكمل: 
- خلاص احنا وصلنا، إنزلي

نزلت من العربية ومسك عمران إيديها وطلعوا لشقة، فتح عمران الباب بالمفتاح اللي كان معاه، فـ دخلت حورية وهي بتسمي وبتبص حواليها بإنبهار: 
- تحفة!!! حقيقة أقل ما يُقال عنها إنها روعة! 

قفل عمران الباب وحاوطها من ضهرها وقال وهو بيدفن راسه في تجويف عُنقها: 
- مفيش أحلى منك يا حبيبي. 

لفتله وقالت بتوتر: 
- ه.هي فين أ.أوضتنا؟  

إبتسم بخبث وماسكها من إيديها وسحبها وراه، دخلوا الأوضة وقفل الباب وهي بدأت تتفرج عليها بإعجاب: 
- دي تحفة!!! ولونها هادي وجميل أوي بجد أنت زوقك تحفة يا عمران!! 

غمزلها وبدأ يقرب منها وهو بيقول بمكر: 
- طب بمناسبة إنها تحفة بقى، مش هتيجي! 

- مش هروح!! 
قالتها بتوتر وهي بترجع لورا، ضحك أكتر وقرب منها لحد ما خبطت في الحيطة، حاوطها بإيده وقال بخبث: 
- وقعتي يا قطة ومحدش سمى عليكي! 

بلعت ريقها وقالت بتوتر: 
- عمران!! بطل بقى حركات المراهقين دي! على فكرة أنت بقيت 40 سنة المفروض تحترم السن! 

بصلها وقال بزعل مصطنع: 
- قصدك إني كبير عليكي؟! 

هزت راسها بالنفسي وحاوطت وشه وقالت بحب: 
- ولا عمري في مرة فكرت في فارق السن مابينا، وبعدين ده أنت حتى قمر ومش باين عليك خالص.. بس أنا كل اللي قصداه إنك رجعت صغير تاني بتصرفاتك المجنونة دي!! 

ضحك بقوة وفي لحظة كان شايلها بين إيده وقال بغمزة: 
- ونبي أنتِ اللي قمر وتتاكلي أكل! تعالي أقولك كلمة سر! 

ضربته في صدره وقالت بضيق: 
- عمران!! نزلنيي!! يا عمران بلاش قلة أدب بقى!! 

ماردش عليها وإتحرك ناحية السرير وحاطها عليه، بصتله بتوتر وبلعت ريقها.. ميّل عليها وحاوطها وبص لعيونها وقال بعشق: 
- عيونك!! عيونك زي موج البحر!! لونهم بيسحر!! 

قرب منها وباس رقبتها... غمضت عينيها بضعف، فـ إبتسم لما حس بده و....... 

في بيت العزام "
إتكلمت خديجة بقلق بالغ: 
- الساعة بقت 2 وعمران وحورية مرجعوش يا شريف!!! 

رد شريف وهو بيحاول يتصل بعمران ولكن تليفونه مُغلق: 
- تليفونه مُغلق!!! مش عارف هو مارجعش ليه لحد دلوقتي!!! 

- هطلع أشوف حازم، يمكن يعرف حاجة!! 
قالها وهو بيقوم من مكانه وبيطلع لشقة حازم وبدأ يخبط لحد ما فتح: 
- أيوة يا حاج، حضرتك كويس؟! 

رد عليه بإستفسار: 
- عمران فين؟؟ برن عليه تليفونه مُغلق! 

عقد حازم حواجبه وقال بإستغراب: 
- هو لسه مجاش!! 

هز شريف راسه فـ بلع حازم ريقه بقلق وقال في سره: 
- مش معقول يكون حصله حاجة!! لا لا بعد الشر!! 

إتكلم شريف بعصبية: 
- سِكت ليه؟؟؟ أنت أكيد تعرف حاجة! 

هز حازم راسه بالنفي وقال:
- لا، بس طالما معاه حورية يبقى ماتقلقش.. ممكن يكونوا راحوا يتفسحوا أو حاجة، هو قالي برضو إنه ممكن يروح لشقته اللي جهزها. 

إتنهد شريف بإرتياح وهز راسه وسابه ومشي... 

في مكان تاني "

كانت قاعدة ضمة بنت لحضنها وهي بتبكي بقوة، إرتجف جسمها أول ما سمعت صوت الباب بيتقفل، رفعت عينيها بضعف وإزداد خوفها لما لقيته قدامها، قرب منها وشد البنت منها، صرخت وقالت بترجي: 
- أرجووك سيبها!!! أنت هتعمل فيها ايه يا سيد!!! 

ماردش عليها وأخد البنت وسابها ومشي، صرخت بقوة ورفعت راسها في السقف: 
- ياااااررب!!! نجينااا منه يااارب!!! 

بعد شوية، دخل تاني عندها وقرب منها وقال بشر: 
- ماوحشتكيش يا خلود؟ 

بصتله بكره ولما حط إيده على جسمها زقتها بسرعة وهي بتقول بحدة: 
- ماتقربش مني!!! أنا بكرهك!!! طلقني بقى وريحني!! 

ضحك بصوت عالي وهز راسه بالنفي: 
- تؤ تؤ، ده أنتِ حتى حبيبتي ماقدرش أطلقك! 
- حبيبي عامل ايه؟ 
قالها حازم وهو بيحط إيده على بطنها المُنتفخة 
لفتله وقالت ببعض الآلم: 
- حاسة إني بطني من تحت بتوجعني شوية... وآآآآآآه!!! 
صرخت بقوة لما بطنها بدأت توجعها زيادة عن اللزوم وحست بسائل بينزل منها: 
- شكلييي بولددد يا حاااازم!!!! آآآآه مش قاااادررررة! 
بلع حازم ريقه وقال بتوتر وقلق: 
- أ..أعمل ا.ايه؟؟؟!! 
صرخت بعنف وهي بتحط إيديها على بطنها: 
- وديني المستشفى يا حااااازم بسرعة!!! أناااا بموووت مش قاااادرة!!!! 
جاب حازم الإسدال ولبسهولها بسرعة وشالها ونزل بيها تحت صراخها المستمر، إنتفضوا خديجة وشريف وقاموا وقفوا وقالوا بفزع: 
- فيي ايييه!!! 
إتكلم حازم وهو بيمشي بخطوات سريعة ناحية الباب: 
- سارة شكلها بتولد، تعالوا يلاا وهاتوا سليم علشان مايقعدش لوحده!!! 
راحوا بسرعة معاه ومعاهم سليم، حازم ركبها ورا هي وخديجة وهو ركب هو وشريف وسليم قدام وإنطلق بالعربية ناحية المستشفى
عند أبطالنا "
كانت قاعدة بتاكل بشراهة وهي بتابع مسلسلها المُفضل "حريم السلطان"، قرب منها عمران وقعد جمبها وهو بيقول بضحك: 
- براحة براحة!! ناقص تاكليني كمان!! 
سابت الأكل اللي في إيديها وكان في أكل كتير في بؤقها فخلى منظرها مُضحك، حاول عمران يكتم ضحكته ولكن ماقدرش وأنفجر في الضحك، بصتله بغيظ وبدأت تحاول تبلع الأكل وبعد ما خلصت قالت بضيق: 
- بتتريق عليا يا عمران! 
ضحكاته هديت شوية وملس على خدها بحب: 
- يا قلب عمران... لا عاش ولا كان اللي يتريق عليكي يا حبيبي، أنت تاكلي براحتك وزي ما أنتِ عايزة! 
قلبت عينيها بملل ورجعت تاني تتفرج على المسلسل وهي بتقول بإندماج: 
- بص السلطانة بنت الهبلة!! ضربك تديله بالقلم على طول!! أنتِ لسه هتولولي!! 
بصلها بذهول وهو بيهز راسه بقلة حيلة وبيقول: 
- أنتِ مُندمجة أوي كده ليه يا حورية! 
نفخت بضيق لما الحلقة خلصت، فـ إتلفتتله وقالت بغيظ: 
- نقّيت فيها! أهو خلص!! 
ضحك وبعدها قرب منها وغمزلها وقال بخبث: 
- طب ماتيجي! 
ضربته في صدره بخفة وقالت: 
- أنت قلة الأدب بتجري في دمك!! إبعد بقى!! 
قام وقف وحاوطها بإيديه الإتنين وهي قاعدة على الكنبة وإتكلم بحب: 
- هو أنا هفضل أتحايل كده كتير ياقلبي؟ 
- ماسة في الأوضة يا عمران!! 
قالتها وهي بتحاول تزقُه ولكنه مابِعدش عنها... وفي لحظة كان بيصرخ لما ضربته تحت الحزام بقوة وجريت من قُدامه على الأوضة، صرخ وقال: 
- ااااااااه... يابنتتت الللل!! ماشي وديني لأربيكي من أول وجديد!! 
قالها وجري وراها وقبل ما تقفل الباب كان حاطط رجله بسرعة وزقُه بخفة خوفًا من إنها تُقع أو تتخبط، قفل الباب وراه بعنف وبصلها بغصب: 
- أنتِ قد الضربة دييي!!!! 
بلعت ريقها بخوف وإبتدت ترجع لورا وماخدتش بالها من السرير اللي وراها ووقعت عليه، وقبل ما تتحرك كان ماسك بإيد واحدة إيديها الإتنين ورفعهم فوق راسها والإيد التانية حطها على رقبتها وقال بعصبية خلاها تترعش تحت منه: 
- شكلك أخدتي عليييا بزيادة يا حورية ونسيتي أنا أبقي مين!! 
دمعة من عيونها نزلت وهمست بخوف حقيقي: 
- عمران!! أرجوك متخوفنيش منك!.. 
لانت ملامحه وشال إيده من على رقبتها ومسح بيها دموعها وقال بحب: 
- يا قلب عمران أنتِ!! أنا أسف يا حبيبتي بس مكنش ينفع تضربيني كده! 
بصت بعيد عنه بخجل من نفسها فهو عنده حق مهما كان.. ده جوزها! إبتسم لما حس بندمها وقرب منها وطبع بوسة رقيقة على خدها وقال بحنان: 
- خلاص يا حبيبي حصل خير... بس برضو لسه هتتعاقبي عقابي الخاص!
قال جملته الأخيرة بغمزة فـ إحمرت وجنتيها بخجل.. بص لشفايفها بإشتهاء وقبل ما يقرب منها... رن تليفونه. غمض عينه بغضب جحيمي، فـ ضحكت حورية وإنتهزت الفرصة لما بِعد عنها وقامت وقفت وفتحت الباب وطلعت بره بسرعة، جز على أسنانه بغيظ وغضب وطلع تليفونه من جيبه لاقى اسم العزام، فتح الخط وصرخ بحدة وهو مفكرُه أخوه: 
- يلعنننككك ياخييي!!! أنتتتت مش بتطلع زي الخاازوق غير في اللحظات المهمة!! 
إتشل لسانه عن الكلام لما سمع صوت شريف: 
- يلعن مين يابن الكلب!!! أنا أبوك يامعفن!! 
رجع عمران شعره لورا وهي بيلعن غبائة، فـ هو مسجل أبوه وأخوه نفس الاسم. إتكلم بحرج: 
- والله يا حاج بحسبك حازم!! أنا آسف ماخدتش بالي، أصلي مسجلكم نفس الاسم! 
إتكلم شريف بشك: 
- وأنت كنت بتعمل ايه مهم علشان تتعصب كده!! 
بلع ريقه بتوتر وإتكلم بلجلجة: 
- ه.ها!! ك.كنت... كنت بشتغل... آه كنت بشتغل! 
زفر شريف بضيق وقال: 
- طب قول حاجة أصدقها، كنت بتشتغل إزاي في وقت زي ده؟ رايح تتسرمح مع مراتك في الشقة الجديدة وسايب الدنيا تضرب تقلب هنا!! عمومًا تعالي حالاً على مستشفى ***** علشان سارة بتولد! 
إتنحنح عمران ورد عليه: 
- حاضر يا حاج، مسافة السكة وهكون عندك. 
أنهى عمران المكالمة ونفخ بضيق وهو بيقول بهمس: 
- كل ماجي أستفرد بالبت آلاقي حد يقاطعني، حسبي الله ونعم الوكيييل!! 
طلع من الأوضة لاقاها واقفة ورا الكنبة وبتبصله بخوف، قرب منها وقال: 
- متخافيييش!! خلصيي البسي ولبسي ماسة علشان نروح لسارة... بتولد! 
إتنهدت بإرتياح وبعتتله بوسة في الهوا وجريت بسرعة للأوضة قبل ما يمسكها، نفخ بغيظ وحط إيده على شعره وقال: 
- هتجنني بنت الإيه!! بس مبقاش أنا لو ما خليتك تجيبيلي دستة عيال! 
بعد مرور فترة وتحديدًا في المستشفى "
كانوا كلهم واقفين متوترين وهما سامعين صوت صراخ سارة وآلمها، فـ هي كانت ولادتها طبيعية، إتمسكت حورية في ملابسه وهي بتقول بحزن: 
- الله يكون في عونها، أنا عارفة شعورها كويس أوي والله دي حاجة صعبة! 
ملس عمران على شعرها بإبتسامة خبيثة وقال: 
- متقلقيش ياقلبي، هتجربي الشعور ده تاني وكتييير! 
بِعدت عنه وعقدت حواجبها وقالت بتوتر: 
- تقصد ايه؟ 
غمزلها وإتكلم بوقاحة: 
- أنتِ عارفة بقى ياقلبي! 
بصتله بغيظ ومشيت بعيد عنه وراحت ناحية ماسة... فجأة الصراخ هِدي وسمعوا مكانه بُكاء طفلة، حازم قلبه دق بقوة وخصوصًا لما الباب إتفتح وطلعت منه الدكتورة وقالت بإبتسامة: 
- فين أبوها؟ 
قرب منها حازم بخطوات مُرتعشة وقال: 
- أ.أنا.. 
إبتسمت وإدتهالها وهي بتقول: 
- بنوتة زي القمر، ربنا يباركلكم فيها يارب! 
آمن الجميع على دُعاءها، بص حازم لملامحها فـ كانت تشبه سارة جدًا.. قربها منه وبدأ يأذن في ودنها وبعد ما خلص بصلها وقال بهمس: 
- شبه أمك في الملامح، يا ترى هتشبهي مين في الطباع؟ 
قربت منه خديجة وقالت بسعادة: 
- إديني أشيلها! 
إداها لوالدته وهو بيقول بخوف: 
- براحة عليها! أوعي تفلت من إيديكي! 
هزت راسها ودموعها نزلت بسعادة وهي بتضمها بحنان لصدرها.. بدأ الكل يقرب منها وهما بيباركوا لحازم، قرب سليم من جده وقال ببراءة: 
- عايز أشوفها يا جدو
إبتسم شريف وبدأ ينزلها ناحيته بهدوء وقال: 
- أهي ياقلب جدك.. 
لمعت عينه بفرحة أول ما شافها وحط إيده على وشها وقال بإنبهار: 
- شكلها جميل أوي يا جدو، المفروض عمو حازم يسميها جميلة! 
قرب منه حازم وقال بضحك: 
- خلاص يا سيدي... هسميها جميلة، ولا تزعل نفسك! 
إبتسموا الجميع بسعادة... وبعد شوية كانوا متجمعين حوالين سارة اللي كانت شايلة الطفلة وبتملس على وشها بحنان، قربت منها حورية وقالت بإبتسامة: 
- جميلة أوي يا سارة شبهك! 
بصتلها ساره وردتلها الإبتسامة قائلة: 
- والله أنتِ اللي قمر ياحورية، مش ناوية بقى تجبلنا ولد ولا بنت ولا ايه؟ 
بصلها عمران بخبث ورد هو: 
- متخافيش إن شاء الله هنملى البيت عيال قريب أوي، مش كده يا حوريتي؟ 
بصتله بذهول وقالت من بين أسنانة بإبتسامة مُزيفة: 
- طبعًا يا حبيبي! 
إبتسملها بإنتصار فـ بصتله بغيظ... 
بمرور الوقت "
كانت قاعدة في الصالة بتفتكر كلام خديجة ليها، هزت راسها بسرعة وقالت: 
- ايه قلة الأدب دي!! هي العيلة كلها سافلة كده!! 
حطت إيديها على دقنها بتفكير وكملت كلامها بهمس: 
- بس هي عندها حق! المفروض أعمله كل اللي هو عايزُه علشان مايبصش لبره! بس برضو اللي طلبته صعب!! 
إتأففت بضيق وقامت وقربت من أوضة ماسة لقيته قاعد بيحكلها حدوتة النوم، فـ ضحكت بخفة وراحت لأوضتها علشان تنفذ الخطة اللي حماتها قالتلها عليها! 
" فلاش باك "
كان عمران وحورية لسه هيمشوا إلا وإن وقفتهم خديجة وهي بتقول: 
- أستنى يا عمران علشان عايزة حورية في كلمتين!!
رفع عمران حاجبه بإستغراب، ولكن مديتلهوش فرصة يسأل.. أخدت حورية بسرعة لجمب بعيد عنه، فـ إتكلمت حورية بتوتر: 
- هو في حاجة ولا ايه يا طنط؟! 
إتنهدت خديجة وأجابت: 
- بصي يابنتي أنا حافظة ابني عمران كويس.. والواضح يعني إنك منشفاها عليه شويتين تلاتة... بس خدي في عِلمك!! دي مش الطريقة اللي هتخليه يدوب في هواكِ! هو آه بيحبك وروحه فيكي بس برضو هو ليه إحتياجاته! يعني لو فضلتي كده تتهربي منه مش بعيد يروح يتجوز عليكي أو يخونك! 
إتسعت عيون حورية بصدمة وهي بتسمع كلامها فـ إبتسمت خديجة وكملت: 
- أنا مش بقولك كده علشان تشكي فيه أو حاجة، القصد من كلامي إنك تدلعيه! ترقصيله! كده يعني... وكمان الكل بدأ يلاحظ إنك مش حامل وهيطلعوا عليكي عيوب وأنتِ عارفة بقى أهل الزفتة اللي ربنا ما يرجعها ممكن يعيبوا فيكي أو في عمران! أنا بقولك كده كنصيحة صريحة مني، متخربيش بيتك بإيدك وخلي الولا عمران يكون خاتم في صباعك، شوفي أنا بحرضك على ابني إزاي!! بس على الله يطمر بقى يا حورية! 
إحمرت خدودها بخجل من كلامها الصريح ولكن هي فعلاً عندها حق!! هزت حورية راسها وقالت بخجل: 
- ماشي يا طنط، ربنا يسهل. 
وكزتها بخفة وقالت بضحك: 
- ايه طنط دي!! مابحبهاش بصراحة... قوليلي يا ماما أفضل! 
إبتسمتلها وقالت: 
- حاضر يا ماما. 
" باك "
واقفة قُدام المرايا وهي لابسة بدلة رقص وحاطة مكياج جريء... كانت بتبص على نفسها بعدم رضا وقالت: 
- لا لا ايه ده!! أنا هروح أقلعها أحسن! 
وقبل ما تتحرك كان كلام خديجة بيتردد في عقلها، فـ إتراجعت وأخدت نفس عميق وقربت من باب الأوضة وبدأت تنده عليها: 
- عمران! 
قام عمران من جمب ماسة اللي كانت نامت وغطها كويس وباس راسها وطلع من الأوضة وهو مُتجه لأوضتهم، فتح الباب ووقف مكانه تاني وهو متنح من الصدمة، إبتسمت وقربت منه وقالت وهي بتعبث في زراير قميصه بجُرأة: 
- مالك يا حبيبي؟ بس قولي ايه رأيك فيا؟؟ عاجبتك؟! 
قفل عمران الباب ورجعلها تاني وهو بيصفر بإعجاب: 
- عاجبتيني ايه بس؟؟ ده أنتِ بطل! 
إبتسمت وسحبته من إيده قعدته على السرير وقالت بغمزة: 
- طب خلاص إقعد هنا ومتقومش غير أما أخلص! 
إبتسم بخبث وقعد وهو حاطط رجل على التانية وبيبصلها بعيونها اللي هتاكلها!، قربت من تليفونها وبدأت تشغل أغنية "بتونس بيك" لوردة، سقف عمران وقال بسعادة: 
- يا فرج الله!! 
منعت ضحكتها بالعافية، وإبتدت ترقص بخجل حاولت تخفيه ولما إندمجت نسيت الخجل ونسيت نفسها و... نسيت عمران بحد ذاته!! 
فجأة لقيت إيده اللي بتسحبها، شهقت بتفاجؤ وهمست: 
- عمران! لسه ماخلصتش!! 
بصلها بإشتهاء وقال برغبة: 
- ماخلصتيش ايه بس!! دي أنتِ قضيتي علياا ياروح عمران! 
عيونه جت على شفايفها المتزينة بـ روچ أحمر ناري، إبتسم وقال بخبث: 
- ايه الحلاوة دي يابت!! بقيتي بتعرفي تدلعي أهو! 
وبدون مقدمات... باسها... باسها برغبة، بعنف، بعشق في قلبه لو فضل يوصفه مش هيقدر!، بكل معاني الحب اللي في الدنيا...
وقفت قُدامه وفي إيديها إختبار الحمل، قلبها من كتر الدق بتقسم إن لو حد قريب منها هيسمع دقاتُه بسهولة، وأخيرًا بعد سنة كاملة بقت حامل!! حس بيها قُدامه فـ إتكلم بدون مايرفع راسه من على اللابتوب: 
- أيوة ياحبيبي، في حاجة ولا ايه؟ 
إتكلمت بنبرة مُرتعشة: 
- أ.أنا... أنا حا..حامل يا يا عمران.! 
صدمة! مش بس صدمة!!! دي صاعقة نزلت عليه، قام وقف قُدامها وقال بعدم تصديق: 
- حامل؟؟ أنتِ بتهزري ولا بتتكلمي جد؟! 
دموعها نزلت وهمست: 
- والله بتكلم جد، حتى شوف! 
رفعت إختبار الحمل ناحية وشه، مسكه بعدم تصديق وبعدها بصلها وحضنها... حضنها بكل قوته، همس جنب ودنها وقال: 
- مُباارك يا روووح عمران وقلبه!! 
إبتسمت بإرتعاش بعد ما بِعد عنها وقالت: 
- أول مرة أحس الشعور ده! برغم إني جربته مع ماسة بس... بس كان ناقصني أنت تكون موجود معايا! الحمدلله!! حقيقي أنا فرحانة أوي! 
ميل عليها وباس خدها برقة وقال بعشق: 
- بموتتت فيكي يا حوريتي. 
كمل كلامه بإبتسامة هادية: 
- بس حابب إننا نتأكد أكتر ونعمل تحاليل دم، علشان أوقات بيبقى الإختبار ده مش مظبوط.. بس أنا واثق إن شاء الله حامل
ضحكت بسعادة وحضنته بقوة، شدد على حضنها وغمض عينه وهو كل اللي على لسانه "الحمدلله" 
                        ........ 
- هي ماما فين يا جدو؟ بقالي كتير ماشوفتهاش! 
قالها سليم ببراءة، فـ أخد شريف نفس عميق من السؤال المُتكرر ده، حط إيده على كتفه وقال بحنان: 
- ماما غلطت يا سليم، ماما غلطت وكان لازم تتعاقب! أنا بقولك دلوقتي علشان عارف إنك كبرت ياحبيبي، ماما إتقبض عليها علشان كانت بتحاول تقتل... آذيت أبوك يا سليم أوي! 
بكى سليم في حضن جده بعد سماعه للكلمات دي، مسد شريف على شعره بحزن، فـ هو مهما كان طفل ومحتاج لحنان الأم! إتنهد وقال في سره: 
- مفيش غيرها اللي تقدر تديله الحنان اللي مُفتقده... حورية! 
فجأة بِعد سليم بسرعة ورفع راسه لما سمع صوت سارة اللي كانت شايلة جميلة، قام وقف ومسح دموعه وقرب منها وقال بسعادة: 
- هيييييااا جمييلة!! 
ضحكت سارة وقالت وهي بتقعد قصاده: 
- البنت بقت متعلقة بيك يا واد يا سليم، ولا كإنك خطيبها! خُدها أنت أهتم بيها وأنا أهتم بالنونو اللي في بطني
إبتسم شريف بهدوء وبدأ يتابعهم، حطت الطفلة إيديها على وش سليم ونطقت بعفوية وهي بتضحك ببراءة: 
- ثييم     •"سليم"• 
قلبه الصغير دق وبصلها وقال بفرحة: 
- أخيرًااا نطقتي اسمي!!! *بص لجده وكمل* نطقت اسمييي ياجدو والله!!! 
ضحك شريف وقال: 
- سمعت يا حبيب جدك.. مش بعيد تقولك يا سولي بس لما تكبر شوية ههههه 
ضحكت سارة وخلت سليم يقعد جمبها ويشيل جميلة، فتحت تليفونها علشان تتصل على حازم تطمن عليه ولكنها صُعقت لما شافت رقم مجهول بعتلها صورته وهو مع واحدة في وضع مُخل تمامًا، قلبها دق بعنف وصرخت بهيستريا: 
- لا لا!! مستحيييييل!!! لااااااا
قام شريف بسرعة وقرب منها ولكنها كانت فقدت الوعي، صرخ شريف: 
- خدييييجة!!! يا خديييجة!!!
طلعت خديجة بسرعة من المطبخ ووقفت مكانها بذهول لما شافت سارة فاقدة الوعي وشريف ماسك تليفونها وعيونه مُتسعة من الصدمة، قربت من سارة بسرعة وقالت: 
- يالهوي!! هي حصلها ايه يا شريييف! إتصل على حازم بسرعة!! 
بكت الطفلة جميلة وبدأ سليم يبكي على بُكاءها، بصله الجد وقال بهدوء عكس النار اللي جواه: 
- روح ياحبيب جدك أوضتك فوق أنت وجميلة، هتعرف تشيلها مش كده؟ 
هز سليم راسه وبدأ يضمها ليه بخوف لاتقع منه وطلع لأوضته، رفع شريف التليفون ناحيتها وقال بغضب: 
- شوفييي ابنك الحقيرر!!! أنا من أمتى وأنا مربيهم على الز.نى!!! أكيد سارة مش هتكست!!!! 
حطت خديجة إيديها على شفايفها وهي بتحاول تكتم شهقاتها، دموعها نزلت بصدمة وهمست: 
- معقول حازم يعمل كده؟؟ طب الأول بس يلا نحاول نفوق سارة! 
إتنهد شريف بغضب وراح ناحية أوضته وجاب برفيوم وبدأ يرش عليها، فتحت عينيها بتعب وبصت حواليها لقيت شريف وخديجة، إبتدت تفتكر الصورة اللي إتبعتتلها وقالت بصراخ: 
- ليييه!!! ليييه عمللل فياا كده!!! أنا عملتله ايه وحش؟!! يعلم ربنا إني ماقصرتش معاه في ولا حاجة!! ليه يإذينييي كده؟!! ليييه ردووا عليااا!!! 
حطت خديجة إيديها على كتفها وقالت بحنان: 
- إهدي ياحبيبتي طيب علشان اللي في بطنك، هتصل عليه وأخليه يجي ويفهمنا! 
حطت إيديها على وشها وإبتدت في البُكاء الشديد، بصلها شريف بحزن وطلع تليفونه وبدأ يرن على حازم، ماردش في أول مرة في رن عليه تاني فـ أتاه الرد: 
- أيوة يا بابا، في حاجة ولا ايه؟ 
رد بغضب: 
- تعالى ياروح أمك ده أنا هقتلك إنهاردة!!! 
بلع حازم ريقه بقلق وقال بعدم فهم: 
- هو في ايه يا بابا بظبط؟ أنا عملت ايه مش فاهم؟! 
زعق شريف فيه بعصبية: 
- قولتلللك تعالى!!! خمس دقايق بالكتييير والاقيك قدااامي!! 
في بيت محمد اليزيد "
كان قاعد وهو حاطط إيده على راسه بحزن، قربت منه زينة وإتكلمت بهدوء: 
- مالك بس يا محمد، مضايق ليه؟ 
رفع نظرُه ليها وقال بغضب: 
- حورية!!! حورية يا زينة!! عمرااان من ساعة ما أخدها من سنة وأنا مشوفتهاش!! بتصل عليه علشان أشوفها بيتحجج بأي حِجة!! خاييف يكون عمل في بنتنا الوحيدة حاجة!! أنا حتى مكلمتهاش غير مره واحدة بس من سنة!!! أنا عايززز أشوف بنتي!! 
أخدت نفس عميق بحزن وقالت: 
- طب هتعمل ايه؟ 
حط محمد إيده على راسه بتفكير وقال: 
- أخر مره هرن عليه، لو إتحجج تاني... هطلقها منه!  
شهقت زينة بصدمة: 
- تطلقها منه!!!! إزايي يعني يا محمد! إهدى بس وإتصل عليه وأفهم منه براحة ومتعصبش نفسك! 
نفخ بضيق وطلع تليفونه وبدأ يرن عليه، وبعد لحظات أتاه الرد: 
- أيوة يا عمي، عامل ايه؟ 
- يا بجاحتك يا أخي!! بتسألني عامل ايه وأنت عارف كويس حالتي من غير ماشوف بنتي؟؟ أنا عايز أطمن على بنتي يا عمرااان!!! ولو مطمنتينيش عليها أقسم بالله هقتلك وما هيفرقلي أنت تبقى مين! 
أنهى كلامه بعصبية وهو مستني رده بالرفض علشان ينفذ اللي في دماغه، ولكنه ذهل لما عمران ضحك وقال: 
- عندك حق يا عمي أنا أسف... بس أقسم بالله ده غصب عني كنت بحاول أحميها والله وهنجيلك أنا وهي إنهاردة وهنفهمك اللي حصل... 
إبتسمت زينة بإرتياح، فـ زفر محمد وقال بضيق: 
- المفروض مهما كان كنت تقولي! دي بنتي يا عمران! 
إبتسم وقال: 
- خلاص يا عمي حصل خير، ساعة بالكتير وهنكون عندك.. 
أنهى محمد المكالمة، فـ إبتسمتله زينة وقالت: 
- شوفت! إديك ظلمته أهو! 
بصلها بهدوء وهز راسه وهو مستنيهم بفارغ الصبر 
عند حازم "
ركن عربيته ودخل من باب البيت وهو مش فاهم حاجة، إتفاجئ بسارة اللي ضمه نفسها وبتبكي قرب منهم بسرعة وقال بقلق: 
- في ايه؟؟؟ سارة بتعيط ليه مين مزعلها!!! 
وفجأة ضربه شريف بالقلم بقوة لدرجة إنه وشه لف من أثر الضربة، إتصدم حازم ورجع بصله وهو حاطط إيده مكان الضربة.. وقبل ما يسأله عن السبب كان بيمسكه شريف من لياقة قميصه وهو بيقول بغضب جحيمي: 
- أنا ربيتك على كده يابن الكلب!!! ربيتك إنك تز.ني وتخون مراتك!!!
إتسعت عيونه من الصدمة، مش فاهم هو بيتكلم عن ايه، فـ سأله بعدم فهم: 
- يا بابا أخون مراتي ايه بس!! أنت تعرف عني كده أقسم بالله ماخونتها أنا روحي فيها وماقدرش أوجعها!! 
ضربه شريف بالبوكس في وشه وقال بزعيق: 
- وكمان ليك عين تكدب!! 
زقه بعنف لدرجة إنه كان هيقع ولكنه إتمسك بالكرسي، جاب شريف التليفون ورفع قدام عيونه: 
- والصورة دي ايه؟! رددد عليييا!! 
إتصدم حازم من الصورة، مسك التليفون منه وفضل متنح وهو مش قادر يتكلم، بعدها بصله وقال بصدق: 
- أقسم بالله ده مش أنا!! وحياتك عندي يا بابا مش أنا.... دي صورة متفبركة!! 
كمل كلامه وهو بيقرب من سارة وبيرفع الصورة عندها: 
- ده مش أنا يا سارة!! حتى بصي ده مش جسميي!! والله دي متفبركة!! 
مارفعتش عيونها ليه، فـ شدُه شريف وقال بغضب: 
- مش أنت إزاااي!!! أومااال وش ميييين دهه!!! 
وفي لحظة كان حازم بيقلع قميصة وقال: 
- طب شوف يا بابا، ده مش نفس جسمي!!
مسك شريف التليفون منه وعيونه إنتقلت بينه وبين اللي في الصورة، وفعلاً كان الفرق واضح... قرب من سارة وقال بهدوء: 
- إرفعي راسك يا سارة! 
أجهشت في البُكاء فـ قال بأمر: 
- قولتلك إرفعي رااسك يا سارة!! 
رفعت راسها ببطئ وبصتله، هز راسه بالنفي وبص لعيونها: 
- أقسم بعزة جلال الله الصورة دي متفبركة، أنا ماقدرش أخونك والله! طيب بصي أنت مش مقصرة معايا.. مش بتعملي أي حاجة تضايقيني... ليه أخونك؟؟ *ملس على وشها بإيده وكمل* أنتِ حفظاني وعارفة كل تفاصيلي... اللي في الصورة ده واضح إنه مش جسمي، وغلاوتك عندي أنا ماخونتكيش ولا عمري هخونك! 
إتكلمت خديجة بحزن: 
- أنا مش مربية ابني على الكذب يا سارة، وأنتِ عارفة يابنتي إنه بيحبك! ووهو وراكي دليل إن الصورة دي مش حقيقة، إهدي يابنتي وماتعيطيش والموضوع هيتحل! 
صرخت سارة بعنف: 
- أنتوااا كدابييين!! بتحاولوا تبرروا علشان هو إبنكم بس!! هو ايه اللي يتحللل!!! ده بيخوني!! عارفة يعني ايه بيخونييي!!! أنا مستحيل أقعد على ذمته ثانية واحدة!!  *بصتله وقالت بصوت مهزوز* طلقني! 
يُتبع.
- طلقني!!
إتصنم مكانه ومش قادر ينطق من كلمتها اللي نزلت عليه زي الرعد، وأخيرًا إتحرك وركع قدامها وقال بقلب موجوع: 
- أنا مستعد أقتل نفسي حالاً، بس أطلقك!! على جثتي!! 
بصتله بغضب وقربت منه وإبتدت تضربه بقوة في صدره وهي بتصرخ بعنف: 
- قولتلك طلقنييي!!! طلقنييي!! أنت ايه مابتحسش!! أنا بكرررهك!! عاااارف يعني ايه بكرهك؟! 
غمض عينه من قساوة كلماتها، مسك إيديها وبص لعيونها وقال بحزن:
- أرجوكي يا سارة إهدي وتعالي شقتنا نتفاهم بهدوء! 
هزت راسها بالنفي وبعدت عنه وقالت بسخرية: 
- نتفاهم في ايه معلش؟! ماهي كل حاجة واضحة أنا مش مُغفلة لدرجة دي! ياريتني سمعت كلام ماما وبابا! كانوا كلهمم صح بس كنت معمية علشان بحبك!! ياريتك كنت قد الحب اللي حبيتهولك!! أنت واحد خاين!! 
كان لسه هيتكلم ولكن قاطعه شريف اللي قال بعقلانية: 
- بصي يا بنتي، يعلم ربنا أنتِ غالية عندي قد ايه وأنتِ عارفة كده كويس! وأنا ضربت ابني من غير حتى ماسمع منه تبريرات بمجرد بس ماشوفت دموعك، لكن بعد اللي سمعته وبعد اللي قاله ودي فعلاً صورة متفبركة وأظن إنك عارفة شكل جوزك كفاية.. أنا مش طالب منك غير إنك تطلعي معاه وتتكلمي معاه بهدوء وبالعقل، أكيد حد بيحاول يفرق بينكم... 
كنت لسه هتعترض على كلامه، ولكن خديجة إتكلمت: 
- طب وغلاوتي عندك يا سارة، مش أنتِ بتعتبريني أمك؟ إطلعي معاه وإسمعيه... ولو كان بيكدب أوعدك هخليه يعمل اللي يريحك!. 
بصتله وقالت بغضب:
- هنتكلم! بس لو طلع بيكدب عليا، ساعتها... هعمل اللي في دماغي!! 
إبتسم حازم ومسك إيديها إلا وأن شدتها منه، إتنهد بحزن وهز راسه بقلة حيلة وبدأو يطلعوا لشقتهم... قفل الباب وقعدت على الكنبة وبصتله وهي مستنية كلامه، قرب منها وقعد قصادها على الأرض وقال بإبتسامة: 
- ممكن أفهم بقى ياستي ايه كلمة طلقني دي؟؟ أنا مش عايزك تزعلي وتغضبي من غير ما نفهم ونتكلم بهدوء، بصي ياحبيبتي.. أنا وعهد الله مابكذب عليكي وفعلاً ده مش أنا، وأنا أقسم بالله كنت في الشركة طول اليوم ولو عاوزاني أتصلك بأي حد يأكدلك على ده معنديش مشكلة!! بس أنا مش عايز دموعك الغالية دي تنزل *حط إيده على بطنها وكمل بحب* وبعدين أنتِ حامل ياروح قلبي... كده الواد هيطلع نكدي! 
إبتسمت غصب عنها، فـ رفع إيده ومسح الدموع اللي على خدها وقال بحنان: 
- أوعدك هعرف مين اللي عمل كده، ومبقاش أنا لو ماخليته يندم قبل ما يفكر ينزل دمعة منك *كمل بغيظ* على فكرة بقى أبويا أول مره يلطشني بالقلم كده!! بس أنتِ تستاهلي كل حاجة حلوة في الدنيا... فداكِ مليون قلم ياقلب حازم. 
بصت لعيونه بفرحة، حتى والموقف كبير وكانت السبب فـ إن أبوه يمد إيده عليه لأول مره بس برضو بيتعامل معاها بالهداوة والحب، قام وقف وباس جبينها وقال بهزار: 
- ها، حنيتي ولا قلبك قاسي؟ 
ودت وشها بعيد عنه، فـ ضحك وقال وهو بيرقص بطريقة مُضحكة: 
- أنت قلبك قاسي... أوي أوي! أنت مش بتحس... كده كده! 
ضحكت بخفة، فـ إبتسم وقرب منها وقال بحب: 
- أيوة كده يا حبيبتي... أضحكي الدنيا كلها تضحك! 
بصت لعيونه وهمست بهيام: 
- بحبك! 
سقف بإيده زي الأطفال وقال: 
- أيييوووه كده... أمووت أنا يا ناااس! 
عند عمران وحورية "
مسكت في دراعه وبصتله بخوف: 
- أنا خايفة، بابا ممكن يـ... 
قاطعها وقال: 
- لا عاش ولا كان اللي يمس شعره منك طول مانا عايش! 
إبتسمتله وقالت بعشق: 
- بحبك أوي يا عمران، ربنا يديمك ليا! 
- قلب عمران! 
قالها وباس راسها، إتكلمت ماسة بغيرة: 
- طالما هي قلبك أنا أبقي ايه؟ 
ضحك ونزل لمستواها وقال بحب: 
- أنتِ ماستي ونور عيون بابا وروحه! 
حضنته ماسة فـ إبتسم وملس على شعرها، بصتلهم حورية بعدم رضا، فـ رجع وقف تاني وقال بإبتسامة: 
- بتغيري يا كوتي؟! دي بنتك!! 
بصتله بغيظ وبدأت تخبط على الباب، لحظات وكانت فتحت زينة الباب... أترمت حورية في حضنها وضمتها بقوة وهي بتقول بفرحة: 
- مااااما!! وحشتينيي أوي!! 
دمعة من عيونها نزلت وقالت بسعادة: 
- وأنتِ كمااان ياقلبب ماماا! 
بِعدت عن حضنها وقالت بلهفة: 
- عاملين ايه؟؟ وبابا عامل ايه؟! كويس!! 
هزت زينة راسها وقالت: 
- بابا هيموت ويشوفك! 
دخلت حورية بسرعة، وإبتسمت زينة لماسة وقالت: 
- حبيبة تيتا!! تعالي! 
حضنتها ماسة وهي بتقول بسعادة: 
- تيتاااا وحشتيني!! 
ملست على شعرها وقالت بحنان: 
- وأنتِ كمان يا قلب تيتا
بصت لعمران وقالت بإبتسامة:
- عامل ايه يا زعيم؟ إتفضل! 
ردلها الإبتسامة بهدوء ودخل، لاقاها بتحضن محمد بقوة، فـ قلب عينه بملل، ملس محمد على وشها وقال بإشتياق: 
- كده برضو يا حورية تغيبي عن بابا كل ده؟ هان عليكي تسيبيني متعذب كده مستنيكي؟! 
بصتله وقالت بحزن: 
- والله غصب عني يا بابا كان في مشاكل كتيرة أوييي و.... 
قاطعتها ماسة وهي بتجري عند محمد وبتصرخ بسعادة: 
- جدو!!!! 
إبتسم محمد وفتح دراعاته... حضنته ماسة وقالت بفرحة: 
- كنت واحشني أوووي يا جدو!! 
إبتسم وباس جبينها وقال بإبتسامة: 
- وأنتِ كمان يا حبيبة جدك! 
قرب منه عمران وقال بهدوء: 
- إزيك يا عمي أخبارك ايه؟! 
رد عليه ببرود من غير ما يبصله: 
- كويس!
بص عمران لحورية فـ بصتله بأعتذار وشورتله يقعد، قرب منها وقعد جمبها وقال بإبتسامة: 
- معلش يا حورية أعمليلنا كوباية قهوة علشان عايز أتكلم مع عمي محمد لوحدنا شوية! 
إبتسمت وقامت أخدت ماسة ودخلوا هما التلاتة المطبخ وسابوا محمد وعمران، إبتسم عمران وقال: 
- ايه الطريقة دي بس يا عمي؟! مش حضرتك بتعتبريني زي ابنك؟!! 
رد عليه بهدوء: 
- كنت بعتبرك زي ابني بس بعد اللي حصل وبعد الطريقة اللي عاملت بيها بنتي!! مبقتش ابني! 
إتنهد عمران بعمق وبدأ يتكلم: 
- أسف والله، بس حضرتك أنت مش عارف شعوري لما أكتشف إن مراتي اللي أنا بحبها تكون ميتة بعد الشر يعني عليها وبعد سبع سنين أكتشف إنها عايشة عادي وحضرتك تكون عارف!! أكيد يعني هتبقى صدمة بنسبالي أنا مكنتش مصدق وكنت حاسس إني بحلم أو بتخيل!! بس لما حكت كل حاجة صدقني أنا إتغيرت وكنت بعاملها بما يُرضي الله، وجبت حقها من كل اللي أذوها ومع إني كنت هموت بسبب أمجد ابن الكلب ده بس هو اللي مات وأخد جزاته، وأنا طلقت سعاد ودخلتها السجن بتُهم كتيرة ومش هيخرجوا من السجن غير على قبرهم هي والكلاب اللي ساعدوها يعملوا كده في حوريتي... وأنا وعهد الله كنت بحاول أعوضها وإشتريتلها شقة تانية وعيشنا فيها لأني عارف كويس أوي إنها بتفتكر اللي حصل في شقتنا، ومكناش قادرين نجيلكم علشان ولاد الكلب كانوا مخلين ناس تراقبيني وكنت هتصاب بس عرفتهم ولبستهم قضية برضو، يعني كل ده حصل والمفروض حضرتك تعذرني وأنا حقيقي أسف جدًا! 
كان بيسمعه بذهول وبعد ماخلص قال: 
- معقول كل ده حصل وأنا معرفش!!! بس كنت حتى إتصل بيا وعرفني مش تسيبني كده!! 
بصله عمران بإعتذار: 
- حقك عليا أنا أسف، وبعدين أنت مابركتليش يعني!!! 
رفع محمد حاجبه بإستغراب، فـ إبتسم وقال: 
- هكون أب للمرة التانية... حورية حامل! 
إبتسم محمد بسعادة وقال: 
- ألف مليووون مبروك!! 
إبتسم عمران وبدأو يتكلموا شوية لحد ما حورية طلعت هي وماسة وزينة، قربت من عمران وقالت بإبتسامة تهكمية فهم قصدها: 
- إتفضل يا حبيبي! 
ردلها الإبتسامة بخبث وقال: 
- تسلم إيدك ياقلب حبيبك!! 
قعدت جمبه وهمستله بسخرية: 
- متاخدش الموضوع بعشم أوي! 
رد عليها بغمزة: 
- هنشوف!! 
فضلوا يتكلموا كتير وماحسوش بالوقت، فتح عمران تليفونه وقام وقف وقال بإبتسامة: 
- طب بالإذن بقى يا عمي! 
قام وقف قصاده وعقد حواحبه وقال: 
- أنت هتبات هنا!!! 
رد عليه عمران بإبتسامة: 
- معلش يا عمي... يوم تاني بقى! 
هز راسه بالنفي: 
- قسمًا بالله لأتباتوا هنا إنهاردة!! 
بص لحورية اللي هزتله راسها بالموافقة، إبتسم وقال: 
- خلاص ماشي! 
ردت زينة بإبتسامة: 
- روحي يا حورية أنت وجوزك أوضتك وأنا هاخد ماسة ماسة تنام في حضني علشان وحشااني أوي حبيبة تيتا! 
إبتسمت ماسة ومسكت في إيديها بسعادة، بصلها عمران بخبث، فـ زفرت بضيق ومشيوا دخلوا الأوضة، قفل عمران الباب وقال: 
- ايه الطريقة دي يابت! ماتتعدلي كده! 
نفخت وقالت بضيق: 
- عمران!! عدى الليلة دي على خير ويلا ننام! 
ضحك وقال وهو بيقرب منها: 
- لدرجة دي بتغيري عليا! 
لفتله وقالت بدموع مكتومة: 
- أيييوة يا عمران!! بغيير عليك حتى من عيوني! أنا بحبك أووي!! أنت مش عارف قد ايه أنا بحبك وعايزاك تكون ليا لوحدي!! 
شدها لحضنه وقال بحب: 
- ياقلب عمران أنا ليكي لوحدك!!! ومش ممكن واحدة غيرك تاخدني منك! صدقيني أنا بتاعك أنتِ وبس! 
حطت راسها على صدره وقالت بغيرة: 
- ده أنا أقتلك وأقتل أي واحدة تفكر تقرب منك!! أنت بتااااعي!! فااهم!!! 
ضحك بقوة وملس على ضهرها وقال: 
- فاهم! 
بِعدت عن حضنه وبصتله وقربت منه وباسته بحركة جريئة منها، إتصدم ولكنه فرح أوي وبدأ يبادلها بحب.... 
في صباح يوم جديد "
فتحت عينيها بنعاس وبصت جمبها ملقتهوش، قامت بتعب وبدأت تلبس هدوم من اللي عندها في الدولاب وسرحت شعرها وخرجت، لقته قاعد مع محمد وبيتكلموا في شغل، قربت منهم وقالت بإبتسامة: 
- صباح الخير. 
إبتسم محمد ورد عليها: 
- صباح النور يابنتي، تعالي إقعدي! 
قربت منهم وقعدت جمب عمران اللي غمزلها بمشاكسة، بصتله بخجل ووكزته بخفة في دراعه، فـ إبتسم وبدأ يكمل كلامه مع محمد، شوية ونفخت بملل وقالت: 
- أومال فين ماما وماسة؟؟ 
رد عليها عمران: 
- مامتك جوا في للمطبخ وماسة معاها
هزت راسها بهدوء وقامت دخلت المطبخ، إبتسمت حورية وقربت منهم وقالت: 
- بتطبخوا من غيري!! إخس!  
ضحكت ماسة وقربت منها وشدتها من إيديها وقالت: 
- تعالي يا ماما، أنتِ اللي كنتي نايمة! 
ضحكت وهزت راسها وبدأت تساعدهم... 
بعد وقت، إبتسم عمران وقال: 
- أظن كفاية أوي كده، هنروح احنا بقى! 
إتكلمت زينة: 
- طب ماتقعدوا شوية!! 
هز عمران راسه بالنفي وقال: 
- معلش والله مش هنقدر! 
رد عليه محمد بإبتسامة: 
- خلاص ماشي براحتكم، بس أبقوا تعالوا تاني! 
هز عمران راسه وسلموا عليهم ومشيوا، إبتسمت حورية وقالت: 
- بجد كانوا واحشني أوي!! 
ضحك عمران بهدوء، وفي وسط ماهما ماشيين بالعربية، قربت منهم بنت صغيرة بتبيع ورد: 
- ورد يا عمو..! 
وقف عمران العربية وقال بإبتسامة: 
- ورد طبيعي؟! 
هزت راسها وقالت: 
- طبعًا!! 
أخد عمران منها وردة وشمها وقال بإنبهار: 
- ريحتها تحفة أوي!! هاخدهم منك كلهم!! 
إبتسمت البنت وبدأت تدعيله: 
- ربنا يبارك في حضرتك يا عمو! 
أخد عمران منها الورد وحاسبها ولسه هيمشي إلا وأن قاطعته حورية: 
- عمران، البنت شكلها جعانة هاتلها أكل يمكن معهاش فلوس كفاية تجيب!! 
هز عمران راسه ونزل من العربية ونده عليها: 
- يا عسل!! 
لفتله وفربت منه وقالت بإبتسامة: 
- نعم يا عمو، عايز حاجة! 
حط إيده على كتفها وقال بحنان: 
- أنتِ جعانة؟؟ 
بصت بعيد عنه، فـ إبتسم وقال: 
- طب خلاص إهدي بس، أنتِ عندك أب أو أم أو أخوات؟؟ 
هزت راسها لحزن وقالت: 
- عندي ماما، وأنا بشتغل علشان مش أجيبلها فلوس العلاج وبابا سابنا! 
بصلها عمران بشفقة وقال: 
- طب تعالي معايا... متخافيش أنا معايا مراتي وبنتي في العربية! 
هزت راسها وبدأت تروح معاه، ركبها عمران العربية جمب ماسة ولفلها وقال بإبتسامة: 
- أنتِ عارفة اسم علاج ماما ايه؟ 
هزت راسها وبدأت تقوله اسم العلاج، إبتسم وقال: 
- خلاص هجيب أكل وعلاج وهنروحك لماما! 
هزت راسها بسعادة، نزل عمران وراح يجيب العلاج المطلوب، بصت حورية ليها وقالت بإبتسامة: 
- أنتِ اسمك ايه بقى؟ 
ردت ببراءة: 
- شروق... اسمي شروق يا طنط! 
إبتسمت وقالت: 
- وأنا حورية *وشاورت على ماسة وكملت* ودي ماسة بنتي! 
بدأت تتكلم معاها لحد ما عمران جيه: 
- خدي يا عسل ده العلاج وده الأكل، قوليلي فين بقى المكان اللي أنتوا عايشين فيه علشان أروحك! 
بدأت توصفله المكان وهو هز راسه وشغل العربية وراح للمكان المطلوب، وقف وقال: 
- هو ده؟! 
هزت راسها وقالت بحزن: 
- أيوة، احنا عايشين هنا! 
بص عمران لحورية وقال: 
- حورية، هروح أوصلها وأشوف لو هي ووالدتها محتاجين حاجة وأجيلك على طول! 
هزت راسها بهدوء، فـ نزل وهي نزلت معاه ودخلوا العمارة اللي كانت قديمة نوعًا ما، إبتسمت وقالت: 
- إتفضل يا عمو أدخل! 
نزل لمستواها وقال بحنان: 
- قولي لماما الأول ياحبيبتي
هزت راسها ودخلت وبعد لحظات رجعتله تاني وقالت: 
- إتفضل يا عمو. 
دخل عمران الشقة ومنها للأوضة... ولكنه إتصدم لما شافها وهمس بعدم تصديق: 
- خلود!!! 
إتسعت عينيها بذهول: 
- الزعيم!!!!  
- الزعيم!!! 
نطقت الكلمة دي وهي بتبصله بصدمة، حاولت إنها تقوم تقف ولكن تعب جسمها مساعدهاش، إتكلم عمران بهدوء: 
- خليكي زي ما أنتِ يا خلود ماتقوميش! 

بصتله وقالت بحزن: 
- طب أتفضل إقعد على الكرسي ده

قرب الكرسي وقعد عليه وهو بيقول بإستغراب: 
- ايه اللي عمل فيكي كده يا خلود؟! أنتِ لما مشيتي من الشركة كنتي كويسة! 

بصت للأرض وهي بتفرك صوابعها وهمست بدموع مكتومة: 
- مفيش حاجة يا زعيم أنا كويسة... 

رد عليها بنبرة أمر: 
- إحكيلي يا خلوود!! يعلم ربنا إني كنت بعتبرك أختي وما زِلت، فـ إحكيلي أفهم ايه أسباب إستقالتك من الشغل كسكرتيرة خاصة بيا وبعدها حالتك بقت كده!! 

بصت لشروق، فـ فهم قصدها وقال بإبتسامة هادية: 
- بصي يا قمر ممكن أديكي فلوس تجيبيلي علبة سجاير وتيجي؟ 

هزت راسها بالموافقة، إداها عمران فلوس وهي مشيت تجيب اللي هو طالبُه، رجع بص تاني لخلود وقال: 
- يلا إحكي! 

أخدت نفس عميق وبدأت تحكي: 
- من إحداشر سنة فاتوا واحد جيه الشركة وحضرتك كنت لسه معيني جديد لوظفتي اللي كنت سكرتيرة لحضرتك.. روحت عملتله قهوة ودخلتله مكتبك كنت لسه حضرتك ماجتش ف إديتله القهوة وقعدت معاه شوية وإتكلمت معاه عادي والكلام بدأ ياخد بعضه ولما حضرتك جيت مشيت وبدأ يجي بعدها كذه مره وكنا بنتكلم لحد ما للأسف وقعت في حبه.. وهو أوهمني ده كمان وكان عاوزني بالحرام وطبعًا أنا رفضت وقولتله إنه لو بيحبني بجد وعاوزني يكتب عليا رسمي ومكنش موافق وفضل يحاول معايا لأجل طريق الحرام ولكني كنت بصدُه دايمًا وقعد يجي شهر لحد ما وافق إنه يتجوزني رسمي.. روحنا للمأذون وكتبنا كتابنا وبقيت مراته وقالي إنه مش هينفع نعمل فرح علشان هو متجوز ومخلف وقالي ماقولش لحد نهائي عن علاقتنا وقولتله تمام وكان بيديني حبوب منع الحمل دايمًا، وفي مره نسيت أخدها ف حصل حمل وطبعًا هو بهدلني *بكت وكملت* كان هيرميني في الشارع ولكني فضلت أتوسله وهو وافق وعدت سنين وشوفت معاه العذاب كله.. كان بيعذبني بأبشع الطرق! كان بيإذيني في بنتي وهي طفلة متخيلل!!! كان بيجيب معلقة ويسخنها ويحرقني بيها وبعدها لما تبرد شوية يقوم حارق شروق.. متخيل كمية الجحود إنه يعذب طفلة عمرها تلات سنين بس قصاد عيني وأنا مش قادرة أعمل حاجة لأنه كان رابطني!! مرت الأيام والشهور والسنين وهو لسه على وضعه ده، إهانة وذل وقرف ومكنتش قادرة أنطق علشان خاطر بنتي وقولت علشان ماتكبرش بعيد عن أبوها الأناني.. ولكن خلاص مكنتش قادرة أتحمل العيشة دي ولكني كنت بصبر نفسي علشان خاطر شروق، عدت سنين كتيرة لحد ما بقت شروق تسع سنين وكنت في الشركة ولما رجعت لقيتها مرمية على الأرض متغرقة في دمها وهو عمال ينهال عليها بضرب برغم إنها كانت فاقدة الوعي من شدة الضرب والنزيف!! صوتت والشارع كله عرف باللي حصل ولكن محدش عرف هو مين جوزي لأني مقولتلهمش وهددني لو ماستقلتش من الشغل هيقتل بنتي.. وهرب طبعًا وأنا لحقت بنتي وودتها المستشفى والحمدلله طلعت بخير وفي واحدة بنت حلال دفعتلي الفلوس لأني مكنش معايا حاجة تكفي وبعدين أنا إستقلت من الشغل لأني كنت خايفة عليها أوي وكان أوقات بيجي ياخد اللي هو عاوزُه مني وبعدها يمشي ويسيبني ومكنتش بقدر أمنعه لأنه كان بيهددني ببنتي، لحد من تسع شهور تقريبًا بعتلي ورقة طلاقي وخلصنا من العذاب ده ولكنه إبتلاني بمرض صعب أوي وهو المرض النفسي اللي كنت عايشة فيه وقعدت في السرير من كتر التعب ومبقاش فيه فلوس ولقيت شروق بتنزل تبيع ورد من ورايا علشان علاجي وأنا لسه عارفة إمبارح وبهدلتها ولكنها برضو لسه مُصره.. وبس دي كل الحكاية.. 

بدأ يسب الشخص ده بأفظع الألفاظ وبعدها قال بغضب: 
- مين ابن الكلب الوسخ ده... قوليلي!!!!!! 

فركت إيديها بخوف فـ قال بعصبية ونفاذ صبر: 
- خلصي مييين الخ** ده!!! 

بلعت ريقها بتوتر ولكنها ردت عليه: 
- س.سيد... ع... عم حضرتك... 

حرفيًا أشد أنواع الصدمة ماتوصفش اللي كان حاسس بيه في الوقت، إتسعت عينه بذهول وكل اللي بيدور جوا عقله إن... إن عمه طلع بالحقارة دي! بصلها وقال بهدوء عكس اللي جواه: 
- أنتِ... أنتِ متأكدة؟!! 

هزت راسها وقالت بدموع: 
- يشهد عليا ربنا إني ماكدبتش في ولا كلمة! 

غمض عينه وهو من جواه بيلعن العيلة دي كلها... فتح عينه وبصلها وقال: 
- أنا أسف نيابة عن الكلب ده، ومن دلوقتي أعتبريني أخوكي وأنا متكفل بكل اللي يخصك أنتِ والبنت، وحقيقي دي مش شفقة بس أنا هحاول أعوضك عن الوجع اللي شوفتيه ده، هجبلك شقة تانية لأن واضح إن دي قديمة أوي ومش مرتاحين فيها، وهتكفل بفلوس العلاج بتاعك ولتاني مره أقولك دي مش شفقة يا خلود أنتِ أختي! وصدقيني هجبلك حقك... سواء دلوقتي أو بعدين

بكت وكانت لسه هتمسك أيده تبوسها ولكنه شدها بسرعة وقال بحدة: 
- بتعملي ايه؟؟ قولتلك أنتِ أختي! 

بصتله بإمتنان وقالت: 
- شكرًا ليك! 

إبتسم وقال: 
- الشُكر لله، هخلي واحد من الحرس بتوعي يجولك بكرة ويدوكي مفتاح شقتك ويوصلوكي ليها كمان! 

رفعت إيديها لسما وإبتدت تدعيله، دخلت شروق وإديتله علبة السجاير، إبتسم وقام وقف وقال: 
- زي ما قولتلك يا خلود، يلا سلام علشان مراتي مستنياني! 

هزت راسها وقالت بسعادة: 
- ربنا يبارك في حضرتك ويحفظك ياررب! 

آمن على دُعاءها وخرج، راح ناحية العربية وركب وأول ما ركب بصتله حورية وقالت بغيظ: 
- مش معقول كل ده بتسألها محتاجين ايه!!! 

إبتسم بهدوء وقال: 
- فعلاً! 

شهقت من رده الصريح وقالت بغضب: 
- ومعترف كماان!!! ماشييي يا عمرااان! 

بصلها وقال بإبتسامة: 
- حبيبتي كان في مشكلة كبيرة لما نروح هحكيلك، بس أرجوكي بلاش بوزك ده!!! 

قلبت عينه بضيق وماردتش عليه فـ ضحك بصوت عالي، إتغاظت من ضحكته وقالت بعصبية: 
- أنت بتضحك على ايييه!!! 

رد عليها وهو بيحاول يكتم ضحكاته: 
- ولا حاجة يا حبيبي! 

بصتله بغيظ وسكتت...  

في بيت العزام، وتحديدًا شقة حازم"

كان فاتح اللابتوب بتاعه بيحاول يدور على موقع صاحب الرقم اللي باعتله الصورة... وفعلاً لاقاه وإتصدم لما عِرف إنه في العمارة اللي عايش فيها عمه ومرات عمه!!، إتكلم بغضب جحيمي: 
- كنت شاكك فيكم برضو يا ولاد الكلب، وقسمًا بالله لأندمكم على اللي بتعملوه ده!! مبقاش أنا حازم العزام لو ماخليتكم تترجوني أرحمكم!! 

دخلت سارة في الوقت ده وقالت بإستغراب: 
- في ايه يا حبيبي؟ مالك متعصب كده ليه؟! 

شدها فـ قعدت على رجله، بص لعيونها بعشق وقال: 
- أنا بحبك مش بس بحبك أنا مُغرم بكل حاجة فيكي!! أنا بقيت مش قادر أعدي يوم غير وأنتِ في حضني!! مش عايزك تزعلي مني مهما حصل يا سارة، فاهمة؟ 

حاوطت وشه بين إيديها وقالت: 
- فاهمة يا نن عيون سارة، أنا كمان بعشقك وبموت فيك أقسم بالله، بس أوعدني أنك مش هتسيبني ولا توجعني تاني حتى لو من غير قصد!! 

بصلها بهيام وقال بهمس: 
- أوعدك... بحبك أوي 

إبتسمتله بحب و...... 

في بيت سيد العزام "

كانت قاعدة بتتكلم معاه في حاجة وبعد ما خلصت قالت بشر: 
- ايه رأيك؟! 

إتسعت عينه بذهول وقال: 
- ده أنتِ شيطانة!! معقول عملتي الصور دي وبعتهاله كمان!!! لا ده أنا كده أخاف منك! 

ضحكت وقالت: 
- عيب عليك، جبت خط جديد من جارتنا وده هيخليهم مايشكوش إن احنا ورا الموضوع، أهي سعاد غارت في داهية... الدور على التانية بقى، هاخد البت سارة طُعم عشان أكتشفنا إن احنا مش بنكسب من وراها حاجة... فهخلي قلب حازم دايمًا موجوع بسببها لحد ما يطلقها وتغور في داهية وبعدها هقدر أخدها أوديها لأي بيت دعا'رة علشان تجيبلنا فلوس بدل ماهي ملهاش فايدة كده!! 

سقف سيد بإنبهار من أفكارها وقال: 
- أنتِ مش معقولة بجد!!! أنتِ... أنتِ إزاي تفكيرك كده؟؟؟!! 

ضحكت بمياعة وبعدها قالت بشر: 
- ناقص بقى الدور إن أوجع عمران وحورية... هتبقي دي نهايتهم ومستحيييل يرجعوا لبعض تاني!! 

رفع حاجبه بإستغراب وقال: 
- إزاي؟! 

- هحكيلك... بص أولاً احنا نأجر ناس يخطفوا أم البت الحورية وبعدها نقتلها وأكيد طبعًا أول ما حورية تسمع خبر إن أمها ماتت هتتصدم وكده وأنا هخليهم يعرفوا إن أنا اللي قتلتها وكده كده معايا فلوس تكفي إن أحجز طيارة وأسافر سويسرا لحد ما الأمور تهدى وطبعًا بعد ما تعرف إني أنا اللي عملت كده أكيد هتكره عمران وتبعد عنه وبكده هي هتدمر وهو كمان هيدمر ولما العيلة كلها تدمر احنا هنكون كسبانين ونحاول نخليهم يوقعوا على ورق تنازل لشركة والبيت كمان وده بمساعدة واحدة من الشركة نديها شوية فلوس وهتقول لواحد فيهم يمضي على الورق على أساس إنه ورق شغل وكده وهو مش هياخد باله وهيمضي!! وبكده كل حاجة هتكون لينا يا سيد! 

المره دي صفر بإعجاب حقيقي وقال: 
- أنا بقيت خايف تعملي عليا خطة وتقتليني!! 

ضحكت بقوة وقالت: 
- لا متخافش ده أنت حتى جوزي ودراعي اليمين!! 

إبتسم بسخرية وقال في سره: 
- جوزك اه! دي أنتِ بيعتي عيالك اللي من لحمك ودمك، فـ مش هتبيعي جوزك!! هسيبك تعملي الخطة براحتك وبعد ما يمضوا أنا اللي هتخلص منك علشان كل حاجة تبقى ليا لوحدي... هتغدى بيكي قبل ما تتعشي بيا! 

بصتله بإستغراب وقالت: 
- ايه!! روحت فين؟؟؟ 

إبتسم وقال بهدوء: 
- ماروحتش! عمومًا هدخل أنام علشان تعبان.. 

دخل الأوضة وقفل الباب وهي ضحكت بخبث وقالت لنفسها: 
- شكله كده صدق اللعبة اللي لعبتها عليه!! كل حاجة هتبقى ليا لوحدي أنا وبس!! هو هيبقى ياعيني مجرد جـ'ـثة! 
- أنا خايفة!! 
قالتها وهي بتبصله بخوف حقيقي، رد عليها بإبتسامة بسيطة: 
- إهدي يا خلود الموضوع هيتحل صدقيني، وثانيًا المقدم جلال ده صاحبي فـ ملهوش لزوم الخوف

إبتدت تمشي جمبه وهي بتتسند على العكاز اللي جايبهوله وفي نفس الوقت بنتها كانت مساعداها في المشي، وصلوا قُدام المكتب، فـ بدأ عمران يخبط بهدوء، وأتاه الرد بالدخول، دخل عمران وإبتسم وقال: 
- صباح الفل يا باشا!! 

ضحك وقام وقف وقال: 
- قولتلك مليون مره تناديني باسمي عادي!! 

هز عمران راسه بالنفي وقال بهزار: 
- مايصحش يا باشا علشان كاريزمتك!! 

ضحك جلال بقوة، وبعدها بص لخلود وبنتها وقال بهدوء وهو بيبص لملامحها الباهتة: 
- إتفضلي إرتاحي يا مدام... 

هزت راسها وقعدت على الكرسي، قعد عمران قصاده وقال: 
- بص بقى يا باشا، المدام خلود هتحكيلك الحكاية بتفاصيل وأنت بقى هتتصرف مع ابن الجزمة ده!! 

بلعت ريقها بتوتر وبصت لعمران بخوف، بصلها نظرات مطمأنة فـ أخدت نفس عميق وإبتدت تحكيله كل حاجة، وبعد ما خلصت حضنت شروق وإبتدت تبكي بغزارة، غمض جلال عينه بغضب جحيمي من الشخص اللي عمل فيها كده، إتنهد بعنف وإداها منديل وقال بهدوء عكس الشر اللي كان جواه: 
- أمسحي دموعك يا مدام، وقوليلي مين الشخص ده وأنا أوعدك هظبطهولك!! 

وقبل ما ترد إتكلم عمران: 
- عمي... عمي يا باشا! 

إتسعت عينه بذهول وبدأ يسب عمه في سره... بعدها نفخ بضيق وقال: 
- عنوان بيته فين، هخلي القوات الأمنية تتحرك وتجيبه ومبقاش أنا المقدم جلال راضي لو ما علمته الأدب!! 

إبتسم عمران وبص لخلود اللي كانت هي كمان مُبتسمة بسعادة وبتحمد ربنا، بص جلال ليها بهدوء وقال: 
- هنحتاجاك أنتِ وبنتك لما المُتهم يجي علشان تقولي الكلام اللي قولتيه دلوقتي... تمام؟؟ 

بلعت ريقها بخوف من فكرة إنها هتشوفه تاني بس طمنت نفسها وقالت: 
- حاضر يا بيه.. 

إبتسملها بهدوء ورجع بص تاني لعمران وقال وهو بيقوم يقف: 
- عايزك في حاجة لوحدنا! 

رد عليه عمران بإبتسامة: 
- أكيد!! *رجع بص تاني لخلود وقال* ثواني وهنيجي.. 

هزت راسها بهدوء، طلع عمران وجلال بره المكتب وقال: 
- هي ملهاش أهل؟؟ 

هز عمران راسه بالإيجاب، فـ حط جلال إيده على دقنه وقال بتفكير: 
- يعني هي كويسة؟؟ 

رفع عمران حاجبه بإستغراب وقال: 
- هو في ايه يا باشا بالظبط؟! 

بصله جلال وقال بإبتسامة: 
- بصراحة... إتشديت ليها!! ملامحها مُريحة أوي وتحسها هادية، بس هل روحها من جوا زي ملامحها؟! 

إبتسم عمران بإتساع وحط إيده على كتفه وقال: 
- خلود كويسة يا جلال وجدًا كمان! هي كانت شغالة عندي لسنين وماشوفتش منها أي حاجة وحشة، بالعكس كانت هادية وملهاش في المشاكل بس بسبب عمي اللي ربنا يحرقه حصلها كده... بس صدقني هي كويسة *بصله بحب أخوي وكمل* أنا مش بعتبرك بس صاحبي... أنا بعتبرك أخويا يا جلال ومن ساعة اللي حصل وأنت قافل على نفسك باب الحب والإرتباط، أنا شايف إن خلود تستاهلك وأنت هتكون راجل ليها وتصونها... فاتحها براحة في الموضوع ده وعرفها عن اللي مريت بيه وأنت سمعت هي مرت بـ ايه، أنا حاسس إنكم لبعض إن شاء الله

إتوتر جلال وهز راسه بالنفي: 
- يا عم لا عادي مفيش حاجة من دي، أنا أصلاً مليش في الجو ده... بس تلاقيني إتشديت ليها شوية علشان ملامحها هادية وبسبب اللي هي مرت بيه لا أكتر ولا أقل!! 

ضحك عمران وقال: 
- بلاش تعاند قلبك يا باشا.. إديله وإدي لنفسك فرصة تانية، واللي أنت فيه ده اسمه الحب من أول نظرة... هههه أنا عارفُه كويس على فكرة!! 

زفر جلال وقال بضيق: 
- بقولك ايه فكك من كلام ده ويلا علشان تروحها وإبعتلي عنوان عمك على البريد

إبتسم عمران وهز راسه وراح تاني للمكتب وهو بيتمنى ليه الخير، بصلها وإتكمم بهدوء: 
- يلا علشان أروحك! 

هزت راسها ومشيت معاه تحت نظرات جلال اللي كانت متعلقة عليها لحد ما خرجت... نفخ بضيق من نفسه وقال في سره: 
- أنت جربت مره وفشلت يا جلال!!! أكيد مش هجرب علشان أفشل تاني!! شوف يا جلال شغلك الله يهديك وبطل تفكيرك ده!! 

قال كلامه وبدأ يتابع شغله وفعلاً إتلهى شوية عنها..... 

بمرور الوقت "

فتح باب الشقة ودخل وإترمى على أقرب كرسي وهو بينده عليها: 
- حورية...

طلعتله من المطبخ وقربت منه وقالت بإبتسامة: 
- عيون حورية، عشر دقايق بالظبط والأكل هيكون جاهز!! 

لفت وكانت لسه هتمشي إلا وأنه شدها بسرعة فـ وقعت على رجله، شهقت وقالت بضيق: 
- مش هتبطل حركاتك دي يا عمران بقى!!! 

إبتسم بخبث وهمس بوقاحة: 
- لا يا قلب عمران، وبعدين تنكري إني حركاتي دي بتعجبك!! 

إحمرت خدودها بخجل وحاولت تقوم ولكنه كان محاوطها بإحكام، نفخت وقالت بضيق: 
- يا عمران وسع!! الأكل على النار.! 

ضحك بصوت عالي وقال: 
- إديني بوسة الأول وهسيبك! 

- عمرااان!! 
صرخت بيها وهي بتحاول تبعد إيده ولكن مجابتش نتيجة، جالها خطة في بالها وقررت تعملها، إبتسمت إبتسامة مُزيفة وقالت: 
- هات خدك طيب علشان أبوسك!! 

إبتسم عمران ببلاهة وقرب وشه منه، بلعت ريقها بخوف ولكنها عضته بقوة فـ صرخ وبِعد عنها... إبتسمت بشر وقالت: 
- أدي أخرة قلة الأدب ياقلبي!! 

جريت بسرعة على المطبخ، حط عمران إيده على خده مكان العضة وقال بزعيق وهو بيقف وبيروح وراها المطبخ: 
- تعااالي هنا يابنت الكلب!!! وقسمًا بالله لأعلمك الأدب!!! 

صرخت بقوة ورجعت بضهرها لورا وهو بدأ يقرب منها والشر بيطير من عيونه، حست بالحيطة وراها فـ بلعت ريقها بخوف من هيئته، حاوطها بإيده وبص لعيونها الزرقة اللي كان باين جواها الرعب وهمس بغضب: 
- بتعضيني يا حورية!! 

حاولت تنزل بجسمها لتحت علشان تهرب منه ولكنه كان أسرع منها وثبت جسمها بإيده وقال: 
- ماتهربيييش مني!! 

إتفزعت من صراخه ليها وهمست بخوف: 
- أ.أنا... أنا أسفة بس.. بس الأكل على النار و... هيتحرق!! 

إبتسم وقال بشر: 
- لما أخد حقي الأول... هسيبك!! 

وقال وبص لخدها الأحمر من الخوف وأنقض عليها وهو بيعضها زي ما عضته، صرخت وهي بتحاول تبعده: 
- آه!!! عمرااان إبعددد... أنت بتوجعنني!! اااه!! 

مهتمش لصراخها وراح على خدها التاني وبدأ يكمل عض فيه..... بِعد عنها لما حس بطعم دموعها بين شفايفه، حطت إيديها على خدودها وبدأت تدلكهم وهي بتآن بوجع، إبتسم وربع إيده وقال بإنتصار: 
- ايه رأيك في العضة؟ حلوة صح؟! علشااان تحسي يا أستاااذة!!! 

بصتله بغضب وقالت: 
- بقى أنا عضيتك كده يا مُفتري؟!! ده ايه ده!! ده أنت سنانك حديد!!! 

شالت إيديها من على خدودها وبصتله بغيظ وراحت ناحية البوتجاز وبدأت تطفي على الأكل، بصلها بحب وقال جوا نفسه: 
- بعشق مشاكستنا!! ربنا ما يحرمني منك يا حبيبتي!! 

بدأت تغرف الأكل وتطلعه بره على السُفرة، قرب منها وقال بإبتسامة: 
- أساعدك؟ 

- ياريت!!!! 
قالتها بضيق من غير ما تبصله، فـ ضحك وبدأ يحط الأكل معاها... وبعد ما كلوا بدأت تشيل الأطباق وتغسلها، مسك عمران تليفونه وبعت لجلال رسالة لعنوان بيت عمه وقفل تليفونه تاني، دخلت الأوضة ونامت على السرير بدون ما تتكلم ولا حرف، إتنهد وقرب منها وقال بإبتسامة: 
- مالك بس يا جميل مضايق كده ليه؟؟ 

بصتله وقالت بغضب: 
- خدودي لسه بتوجعني على فكرة!! 

مال بجسمه ناحيتها وملس على على وشها بحنية، غمضت عينيها بآلم ولكنها إبتسمت بخفة لما لقيته بيبوسهم بحنية وبيقول: 
- أسف!! 

حاوطت بإيديها ضهره وقالت بإبتسامة: 
- وأنا كمان أسفة!

بص لعيونها وقال بعشق: 
- قولتلك قبل كده مرات الزعيم ماتعتذرلش أبدًا!! 

إلتسمت بحب وباست خده، فـ غمزلها وقال: 
- أموت أنا!! 

في صباح يوم جديد "

فتح عينه بضيق على خبط على الباب، نفخ بعنف وحط إيده على وشها وقام خرج من الأوضة وراح ناحية الباب وفتحه، إتصدم لما شاف شريف قُدامه وعلى ملامحه الحزن الكبير، بصله عمران وقال بإستغراب: 
- في ايه يا حاج؟؟؟ 

بصله شريف وقال بضيق: 
- دخلني وهحكيلك!!! 

بدأ عمران يزيح جسمه عن الباب ودخل شريف وقعد على أقرب كرسي، قفل عمران الباب وراح قعد قصاده وقال بإستفسار: 
- في ايه يا حاج قلقتني؟!! 

سأله شريف بقلق: 
- مراتك فين؟؟ 

شاور بإيده ناحية الأوضة وقال: 
- نايمة *كمل بإستغراب* هو في ايه بظبط مش فاهم؟! 

أخد شريف نفس عميق وبصله وقرب منه شوية وقال: 
- زينة... زينة إتقتلت يا عمران!! 

صدمة من كلامه... مش قادر ينطق من الصدمة كإن لسانه إتلجم!! هز راسه بالنفي وهو معقد حواجبه وأخيرًا خرج صوته: 
- زينة مييين اللي إتقلتت!!! أنت بتهزررر يا بابا ولا ايييه!!! 

وكزه شريف وهو بيقول بغضب: 
- وطيي صوتك!!!! وأنا ههزر في الموضوع ده ليه؟!! ومرات عمك هي اللي عملت كده!! 

صرخ بعنف وقام وقف ورمى المزهرية اللي كانت قدامه وقال بزعيق: 
- أنتتت بتقوووول ايييه!!!! هماااا ولااااد الكلللببب دول مش سايبناااا في حاااالنا لييييييييه؟!!!!! أنتتتت متأكددد يا باباااا؟؟؟ 

وقبل ما يَنهرُه شريف بسبب صوته العالي خرجت حورية من الأوضة وقالت بفزع: 
- في ايه يا عمران؟؟؟ أنت كويس و....... عمي!!! 
غمض شريف عينه بغضب، فـ خلاص كل حاجة هتبوظ دلوقتي!! بصلها عمران بحزن وهو مش مُتخيل رد فعلها لما تعرف، بص لوالده وهمس بترجي: 
- بابا.. 

فتح شريف عينه وبصلها وقال بحزن: 
- تعالي يا حورية عايز أتكلم معاكي! 

قربت منهم وقعدت جمب عمران على الكنبة وبصتله وهي مستنية كلامه، أخد شريف نفس عميق وبصلها وأتكلم: 
- بصي يا بنتي.. أنا يشهد عليا ربنا من يوم الشراكة اللي بيني وبين محمد وأنا معتبرك زي ولادي بظبط، وأمنتك على ابني الغالي عمران واللي أنا بحبه وبقوى بيه أكتر من نفسي كمان وأنتِ صونتي الأمانة وبرغم المشاكل اللي كانت بتحصل إلا أنا كان عندي نظرة تانية ليكي.. أنا كنت متأكد إنك بريئة لأن دي تربية محمد اليزيد والمدام زينة *بصلها بنظرات حزينة* بس قضاء ربنا إن.... 

قاطعته حورية وهي ماسكة في إيد عمران بقوة وبتقول: 
- في ايه يا عمي، أرجوك متوترنيش!! 

قرب منها بحزن وحط إيده على كتفها وقال: 
- البقاء لله يا حورية.. والدتك المدام زينة في ذمة الله. 

عقدت حواجبها بعدم تصديق وبصت لعمران وقالت: 
- ايه ده يا عمران؟؟ زينة مين؟؟

ماقدرش يرد عليها وضمها جوا حضنه بقوة ودموعه نزلت وهو متأكد من إنهيارها اللي هيحصل في أي لحظة، صرخت بعنف وبدأت تضربه في صدره وهي بتقول: 
- مامااا!!! ماااااااماااااا!! 

ضمها عمران بقوة أكبر لدرجة إنه حس إنها بقت بين ضلوعه، بكت وصرخت بأقصى صوت عندها: 
- هووو عمييي شريف بيهزر!!! صحح؟!!! ردددواااا علييييييييا أرجووووكم!!!! ونبييي قولوا إنكمممم بتقولووووا أي كلام!!!!! 

بص عمران لوالده بنظرات ترجي بإنه يرحمه من عذاب دموعها اللي بتوجع قلبه، بصلها شريف وقال: 
- إهدي يابنتي أمانة عليكي!! 

مسكت في هدوم عمران وبكت بشهقات عالية وقالت بقهر: 
- ماااما ماتتت!! مامااا ماتت يا عمرااان!! مااااااماااا سابتنيييي!!! 

قالت كلامها وفي لحظة كانت فاقدة الوعي بين إيديه......
أغمى عليها داخل أحضانه من شدة إنهيارها، بِعد شوية عنها وبصلها بوجع وملس على وشها بإيده، بصله شريف وقال بحزن: 
- هنعمل ايه دلوقتي؟! 

إتكلم بشر: 
- إبعت حد من الحرس يجيبوها ومش عايزها تهرب، وربي وما أعبد مانا راحمها حتى لو ايه اللي هيحصل!!! 

طلع شريف تليفونه وبدأ يتصل بشخص ولحظات وأتاه الرد، إتكلم شريف بأمر: 
- دورلي على ثريا العزام وهاتهالي من تحت الأرض يا أحمد!!! تكون عنديي إنهاردة، ساامع!! 

رد عليه: 
- أمرك يا بيه.. 

أنهى شريف المكالمة وبص لحورية وقال: 
- هنعمل ايه وياها يا عمران؟ 

دموعه نزلت وهو بيقول: 
- مش عارف... حقيقي مش عارف!! بس أنا كل اللي عارفُه إني مش عايز أخسرها!! دي روحي وماقدرش على بُعدها مهما حصل!! 

إتنهد شريف بحزن وبقلة حيلة وقال: 
- المفروض هي اللي تكون قوية وتقوي أبوها.. 

غمض عمران عينه وشدها لحضنه أكتر وهو بيدعي إنها تبقى كويسة وماتروحش من إيده... 

في مكان تاني "

كانت واقفة على الطريق وكل خلية في جسمها بتترعش من الرعب والخوف، وقفت أول تاكسي قابلها وقالت: 
- وديني على مطار القاهرة وأنا هديك اللي أنت عاوزُه!! 

حط السواق إيده على دقنه بتفكير فـ زعقت فيه: 
- إخلللص هديك اللي أنت عاوزُه!!!!!! 

بصلها وقال: 
- هاخد ألفين جنية!

شهقت بصدمة وقالت: 
- نهاار أسود!!! لييييه؟؟؟ لا خلاص غووور من هنا!! 

بصلها بضيق ومشي، وقفت تستنى تاكسي تاني يعدي، ولكن مفيش... الطريق كان شِبه مقطوع، وفجأة عربية سودا وقفت قُدامها ونزل منها شخص، وبدون مقدمات حط منديل على مناخيرها، وأغمى عليها على طول... 

بمرور الوقت "

فتحت عينيها ببطء وصداع شديد حست بيه هيفرتك دماغها، إتعدلت فـ حس بيها عمران وقال بلهفة: 
- أنتِ كويسة يا عمري؟؟ 

حطت إيديها على دماغها وهمست بتعب: 
- هو أنا كنت بحلم يا عمران... صح؟ 

بلع عمران ريقه وبص لشريف اللي إتنهد بعمق وهمس: 
-  لا يا حورية أنتِ مش بتحلمي!! 

قامت من على السرير  بتعب حاولت تقاومه، وركعت قدامه ومسكت إيديه وهي بتقول: 
- أرجوك قول أنك بتكدب عليا.. ماماااا كويسسسة أنا متأأأكددددة!!! 

رفع شريف إيده وملس على وشها، إتكلم بقلب موجوع عليها: 
- إهدي يابنتي، ربنا أراد إنه يسترد أمنته وإن شاء الله مامتك في جنات النعيم، ماتزعليش يا حورية لأن ابوكي أكتر واحد محتاجلك في الوقت ده لأنك عارفة هو إزاي كان متعلق بيها وبيعشقها فأرجوكي خليكي قوية علشان تقوي أبوكي! 

صرخت بوجع: 
- وأنااا؟! وأنااا مييين يقوينيييي؟!!! 

ركع عمران جمبها ومسك إيديها وهمس عشق وهو بيبص في عينيها: 
- أنا هقويكي يا حوريتي، أنا معاكي في كل وقت هتلاقيني جمبك في المُر قبل الحلو.. 

بصتله بنظرات تايهه وهي بتهتف: 
- ماما ماتت وسابتني يا عمران... أرجوك ونبي متخليهاش تسبني، أنا ليا مين غيرها؟! 

ضمها لصدره بحنان وإبتدى يحس بدموعها اللي غرقت قميصه، في نفس اللحظة رن تليفون شريف فـ فتح وإتكلم الشخص: 
- وديتها المكان اللي قولتلي عليه يا باشا وكانت بتدور على تاكسي بس لحقتها..!! 

إبتسم شريف بسعادة وقال: 
- يُنصررر دينك يا أحمد!!!! ظبطها كده بنت الكلب دي لحد ما نيجي!! 

زقت حورية عمران بقوة وبصت لشريف وقالت بغضب: 
- ميييين دي!!!!!! 

بلع شريف ريقه بتوتر وبص لعمران اللي كان هو كمان قلقان، صرخت بقوة أكبر: 
- ميييييييين ديييي!!! ردوااا علييييا!!! 

هتف شريف بحزن: 
- ثريا. 

الدموع إتجمعت في عينيها وهمست بعدم تصديق: 
- هي... هي... ماما ما... ماتت إزاي؟؟ أرجوكم ريحوا ق.قلبي وقولولي!! 

حط شريف إيده على دماغه وهو مش قادر يرد عليها، بس كان لازم يقولها لأن مهما كان هي ليها الحق تعرف!، إتكلم بحزن: 
- ثريا... ق.قتلتها. 

حطت إيديها على قلبها بوجع وهي حاسة بسكاكين بتنغرز فيه... هزت راسها بالنفي وبكت.... بكت بكل قوتها، بكت لدرجة إن دموعها مابقتش بتنزل، بكت لدرجة إن عيونها باشت!! وفجأة صرخت صرخة قوية هزت أركان البيت كله: 
- مااااااااااااااماااااااااااا!!!!!!! 

ماقدرتش تتحمل وجع قلبها والصداع اللي في دماغها وفقدت الوعي

•°•°•°•°•°•

واقف وهو بيبصلها بكل غل وشر، عيونه اللي كانت حمرا بتوضح قد ايه نفسه يقتلها بإيده، بصلها وكل الشر اللي في العالم متجمع فيه وفي عيونه... كل اللي بيدور في عقله إنه إزاي هيقدر يوجعها ويعذبها قبل ما تموت تحت إيده، كانت نظراته ليها كفيلة تخليها تفقد الوعي من الخوف، قرب منها بخطوات هادية ولكنها تقيلة إتحفرت في الأرض، قرب منها وبصلها بـ كره شديد، لحد ما بقى واقف قُصادها وهي متكومة على نفسها بتبصله بخوف ورعب، كانت لسه هتتكلم تدافع عن نفسها ولكنه مسكها من إيديه بعنف لدرجة إنها حست إن صوابعه إتغرزت فيها... همس بشر: 
- لو سمعت صوتك ولو بكلمة.... هقتلك يا ثريا! فاهمة؟؟؟ 

هزت راسها بخوف فـ زقها بعنف وإتخبطت في الحيطة اللي وراها وراسها إبتدت تنزف، سمع صوت تآوهاتها الموجعة فقال بغضب جحيمي: 
- لوووو سمعتتتت نفسسسك متلومنيييييش على اللي هعمله دلوقتييي!!!! 

كتمت تآوهاتها بالعافية، بصلها وقال ببرود عكس النار اللي جواه واللي مستعدة تحرقها وتحرق المكان كله: 
- إحكيلي بقى كل حاجة بالذوق بدل ما تحكيها بالعافية، وأظن بقى أنتِ عارفة الزعيم ممكن يعمل فيكي ايه!!! 

هزت راسها بالنفي وقالت بكذب: 
- أحكيلك ايه!!! أنا معملتش حاجة و.... اااااه!! 

ضربها برجله بعنف في بطنها وقال بزعيق: 
- أنتِ مفكراني هصدقك يا *****!!! هتحكيي بالذووووق ولا أخليكيي تحكي بطريقتيييي!!!! 

هزت راسها بالنفي، فـ نفخ عمران بعصبية وغل ومسكها من شعرها خبطها في الحيطة بقوة، صرخت بآلم ووجع وحاولت تبعد إيده ولكن كان ماسكها بإحكام، قومها خلاها تقف وبدأ يحط إيده على رقبتها ويضغط وهو بيقول بغضب: 
- هتحكي ولا تموتيي دلوقتي تحت إيدي!!! أنتِ عارفة إني أقدر أعملها وأنا مابرحمش!!!! 

بدأت تاخد نفسها بصعوبة بسبب إيده اللي بتضغط على رقبتها ومخليها مش قادرة تتنفس، ضغط أكتر على رقبتها لدرجة إن وشها بقى أزرق، فـ قالت بصعوبة: 
- خ.خل.خلاص!!! ه.ه.. هحك..هحكي!!! 

بِعد إيده فـ وقعت على الأرض وشهقت بقوة وهي بتحاول تاخد أكبر قدر من الأكسجين، حط إيده في جيبه وقال بغضب: 
- خلصي أحكي!! وأقسم بالله لو كدبتي في كلمة ما هرحمك!!! 

هزت راسها وبدأت تحكيله خطتها كلها تحت صدمتها من فكرتها البشعة!!! بعد ما خلصت بكت وقالت: 
- سامحني!!! 

ضحك ضحكة قوية رجت في المكان وبعدها بصلها وقال: 
- أنتِ بتطلبي مني السماح!!! هههههههههه!! بجدد ضحكتيني!! أنتِ مفكره بروح أمك لما تقتلي أم مراتي وتعذبيها وعايزة تدمرينا كلنا... هسامحك!!! تبقى بتحلمي يا ثريا!! وعمومًا يعني أنا كـ عمران عمري ما بسامح اللي زي أشكالك!! أنتوا كلكم عيلة واطية بنت كلب!!! ده أنا أبقى خ** لو سمحتكم!!! كده كده الكلب جوزك هيتقبض عليه وبنتك زمانها الله يرحمها من اللي في السجن بيعملوه فيها، وأنتِ بقى!! هتحصليها!!! بس لما أتمتع بعذابك!! 

قال كلامه وبصلها بقرف وخرج من الشقة، بص لحراسه التلاته وقال بأمر: 
- تدخلوا تروقوها كده وتظبطوهالي... بس أياكم تموت منكم!! فاهمييييين!!! 

هزوا راسهم بطاعة: 
- أمرك. 

دخلوا وقفلوا الباب وراهم وبعد لحظات سمع صراخها وإستنجادها، إبتسم بشر وطلع تليفونه وبدأ يتصل على حد وقال: 
- إزيك يا باشا!! 

زعق فيه جلال بقوة وقال: 
- أنتتت فين يا زعيم!!! قولتلك بلاش تتهور وسلمهالنا وهي كده كده هتاخد إعدام!!! 

إتكلم عمران بحدة: 
- أنا اللي هاخد فيها إعدام!! وديني مانا راحمها يا باشا!!! وعمومًا العنوان ***** على ما توصل هتلاقيها ماتت!! 

قاطعه جلال بغضب: 
- يابني إعقل يابني!!! هتضيع حياتك علشانها ليييه!! أحنا جاينلك بس أوعي تموتها... فاهم!!! 

ضحك عمران وقفل المكالمة بل وتليفونه كله، طلع سيجارة وبدأ يولعها ويشربها ببرود ولما خلصها طلعوا الحراس وقال واحد منهم بهدوء: 
- تم يا باشا! 

إبتسملهم ودخل تاني لجوا وقفل الباب ورا، لاقاها مرمية على الأرض وهي بتكبي وبتحاول تقوم بس مش قادرة من كتر الضرب والتعذيب اللي شافتهم، قرب منها عمران وقال بإبتسامة شر: 
- ايه رأيك في رجالتي؟ كيفوكي؟!! 

بكت أكتر وقالت بوجع: 
- كفاااية أبوووس إبدددك!!! أرحمني!!! 

قرب منها وشدها من شعرها خلاها تقوم غصب وقال بزعيق وهو بيبصلها: 
- أرحمك!!!!! وأنتِ مارحمتيييش زينة وحورية ليييه!!! مارحمتنااااش لييييه يابنت الكلببب!!! 

بِعدها عنه وطلع مسدسه وصوبه على راسها وقال بـ كره: 
- أنتِ عارفة إن... الزعيم مابيرحمش!!!! 

قال كلامه وضغط على الزناد و.......
- أنتِ عارفة إن... الزعيم مابيرحمش!!!! 

قال كلامه و بدأ يضغط على الزناد ولكن سرعان ما لاقى خبط على الباب، نفخ بضيق وفتح الباب فـ كان جلال وبعض الظُباط معاه، بص جلال لمسدس وقال بغضب: 
-أنت مش هترتاح غير لما ترتكب جريمة!!! مش كده؟؟؟ السلاح ده مرخص؟؟ 

هز عمران راسه فـ إتنهد جلال بإرتياح وبص لثريا اللي كانت أقل ما يُقال عنها "مدشملة" زفر جلال بضيق وقال: 
- يخربيتك أنت عملت فيها ايه؟؟! 

رفع عمران حاجبه وبصلها وقال: 
- ولا أي حاجة، كنت لسه هقتلها بس حضرتك قطعتني! 

مسكه جلال من دراعه وقال بضيق: 
- يابني أعقل شوية!! تقتل ايييه!! احنا هنتصرف معاها، روح أنت. 

بِعد عنه وقرب عمران من ثريا ومسكها من شعرها وقال بنصر: 
- بالشفا يا ثريا، إعدام بإذن الله! 

زقها بعنف على الأرض وبصلها بشمئزاز وخرج من المكان بدون مايتكلم، ركب عربيته ووراه في العربية التاني حراسه، تليفونه رن بإسم العزام فـ فتح وكان لسه هيتكلم بس صوت صراخ وبكاء حورية منعه، فـ إتكلم شريف: 
- تعالى يا عمراان بسرعة!! حورية هتعمل في نفسها حاجة! 

قفل عمران تليفونه وبدأ يسوق بأقصى سرعة عنده... وبعد شوية، كان وصل... طلع بسرعة لفوق وطلّع المفتاح وبدأ يفتح الباب، إتسعت عينيه بصدمة لما لاقاها ماسكة سكينة وحطاها على رقبتها، قرب منها بخوف وقال: 
- حورية!! إهدييي!! أنتِ بتعملي ايييه!! 

بصتله بعيونها الوارمة من كُتر البكى وهمست: 
- هموّت نفسي، مبقاش في حاجة أعيش علشانها! 

كانت ماسة واقفة في جمب بتعيط، قرب منها عمران وقال بحنان: 
- إهدي يا حبيبتي مفيش حاجة، بااابا! 

بصله شريف بقلق وقرب منه، فـ إتكلم عمران: 
- خد ماسة وإدخلوا جوا أنا هتصرف مع حورية! 

هز شريف راسه وأخد ماسة للأوضة بتاعتها وهو بيحاول يطمنها، قرب عمران من حورية اللي إبتدت ترجع خطوات لورا وشددت بالسكينة على رقبتها فـ إتجرحت جرح بسيط، فـ زعق عمران: 
- حورييية حاسبيي!! 

بصتله بعيون تايهة وقالت بآلم: 
- أنت السبب في كل حاجة!! ياريتني ما حبيتك! ياريت بابا ما أشتغل عندك!! ياريتني ماشوفتك!! أنت السبب يا عمران، من يوم ما أتجوزتك وأنا كل حياتي باظت، خسرت دراستي، خسرت نفسي، خسرت عيلتي!! أنا إتوجعت منك أوي... كل ده ليييه؟؟؟ ليه من يوم ما دخلت حيااتك وأنا مش شايفة غيير وجع!! من اللي كانت مراتك اللي خليتني جسدد بدوون روح! طلّعت عليا رجالة أغتصـ...ـبوني ومش بس كده لاااا! حرمتني منك ومن عيلتي سبع سنين!! ..... ومنك!! أتجرحت منك جرح نزف قلبييي لما أتهمتني بالخيانة والرُخص!!! ومن ثريا!! قتلت أمييي وأمي بريئة معملتلهاش حااااجة!! كللللل ده ليييييييه!!!! رددد علييييا!! *كملت بدموع ووجع حقيقي خرج من أعماق قلبها* ليه أذتوني بالشكللل ده!! أمي ذنبهاا ايه تتاخد غدددر وهي معملللتش أي حاجة وحشة في حياتهاا!!! أنت كنت سبب دمارييي يا عمررااان! يللعنن أبو الحب اللي يإذي الشخص ويدمره ويخليه موجوع ومكسور بالشكل ده!! 

دموعه نزلت من قسوة كلامتها على قلبه العاشق، بس... هي عندها حق في كل كلمة قالتها، قرب منها بحذر وقال: 
- طيب إهدي يا حورية ونزلي السكينة دي ونتكلم بهدوء!! صدقيني كل حاجة هتتحل!!! 

ضحكت بسخرية: 
- تتحل؟؟ هي ايه دي اللي تتحل؟! ماهي كل حاجة باظت قُدامك!! هي هتتحل بحاجة واحدة بس!! *بصلها بإهتمام فـ كملت* لو طلقتني .... أنا هنزل السكينة دي وهختفي من حياتك... بس طلقني!! ولو ماطلقتنيش وقسمًا بالله العظيم لأقتل نفسي دلوقتي حالاً! 

إتصدم عمران من كلامها، يطلقها؟؟ إزاي!! إزاي وهو روحه وفيها ومايقدرش على بُعدها ولو يوم!! إزاي كل حاجة بينهم هتنتهى بالسهولة دي؟؟ إزااي!! 
قرب منها بحذر شديد وقال: 
- طب نزلي السكينة وهعمل كل اللي أنتِ عاوزاه! 

بِعدت السكينة من على رقبتها وأول ما بعدتها قرب منها عمران ومسك إيديها بقوة وبدأ يحاول ياخد السكينة تحت صراخها وهي بتتمسك بيها أكتر، فـ إتضطر إنه يجرح نفسه علشان ياخدها... وفعلاً شدها بعنف من إيديها فـ نزفت إيده، بصلها بغضب ونده على والده، فـ طلع شريف بسرعة وإتصدم لما لاقى الدم على إيده وعلى السكينة، بص لحورية اللي كانت بتنزف من رقبتها على أثر الجرح وبص لعمران تاني اللي كان بيبصلها وبينزف من إيده، قرب شريف منه وأخد السكينة وأتصدم لما لاقى مكان الجرح معلم في إيده، دخل بسرعة المطبخ وحطها في الحوض ورجعلهم تاني، بصتله حورية وقالت بضعف: 
- يلا طلقني!! 

قرب منها لحد ما بقى قصدها، حط إيده على قلبها وقال بحزن ورجاء شافتهم في عيونه: 
- أرجوكي ماتسبنيش!! أنا حاسس بقلبك اللي بيصرخ بـ عشقك ليا وعارف إنه مش هيهون عليه تبعديني عنك.. أنا آسف والله العظيم آسف!! أنا أخدت حقك منهم كلهم والله!! أنا هكون ميت من غيرك! يرضيكي تحرمي ابننا الجاي إنه يعيش وسطنا! 

كاد قلبها أن يحن ولكن بعدت إيده بمنتهى العنف وهي بتقول بغضب جحيمي: 
- أقسم بالله لو ماطلقتني لأقتل نفسي!! 

بص عمران لشريف وهو بيترجاه بعينيه إنه يلحق الموقف ولكن بادله شريف بنظرات قلة حيلة، بكى وااااه من قهرة ودموع الرجال، بصلها وركع قدامها وهو ماسك إيديها وبيترجاها: 
- أبوس إيدك يا حورية أنا أول مره أتذل لحد ومش أي حد لااا دي مراتي حبيبتي وعشقي الأبدي اللي عمري ما هحب غيره، بطلب منك أنك ماتسيبنيش! 

بكل قسوة شدت إيديها منه وبصتله بمنتهى القرف والكره ورمت الدبلة وقالت بغضب: 
- قولتلك طلقني يا عمرررااان!! 

كان لسه عمران هيعترض ولكن قاطعه شريف بنبرة حزينة: 
- طلقها يابني.. طلقها، طالما هي رايدة البُعد يبقى ملهاش لزوم المُناهدة، طلقها وخليها تشوف حالها وتجّمع نفسها اللي ضاعت بسبب العيلة دي... وأنا متأكد إنها لما تعيد حسابتها هتزعل أوي إنها اتخلت عن راجل بيحبها بجد، ولما بنتك ماسة اللي ملهاش ذنب أو ابنك يجي بالسلامة هتندم أكتر انها مافكرتش ازاي هيبقى شعورهم وأبوهم وأمهم بُعاد عن بعض..! 

بصلها بوجع وهو مش قادر ينطقها، بص لعيونها الزرقة اللي زي موج البحر، أوقات تخليك تحس إنه جميل ونفسك تعوم فيه... بس تفتكر في الأخر إنه ...... غدار!! 

- أنتِ طالق يا حبيبتي... أنتِ طالق يا حورية العمران

اختفت كل حاجة حواليهم، ماكنوش شايفين غير عينيهم وهي بتصرخ بكل الكلام اللي جواهم... إتسعت عينه بعدم تصديق من اللي قاله، هو كان مُغيب!!! حط إيده على راسه بيتمنى كل ده يكون كابوس!! كابوس مُرعب وهيفوق منه!، أما هي دخلت لأوضة ماسة وأخدتها وبصتله أخر مره بآلم حست بيه بيعتصر قلبها وبدأت تمشي من البيت وهي رايحة لبيت محمد، قعد على الأرض وضم نفسه وبدأ يبكي زي الطفل اللي تاه من أمه، تاه منها وهو عارف إنه عمرُه ما هيلاقيها تاني!! قرب منه شريف وقعد قصادها وحط إيده على راسه وبدأ يردد آيات من القرآن لحد ما هِدي، إبتسم شريف بحزن وملس على وشه وقال: 
- إهدي يا حبيبي، ماتبكيش... صدقني كل حاجة هتبقى كويس! 

بصله وقال بحزن: 
- تفتكر؟ 

مسد شريف على كتفه وقال بهدوء: 
- طبعًا، بس أنت دلوقتي تروح تصلي ركعتين لله وتدعي بكل اللي في قلبك وهو هيسمعك، صدقني يا عمران ربنا هيريح قلبك بس صلي! 

هز راسه وقام بتعب وراح لحمام وبدأ يتوضى، بعد ما خلص بص لشريف اللي إبتسمله بهدوء ودخل الأوضة بتاعته وفرش السجادة وبدأ يصلي، دموعه كانت بتنزل في الوقت ده وهو بيدعي ربنا إنها ترجعله، بيدعي إنها تبقى كويسة ومايشوفش فيها أي مكروه، بعد ما خلص، نام على جمبه وضم رجله لإيده وبدأ يبكي لحد ما غمض عينه ونام من كتر التعب.... 

عند حورية "
كانت وصلت البيت، بدأت تخبط بإيدين مُرتعشة وقلبها من الخوف حست بيه بيرتجف جواها، لحظات وكان فتحلها محمد وأول ما شافها بكى وحضنها بقوة، كإنه بيستمد قوته منها، عيونها دمعت بحزن ومسدت على ضهره وهمست: 
- بابا! 

رد عليها بوجع: 
- باباا إتدمر خلاص!!! 

شدت على حضنه بقوة وقالت: 
- أنا معاك يا بابا

بِعدت عن حضنه وبدأت تدخل لجوا ودموعها بتنزل بغزارة على وشها، دخلت للأوضة اللي كانت موجودة فيها زينة، أول ما دخلت حست برجليها مش قادرة تشيلها، قربت منها وشالت الملايا البيضة اللي كانت عليها... بصت لملامحها الشاحبة بوجع وبدأت تملس على وشها وهي بتقول بدموع: 
- مش قادرة أصدق خلاص يا ماما إنك روحتي مني.. مشيتي وسبتيني ليه؟ أنا لسه محتجاكي أوي!! كنت لسه محتاجة لحضنك، محتاجة أحكيلك وأشتكيلك وأقولك قد ايه أنا بحبك وأنتِ كنتي واقفة معانا كتيرة *بكت بقوة أكبر وكملت* وحشيتني أيام ما كنا بنتخانق على بابا... ممكن ترجعي تاني يا ماما؟ أنا بحبك أوي وعايزاكي ترجعيلي! طب بصي نتفق إتفاق... أرجعيلي وأنا مش هزعلك تاني خالص والله... أرجوكي!! 

حاوطت وشها بين إيديها وعيونها جت على الجرح اللي في رقبتها، دموعها نزلت بوجع وقالت: 
- إرتاحي يا ماما، عمران جابلك حقك! 

تاني يوم "

كان صوت القرآن مسمع في كل أنحاء البيت وكان في ناس كتيرة أوي جاية العزا، جوا كان متجمع الستات اللي لابسين أسود وبيبكوا بحُرقة على فراقها أما بره كانت الرجالة، قربت واحدة من حورية وقالت بحزن: 
- الله يرحمها يا حبة عيني كانت ملاك ملهاش في أي حاجة وحشة! 

بصتلها حورية بوجع، فـ سألتها واحدة تانية: 
- هي ماتت إزاي؟؟ 

بكت حورية وماردتش عليهم، فـ طبطبت الست على ضهرها بحنان وهي بتهديها... 

أما بره كان بيبص للأرض بتيه، مش قادر يصدق إن مراته اللي كانت من إسبوع معاه والبيت كان مليان بهجة بضحكاتها... دلوقتي هو واقف وبياخد عزاها! الإنسانة اللي حبها من كل قلبها، الإنسانة اللي وقفت معاه في كل مشاكله، الإنسان اللي عرفته معنى الحنان والحب وعرف يعني ايه العشق معاها.. هي دلوقتي بقت بين إيدين ربنا ومش هيقدر يشوفها تاني!!! بمجرد ما قال لنفسه كده دموعه نزلت بوجع وهو بيدعي من كل قلبه ليها... وفجأة سمع صوت هو عارفُه كويس، رفع عينه وبصلهم بغضب جحيمي وقال: 
- أنتوا ليكم عين تيجوا هنا بعد اللي حصل!!! أنتوا مابتحسوش!!! 

ربت شريف على كتفه وقال بحزن: 
- إهدى محمد، ربنا يرحمها ويصبركم، أنا عارف قد ايه أنت موجوع علشانها! بس والله صدقني... احنا ملناش ذنب، عمران جاب حقها خلاص!! 

نفض إيده بعنف بعيد عنه وقال: 
- أنتوا السبب في كل حاجة!! كنتوا السبب في إني أتحرم من بنتي زمان *بكى وكمل* وحرمتوني دلوقتي من مراتي للأبد!! احنا عملنالكم ايه علشان تعملوا فينا كده؟!! 

شاور شريف لعمران يروح بعيد فـ هز راسه وراح لحورية، مسك شريف محمد وسحبه وراه لحد ما وقفوا في حتة بعيدة عن الناس وقال: 
- بص يا محمد أنت عارف إني بعتبرك أخويا وربنا يعلم كده، وأنت عارف برضو إني عمري ما آذيك، كل حاجة حصلت من غير مانعرف السبب!! دلوقتي عمران جاب حق مراتك وهي كده كده هتاخد إعدام... أنا مش عايزك تاخدني بذنبهم لأنك عارف إني غيرهم وعمري ما فكرت في لحظة أكون شبهم!! 

بكى محمد وحضنه بقوة وهو بيقول: 
- مش قااادر يا شريف!! قلبي بيتقطع عليها أقسم بالله!! 

ضمه شريف أكتر بحزن عليه... هو بيعتبره أخوه ورفيق روحه!! 

أما جوا "
خبط عمران على الباب قبل ما يدخل فـ رفعت حورية عينيها اللي جت في عيونه، بصتله بغضب وقامت وقفت وإستأذنت منهم وبدأت تقرب منه، شدها فـ راحوا ورا البيت، زعقت فيه بقسوة: 
- أنت ايه اللي جابك!! مش أنت طلقتنيي!!! خلاااص إبعد عني بقى!!! 

بصلها بحزن وقال: 
- أنا هسافر يا حورية، مش عارف هقدر أشوفك تاني أمتى.. بس جيت أقولك إنك... هتوحشيني! 

ردت عليه بغضب: 
- تسافر، تتحرق، تولع بجاز، أنا مالي!!! 

بص لعيونها وقال بحزن: 
- أنا آسف، البقاء لله يا حوريتي وربنا يصبركم

بصتله بغضب وقالت: 
- تمام، إتفضل أمشي بقى!! 

عيونه دمعت وفي لحظة كان بيقرب منها وبيبو'سها بكل قوته... كان بيحاول يشبع منها على قد مايقدر علشان ماتوحشوش!!!! أو... هو كان فاكر كده، غمضت عينيها وحاولت تبعده بقوة وبدأت تضربه في صدره علشان يبعد، ولكنه مابِعدش خطوة واحدة!! حس بيها مش قادرة تتنفس فـ بِعد عنها بسرعة وهمس: 
- هتوحشيني أوي أوي يا حورية العمران! 

قال كلامه وفي لحظة كان إختفى من قُدامها، حطت إيديها على شفايفها ودموعها إبتدت تنزل بحزن....
وقف في المطار وهو بيودعهم، بيودع والده ووالدته وأخوه، إبتسملهم وقال بهدوء: 
- خلي بالكم على نفسكم!! 
قربت منه خديجة وقالت بدموع: 
- أرجوك أبقى طمنا عليك يا عمران وعلى سليم! 
هز عمران راسه بإبتسامة وبص لحازم وقال: 
- خلي بالك من الشركة!! 
رد عليها حازم بإبتسامة حزينة وقال: 
- حاضر يا عمران، هتوحشني والله ياخويا! 
إبتسم عمران وقبل ما يتكلم لاقى الطايرة هتستعد لطلوع، بصلهم كلهم وقال بتنهيدة: 
- سلام، هتوحشوني!! 
قال كلامه ومسك إيد سليم وبإيده التانية الشُنط وبدأو يقدموا من خطواتهم، بص للكل بنظرة أخيرة وشاورلهم وطلع هو وسليم... إتكلمت خديجة ببُكاء: 
- هيوحشوني أوي!
إبتسم شريف بحزن وقال: 
- ربنا يوصلهم بالسلامة ويرجعهم بالسلامة.. 
إتنهد حازم بحزن، وبص على الطيارة اللي إبتدت تتحرك.... 
غمض عمران عينه في اللحظة دي وبص من الشباك وهو مش متخيل خلاص إنه هيسافر، فتح عينه على لمسة من سليم، رفع حاجبه بإستفسار وقال: 
- في حاجة ياحبيبي؟؟ 
عقد حواجبه ورد عليه: 
- جميلة مش هشوفها تاني يا بابا؟ 
إبتسم عمران وطبطب على كتفه وقال بهدوء: 
- هتشوفها يا سليم بس لما نرجع... 
في القسم "
كانوا واقفين التلاتة قُدامه، بصلهم كلهم بـ كره واشمئزاز، بص لسعاد اللي كانت أقل ما يُقال عنها جثة من كتر شحابة وشها وجسمها اللي بقى ضعيف والكدمات العنيفة اللي موجودة في جميع أنحاء جسمها، رجع بص تاني لثريا اللي مكنتش حتى قادرة تقف وقاعدة على ركبتها على الأرض، بص لسيد وهنا إتحولت ملامحه للغضب والقسوة وهو مش مُتخيل إنه أذاها!! قام وقف وقرب منه وبدون مقدمات كان بينهال عليه بالضرب المُبرح لدرجة إنه كان بيصرخ من كتر الوجع، بدأ يلكمه بعنف في وشه لحد ما مناخيره وشفايفه نزفوا، بِعد عنه وبصلهم بإستحقار وقال: 
- أنتوا أوسخ تلاتة شوفتهم في حياتي!!!  مستحيل أرحمكم!!!
بكت سعاد وقالت بضعف: 
- أرجوك كفاية يا بيه، أنا مابقتش قادرة والله العظيم من اللي بيحصلي من الستات اللي جوا!! أنا والله معتش هعمل كده تاني... بس كفاااية ونبي أنا تعبت!!! 
حط جلال إيده في جيبه وقال بقرف: 
- لولا إني مش بمد إيدي على حريم كنت وريتك شغلك أنتِ وأمك! 
رجع لمكتبه تاني وقعد عليه وكمل وهو بيبص على سعاد وسيد:
- أوعدكم مش هتطلعوا من السجن ده غير على قبركم أما ثريا بقى... فـ أنتِ إعدام!! 
وقعت ثريا على الأرض مغمى عليها.... 
ومرت الأيام 
في بيت اليزيد "
كانت قافلة على نفسها الأوضة وهي بتبكي بإنهيار، من ساعة خبر موت والدتها لحد سفر عمران وهي مش قادرة تعمل حاجة غير إنها تبكي وبس... سمعت صوت خبطات على الباب فـ ردت بتعب: 
- أيوة... 
إتكلم محمد بحزن: 
- يابنتي متوجعيش قلبي أكتر ماهو موجوع، تعالي كلي أنتِ ماكلتيش حاجة بقالك يومين... يلا يابنتي علشان اللي في بطنك ملهوش ذنب!! وكمان ماسة مستنياكي بره! 
قامت وقفت ولكنها سندت بسرعة على الحيطة لما حست بدوار شديد، قربت من الباب بصعوبة وفتحته، إتصدم محمد من وشها الشاحب وشكلها الضعيف وعيونها الوارمة، حط إيده على كتفها وقال بحنان: 
- شوفتي شكلك بقى عامل ازاي!! يلا كلي أي حاجة علشان اللي في بطنك، لو حصله حاجة أنتِ اللي هتتحاسبي عليه! 
في لحظة كانت مرمية في حضنه وبتبكي بقوة وصوت شهقاتها عليت، إتنهد محمد بحزن وبدأ يملس على شعرها وقال بحنان: 
- ششش إهدي يا حبيبتي... إهدي! 
بدأ يقرأ عليها بعض الآيات لحد ما بُكاءها خف ومبقاش واضح غير شهقاتها الخفيفة، ملس على ضهرها برفق وبعدها شوية عنه وقال بإبتسامة حزينة: 
- يلا علشان تاكلي بقى ومتزعلنيش منك! 
هزت راسها بهدوء وراحت معاه، قعدوا على السُفرة فـ إتكلمت ماسة بحزن: 
- ماما! 
بصتلها حورية وملست على خدها بهدوء.... وإبتدوا ياكلوا بدون شهية، بص محمد على الكرسي اللي كانت زينة دايمًا بتقعد عليه جمبه.. ودمعة من عيونه نزلت، لكنه مسحها بسرعة، بصلها وإتكلم بهدوء: 
- عمران سافر صح؟ 
قلبها دق بقوة وهمست: 
-آ.اه
شهقت ماسة وقالت بحزن: 
- بابا سافر؟؟ يعني مش هشوفه تاني!! 
بصتلها حورية وقالت بإبتسامة هادية: 
- هتشوفيه يا عيوني لما يرجع بالسلامة.. 
رفع حاجبه بشك وقال: 
- هو ايه اللي حصل مابينكم؟؟ أنتِ محكتليش غير إنك عرفتي منه إن بنت الكلب هي اللي عملت كده وهو جاب حق زينة.. 
بلعت ريقها بحزن وردت عليه: 
- عمران طلقني. 
إتسعت عينيه بصدمة وعقد حواجبه بغضب وقال: 
- طلقك؟؟ ليييه!! أنتِ غلطتي في ايه؟! هو كان يتمنى أصلاً إنه يتجوزك!! 
ردت بدفاع: 
- لا يا بابا عمران معمليش حاجة وحشة، أنا اللي طلبت منه الطلاق وهددته إنه لو مطلقنيش هقتل نفسي.. 
إتصدم محمد للمره تانية وقال بعدم تصديق: 
- تقتلي نفسك؟؟ *بصلها بآلم وكمل* هو أنا ناقص يابنتي أوجاع على وجعي؟! ده أنا كنت أموت وراكي والله يا حورية! 
ملست على كتفه بحنان: 
- بعد الشر عليك يا حبيبي! 
إبتسملها بحب أبوي... 
مرت الأيام والشهور على نفس الحال... 
في إيطاليا "
كان ماسك اللابتوب بتاعه وهو بيحاول يدور على شغل ولكن كل الشغل المُتاح هنا هو الشغل في المطعم، زفر بضيق وقفل اللاب وقال:
- من حلاوة الأكل اللي أنا بعمله يعني!! 
مسك تليفونه وبدأ يبعت رسايل لحازم: 
"عاملين ايه؟" 
"أخبار الشركة وأخبارك أنت والعيلة؟" 
"تابع مع جلال القضايا بتاعت الكلاب يا حازم أوعي تنسى!" 
بعت الرسايل وكان لسه هيقفل تليفونه ولكن بص لرقمها، إبتسم بإشتياق ومقدرش يمسك نفسه أكتر من كده وبص لثواني لزر الإتصال ولكنه حسم أمره وبدأ يرن عليها... 
إستغربت من الرقم اللي مكنش مصري وفتحت وهي مستنية حد يرد، فـ إتكلم بشوق: 
- حورية.. 
إزدات نبضات قلبها بقوة لدرجة إنها حست إنه هيطلع من مكانه، بصت لوالدها بإبتسامة وإديتله هو التليفون، إبتسملها محمد بفخر وبدأ يتكلم: 
- خير؟؟ 
إتفاجئ عمران، لكنه رد بإبتسامة: 
- إزيك يا عمي، أخبار حضرتك ايه؟ 
إتنهد محمد وقال بهدوء: 
- كويس يا عمران، خير بتتصل بحورية ليه؟ مش أنت خلاص طلقتها!! 
قلبه إتكسر مليون حتة بالكلمة دي "طلقتها!!" دمعة خاينة نزلت من عيونه فـ مسحها ورد عليه بنبرة حزينة: 
- حابب أطمن عليها وعلى اللي في بطنها مش أكتر.. 
زفر محمد بضيق وقال: 
- وهما كويسين وأديك إطمنت، تؤمر بحاجة تانية؟؟ 
إتكلم بإشتياق: 
- عايز أسمع صوتها، أرجوك يا عمي!! 
بص لحورية اللي كانت بتسمع كلامه وعينيها فضحاها بإشتياقها ليه، إبتسم محمد ورد بهدوء: 
- ماشي يا عمران... 
بصت حورية لإيده الممدودة بالتليفون فـ أخدته منه بإيدين مُرتعشة، قام محمد وطلع من الأوضة وقفل الباب وراه، فـ إتكلم عمران بحب: 
- حورية! 
حاولت إنها تخفي توترها، لكنها ماقدرتش: 
- أ.أي.أيوة. 
قلبه دق بسعادة ورد عليها بإشتياق: 
- وحشتيني!! وحشتيني أوي والله العظيم مانا قادر أتحمل بُعدك عني!! قوليلي بس وحشتني يا عمران وأنا أقسم بالله ههد الدنيا باللي فيها وأرّجعك دلوقتي حالاً ياروح عمران. 
دموعها نزلت بوجع وهمست: 
- احنا أطلقنا يا عمران خلا... 
قاطعها بحدة: 
- لااا يا حورية مش خلاص!! أنا عمري ما كنت هفكر في لحظة إني أسيبك أو... أطلقك!! بس أنتِ اللي أصريتي! أنا مش عارف إزاي قدرت أقولها بس كل اللي أنا عارفُه إني مبقتش قادر على بُعدك وطالما أنتِ لسه مولدتيش يبقى عادي أرّجعك من غير عقد جديد ولا حاجة.. 
إتنهدت بحزن وقالت: 
- سيبني أفكر يا عمران! 
عقد حواجبه بضيق وقال: 
- أنتِ في الشهر السادس دلوقتي مش كده؟ 
همهمت بالإيجاب فـ إبتسم بفرحة وقال: 
- طب عرفتي نوع الجنين ايه؟ 
ردت بإبتسامة: 
- ولد! 
إبتسم بسعادة كبيرة أوي وقال بحب: 
- مُبارك يا حبيبي
إبتسمت بهدوء وماردتش عليه، نفخ بغيظ وقال: 
- لسه مفكرتيش بقى يا حورية!! 
كانت لسه هتعترض ولكنه قاطعها: 
- ماتعنديش!! 
- لا يا عمران مش هرجع.. 
قالتها بحزن وبتتمنى جواها مليون مره إنه يرجّعها، قلبه إتكسر وعقله مش قادر يصورله إنها رفضته!! فـ قال بهدوء: 
- تمام إبقي سلميلي على ماسة وأنا كل فترة هتصل أطمن عليكم... سلام! 
قال كلامه وأنهى المكالمة وقلبه بيتعصر من الوجع، إتنهدت حورية بحزن وهمست: 
- أنا بحبك أوي... بس مش هقدر! 
مرت الأيام وعمران بيحاول يدور على شغل لحد ما قرر إنه خلاص يشتغل في مطعم، وفعلاً راح قَدم وإتقبل... وإنهاردة أول يوم ليه في الشغل.. 
كان بيعمل الأكل المطلوب منه فـ قربت منه بنت من اللي شغالين معاه وقالت بإبتسامة: 
- هاي اا.. عمران مش كده؟ 
رفع حاجبه وقال: 
- الزعيم! وبعدين أنتِ بتتكلمي عربي؟؟
هزت راسها وقالت بإبتسامة إعجاب: 
- وأنا روجين، بابا من أصول مصرية وماما إيطالية فـ كان بابا يعلمني مصري لأني Lo amavo  "أحببته"
إبتسم عمران وقال وهو بيحط البيتزا في الفرن: 
- طب ده كويس جدًا على فكرة! 
ردت بخجل: 
- ميرسي زعيم..
بدأت هي تساعده في الواجبات المطلوبة وبعد ما خلصوا بدأو يقدموها بره، قرب عمران من طاولة كان موجود عليها بنت وشاب، حط الأكل قدامهم وقال باللغة الإيطالية: 
- هذه باستا بالوايت صوص، هل تريدون أي إضافات؟! 
بصتله البنت وقالت بإعجاب: 
- أشكرك لا نريد، فقط نريد بعض الماء لو لديكم! 
إبتسم عمران وقال: 
- نعم لدينا، لحظات وسيكون الماء هُنا
دخل عمران لجوا وجاب إزازة ماية وطلع إديهالهم، فـ إبتسمت البنت وقالت: 
- هل لديك إنستجرام؟ 
بصلها بسخرية وسابها ومشي، إتحرجت وقالت في سرها: 
- ياله من أحمق، كيف لم يجاوبني!! 
رد عليها الشاب بضيق: 
- كيف أنتِ تطلبين منه شيء هكذا!! هل تسخرين مني أو ماذا!! 
إبتسمتله بهدوء وردت: 
- لا أنا أحبُك! 
هز راسه وبدأ ياكل بلامبالاة
جوا "
قربت منه روجين وقالت بإبتسامة: 
- الشغل هنا عاجبك ولا مش حلو؟ 
إبتسم وقال: 
- هو مش وحش بس أنا مش متعود على الطبخ! 
إبتسمت وهزت راسها بتفهم: 
- وأنا كمان كنت زيك كده بس حاولت اتقألم! 
ضحك عمران وقال مصححًا: 
- اتأقلم! 
ضحكت روجين برقة وردت عليه: 
- الكلمة دي مش بعرف أنطقها شوية غريبة! 
إبتسم وبدأ يتابع شغله بهدوء.....
 هو أنت متجوز يا زعيم؟؟
قالتلها روجين وهي بتبصله بإستفسار، فـ إتنهد بحزن وهو مش قادر يرد عليها، إستغربت من عدم رده وقالت: 
- هو.. هو أنت ليه مضايق من السؤال؟ أنا قولت حاجة غلط؟! 
بصلها وقال بإبتسامة هادية: 
- لا يا آنسة روجين مقولتيش حاجة غلط، عمومًا أنا مُطلق.. 
إتسعت عينيها بصدمة ولكنها من جواها قلبها كان بيطير من السعادة بالخبر ده، فـ إتكلمت بإهتمام: 
- ليه مُطلق؟ ممكن أعرف؟! وأعتبرني صديقتك وأنا مش هطلع السر والله!
زفر بضيق وقام من قدامها وقال: 
- حاجة مش من حقك تعرفيها، وآه أنا بحبها جدًا ومتخليش شيطانك يوزك يا آنسة روجين، أنتِ مجرد زميلة ليا في الشغل هنا وبس!!
قال كلامه وبصلها بضيق وسابها ومشي، بصت لطيفه بحزن ودموعها بدأت تنزل وهي بتقول لنفسها: 
- لقد أحببته، فـ لما يا الله لم يحبني؟ لقد حاولت شهورًا معه ولكنه لا يتقبلني!! لماذا؟ هل أنا سيئة؟ هل أنا قبيحة ولست جميلة؟! كم أتمناه يا الله!!! لين قلبه علي، فـ أنا أحبُه كثيرًا!! 
مسحت دموعها بحزن وهي بتدعي من كل قلبها إنه بس... يفكر فيها!! 
في مصرنا الحبيبة "
قامت من النوم وهي حاسة بآلم رهيب في بطنها، حاولت تقوم بصعوبة وهي حاسة بشيء سائل نازل منها، فـ صرخت بآلم شديد، إنتفض محمد من سريره وإتجه بسرعة لأوضتها وقال بخوف: 
- حورية!!! أنتِ كويسة!!!
صرخت بوجع وهي حاسة بآلم لا يحتمل: 
ااااااه شك..شكلييي بولدد!! بااابااا مش قااادرة بمووووت!!! 
قرب منها بسرعة وقال بقلق: 
- طب تعالي معايا نروح المستشفى! 
عضت على شفايفها بوجع رهيب وبدأت تمشي بصعوبة، طلع محمد من البيت وسندها لحد ما وصل العربية، بدأ يساعدها في الركوب ودخل بسرعة وصحى ماسة علشان تيجي معاهم، طلعوا الاتنين بعدها من البيت وبدأ محمد يسوق العربية مُنطلق لأقرب مستشفى... صرخت بقوة وهي بتضرب على الكرسي بعنف: 
- ياااا بااااابااا ونبييي بسرررعة!!! بطنيييي بتتقطططع ااااه!!! 
بصتلها ماسة وقالت بدموع: 
- ماما... أنتِ كويسة!! 
هزت حورية راسها بالنفي وهي بتصرخ بآلم... وبعد لحظات كانوا وصلوا أخيرًا، نزل محمد من العربية وفتحلها الباب وشالها، بدأ يتقدم بخطوات سريعة هو وماسة جوا المستشفى وصراخ حورية كان مالي المكان كله.... 
زعق محمد بحدة وقال: 
- بنتي بتولدد!! 
قربت منه دكتورة وهي معاها سرير مُتحرك وقالت بهدوء: 
- إنقلها هنا يافندم! 
حطها محمد على السرير وبصلها بقلق وخوف عليها وهي داخلة لأوضة العمليات... 
رفع إيده وإبتدى يدعيلها تقوم بالسلامة، أما ماسة فـ كانت متمسكة في رجله وهي حاسة بالخوف، نزل محمد لمستواها وقال بحنان: 
- إهدي يا حبيبتي، ماما هتكون كويسة وهتجبيلك أخ صغير!! 
إبتسمت ماسة بسعادة وإبتدت تسقف بإيديها ببراءة وهي بتقول: 
- هيبقى عندي أخ!! هييييه!! 
ملس محمد على شعرها بحنان وهو مُنتظر بنته تطلع بفارغ الصبر... 
مر الوقت عليه ببطء، لحد ما الباب إتفتح وخرجت الدكتورة وإتقدمت منه وقالت بإبتسامة: 
- ألف مبروك ولد زي البدر! 
شاله بين إيديه وبصله بحب، قربه لوشه وطبع بوسة خفيفة على راسه وبدأ يأذن، بعد ما خلص بص لماسة وقال: 
- شوفي أخوكي يا ماسة!! 
إبتسمت ماسة وباسته هي كمان وقالت ببراءة: 
- شكله جميل أوي يا جدو... أنت هتسميه ايه؟! 
بصله محمد شوية بتفكير وبعدها إبتسم وقال: 
- زين... علشان يبقى زين الرجال كلهم! 
بمرور الوقت "
كانت بتبصله بحب وهو بين إيديها، قربته من وشها وباست راسها بحنان وهي بتقول: 
- أنت جميل أوي *كملت في سرها* زي أبوك بظبط. 
إبتسم محمد وقال: 
- سميته زين.. 
هزت راسها بإعجاب من الاسم، في الوقت ده دخلت الدكتورة وقالت بإبتسامة: 
- احنا إتأكدنا من صحة حضرتك، لو حابة ترّوحي مفيش مشكلة! 
هزت راسها وردت: 
- أيوة أنا حابة أرّوح، معلش ممكن تساعديني؟ 
هزت الدكتورة راسها وبدأت تقرب منها وأخدت الطفل وإديته لمحمد، بدأت تساعدها تقوم وتمشي ببطء وقالت: 
- أهم حاجة تمشي براحة يا مدام
هزت راسها وبدأت تمشي معاها لحد ما وصلت قدام باب المستشفى، إبتسمت حورية وقالت بإمتنان: 
- شكرًا يا دكتورة تعبتك معايا! 
ردتلها الإبتسامة وقالت: 
- ولا تعب ولا حاجة، توصلوا بألف سلامة
قالت كلامها وسابتهم ومشيت، قرب محمد منها وبدأ يساعدها لحد ما وصلوا للعربية، ركبت وهي شايلة زين في حضنها بتبصله بحب، إبتسمت ماسة وقربت منها وقالت: 
- ممكن أشيله؟ 
هزت راسها بإبتسامة وإدتيهولها...
في إيطاليا " 
رجع من الشغل وهو مُنهك تمامًا، دخل من باب الشقة وقفله وقعد على أقرب كرسي قبله، طلع في الوقت ده سليم من أوضته وقرب منه وقال بحزن: 
- أنا زهقت يا بابا من كُتر مانا بقعد لوحدي!! أنت بتبقى كل يوم في الشغل وأنا قاعد هنا لوحدي ومش عارف أعمل ايه!! 
عقد عمران حواجبه وقال: 
- مش أنا بسيبلك الأكل اللي أنت محتاجُه طول اليوم؟ وبسيبلك اللابتوب وجبتلك تليفون، ناقص ايه تاني بقى؟؟ 
فرك سليم إيده وقال بحزن: 
- ناقصلي أنت يا بابا... أنت دايمًا مشغول عني من أول ما أتولدت!! ولما ماما مشيت رميتني عن عمو حازم وسارة وروحت أنت مع مراتك وبنتك في شقتك الجديدة... أنت ليه عمرك ما فكرت إني محتاج لحنان الأب!! مش معقول أتحرم من حنان الأم وتيجي أنت تزودها عليا أكتر!! وحضرتك بتهتم بماسة ومراتك أكتر مني... أنا حقيقي تعبت يا بابا والله، حضرتك أنت مش حاسس بيا ليه؟!! 
إتسعت عيونه من الصدمة... فـ هو مش مصدق إن ابنه يقول الكلام ده وهو في السن ده!! بصله عمران بهدوء وقال: 
- تعالى يا سليم! 
قرب سليم منه، فـ قعده عمران على رجله وبصله وقال بحنان: 
- أنت مهما كان ابني وحتة مني، أوعى تفكر إني مابحبكش أو بفضّل ماسة أو حورية عنك!! لا يا حبيبي، كل واحد ليه حب معين... مش معقول مراتك تحبها زي ابنك! بص أنت مش هتفهمني كويس دلوقتي بس لما تكبر هتفهمني... هوضحلك مثال مثلاً، أنت لما بيكون عندك تلات ألعاب بتحبهم أوي أوي ومش قادر تستغنى عن حد فيهم، فـ أنت بتخصص أيام للعب مع كل واحد علشان متزعلهمش أو أوقات بتلعب معاهم التلاتة، بس برضو بيبقى جواك مشاعر مختلفة... يعني اللعبة الأولى دي قديمة وبتحبها أوي ومَر وقت كتير عليها بس مش قادر ترميها علشان بتحبها، واللعبة التانية يعني مش حديثة ومش قديمة بس أنت إتعلقت بيها وحبيتها برضو، واللعبة التالتة جديدة وفرحان بيها وبتحبها... يعني أنا مبفارقش من حد فيكم، وأنا عارف إني غلطان لما سيبتك مع حازم بس صدقني أنا كنت في فترة صعبة وحاجات كتيرة مش ممكن عقلك الصغنن يتخيلها، بص يا حبيب بابا خلاصة الكلام أنا عايز أقولك إني بحبك وعمري أبدًا ما هبطل أحبك..
بصله سليم بإقتناع من كلامه فـ إبتسم عمران وقال: 
- أنا بحبك أوي يا سليم، وأسف إني مشغول عنك بس علشان الشغل وعلشان أجبلك كل اللي نفسك فيه، ماشي يا بابا؟! 
هز سليم راسه، فـ باسه عمران من جبينه وقال بحب: 
- ربنا يباركلي فيك.. 
إتاوب سليم بنعاس... ضحك عمران وشاله وقام وهو بيقول: 
- شكلك فصلان على الأخر وعاوز تنام!! 
هز راسه وهو بيغمض عينه بنعاس، دخل عمران أوضة سليم وحطه على سريره وغطاه كويسة وقفل النور وقام طلع من الأوضة تاني، مسك تليفونه وفتحه لاقى فيه مكالمات كتيرة من شريف وحازم، إستغرب شوية وبدأ يرن على والده، لحظات وأتاه الرد: 
- أيوه يا عمران، أنت كويس؟؟ 
إستغرب عمران ولكنه رد: 
- أيوة يا بابا، هو في حاجة ولا ايه؟ 
إتنهد شريف بإرتياح وقال: 
- أصلك من الصبح مش بترد، قلقنا عليك يعني... عمومًا حورية ولدت! 
إبتسم عمران وقال بسعادة: 
- حضرتك بتتكلم جد!! الحمدلله!! 
إبتسم شريف بحزن وقال: 
- أتصل على محمد خليه يطمنك عليها! 
ضحك عمران وقال بفرحة: 
- حالاً يا بابا!! 
أنهى عمران المكالمة وجاب رقمها وبدأ يرن عليها... وأول ما فتحت الخط إتكلم بلهفة: 
- عاملة ايه يا حوريتي؟؟ بقيتي كويسة؟! ابننا كويس! 
إبتسمت بخفة وقالت: 
- أيوة الحمدلله 
إتنهد بفرحة وهو بيقول: 
- الحمدلله، سمتيه ايه؟ 
بصت لزين اللي نايم جمبها وهمست بهيام: 
- بابا سماه زين... زين عمران شريف العزام! 
قلبه دق بسعادة وقال بصوت خافت: 
- بحبك. 
تسارعت أنفاسها أول ما سمعت كلمته، بلعت ريقها بتوتر وحاولت تتماسك وقالت: 
- هو.... هو أنت هترجع من السفر أمتى؟ 
إبتسم بحب وقال: 
- وحشتك؟! عمومًا ياستي أنا مش عارف بس هرجع بعد اما قلبك يحن عليا! 
بصت لتليفون بإشتياق... بتتمنى من كل قلبها إنه يكون موجود حالاً وتضمه، هي تبقى كدابة لو قالت انه موحشهاش!! إتنهد عمران بعشق وقال: 
- مش هتحني بقى، أنا معتش قادر على بُعدك أقسم بالله!! طب قوليلي أنا غلطان في ايه؟! 
- عمران أنا... بحبك!! 
قالتها ومقدرتش تسمع ردُه، قفلت المكالمة وحطت إيديها على وشها بضيق من نفسها، بصت على زين وقالت بحزن: 
- أنت إزاي شبهُه أوي كده!! ملامحك كلها عمران!! 
سمعت صوت رسايل كتيرة ورا بعضها واللي كانت: 
"ياروح عمران أنا بعشقك" 
"مش قادر أصبر أكتر من كده، هاين عليا أخد طيارة وأجيلك دلوقتي حالاً" 
"مش مصدق إنك قولتيها يا قلب عمران ودقاته!!" 
إبتسمت رغمًا عنها بسبب كلامه اللي متنكرش إنها بتعشقه، لقت مكالمة منُه فـ إتوترت... فتحت المكالمة بإيدين مُرتعشة وسمعت صوته: 
- بحبك ومش بس بحبك أنا بموت فيكي!!! 
عضت على شفايفها بخجل وقفلت المكالمة بل والتليفون كله، بصت لسقف بشرود وإبتسامة متزينة على وشها... غمضت عينيها وغفت في النوم وهي متأكدة إن اللي جاي أحسن..... أو يمكن لا؟!!
قربت منه بهدوء وحطت إيديها على كتفه، لفلها ورفع حاجبه وقال بإستغراب: 
- محتاجة حاجة يا آنسة روجين؟ 
بصت لعيونه وهمست بصوت واضح: 
- بابا حابب يتعرف عليك، وقالي إني أجيبك اليوم علشان يتعرف عليك! 
عقد حواجبه بعدم إستيعاب وقال: 
- يتعرف عليا أنا؟ مفيش مشكلة بس فين المكان؟! 
- في البيت!! 
قالتها وهي بتبص لملامحه اللي إبتدت تتغير تلقائيًا لضيق، فـ بِعد إيديها من على كتفه وقال بهدوء: 
- متأكدة إنه قالك كده؟ 
هزت راسها بتأكيد فـ إتنهد وقال: 
- تمام ماشي مفيش مشكلة! 
دارت سعادتها وإبتسمت وإتكلمت بهدوء: 
- طيب يلا نروح دلوقتي علشان بابا عنده أشغال كتيرة! 
إتنهد عمران بقلة حيلة وهز راسه بالموافقة، لمعت عينيها بسعادة وراحت لعربيتها وركبوا... بصتله وقالت بإبتسامة: 
- بتحب أغنية ايه؟ 
- الليل وسماه! 
قالها بإبتسامة هادية وهو بيفتكر حوريته لما غنيتها بصوتها اللي من ساعة ما سمعُه وهو مش قادر يتخطى الأغنية، ضحكت روجين وردت عليه: 
- شكلك بتحب الأغاني القديمة!! 
هز راسه وقال بإبتسامة: 
- جدًا! 
شغلت الأغنية وهو طويل الطريق كان بيتخليها، وبمرور الوقت.... وقفت العربية ونزلت وهو إبتدى ينزل، بص للبيت اللي كان فخم من بره نوعًا ما، دخلت لجوا وهو دهل وراها وبص بإعجاب لجنينة اللي كانت مليانة ورد وأشجار، إبتسمت وقالت: 
- بابا مش كان عايز يزرع ورد هنا بس أنا أصريت عليه علشان بحبه أوي
هز راسه بتفهم... 
وصلوا قدام الباب فـ طلعت المفتاح وفتحته، دخلوا لجوا وإبتسمت وهي بتقول: 
- ايه رأيك؟ حلو؟! 
هز راسه بهدوء وهر بيدور بعينه على المدعو أبوها بس ملقاش حد موجود، قفلت روجين الباب وإبتدت تقرب منه بإبتسامة، زفر عمران بضيق وزقها بعنف وهتف: 
- قولتلك مليون مره يا روجين لا!!! أنتِ مسلمة وعارفة إن ده حرام! وأنا مش هخون حورية مهما حصل!! 
قال كلامه وإتجه ناحية الباب وكان لسه هيفتحه ولكن وقفُه كلامها: 
- يبقى نتجوز أنا وأنت!! أنت ليه عايش على ذكرى الإنسانة دي؟! قولي فيها ايه أحسن مني!!! أنا بحبك كتير أوي يا عمران... بس أنت ليه مش بتحبني؟! هو أنا وحشة وفيا صفة سيئة؟؟ قولي طيب علشان أغيرها!! أنا بحبك والله! 
لفلها وملامح وشه كانت بدون تعبير واضح، قرب منها فـ إبتسمت بحب وهي بتتخيل إن كلامها أثر فيه، مسكها بهدوء من دراعها وواحدة واحدة إبتدى يضغط عليه، فـ تآوهت بآلم وحاولت تبعده: 
- ع.عمران!! 
مسك وشها بعنف وبص لعينيها وقال بقسوة: 
- أنت عايزة توصلي لأيه يا روجين!! ليه مش قادرة تفهمي إني بحبها هي!! 
دموعها نزلت بوجع: 
- إديني فُرصة!! فُرصة واحدة بس يا عمران! 
ساب وشها وخفف قبضته على إيديها وهز راسه بالنفي، إتنهدت بحزن وإتكلمت  بترجي: 
- طب ممكن نشرب سوا! هختفي من حياتك بعدها بس أجرب الشعور! 
لانت ملامحه وهز راسه بالموافقة، إبتسمت بفرحة ودخلت لجوا وهو بدأ يدخل وراها، شاورتله على الكنبة فـ قعد عليها وهي إتجهت ناحية المطبخ، طلعت إزازتين خمرة وجابت كاسين ورجعتله تاني... 
قعدت جمبه وبدأت تصُب وإديتله كاس، مسكه وبصله شوية وغمض عينه وبدأ يشربه ببعض القرف، صبت هي كمان لنفسها وشربته وهي بتبصله بهدوء... بعد ما خلص حط الكوباية على الطرابيزة ولسه هيقوم يمشي، لكنها مسكت في إيديه وقالت بخبث: 
- معقول إستسلمت بسهولة؟ هي الخمرة أقوى منك يا زعيم! 
بصلها بضيق ورجع قعد تاني وقال بتحدي: 
- صُبيلي اللي تقدري عليه! 
إبتسمت بمكر وهزت راسها وإبتدت تصُبله، شرب كذا كاس لحد ما حس إن دماغه هتنفجر منه، قام وقف وهو مش شايف أي حاجة قدامه وبيتطوح شمال ويمين، إبتسمت روجين وشربت كاس دفعة واحد وقامت وقفت وقالت: 
- تحب نطلع نرّيح فوق شوية؟ 
إتكلم بدون وعي: 
- ن.نطلع! اه.. نطلع فوق... ي.يلا!! 
إبتسمت بشر وإبتدت تسنده لدور اللي فوق وفعلاً طلعوا، دخلته الأوضة وقفلت الباب وإبتدت تقرب منه... 
بصلها عمران بشـ'ـهوة ومسكها من وسطها بعنف سحبها ناحيته ولكنه مكنش متخيلها هي... لا كانت متخيل حبيبته فيها، حبيبته اللي بيتمناها بين أحضانه، بص لشفايفها وقال بعشق: 
- حورية... وحشتيني!! 
وفي لحظة كان بينقض على شفايفها وبيبوسها بقوة وهو متخيلها حوريته، وشدد أكتر على مسكته ليها، إبتسمت روجين بإنتصار وقالت في نفسها: 
- هتبقى بتاعي يا عمران! بتاعي أنا... وبس!!! 
شالها بين إيديه بدون ما يفصل قُبلته ليها، زقها بخفة على السرير وميل عليها وبص لعيونها الزرقة وقال: 
- لازم تعرفي أنا عنيت قد ايه في بُعدك عني يا حورية!! 
إتضايقيت روجين من كلامه ولكن صبّرت نفسها بإنها كسبانة في الأخر، و............. 
تاني يوم "
فتحت عينيها بتعب وهي حاسة بوجع رهيب في جسمها، حاولت إنها تقوم لكنها ماقدرتش فـ فضلت نايمة جمبه.... بعد فترة، حست بيه بيتقلب وهيصحى، فـ غمضت عينيها بسرعة... 
فتح عينه وهو حاسس بصداع رهيب هيفرتك دماغه ومش شايف حاجة قدامه حسس على السرير علشان يقوم ولكن.... ده مش ملمس سريره!! عقد حواجبه بعدم فهم وبدأ يقوم... وأول ما قام مسك دماغه بآلم وهنا إبتدت الرؤية توضح، ملامح الصدمة إتجمعت على وشه لما شاف روجين شِبه عريـ'ـانة وملايا السرير عليها بُقعة د'م، صُعق من الصدمة لدرجة إنه رجع خطوتين لورا وهو مش مصدق إنه عمل كده... هز راسه بالنفي بهيستريا وبدأ يصرخ بجنون: 
- أناااا عملللتتتت اييييه!!! اييييه اللي أنااا عملتتته ده!!! إزااااي!!!!! إزاااي أنا عملت كده!!! 
فتحت عينيها وهي مُتصنعة النعاس والعدم فهم، بصتله فـ شهقت بإصطناع لما شافت صدره العاري... إبتدت تبكي بدموع مُزيفة وهي بتقول: 
- أنت إزاي عملت فيا كده؟!! أنت دمرتني!!! حراام عليك!! 
جز عمران على أسنانه بغضب جحيمي وقرب منها ومسكها من شعرها بقسوة، صرخت بعنف وهي بتحاول تبعد إيده: 
- إبعد عنييي اااه!! سيبنيي يا عمران!! 
قومها من على السرير وبصلها وقال بإستحقار: 
- أنتِ هتكدبي الكدبة وتصديقها ياروح أمك!!! 
دمعت عيونها وهي بتحاول تفك قبضة إيده من على شعرها، بص لعينيها وقال بغضب: 
- إستفادتي ايييه!!! قوليلييي!!! أنتِ اللي خسرتي في الأخر!!! 
بصتله وقالت بحزن: 
- أنا بحبك أرجوك يا عمران مش تسيبني!! 
زقها بإستحقار وأخد القميص بتاعه من على الأرض ولبسه وسابها ومشي، ضمت نفسها وإبتدت تبكي وهي بتلعن حظها السيء... 
أما عنده " 
كان ماشي وهو تايه... مش عارف هيروح فين ولا هيقدر يكلم حوريته بعد ما خانها إزاي، قعد على كرسي كان موجود في جمب وحط إيديه على راسه بقلة حيلة وكل اللي بيدور في باله إنه خانها!!... 
دمعة نزلت من عيونه فـ مسحها بسرعة وهو مش عارف يعمل ايه، قام وقف وطلّع تليفونه وإتصدم لما شاف كم المكالمات الهائل من سليم، قلبه دق بخوف عليه وبدأ يرن عليه وبعد ثواني المكالمة إتفتحت، فـ هتف عمران بقلق: 
- سليم!! 
أتاه صوت سليم الباكي وهو بيقول: 
- يا بابا أنت سيبتني لوحدي ليه؟! تعالي يا بابا ماتسيبنيش لوحدي! 
رد عليه بحنان: 
- حاضر يا حبيبي، أنا أسف والله! لحظات وهكون عندك!! 
أنهى المكالمة وبدأ يمشي شوية لحد ما لاقى عربية أُجرة، ركبها ووصف لشاب المكان.... بعد وقت، كان وصل قدام البيت، بدأ يحاسبه وبعدها نزل من العربية وإتقدم بخطوات سريعة لجوا، فتح الباب وقرب من سليم اللي كان ضامم نفسه على الأرض وبيبكي... مسح على شعره وقال بحنان: 
- إهدى يا حبيبي، أنا جمبك أهو!! 
رفع وشه وبصله وقال بحزن: 
- أنا عاوز أرجع مصر يا بابا، أنا مش حابب قعدتي هنا! 
إتنهد عمران وإبتسم وقال: 
- هنشوف الموضوع ده يا سليم، بس أنت دلوقتي شكلك مانيمتش، نام ولما تصحى نبقى نشوف! 
هز راسه بنعاس ودخل لأوضته، نفخ عمران بهَم وهو حاسس نفسه تايه... بس هو هيروح لملجأه!! 
فتح تليفونه وإتردد قبل ما يتصل عليها وخصوصًا إن الوقت هيكون مختلف وهيبقى بليل عندها... 
حسم أمرُه وضغط على زر الإتصال.... 
بصت حورية بعيونها على شاشة تليفونها وإبتسمت بسعادة لما لقيت اسمه، فتحت بلهفة وإستنته يتكلم لكن طال صمته! فـ إستغربت لأن دي مش من عادته: 
- عمران، أنت كويس؟! 
إتنهد بحزن وهو مش قادر يرد عليه، ملهوش عين أصلاً يتكلم معاها وهو شايف نفسه خاين!! هي معملتش حاجة علشان يخونها!! بلع ريقه وقال بحزن: 
- أنا أسف يا حورية، صدقيني أنا بحبك أوي.. 
قلقت من نبرة صوتها وقالت بحنان: 
- مالك بس؟ أنت فيك حاجة؟! 
إبتسم بحب لما حس بصوتها الحنون اللي بيضم قلبه، غمض عينه وقال بهيام: 
- أنتِ... أنتِ بقيتي معايا في كل مكان! بتخيلك قدامي في أي وقت!! أنا بقيت مهوس بيكي يا حورية... مش عارف أعشقك والله أكتر من العشق اللي في قلبي ليكي!! أنا حقيقي بحبك أوي
فرحت من كلامه وعيونها لمعت بسعادة، معقول هو بيحبها أوي كده؟؟ هي كمان بتحبه!! ولو أنكرت فـ هتبقى كدابة!!... 
همست بصوت خجول:
- وأنا كمان. 
بص لتليفون بحب... بيتمنى لو كانت معاه! بيتمنى إنه يحضنها ويشم ريحتها اللي بتجننه وبتدوب قلبه، بيتمنى حاجات كتيرة نفسه يعملها دلوقتي، عقدت حواجبها وهي مستنية ردُه وحست إن فيه حاجة غلط... فـ هتفت بقلق: 
- عمران أنت فيك حاجة؟ 
إبتسم عمران بحزن وقال: 
- عيون عمران وقلبه، أنا بس تعبان ومحتاجاك وأنتِ بعيدة عني، حاسس إني تايه يا حورية مش عارف مالي بس أنا بجد محتاجاك.! 
ردت عليه بحنان: 
- أنا معاك. 
إبتسم بسعادة و...... 
مسكت تليفونها بإيدين مُرتعشة، مُترددة تتصل عليه ولا ماتتصلش؟! هل هيرد عليها، ولا مش هيرد؟!... 
اسئلة كتيرة جت في دماغها في اللحظة دي وهي بتبص لرقمه، قلبها بيقولها رني عليه وعقلها بيرفض ده وبيقولها ممكن يقتلك لو رنيتي!! 
ولكنها في الأخر حسمت أمرها، ضغطت على زر الإتصال وبلعت ريقها بصعوبة... سمعت صوته من الجهه الأخرى وهو بيقول بهدوء: 
- أهلاً، من معي؟ 

إتوترت ومقدرتش ترد عليه، فـ زفر بضيق وقال: 
- من أنت؟ تحدث! 

أخدت نفس عميق وهتفت بحزن: 
- أنا روجين... 

غمض عينه بغضب، هو لو عليه! بيتمنى إنه يقتلها إنهاردة قبل بكرة... كان لسه هيقفل الخط بس وقفُه صوتها الباكي: 
- أرجوك اسمعني!! أنا أسفة والله، أنا مُعترفة بغلطي... بس ليه مش نقول إنك غلطت؟! غلطت لما خليتني أحبك وأتعلق بيك!! بابا عرف اللي حصل وهيجوزني لشخص كبير... أرجوك ألحقني منه بس!! 

إتصدم عمران وحط إيده على وشه وهو مش قادر يتخيل اللي هي بتقوله!! ومعن كلامها هو عارفُه كويس!! طب وحوريته؟! هيقدر يعمل فيها كده بكل سهولة؟ مكنش قادر يتكلم من الصدمة... سمع صوت في تليفونها هبد قوي فـ بدأ يركز في الصوت... كان صوت والدها وهو بيقولها إن العريس على وصول وهتروح معاه!!! سمع صوت بُكاءها وتوسلها ليه بإنه ميعملش فيها كده، ولكن الواضح إنه كان طلع... رجع تاني سمع صوتها وهي بتبكي وبتقول بترجي: 
- أرجوك أنقذني، بليز يا عمران... أنا مش هقدر أتجوز واحد قد بابا!! 

رد عليها بسخرية: 
- طب مانا يا روجين 42 سنة مفكراني صغير!!! 

إتكلمت بسرعة: 
- بس هو هيكون أكبر أكيد!! أنا مش طالبه منك غير إنك تساعدني... هتساعدني ولا لا يا عمران؟ 

نفخ بضيق وقال: 
- المفروض المطلوب مني ايه؟! 

- تتجوزني!!، تتجوزني بس فترة صغيرة لحد ما الأمور تهدى وبعدها طلقني، بس أرجوك مش تسيبني!! 
قالت كلامها متوسلة إياه بإنه يوافق، أخد نفس عميق وهو مش عارف يعمل ايه... يا ترى هيسيبها تدمر مع واحد قد أبوها؟ ولا يتجوزها ويخون حوريته وبعد فترة يطلقها؟! دماغه إتشلت في الوقت ده، على الرغم إنه ذكي جدًا... بس لأول مره يحس نفسه مش قادر يفكر ويرسى على حل، قاطع شروده صوتها: 
- أرجوك يا عمران!! أنا بترجاك!! 

- إسبوع... إسبوع واحد بس! 
قال كلامه بضيق فـ إبتسمت بسعادة كبيرة وهو أنهى المكالمة، قام وقف وراح لمدير المطعم واستأذن منُه بإنه عنده ظرف طارئ، وافق المدير فـ شكرُه عمران وطلع من المطعم.... 
وقف على الرصيف وهو مستني عربية أُجرة... 
شاور لعربية فـ وقفت ووصفله العنوان...
شوية وكان وصل، نزل من العربية وشاف عربية باين عليها الفخامة قدام البيت، فـ قال في نفسه إنه ممكن يكون العريس!! 
دخل من البوابة ووقف قُدام الباب وإتنهد بعمق وبدأ يخبط.... لحظات وفتحله شخص وإتكلم بإستغراب: 
- نعم؟ من أنت؟!... 

بصله عمران للحظات بهدوء وقال: 
- أنا الزعيم عمران، أكيد بنتك حكتلك عني... ولا ايه؟ 

إبتسم بتهكم وقال: 
- طبعًا حكتلي!! دلوقتي أنت عاوز ايه؟! 

- عاوز أتجوز بنتك. 
قالها عمران بثبات وهو بيراقب تغيرات ملامحه... 

في مصر "
كانت واقفة قُدام المرايا وهي بتظبط هدومها، إبتسمت بهدوء وبصت للحجاب اللي أخيرًا قررت إنها تلبسه وزادها جمال فوق جمالها، الدريس البُني وطرحتها البيچ كانوا لايقين جدًا على بشرتها البيضة، بصت بنظرة أخيرة بتقيم وبعدها طلعت من أوضتها... 
شافها محمد وقال بضيق:
- مش ناوية تتراجعي عن اللي في دماغك؟! 

هزت راسها بالنفي وقربت منه وقالت بإبتسامة هادية: 
- فيها ايه يعني يا بابا لما أشتغل؟ المصاريف بتاعت معاش حضرتك مش بتكفي حاجة وخصوصًا علشان الأولاد! وبعدين أنا هشتغل في شركة مُحترمة وكبيرة.. يعني متقلقش عليا، إن شاء الله خير! 

بصلها محمد بعدم إقتناع فـ إبتسمت ومالت باست راسه وقالت بهزار: 
- خلاص بقى يا حمو متبقاش قفوش كده وخلي بالك على العيال!! 

ضحك محمد وربت على كتفها وقال بحنان: 
- ربنا يوفقك يا حبيبتي

آمنت على دُعاءه وإبتسمت وخرجت من البيت، إبتسم محمد وبدأ يدعيلها بالتوفيق.... 
ركبت تاكسي وقالتله على عنوان الشركة.. 
شوية وكانت وصلت، أديتله فلوس ونزلت، إبتدت تدخل لجوا ولكن كان في حرس واقفين على بوابة الشركة، إبتسمت حورية وقالت: 
- أنا حورية محمد اليزيد، كان في إعلان لشركة الصفوان وأنا جيت أعمل Interview

بصولها شوية وواحد طلع تليفونه وبدأ يتصل على شخص وهو بيقول: 
- معتصم باشا، في بنت اسمها حورية محمد اليزيد عايزة تقدم في الوظيفة.. 

أتاه الرد والمكالمة إنتهت، بصلها الحارس وقال بهدوء: 
- إتفضلي، الدور العاشر! 

دخلت لجوا وبصت حواليها، كان موجود موظفين كتير بيشتغلوا، ركبت الأسانسير وبدأ يطلع لفوق... وبعد لحظات فتح باب الأسانسير قُدام مكتب واضح إنه بتاع المدير من فخامته، قربت وأخدت نفس عميق وبدأت تخبط، أتاها صوت رجولي خشن وأمرها بالدخول... 
دخلت بخطوات بطيئة وهي بتبصله، كان مديها ضهره وواقف... بلعت ريقها بصعوبة وقربت منه وقالت بإبتسامة: 
- أنا حوري.... 

قاطعها بهدوء: 
- عارف كل حاجة عنك! 

لفلها وبصلها شوية وإبتسم إبتسامة جانبية، أما هي كانت بتبصله بإستغراب... قعد قُدامها على المكتب وشاور بهدوء علشان تقعد، فـ قعدت وهي بتبصله بدون كلام... فـ قال: 
- أنتِ حورية محمد اليزيد، عندك 28 سنة، مكملتيش تعليمك، مُطلقة، ساكنة في ****** وعندك بنت وولد ووالدتك متوفية، مش كده برضو يا مدام؟! 

إتصدمت من كم المعلومات اللي قالها، وقبل ما تسأله إتكلم هو: 
- أنا بحب أعرف كل حاجة عن اللي هيتشغلوا في شركتي ومتسألنيش جبت المعلومات دي ليه، لأن ببساطة... مش هقولك! 

إضايقيت من طريقة كلامه وقالت: 
- معلش بس حضرتك ده مجرد Interview، يمكن متقبلنيش!! 

بصلها نظرة تقيمية وقال: 
- لا أنتِ مقبولة خلاص، شكلك كده ذكية وهتتعلمي بسرعة!! 

رفعت حاجبها بصدمة، إزاي يقبلها بالسرعة دي!! نفضت الأفكار من دماغها وقالت بهدوء: 
- الوظيفة هبقى سكرتيرة لبشمهندس جمال، مش كده؟! 

هز راسه بالنفي وقال: 
- لا، هتبقي سكرتيرة خاصة بيا أنا، مش لبشمهندس جمال!! 

بصتله بضيق وقالت بإستنكار: 
- بس في الإعلان مكتوب لبشمهندس جمال!! مش لحضرتك! 

قام وقف وقرب منها بهدوء وميل عليها وهمس: 
- أصل اللي كتب الإعلان غبي! ماخدش باله! 

إتصدمت من فعلته وزقته بعنف وقامت وقفت وقالت بغضب: 
- تمام أنا خلاص مش عايزة الشغل!!! 

ضحك بصوت عالي وحط إيديه في جيب بنطلونه وقال بسخرية: 
- لا والله! وأنتِ المفروض أنتِ اللي تقرري ولا ايه؟ أنا الأمر والناهي هنا!! 

- على نفسك!!! 
قالتها بغضب وبصتله بتحدي، رفع حاجبه بصدمة من طريقة كلامها وبدأ يقرب منها بهدوء... وقفت ثابتة بدون ما تتحرك ولا حتى تخاف منه، مسكها بعنف من دراعها وبص لعينيها وقال بعصبية: 
- أنتِ تعرفي إن الكلمة دي بموتك!!! أنتِ إزاي يا بتاعة أنتِ تتكلمي مع معتصم الصفوان كده!! 

سألته بصدمة مُزيفة: 
- معتصم مين؟؟ 

- الصفوان! 
قالها بثقة وهو مفكر إنها خافت منه ولكن إتفاجئ بـ ردها اللي صدمُه: 
- طُـز!! 
إتصدم وهو بيراقب تعبيرات وشها الجامدة اللي مفيش فيها أي لمحة من الخوف، ضغط أكتر على دراعها وقال بغضب جحيمي: 
- لسانك!! لسانك لو سمعته قال كلام من ده تاني، هقطعهولك!!! 

بصتله وقالت بإبتسامة مُستفزة؛ 
- وأنا كمان!

رفع حاجبه بعدم فهم وقال: 
- وأنتِ كمان ايه؟! 

- هقطعهولك!!
قالتلها بإستفزاز ضايقه جدًا، فـ زقها بعنف لدرجة إنها أتخبطت في الحيطة اللي وراها، بصتله بهدوء وقربت من الباب علشان تمشي ولكنه مانعها: 
- تعالي يا حورية نتكلم جد بقى!! أنتِ هتشتغلي سكرتيرة عندي!! 

نفخت بضيق وهتفت: 
- أنت بتهزر؟؟ بعد ده كله نتكلم جد!! 

بصلها بضيق وقال: 
- خلاص أنا أسف، إتفضلي إقعدي علشان نتكلم في الشغل! 

إبتسمت بغرور لما إتأسفلها وقربت منُه وقعدت قُدامه وهو بدأ يكلمها عن الشغل... 

في بيت العزام "
كانت بتبكي بقوة وهو شايلها ومش عارف يهَديها إزاي، هي بقالها يومين بتعيط لسبب ما  هو مش عارفُه، نده بسرعة على سارة اللي جت بعد لحظات وقالت: 
- في ايه يا حازم؟ جميلة بتعيط كده ليه!! 

قال بحزن: 
- مش عارف!! أنا كشفت عليها إمبارح قالولي كويسة! معرفش هي بتبكي ليه؟؟ 

قربت منها وقعدت قُدامها وقالت بحزن: 
- جميلة! مالك ياقلب ماما! 

زادت في البُكاء وقالت مابين دموعها: 
- سييم!! 

فهمت سارة سبب بُكاءها وبصت لحازم وإتكلمت بضحك: 
- بتعيط علشان سليم يا حازم!! 

عقد حازم حواجبه بعدم تصديق وقال بغيظ: 
- بقى يابنت الكلب مسهراني يومين كاملين علشان حبيب القلب!!!  *بص لسارة بغيظ وكمل* خُديها أنا غلطاان!! البنت لسه مكملتش تلات سنين وبتحب!! يا حسرة!! 

ضحكت سارة وأخدتها منُه وهي بتحاول تلعب معاها علشان تهَديها.. وبعد وقت نامت... أخدتها وودتها أوضتها وحطتها على سريرها وطلعت... 
شهقت بقوة لما سحبها حازم ليه وقال بغمزة: 
- ايه بقى!! بقالك كتير مهتمية بجميلة وسيباني كده! أهون عليك؟! 

ضحكت بدلال وبدأت تملس على صدره وهي بتقول بحب: 
- أنا أقدر برضو يا زومي؟! ده أنا روحي فيك!! 

إتكلم بوقاحة: 
- طبما ما توريني روحك فيا إزاي!! 

ضحكت وقربت منه وطبعت بوسة على شفايفه وو.............. 

في مكان تاني "
كانت بتتكلم مع بنتها ولكن قاطعهم صوت تليفونها اللي بيرن، بصت بإستغراب لقيته رقم غريب، إبتسمت وقالت: 
- حبيبة ماما، يلا بقى إدخلي أوضتك علشان تنامي! 

هزت راسها وباست خدها وقالت بإبتسامة: 
- ماشي يا ماما، تصبحي على خير

ملست على وشها بحنان: 
- وأنتِ من أهل الخير يا عيون ماما

طلعت من الأوضة وراحت لأوضتها... 
بصت على تليفونها وبدأت تفتح المكالمة وهي بتقول بهدوء: 
- الو، مين معايا؟ 

زادت دقات قلبها تلقائيًا لما سمعت صوته: 
- معاكي المقدم جلال....
 كام
إزدات ضربات قلبها لما سمعت صوته، وإتكلمت بتوتر: 
- أيوة يا.. باشا، في حاجة و.ولا ايه؟ 

إبتسم جلال بحب وقال: 
- يا قلب الباشا! 

صُعقت لدرجة إنها ماقدرتش تفهم كلامه أصلاً... حس جلال بيها وإتنهد وأخد نفس عميق وقال: 
- من غير لف ولا دوران يا خلود، أنا بحبك وعاوز أتجوزك، متسألنيش إمتى وإزاي، لأن ذات نفسي أنا مش عارف!! أنتِ سرقتي قلب الباشا يا خلود بعيونك... عيونك اللي في دقايق بس حسيت إنها دوامة بتسحب عقلي!! 

كانت بتسمعه بعدم تصديق... بيحبها؟؟ إزاي!! دموعها نزلت بصمت لما أفتكرت سيد.. كان بيقول نفس الكلام، وبعدها؟؟ جرحها، دمرها، خلاها مش عارفة تعيش! ودلوقتي؟ المفروض ترُد على الشخص اللي بيقولها بحبك وعايز أتجوزك بإيه؟ تقوله ايه؟! 
ماقدرتش تتكلم بحرف ولكنه حس بشهقاتها الخفيفة فـ إتكلم بحنان: 
- أنا عارف أنتِ خايفة من إنك تعيدي التجربة... بس صدقيني أنا غيرُه، أنا هحميكي حتى من نفسي... ممكن نتقابل بكرة نتكلم يا خلود؟؟ هبعتلك الlocation على الواتساب

مسحت دموعها بإيديها وهمست بحزن: 
- ماشي يا بيه.. 

ضحك وقال: 
- هعدي البيه دي بس لأجل خاطر عيونك، يلا يا خوختي تصبحي على خير... 

إتصدمت من دلعه ليها باسم "خوختي" ولكن... نقدر نقول إنه عجبها شوية!!... 
أنهت المكالمة وحطت إيديها على قلبها وقالت بضيق: 
- أنت بتدق كده ليه؟؟ إهدى! الرجالة كلهم صنف واحد مش بيطمر فيهم!! أنا هروح أقابله بس علشان أبلغه برفضي.. 

قالت كلامها وتليفونها أصدر بوصول رسالة وكان عنوان المكان اللي هتقابله فيه واللي كان عبارة عن كافية مشهور.. 

عند عمران "

إتصدم من كلامه وفي لحظة كان بيقرب منه وبيمسكه من لياقة قميصه وبيقول بغضب: 
- تتجوز مين يالا أنت!!، أنت ليك عين تيجي هنا أصلاً! 

بص عمران لإيده وبعدها بصله وقال بنبرة تحذير: 
- إيدك يا حضرة!، وإحترم إسلوبك معايا!! 

ضحك بإستهزاء وبعدها قال: 
- طب يلا... إتفضل أمشي، أنا معنديش بنات لجواز!! 

ضحك عمران بصوت عالي لدرجة إن عيونه دمعت، وبعدها بصلُه وقال بهدوء وهو بيطلع تليفونه: 
- أنت أكيد مش عارف مين الزعيم عمران العزام، ومش عارف هو يقدر يعمل فيك ايه!!، استني هعرفك أنا... 

فتح تليفونه على حاجة ورفعُه قُدام وشه وهو بيراقب تغيرات ملامحه للخوف... إبتسم عمران وبِعد التليفون وبصلُه وقال ببرود: 
- ها؟ ايه رأيك يا أستاذ كارم؟! تجوزني بنتك ولا ده هيبقى أخر يوم ليك أنت وهي والعريس على وش الأرض

بلع كارم ريقه بتوتر وهمس: 
- ماشي يا باشا بس... بس... إزاي هطفش العريس؟! 

زفر عمران بملل وقال: 
- سيبها عليا!! 

دخلوا لجوا وكانت قاعدة روجين على الكنبة وبتبكي وجمبها واحد كبير والواضح من هيئته إنه المأذون وواحد تاني وتوقع عمران إن ده العريس... 
إبتسمت روجين بسعادة أول ما شافته بيقرب منهم، حط عمران إيده في جيبه وطلع مبلغ وبص للعريس وقال بهدوء: 
- أنا أعتذر، ولكن لم يعد لدينا زواج بعد الآن، تفضل هذا المال تعويضًا عن وقتك! 

هز الراجل راسه بلامبالاة وأخد الفلوس وبصلهم بصة أخيرة وسابهم ومشي، كان لسه المأذون هو كمان هيمشي ولكن وقفُه كارم: 
- لا!! إنتظر! لا تذهب، لأنك ستكتب كتابهما! 

قال كلامه وهو بيشاور على روجين وعمران، فإبتسم المأذون وهز راسه... 

بدأت مراسم عقد القرآن وبعد الإنتهاء المأذون قال: 
- بالرفاءِ والبنينِ إن شاء الله! 

شكرُه عمران وإداله فلوس وهو مشي، كانت بتبصله روجين بسعادة وحب... مش قادرة تصدق إنه هو خلاص بقى جوزها!! ده لو حد تاني مكنش عبّرها أصلاً... 
بصت لكارم وقالت وهي بتفرك إيديها: 
- بابا، ممكن تسيبنا شوية لوحدنا؟! 

بص لعمران شوية وهز راسه وطلع وسابهم... 

بصتلُه روجين وقامت قعدت جمبه وقالت بحب: 
- شكرًا أوي يا عمران إنك مش أتخليت عني في الوقت ده!! أنا بجد بحبك وبشكرك من كل قلبي!! 

رد عليها ببرود: 
- مُجرد جواز على الورق مش أكتر ولا أقل، وزي ما أتفقنا!.... شوية وهنطلق! 

- طيب!! 
قالتها وهي من جواها بتقسم إنها هتخليه يقع في حُبها في كام يوم بس، بصلها عمران وقال بضيق: 
- مش هتيجي على بيتك يا.... يا عروسة! 

قال جملته الأخيرة بسخرية واضحة، فإبتسمت وقالت بحب: 
- أكيد يا حبيبي! 

قام وقف وفتح الباب وقال بهدوء: 
- أستاذ كارم، أنا ومرااتي هنروح على بيتنا!! 

بص كارم لروجين بضيق وقال: 
- تمام! 

مسك دراعها وأخدها وراه وهي بتبصله بعشق... 
فضل ماشي لحد ما وصلوا قُدام الطريق ووقّف عربية أُجرة وركبوا فيها.... 

عند حورية "

روحت البيت بعد تعب في الشركة وأول ما دخلت شافت محمد اللي كان في الصالة شايل زين، إبتسمت بحب وقفلت الباب وقربت منهم:
- السلام عليكم يا بابا... 

إبتسم محمد وقال بحنان: 
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ياقلب بابا *بص لمنظرها وقال بهدوء* شكلك جاية تعبانة، روحي نامي ياحبيبتي وماسة كده كده نايمة وأنا هدّخل زين ينام جمبها. 

إبتسمت حورية وقربت منُه وطبعت بوسة على خدُه وقالت بإبتسامة: 
- ربنا يخليك ليا يا حبيبي!! 

إبتسملها محمد، فـ دخلت أوضتها وغيرت هدومها لهدوم مُريحة وإترمت على السرير وفتحت موبايلها بحماس وهي بتقلب في سجل المكالمات، ولكنها ملقتهوش إتصل بيها! إبتسامتها إختفت وقالت في نفسها: 
- ممكن يكون عنده ظروف شغل! هتصل عليه أنا! 

بدأت حورية تتصل عليه... وفي نفس الوقت.. سمع عمران رنين تليفونه واللي كان مُسجل باسمها، إتوتر عمران وبص لروجين وقال بتحذير: 
- وعهد الله لو عملتي صوت مش هيكفيني موتك!! 

إستغربت روجين ولكنها هزت راسها بالموافقة... 
فتح عمران المكالمة وقال بحب: 
- حوريتي، عاملة ايه يا حبيبي وأخبار الأولاد ايه! 

بصتله روجين بضيق ورجعت بصت من شباك العربية ودمعة من عيونها نزلت، بدأ عمران يتكلم معاها لحد ما السواق وقف فإبتسم وقال:
- حبيبي، معلش هقفل دلوقتي علشان وصلت البيت... شوية وهكلمك

إبتسمت حورية وقالت بحب: 
- ماشي...هستناك لحد ما تخلص اللي وراك برغم من إني تعبانة شوية.. 

رد عليها عمران بقلق وهو بينزل من العربية: 
- تعبانة؟ مالك بس ايه اللي تاعبك!! 

كانت لسه هتحكيله عن الشركة لكنها سكتت شوية وبعدها قالت بهدوء: 
- متقلقش بس الأولاد غلبوني شوية.. 

إبتسم عمران وقال بحب: 
- يعيشوا ويغلبوكي يا حبيبي هههه

ضحكت بخفة وأنهت المكالمة، بصتله روجين وقالت بدموع: 
- هو مش أنتوا إطلقتوا يا عمران؟ ليه بتتكلموا مع بعض بالطريقة دي!! مفيش واحدة غالية تقبل على نفسها كده!! 

بصلها عمران ومسكها من إيديها بعنف وسحبها وراه لحد ما دخلوا البوابة، زقها على الحيطة وقال بغضب وهو بيضغط بإيده على رقبتها: 
- إياااكي!!! إياااكي سيرتها تتجاب على لسانك الو'سخ ده!! ولو هنتكلم على الرُخص... فـ هو من طبعك أنتِ!! ولا نسيتي؟! 

دمعت عيونها من قسوته وقالت بدموع: 
- بس أنا بغير عليك يا عمران!! أنا أسفة! 

بص عمران لعينيها بقسوة وقال بسخرية وجعتها: 
- غيرة؟... غيرة ايه يا أم غيرة أنتِ!! أنا متجوزك شفقة!!، وخُدي في بالك إني قلبي ملكها هي وبس!! ومش هتيجي واحدة رخيصة شبهك تاخد مكانهاا!! أنتِ فاااهمة!!!!! 

جسمها إترعش من صراخُه فيها، فـ بصت لعيونه وبعدها بصت لشفايفه وقالت بإرتعاش: 
- بس... أنا.. أنا بحبك!! 

بِعد إيده عنها وقال بسخرية: 
- حب ايه اللي أنت جاي تقول عليه؟! عمومًا بطلي كلامك ده ويلا نطلع، ولو ابني إتكلم مش عايز صوتك!! أنا هرد عليه!! 

هزت راسها بحزن وطلعت معاه... 

فتح عمران الباب وهو بينده على سليم اللي طلع من أوضته وقال وهو بيجري ناحيته: 
- باابا!!! وحشتني أوي!! 

ملس عمران على شعره وقال بحنان: 
- قلب بابا أنت! 

بِعد سليم عنه وبص لروجين بإستغراب وقال: 
- مين دي يا بابا؟! 

بص عمران لروجين بنظرات تحذير وقال: 
- دي واحدة كانت بتشتغل معايا في المطعم و... هتكون الدادة هنا. 

إتصدمت روجين وهي بتبصله وبتهز راسها بالنفي فـ بصلها بقسوة علشان متتكلمش، سِكتت وحبست دموعها بالعافية... بصلها سليم وقال بإبتسامة: 
- إزيك! 

إبتسمتله بوجع وماردتش عليه، شاورلها عمران على أوضة بمعنى إنها تدخل فيها... هزت راسها بهدوء وراحت ناحية الأوضة...
إبتسم عمران وقال بحنان: 
- معلش يا حبيبي علشان هي مش متعودة علينا فـ متوترة شوية، لكنها لما تاخد على المكان هتتكلم معاك. 

هز سليم راسه بتفهم، فإبتسم عمران وميل عليه باس جبينه وقال بحنان: 
- يلا يا حبيبي إدخل أوضتك! 

مشي سليم من قُدامه، فـ دخل عمران للأوضة اللي فيها روجين.. بصتله بحزن لما قعد جمبها وقالت: 
- أنت ليه مش قولتله إني مراتك؟! 

زفر بضيق وقام راح لدولاب وقال وهو بيقلع قميصه: 
- قولتلك مليون مره إنها فترة وهنطلق!! 

ماخدتش بالها من كلامه، بل بصت على عضلات ضهرُه بإنبهار وقامت وقفت وقالت بإعجاب: 
- هو أنت كنت بتروح چيم؟! 

لفلها عمران وقال بهدوء: 
- أيوة في مصر كنت بروح بس مكنتش مهتم يعني مش كتير. 

ملست على صدره وقالت بإغواء: 
- مش كتير ايه بس!!! 

غمض عمران عينه ببعض الضعف لما حس بملمس شفايفها... ولكنه بعدها بهدوء وقال: 
- مش هتنامي؟! 

بصتله برغبة وملست على وشه وهتفت: 
- تؤ تؤ... 

نفض إيديها بعيد عنه وراح ناحية السرير وقال: 
- طب أنا هنام!! 

إتنهدت بحزن وبصت على الدولاب وأخدت منُه قميص مكان عمران وقالت: 
- الواضح إن مفيش هنا لبس ليا، فـ هلبس قميصك!

هز راسه بلامبالاة وطلع تليفونه وبدأ يتصل على حورية... وبعد لحظات أتاه الرد، إبتسم عمران وقال بحب: 
- صوتك نعسان أوي، عايزة تنامي ولا ايه؟؟ 

ردت عليه بضحك: 
- شوية. 

إبتسم عمران وقال: 
- نتكلم شوية بس علشان وحشاني وبعدها نامي يا حوريتي.

إبتسمت بخجل ولسه كانت هتتكلم بس عطست روجين بصوت عالي وبدلع مقصود.... 
غمض عمران عينه وهو بيلعنها وبيسبها في سرُه، فـ إتكلمت حورية بصدمة: 
- ايه ده يا عمران!!! صووت مين دييي؟!!
- ايه ده يا عمران!!! صووت مين دييي؟!! 

سكت وهو مش عارف يرد يقول ايه، بص لروجين بغضب جحيمي وتوعد... فـ إتكلمت حورية تاني: 
- عمران!! رد علييا!!

أخد عمران نفس عميق وقال بهدوء: 
- التلفزيون يا حبيبي.. 

ردت بعدم تصديق: 
- التلفزيون يعطس؟ إزاي يعني!

نفخ بضيق وقال بكذب: 
- أنا جبت خدااامة علشان سليم، لأني لما بكون في الشغل مين اللي هيأكله ويهتم بيه؟ وكانت جاية تقولي يعني إنها هتروح وتيجي الصبح وعطست... ومكنتش عايز أقولك علشان متضايقيش

إبتسمت حورية وقالت بحنان: 
- خلاص ماحصلش حاجة يا عمران، أقفل بقى أنت وشوفها علشان تروّح.. 

- ماشي يا حبيبي، تصبحي على خير

- وأنت من أهل الخير. 
قالت كلامها وأنهت المكالمة وحطت التليفون على الكوميدينو وغمضت عينيها بتعب.... 

أما عنده.. 
بص لروجين بغيظ وقال بأمر: 
تعالي يا روجين!! 

قربت منُه بخوف ووقفت قدامه، شهقت بقوة لما شدها فـ وقعت على السرير... ميل عليها وقال بغضب:
- عملتي كده ليه؟؟ ايييه هدفككك!! قولتلك أنا بحبها هي!! 

بصت لعيونه وحاوطت وشه بإيديها وقالت بعشق: 
- وأنا بحبك!!

قالتها وقربت من شفايفه وهي بتطبع بوسة عليهم، غمض عينه وهو مش قادر يبعد أو حتى يقرب... إبتسمت لما حست بكده وإتجرأت أكتر ومدت إيديها تمسد بيها على ضهرُه بلُطف... 
هنا فاق لنفسه وبعدها عنه ولكنها مسكت دراعه وقالت بترجي: 
- أرجوك يا عمران... أنا محتاجاك أوي!! 

سكت وهو مش عارف يعمل ايه، هي حست بيه وملست على وشه وقالت بحنان: 
- صدقني دي مش خيانة... أنا مراتك! يعني حلالك.. أنا ليا حقوق عليك وأنت ليك حقوق عليا! ولو بِعدت عني هتاخد ذنب! 

قالت كلامها وقربت منه و..........   

في صباح يوم جديد على سماء مصر "

فتحت عينيها على صوت المُنبه... قفلته وقامت بتكاسل.. 

دخلت الحمام أخدت شاور وخرجت إبتدت تلبس هدومها وطرحتها... وبعد ما خلصت أخدت شنطتها وطلعت بره لقيت محمد بيحط الفطار على السُفرة، قربت منُه وقالت بحنان: 
- يا بابا مصحتنيش ليه أساعدك؟! 

إبتسم ورد عليها: 
- عادي يا حبيبتي دي حاجة بسيطة، يلا إفطري قبل ما تنزلي شغلك! 

هزت راسها بأسف وقالت: 
- مش هقدر والله، أنا يادوب ألحق أوصل في المعاد... ويا عالم المواصلات هتكون عاملة إزاي!! يلا يا حبيبي، معلش بقى صحي ماسة علشان تاكل والببرونة اللي فيها لبن لزين في التلاجة جهزتها بعد صلاة الفجر... 

إتنهد محمد وقال بإبتسامة بسيطة: 
- ماشي يابنتي، ربنا يوفقك. 

إبتسمت وطلعت من باب الشقة وهي رايحة لشركة....

عند عمران "

فتح عينه بتعب وأول ما وقعت عليه عينيه هي اللي كانت نايمة في حضنه، لعن نفسه وضعفه في اللحظة دي وبدأ يزيحها بهدوء وقام دخل الحمام... 

بعد شوية ... 
خرج وهو بينشف شعره بالفوطة ولاقها صاحية وبتبصله بحب، إتنهد بضيق وبدأ يروح ناحية الدولاب وطلع هدومه... لكنه حس بيها بتحضنه من ضهرُه وهي بتقول: 
- بحبك كتييير يا عمراني، أتمنى ربنا مش يحرمني منك! 

لفلها وقال ببرود وهو بيبعدها عنه: 
- دي لحظة ضعف مني يا روجين، أتمنى متتكررش تاني! 

إبتسمت برقة وقالت: 
- ليه بس يا حبيبي؟ ياريت لو تتكرر على طول! 

نفخ بضيق وقال وهو بيلبس تي شريت: 
- خلاص مش عايز سيرة الموضوع ده تاني، أقفليه وإعتبري مفيش حاجة حصلت!! 

تعتبر مفيش حاجة حصلت؟؟ طب إزاي؟! إزاي وهي بتحفر الذاكرة دي في دماغها بكل تفاصيلها! إزاي هتقدر تنسى قُربه منها ورغبته فيها! إزاي أصلاً هتنسى نظراته العاشقة ليها بالرغم من إنها عارفة كويس إنه متخيلها واحدة تانية!! 

قالت الكلام ده في دماغها وبعدها بصتله وقالت بتنهيدة: 
- طيب ممكن نطلع نتجول بره أنا وأنت شوية؟ 

رد عليها وهو بيتفحص هيئتها: 
- نتجول بمنظرك ده؟! أنتِ مهما كان مراتي وحتى ولو إتفاق!! ومعَتش ينفع حد يشوفك وأنتِ عريـ'ـانة بلبسك اللي كنتي بتلبسيه!! 

حقيقي أشد أنواع الصدمة ماتوصفش اللي كانت حاسة بيها... بيغير عليها؟! أو يمكن هي بتتوهم! 
بلعت ريقها وقالت بلمعة سعادة واضحة في عيونها الخضرا: 
- بت... بتغير عليا يا عمران؟! 

زفر بضيق وهتف: 
- أغير عليكي؟ أنتِ مجنونة ولا ايه؟! كل الحكاية إني مابحبش حد يكون قريب مني أو يخصني يمشي في الشارع بالبس ده! *كمل وهو بيملس على شعرها* وبلاش دماغك تتخيل حاجات مش موجودة بالمره!

بِعد عنها فـ بصتله بحزن وقالت: 
- فُرصة واحدة بس! 

- ولا واحدة ولا نُص، لو عايزة تخرجي فـ إتفضلي البسي اي حاجة من هدومي وهننزل نجيبلك هدوم، يلا! 
قال كلامه ببرود وهو بيسرح شعره، فـ إتنهدت روجين بحزن وبدأت تنقي حاجة من هدومه وبعد ما خلصت لبس لفتله وقالت: 
- أهو، أنا مش عارفة ايه دي بس هي محتشمة زيادة عن اللزوم! 

ضحك ضحكة رجولية بصوت عالي ولكنها مفهمتش هو بيضحك على ايه، بصتله برفعة حاجب وقالت بإستغراب: 
- ايه المُضحك من اللي قولته؟! 

قرب منها خطوات بسيطة وقال بضحك: 
- دي جلابية يا ماما!! جلابيية!! 

عقدت حواجبها بعدم فهم، فـ إتنهد ومسكها ولفها قُدام المرايا وقال بهدوء: 
- دي جلابية، مُخصصة للرجال بس يا روجي، وأنا أصلاً جسمي أكبر منك فـ حتى ولو كانت شكلها حلوة بس وحشة عليكي مبيناكي سوري يعني... شحاتة! 

مركزتش في ولا كلمة هو قالها... ركزت بس مع "روجي"... 
بيدلعها هي؟!... لفتله وبصت لعيونه وقالت بفرحة: 
- أنت قولت ايه؟؟ 

بصلها بإستفسار فـ همست بهيام: 
- أنت قولت روجي مش كده؟ يارووحي أنت بتدلعني!! 

- لا والله، الفكرة بس إن اسمك يجبلي جلطة وأنا بنطقه وبحسه طويل، فـ سهلت على نفسي! 
قالها وهو بيتابع تغيرات ملامحها لصدمة وبعدها الحزن... إتنهدت بعمق وقالت: 
- خلاص مش عايزة أطلع... أنا عاوزاك جمبي! 

إتكلم بنفاذ صبر وهو رايح ناحية الباب: 
- اللي هنعيده هنزيده ولا ايه!!! 

إنتفض جسمها لما رزع الباب وراه بعنف... 
راحت قعدت على السرير وفركت إيديها وهي بتنوي على خطة مُعينة... 

بمرور الوقت في مصر" 

دخلت الكافية وهي بتدور عليه بعينيها، لكنها ملقتهوش.. كانت لسه هتمشي بس أول ما لفت لقيته في وشها... شهقت بفزع وقالت: 
- بسم الله الرحمن الرحيم! 

إبتسم جلال وقال بهدوء: 
- كنتي هتمشي؟ معلش على التأخير... يلا نقعد 

وفعلاً قربوا من طرابيزة كبيرة متزينة بالورد والشموع وبتطل على جنينة من الشباك اللي جمبهم... أخد نفس عميق وبعدها قال: 
- أنا عارف كل حكايتك، وعارف أنتِ مريتي بايه... وأنا والله يا خلود نيتي مش وحشة وأنا عاوزك مراتي ويشهد ربنا إني هعاملك بما يُرضي الله، بس ممكن تسمعيني؟ 

ردت عليه بهدوء: 
- يا باشا أنا للأسف ولا عايزة أسمع ولا عايزاك تسمعني، أنا خلاص للأسف مبقاش ينفع أحب تاني... وأصلاً مابفكرش في موضوع الجواز ده!! 

إتنهد بحزن وقال: 
- طب معلش، اسمعيني وبعدها أنا موافق على قرارك... سواء موافقة أو...*بلع ريقه بغصة* أو رفض! 

هزت راسها وشاورتله بهدوء إنه يحكي، فـ إبتدى يتكلم: 
- أعرفك بنفسي الأول، أنا جلال راضي محمد.. عندي 40 سنة، والدي والدتي متوفين وعندي أخت 18 سنة، ليا بيت مِلك في منطقة هنا في القاهرة عايش فيه أنا وأختي لأنها مخطوبة، فـ بظبط من عشر سنين.. كنت بتابع قضية شغل ولقيت في بنت داخلة بتقولي عن قضية تحر'ش حصلتلها.. عيونها كانت خضرا زي عيوني اللي بقيت أكرهم بسببها... عيونها كانت ممكن تسحر أي مخلوق على وجه الأرض!! جبتلها حقها طبعًا علشان شغلي، وثانيًا لأجل عينيها! من كُتر جمالهم اللي كان يسحر مكنتش بقدر أركز في نواياها جوا عينيها، وزي ما تقولي كده... العين بتفضح الإنسان، إتعلقت بيها وحبيتها وبقيت مُهيم بيها وبعاملها زي الملكة والكل يشهد عليا بكده! وبعد ما أتجوزنا كل حاجة كانت حلوة ومفيش مشكلة بس... في يوم كنت قايلها هبات بره علشان طبيعة شغلي، ولكن روحت في معادي تاني، فتحت الباب وأنا قلبي متكسر وأنا سامع صوت راجل غيري في الشقة وهي بتضحك وبتهزر معاه، قلبي إتقبض وقولت لنفسي دي تهيؤات يمكن علشان منمتش يومين بسبب شغلي!! ولكني لما فتحت الأوضة شوفتهم بعيني!! *دمعة خاينة نزلت منه وكمل بوجع* شوفتها نايمة في حضن راجل غيري!!! أنا مكنتش مصدق... كنت بحسب دي كلها تهيؤات برغم إني سامع وشايف!! لقيتها قربت مني وبصتلي أوي وقالتلي إنها بتكرهني... هي إتجوزتني علشان بس تنتقم مني لأن اللي كان معاها ده سجنته قبل كده بسبب قضية تحر'ش برضو... قالتلي كمان إنها إتجوزتني علشان تقول أسرار شغلي ليه، في الوقت ده أكتشفت النية اللي كانت في عينيها واللي أنا كنت معمي عنها بسبب... الحب!! أكتشفت قد ايه أنا كنت مغفل علشان كنت مخدوع بالمظاهر.. أكتشفت قد ايه أنا أتوجعت وإدمرت بسببها... وقدر ربنا إني لما طلقتها وحتى ماقدرتش آذيها... وهما ماشين العربية إتقلبت بيهم وماتوا على طول... 
ومن ساعتها وأنا كاره الحب وسنينه وعمري ما حسيت بمشاعري ناحية حد... 
بس أنتِ!! أنتِ يا خلود اللي ركزت في عيونك! ركزت فيهم وعرفت قد ايه جواهم حزن ووجع وطيبة وحنان في نفس الوقت!! عيونك العسلي اللي زي العسل الصافي... سحروني.. ركزت في النية جوا عينيكي لقيت مفيش ذرة شر واحدة! أنا بحبك يا خلود.. معرفش إزاي وأمتى بس أنا بجد حبيتك وحسيتك أجمل بنت وأطيب واحدة في الكون. 

كانت الدموع بتنزل من عينيها من غير ماتحس بسبب اللي هو عاشه... بصلها وقال بإبتسامة هادية: 
- إمسحي دموعك يا خلود ومتبكيش تاني!! 

مسحت دموعها وبصتله بحزن، فـ إتنهد وقال بلُطف: 
- أنا مش عايز أي حاجة من الدنيا غير موافقتك إننا نتجوز، أنا بحبك.. والله العظيم بحبك!! 

إبتسمت بهدوء وبعدها قالت: 
- سيبني يومين أفكر وهرد عليك. 

إبتسم وقال بعشق: 
- مستنيهم على نار، استني أعزمك على مشروب حلو هتحبيه.. 

في شركة الصفوان"

خبطت بهدوء على المكتب فـ سمح بالدخول... إبتسم أول ما شافها، قربت منه وحطت ملفات قُدامه وقالت بإرهاق وهي بتقعد: 
- إتفضل يا معتصم بيه، خلصت كل الملفات اللي حضرتك طلبتها مني. 

إبتسم وقال وهو بيتابع الملفات: 
- أشطر كتكتوت والله يا حورية! 

قلبت عينيها بملل فـ حس بيها، إبتسم وقام من مكانه وقرب من كرسيها، فـ رفعت حاجبها وبدأت تزيح جسمها والكرسي لورا شوية "كرسي بعجل مُتحرك يعني" بصلها وقرب نفس المسافة تاني فـ إضايقيت وقالت بغضب: 
- في ايه يا معتصم بيه؟! 

بص لعينيها وقال بإبتسامة: 
- في إني بحبك وعايز أتجوزك... موافقة؟
- في ايه يا معتصم بيه؟! 

بص لعينيها وقال بإبتسامة: 
- في إني بحبك وعايز أتجوزك... موافقة؟ 

إتصدمت من كلامه وفي لحظة كانت قامت وقفت قُدامه ولسه هتضربه بالقلم.... لكنه مسك إيديها وبص لعينيها وقال بغضب: 
- أنتِ إتجننتي!!! عايزة تضربي معتصم الصفوان!! لا بقى أنتِ مش عارفة أنا أقدر أعمل فيكي ايه!! 

شدت إيديها من إيده بعنف وقالت: 
- لا شكل حضرتك أنت اللي أتجننت! أنا جاية هنا علشان أشتغل، مش علشان جواز والهبل ده!! وأعتبر إني مشتغلتش عندك من إنهاردة! 

كانت لسه هتمشي من قُدامه ولكنه سحبها ليه بقوة وقال بقسوة: 
- مين هيسمحلك إنك تطلعي من عرين الشيطان؟! أنتِ عجبتيني يا حلوة وأنا بصراحة مش متعود ماخدش حاجة أنا عاوزها... وعلى فكرة أنتِ تحمدي ربنا إني قولتلك نتجوز، ولا أنتِ مش غاوية جواز وعايزة أ....... 

قاطعُه صراخها في وشه: 
- قطع لسانك ولسان أي حد يقدر يقول عليا كلمة متعجبنيش! فوق لنفسك يا باشا وإعرف أنت بتكلم مين!!، أنا حورية محمد اليزيد، أخُص الزعيم عمران العزام اللي بيتهزله رجالة بشنبات... مش هتيجي أنت وتفكر تمشي كلمتك عليا، يا... هه يا باشا! 

إتصدم من ردها الجريء وساب دراعها فـ بصتله بغضب وسابته ومشيت... 
رجع قعد على مكتبه وضرب فوقه بعنف وهو بيقول: 
- غبي!!! غبي يا معتصم!!! ضيعتها من إيدك بسبب غبائك!!! بس أنا عمري ما هسيبها، هي هتبقى ملكي وتحت رحمتي! وعمران ده بقى... هندمه!! 

قال كلامه ورجع ضهرُه لورا وهو حاسس بخنقة في صدرُه، فتح أول زرارين من قميصة وغمض عينه بيفكر في شيء... 

كانت بتبكي وهي راكبة تاكسي وبتبص لشباك بحزن... خسرت شغلها.. قلبها كان بيرتجف من الوجع وشهقاتها غصب عنها إبتدت تظهر... 
بصلها السواق من مرايا العربية وقال: 
- في حاجة يا أستاذة؟؟ 

هزت راسها بالنفي بدون ماتتكلم وبصت لشباك تاني بشرود..  

عند عمران"

وقفت بصدمة وهي بتسمع كلامه.. وهمست بعدم تصديق: 
- أنت بتقول ايه يا عمران؟!! 

زفر بضيق وقال: 
- زي ما أنتِ سمعتي كده!! هرجع مصر.. فـ أنتِ قدامك حلين... يا نطلق يا نطلق برضو مفيش قرار تاني! 

إتفزعت من كلامه وقربت منه ومسكته إيده والدموع إنهمرت على وشها، بصتله بترجي وقالت بصوت متحشرج من البُكاء: 
- لا يا عمران!... أرجوك مش تسيبني أنا مش هقدر أعيش من غيرك والله!! 

- مش هتقدري تعيشي من غيري؟!!!، أنا من أول الجوازة دي اللي ماستمرتش غير كام يوم بس.. قولتلك متخليش شيطانك يوزك وخيالك يوسع منك!! أنا حظرتك إني مش بتاع حب!! أنا قلبي مِلك لواحدة ومستحيل أنتِ أو أي حد ياخد مكانها!! وأما بنسبة لقربي منك... فـ مجرد تفريغ رغبة مش أكتر.. أنا راجل برضو ولو شوفت قُدامي واااحدة بتستعرضلي نفسها، فـ أكيد هضعف مع إني مابحبش الرُخص... بس أهو نجرب! 
قال كلامه وسمع صوت شهقاتها الموجوعة، كان لسه هيمشي من قدامها ولكنها مسكت دراعه وقالت بهدوء عكس اللي جواها: 
- تمام، أنا كمان هنزل معاك مصر وأبقى طلقني هناك. 

بصلها بنفاذ صبر وفي لحظة كانت خصلات شعرها بتحكم عليها قبضة إيده بقوة فـ صرخت بآلم وهي بتحاول تبعد إيده وقالت بوجع:
- عمران!! اااه!! سييب شعري يا عمران أرجووك!! 

خلاها تبصله رغمًا عنها وبصلها وقال بقسوة: 
- اسمعي يا روجين، أنا عمري ما هسمحلك تبوظي حياتي أكتر ماهي بايظة!! أنتِ طـا.... 

قاطعته وقالت بدموع وهي بتفُك قبضته بالعافية: 
- أبوس إيدك لا!!، أنا مستعدة أعيش تحت رجلك العمر كله بس مش تسيبني!! أنا بجد بحبك! أرجوك يا عمران مش تتخلى عني... بلاش توجعني كده أبوس إيدك! 

قالت كلامها وركعت قُدامه وهي حاطة إيديها مابين وشها وشهقاتها العالية بتدل على بكاءها الشديد، أخد نفس عميق وهو مش عارف يعمل ايه... بصلها لثواني معدودة وقال: 
- لو عايزة تنزلي مصر يبقى هطلقك هنا، أما لو مش عايزة بقى... فـ ده هيكون سبب تاني أنا وأنتِ عارفينُه كويس! 

مسحت دموعها وقامت وقفت تاني وقالت: 
- يابخت حورية بيك... حقيقي.. بحسدها من كل قلبي! 

قالت كلامه وبصتله بهدوء وطلعت من الأوضة.. شد عمران شعره بعنف وقال: 
- أكتر لحظة غباااء فيا إني إتجوزتها وقربت منها!!

نفخ بغضب وبص في الساعة لاقها لسه اتنين بليل... فـ بدأ يرتب شُنطه.. 

قربت من أوضة سليم وخبطت عليها بهدوء فـ سمعت صوته وهو بيسمح بالدخول، دخلت روجين وبصتله وقالت بإبتسامة: 
- إزيك يا سيمو! ممكن أقعد معاك شوية نتكلم؟! 

هز راسه بالموافقة، فـ إبتسمت وقفلت الباب وإبتدت تقرب من على السرير وتقعد جمبه، بصت للتليفون اللي معاه لقيته فاتح صورة طفلة صغيرة، فـ رفعت حاجبها وقالت بإستغراب: 
- مين دي يا سيمو؟ 

بص سليم لصورة وقال بإشتياق: 
- جميلة... بنت عمي!

ضحكت روجين بخفة وقالت وهي بتقرص خده بهزار: 
- بتحبها!! خلاص أنا عندي حل حلو أوي!! 

بصلها بإهتمام فـ إبتسمت وقالت بهدوء: 
- بص يا سيمو، أنت وبابا هتنزلوا مصر إنهاردة و.... 

مكملتش كلامها بسبب صراخه بعدم تصديق وفرحة: 
- هننزل مصر؟؟! يعنييي هشووف جميلة!! 

ضحكت وهتفت: 
- أيوة يا سيدي، هتشوف جميلة... بس أنا يا سيمو نفسي أنزل معاكم! ممكن تقنع بابا إني أنزل ولا مش هيخليني أنزل؟ 

رفع كتفه فـ إتنهدت بحزن وقالت: 
- خلاص يا سليم، تعالى أجهزلك شنطة ملابسك

قالت كلامه وقاموا وبدأت تحط هدومه في الشنطة... 

بمرور الوقت "
وقفت قُدامه وهي بتبصله بحزن... مش قادرة تصدق إن كلها لحظات وهتسمعها منُه!..... 
إتنهد وأخد نفس عميق وقال: 
- أنت طالق... بتل.. 

حطت إيديها على شفايفه تمنعه من إنه يقول الكلمة التانية، فـ بصلها بضيق وشال إيديها وقال: 
- هو أنتِ فاكرة إنها هتبقى فيها رجعة ولا ايه؟! 

بكت بوجع وقالت: 
- كفاية علشان خاطري. 

بصلها ببرود وبص لساعته وقال بهدوء: 
- هنتحرك دلوقتي، كلمتي أبوكي وقولتيله؟ 

إبتسمت بسخرية وقالت: 
- هو مش مهتم أصلاً.. 

••••••
وصلت البيت وطلعت المُفتاح وفتحت وإبتدت تدخل... لقيت محمد كالعادة قاعد مستنيها.. أول ما شافها إتخض من منظرها وقرب منها وقال بقلق: 
- حبيبة بابا، مين عمل فيكي كده؟! بتبكي ليييه؟! 

إترمت في حضنه وهي بتبكي بقوة.. ملس على ضهرها وقال بخوف: 
- يا قلب بابا متقلقنيش عليكي!! وبعدين أنا كنت هقولك خبر حلو!! 

بِعدت من بين أحضانه ومسحت دموعها وقالت بإستفسار: 
- خبر ايه ده يا بابا؟! 

شدها من إيديها ناحية الكنبة وقعد وهي قعدت قُصاده، فـ قال بقلق: 
- الأول إحكيلي مالك وبعدين هقولك! 

أخدت نفس عميق وإبتدت تحكيله كل حاجة بحزن، وبعد ما خلصت قالت بدموع: 
- خسرت الشغل!! أنا تعبت يا بابا. 

ملس على وشها وقال بحنان:
- يا عيون بابا أنتِ، محصلش حاجة ومتخافيش أنا هتصرف... أنتِ مش واثقة فيا ولا ايه؟! 

هزت راسها بالنفي وقالت بإبتسامة هادية: 
- أكيد واثقة فيك يا حبيبي! 

إبتسم وقال: 
- طب وبمناسبة حبيبي دي... عمران راجع من السفر إنهاردة! 

إتسعت عينيها بصدمة وقلبها دق بعنف... سألته بعدم تصديق: 
- ايييه؟!! ع. عمران راجع!! 

هز راسه وهو بيضحك بهدوء، فـ إبتسمت وقالت بسعادة وهي بتسقف بإيديها: 
- راجع بجد!!!! الله!! طب... طب هو ليه مارنش عليا؟ 

إبتسم محمد وقال: 
- تليفونك مقفول.. فـ رن عليا أنا

هزت راسها بسعادة وقامت وقفت وقالت: 
- هرن عليه!! 

بصلها وقال بإستنكار: 
- أنتِ مأكلتيش حاجة من الصبح؟ كُلي أي حاجة يابنتي علشان ماتتعبيش! 

قالت وهي مركزة في تليفونها وبتدور على رقمه: 
- ممكن تعملي ساندوتش يا بابا وتبقى تدخله الأوضة؟ 

هزت راسه بإبتسامة، فـ إبتدت تدخل لأوضتها وهي بترن عليه... بعد شوية أتاها صوته: 
- حورية قلبي.. 

إبتسمت وقالت بحب: 
- أنت راجع يا عمران؟! 

- أيوة يا قلب عمران راجع، معلش هقفل دلوقتي علشان هطلع الطيارة وأول ما أوصل هكلمك يا عيوني! 
قال كلامه وأنهى المكالمة فـ إبتسمت بحب وضمت التليفون ليها... 

في مكان تاني"
إترددت للحظات تتصل عليه أو ماتتصلش بس... قلبها قالها تتصل... بصت لرقمه وضغطت على زر الإتصال وبدأت ترن عليه، وفي ثواني كان رد: 
- يا مساء الجمال والهنا على قلب الباشا. 

إبتسمت وقالت بهدوء: 
- مساء النور *إتوترت شوية وبعدها قالت* أنا... بصراحة يعني جيت أحسبها في دماغي إكتشفت إنك كويس وألف من تتمناك وكده.. بس أنت هتحافظ على بنتي؟؟! 

قلبه كان بيرقص من السعادة اللي كان حاسس بيها ورد بسرعة: 
- طبعًا هحافظ عليها!! هشيلكم أنتوا الاتنين في عيوني، بس ونبي قوليها بقى! 

إبتسمت وقالت وهي بتضغط على إيديها: 
- أنا موافقة... 

هلل بفرحة وقال: 
- يُنصررر دييينك!! أيوووة كده هي دي الأخبار اللي تدخل القلب!! *كمل بجدية* بقولك ايه.. استعدي كده يا عروسة! جوازنا الاسبوع الجاي فـ حضري نفسك لأني مش قادر أصبر أكتر من كده!! 

إبتسمت بخجل وقفلت تليفونها وهي بتتنهد بسعادة... 

بعد مرور ساعات "

الطيارة هبطت أخيرًا على أرض مصر، غمض عينه على إحساس السعادة اللي غمر قلبه من تاني، بص لروجين وقال: 
- عمرك ما هتشوفي جمال بعد مصر! 

إبتسمت بهدوء وبدأوا يشيلوا شُنطهم علشان ينزلوا... أول ما نزلوا من الطيارة شاف والده ووالدته وأخوه... إبتسم وبدأ يقرب منهم.... حضنه شريف وهو بيقول بإشتياق: 
- وحشتنا يابن الكلب!! 

ضحك عمران بقوة وقال: 
- حبيبي يا حاج تسلم! 

إبتسم شريف وربت على كتفه وقال: 
- الحمدلله إنك كويس!! 

هز عمران راسه.. وبص لأمه اللي قربت منه بسرعة وإترمت في حضنه وهي بتقول بدموع: 
- وحشتني يا عمران أوي!! 

ملس على ضهرها وقال بحنان وهو بيبوس راسها: 
- وأنتِ كمان يا أمي... وحشتيني أوي! 

بِعدت عنه وقربت من خده وباسته عليه بحنان أمومي... إبتسم وبص لحازم وفتحله إيده، ضحك حازم وقرب منه بسرعة وقال: 
- حبيب أخوووك!!! 

كان شريف وخديجة بيسلموا على سليم وعيونهم كانت على روجين اللي كانت بتفرك إيديها من التوتر... 
قربت منها خديجة ومدت إيديها وقالت: 
- أهلاً! 

بصت روجين ناحية إيديها وسلمت عليها وقالت بإبتسامة: 
- أهلاً بحضرتك.. 

بصت خديجة لعمران وقالت بإستفسار: 
- مين دي يا عمران؟!!
- مين دي يا عمران؟!! 
صمت تام من الجميع من سؤالها، والكل أخد باله منها... بص عمران لروجين بنظرات تحذيرية بإنها متتكلمش وبعدين بصلهم وقال بإبتسامة مُزيفة: 
- روجين، كانت زميلتي في الشغل في إيطاليا بس بتتكلم مصري لأن والدها مصري ووالدتها الله يرحمها إيطالية، وجبتها علشان قالتلي إنها حابة تشوف مصر.. 

إبتسمت خديجة وبدأت ترحب بيها: 
- ما شاء الله يا حبيبتي، قمر! 

ضحكت روجين برقة وقالت: 
- ميرسي يا طنط! 

بص عمران لحازم وقال: 
- أنت جايب عربيتين صح؟ عربية بابا وعربيتك؟! 

هز حازم راسه فـ إتنهد عمران بإرتياح وقال: 
- خلاص خُد روجين وسليم والباقي وروحوا بعربية وأنا هروح بعربية لعمي محمد و.. وحورية.. 

بمجرد ما سمعت اسمها وشها إتقلب وبصتله بغضب شديد لدرجة إن خديجة وشريف خدوا بالهم، إبتسم حازم وهز راسه بالموافقة وأخد منه الشُنط ومشيوا شوية لحد ما وقفوا قُدام العربية، عمران بص على الساعة وقال: 
- بليل هاجي، يلا سلام

ودّعوه وهو ركب عربية شريف وبدأ يسوق في إتجاه بيت محمد، أما حازم والباقي ركبوا العربية وطلعوا على البيت.. 

كان بيزيد من السرعة وهو قلبه ملهوف إنه يشوفها... وبمرور الوقت، أخيرًا وصل! 

ركن العربية ونزل منها وبص للبيت للحظات وأخد نفس عميق وإبتدى يقرب ويخبط على الباب بهدوء...
ثواني... ثواني مرت زي السنين وهو مستني حد يفتحله!! قلبه دق لما الباب إتفتح وظهر من وراه محمد... إبتسم عمران وحضنه بدون مقدمات وهو بيقول بإبتسامة: 
- وحشتني يا عمي

إبتسم محمد وشدد على حضنه وقال بحب أبوي: 
- وأنت كمان يا عمران

بِعد عنه وقال وهو بيحاول يتحكم في شوقه ليها: 
- عامل ايه يا عمي؟ و...حورية أخبارها ايه؟؟ 

بدأ محمد يزيح جسمه من على الباب وقال بإبتسامة: 
- الحمدلله يابني في نعمة، إتفضل خُش 

بدأ يدخل وهو حاسس بريحتها اللي بيعشقها بتملى قلبه... غمض عينه لما سمع صوتها... 
قربت منه ومدت إيديها وقالت بشوق حاولت تخفيه: 
- إزيك؟ 

فتح عينه وبصلها بعشق.. لو عليه يحضنها دلوقتي ويخبيها بين ضلوعه، إبتسم ومد إيده وقال بعشق: 
- كويس... لما شوفتك بقيت كويس! 

إبتسمت بخجل وبصت لإيده اللي مشدده على إيديها وإتكلمت بخفوت: 
- إيدي يا عمران! 
بص لإيده وسحبها... بص لمحمد وقال: 
- محتاج أتكلم مع حورية لوحدنا شوية ياعمي لو سمحت! 

إبتسم محمد وهز راسه بهدوء، ف راحوا لأوضتها... ضحكت بخفة وقالت: 
- ماينفعش كده على فكرة!! المفروض نتكلم قُدام بابا! 

- شششش! 
وفي لحظة كان بيضمها جوا حضنه... غمضت عينيها وهمست بإشتياق: 
- كنت وحشني أوي يا عمران

- عيونه!! 
قالها وهو بيبعد عنها وبيمسك وشها بين إيده وهو بيقول بحب: 
- كنت هموت من بُعدك عني، متتخليش مشتاقلك قد ايه!! 

إبتسمت وقالت: 
- بعد الشر عنك!

بصلها للحظات بتردد ولكنه أخد نفس عميق وقال: 
- هحكيلك حاجة يا حورية، بس أوعديني متتخليش عني مهما حصل! 

ملست بإيديها على وشه وقالت بحب: 
- ليه بس بتقول كده؟ أنا سمعاك... إحكي! 

إتنهد بعمق وبص لعيونها وبدأ يحكي: 
- لما سافرت إيطاليا كنت حاسس إني خلاص.. مُت ببُعدك عني! كنت حاسس إن روحي سابتني وراحتلك.. ودي الحقيقة! أول ماروحت أشتريت بيت وبعدها بفترة أشتغلت في مطعم، كانت كل حاجة كويسة لحد ما إتعرفت على.. على روجين! كانت بنسبالي مجرد زميلة ليا في الشغل.. متعلمة مصري كويس وكنا بنتكلم عادي يعني وبعدها بفترة لقيتها بتلمح إنها بتحبني وكده بس أنا كنت بهزقها بس معرفش هي معندهاش كرامة!! المهم في يوم عملت عليا حِجة قال ايه أبوها عايز يسلم عليا! طبعًا شكيت شوية بس بعدين روحت معاها البيت ولقيتها بتقول كلام كتير وقد ايه هي بتحبني وهبل فـ كنت هسيبها وأمشي لقيتها بتقولي نشرب وبعدين هسيبك وهختفى من حياتك، وأنا علشان أتخلص من زنها شربت كاس... بس هي أستفزتني أوي فـ شربت كتير وللأسف ندمت أشد ندم، مكنتش حاسس بنفسي و... وحصل اللي حصل.. بس وربي يا حورية إني كنت مُتخيلك أنتِ فيها وكمان مكنتش واعي!! *إتصدمت من كلامه فـ بصلها بحزن وكمل* بعدها لقيتها بتتصل عليا بتقولي إن أبوها هيجوزها لواحد كبير ولازم أساعدها وكلام من ده... أنا حقيقي مكنتش عارف أتصرف بس.. بس أنا أتجوزتها و.... 

مكملش كلامه لأن في لحظة صفعته على وشه بقوة وقامت وقفت قُدامه وقالت بغضب: 
- يعنيييي ايييه!!! أنت كنت بتخوني كل ده وأنا مستغفلة!!! يعني كنت عاااايش حياتك في حضن واحدة تانية غيرييي وسايبني أتعذب في بُعدك!!! أنت ايه قاموس الحب عندك بالظبط؟!! هو الحب لعبة!! *دموعها نزلت وقالت بوجع* أنا عملتلك ايه علشان توجعني كده؟! أنت مش عارف يعني ايه خيانة!! أنا... أنا مش عارفة أنت إزاي قاااادر تبص في وشي بعد اللي قولته!!! أنا بكرهككك!! فاااااااهم! بكرهكك وعمري ما هسامحك بحق جرح قلبي وووجعي!! أنت أحقر إنسان شوفته في حياتي!! أنت خاااااين يا عمران!!!! 

قام وقف قُدامها وكان لسه هيمسك إيديها ولكنها زعقت فيه بغضب: 
- أوعى!!! إياااااك تلمسني!! ... أنا مابخُدش بواقي من غيري، روحلها.. متستناش مني إني أسامحك!، ولا مفكر نفسك هتضحك عليا بكلمتين؟!!

بصلها بحزن وكان لسه هيتكلم ولكنها مانعته: 
- مش عايزة أسمع صوتك ولا تبريراتك اللي ملهاش أي ستين لازمة، وإتفضل لو سمحت تغور في داهية بررره بيتي!!، وإنسي إن كان في حياتك واحدة اسمها حورية!! *بصتله بغضب وبدأت تنده على محمد* باااابااا... تعالى!! 

دخل محمد وإتصدم لما شاف الجو اللي مابينهم، وقرب منهم وقال بقلق: 
- في ايه يا ولاد؟! إهدوا بس كده وفهموني!! 

بصتله حورية وقالت بغضب: 
- خلي عمران يمشي من هنا.. ومتخليهوش ليه علاقة بيا نهائي!! 

إتنهد عمران بضيق وقال: 
- يا حورية اسمعي بقى ومتبقيش عنيدة ومُتسرعة!! 

- أنا مُتسرعة!!!، لو أنت شايف كده، فـ ده وجهة نظرك أنت! 
قالت كلامها وبصتله ومشيت من الأوضة... إضايق عمران وبص لمحمد وقال: 
- أعمل ايه؟؟ 

- تفهمني علشان مش فاهم!! 
قالها بغيظ، فـ إتنهد عمران وإبتدى يحكيله كل حاجة... 

أما هي "
دخلت أوضة تانية وإترمت على السرير وبدأت تسمح لنفسها إنها تبكي... قلبها كان بيتقطع من الوجع ومن كلامه اللي خلاها مدمرة حرفيًا... 
قامت ووقفت قُدام المرايا وبدأت تحط إيديها على وشها وهي بتقول جواها "هو أنا وحشة علشان يخوني؟، هو أنا ماستحقش أتحب؟!"... فجأة مسحت دموعها وبصت لنفسها في المرايا وقالت بتحدي ووعد: 
- وقسمًا بالله العظيم لأخليك تبكي بدل الدموع دم وتترجاني... ومبقاش أنا حورية اليزيد لو مانفذتش اللي في دماغي!! 

قالت كلامها وبدأت تحاول إنها تجمع خطة في دماغها... 

- وبس يا عمي.. دي كل الحكاية كلها. 
قالها بتنهيدة حزينة، فـ بصله محمد وقال بهدوء: 
- خاين، أنت في نظرها واحد خاين.. وحورية مش هتسامحك بالساهل، دي بنتي وأنا أعرفها أكتر من نفسي... بص يا عمران.. أنت دلوقتي هتقطع علاقتك باللي اسمها روجن ولا قلم روج ما علينا يعني ومتخليهاش تحاول توقع بينكم، بس خُدها مصلحة علشان حورية تغير عليك، حورية بتحبك يا عمران أوي... بس أنت بينلها إنك بتحبها ومستعد تعمل كل حاجة علشان رضاها بس بلاش إنهاردة.. سيبيها علشان تهدى شوية! 

هز عمران راسه بقلة حيلة وقال: 
- مش فاهم، قولي أعمل ايه؟ 

- هقولك...... 

في بيت العزام" 

بصت للبيت بإعجاب وقالت: 
- شكله روعة أويي! 

أول ما شاف سليم جميلة وهي مع سارة راح ناحيته بسرعة وقال بلهفة: 
- جميييلة!! 

ضحكت سارة ونزلت لتحت شوية فـ بقت قُصادة وقالت بإبتسامة: 
- جميلة كل يوم بتعيط علشانك ومغلباني ومش مخليه فرح تنام! 

رفع حاجبه وقال بعدم فهم: 
- فرح؟! 

هزت راسها بإبتسامة وردت: 
- جبت نونة جديدة من كام شهر.. 

إبتسم سليم وهز راسه وأخد جميله منها وراح بيها ناحية الكنبة وقعدها على رجله وبدأ يلاعبها...

بصت سارة لروجين ومدت إيديها وقالت بإبتسامة: 
- أهلاً، أنا سارة. 

إبتسمت وسلمت عليها وقالت بهدوء: 
- وأنا روجين

ولم يعلموا إن تلك الروجين ستحاول تدمير حياتهم ولكن... هل ستنجح حقًا؟ 

سنرى......
في صباح يوم جديد "

فتحت عينيها على صوت رنة تليفونها، إبتدت تقوم شوية من على السرير وبصت لتليفون بنعاس وماخدتش بالها من رقم المُتصل، فتحت المكالمة وقالت بنوم: 
- الو... مين؟ 

- معتصم. 

إتعدلت شوية وحاولت تفوق من أثر النعاس وقالت بغضب: 
- خير يا باشا؟! هو أنت مش ناوي تبعد عني ولا ايه؟؟؟

سمعت صوت تنهدته ومن بعدها بدأ يقول: 
- حورية، أنا عارف إن مكنش ينفع أتكلم معاكي بالطريقة دي وأخوفك ب.... 

قاطعته وقالت بحدة: 
- لا عاش ولا كان اللي يخوفني يا باشا!، أنا مش بخاف من حد غير اللي خلقني!! 

إبتسم بإعجاب من شخصيتها الشرسة اللي حبها.. وإبتدى يقول: 
- طب ياستي، أنا أسف وخلاص مش هقولك كده تاني، هستنى أنتِ اللي تحني عليا... بس تعالي بقى يا حورية، بصراحة... الشغل هيبوظ من غيرك! 

إبتسمت بخبث شديد وهي بتحيي نفسها بإن... أول خطوة من خطتها.... نجحت!! 

ردت عليه بإبتسامة: 
- خلاص تمام... هاجي

إتنهد بإرتياح وفرحة شديدة وقال: 
- أيوة كده، هي دي الأخبار اللي تفرح بجد! 

أنهت المكالمة وقامت من على السرير دخلت الحمام وإبتدت تاخد شاور وبعد وقت... خرجت وهي حاطة فوطة كبيرة على جسمها.... لكنها وقفت بصدمة لما شافته قُدامها، رجعت خطوة لورا وهي بتلعنه في سرها من الخضة اللي سببها ليها وبعدين إتمالكت أعصابها وقالت بزعيق: 
- أنت ايه اللي جابك هنا!! ماتبعد عنيي بقى وسيبني في حالي! 

قرب منها وهي إبتدت ترجع لورا لحد ما لزقت في الحيطة.. شتمت الحيطة في سرها ومش بس الحيطة دي شتمته هو كمان، حاصرها بدراعه وقال: 
- أبعد عنك؟ ده بُعدك يا حورية... أنتِ بتاعتي!! بتاعت العمران وبس! أنتِ مكتوبة ليا، اسمك حووورية العمران!! 

ضحكت بإستهزاء وقالت: 
- أنت مصدق نفسك؟ فوق بقى احنا خلاص إطلقنا ومستحيل أرجعلك تاني، ويلا وسع علشان رايحة *إبتسمت بخبث* الشغل.. 

بِعد إيده ورفع حاجبه وقال بعدم فهم: 
- رايحة الشغل؟ شغل ايه؟!! 

بصتله وقالت بصدمة مُزيفة: 
- يووه يقطعني!! هو أنا ماقولتلكش!! أه معلش مكنش في وقت أقولك، على العموم إتفضل حاليًا علشان متعطلنيش! 

قرب منها ومسك دراعها بعنف وقال: 
- قولي!!! بتشتغلي فييين وعند مين!! 

زقته بقوة وهدرت فيه بحدة: 
- قولتلك قبل كده متلمسنيش!!! وبشتغل فين وعند مين... دي حاجة ماتخصكش! أنت مش أخويا ولا أبويا ولا حتى... جوزي! 

ساب دراعها وبصلها في عينيها وهو بيقول بقوة: 
- أنتِ بتاعتي!! بتاعت الزعيم وبس! ولو حد تاني فَكر مُجرد تفكير ياخدك مني، هقتله.... وهقتلك!! 

قال كلامه وبصلها بنظرة أخيرة وراح ناحية البلكونة ونط منها، حطت إيديها على قلبها وإتنهدت بضيق: 
- يخربيتك!! قطعتلي الخلف!

قالت كلامها وراحت ناحية الدولاب، طلعت هدوم ليها ولفت طرحتها وبعدين طلعت من الأوضة، بصلها محمد بإستغراب وقال: 
- أنتِ لابسة ورايحة فين كده؟ 

إبتسمت وقالت بهدوء: 
- الشغل... معتصم رن عليا وأعتذرلي وقالي مش هتتكرر، وبصراحة الشغل هناك حلو أوي يا بابا! 

إبتسم محمد وهو عارف اللي بيدور في عقلها، فـ هز راسه وقال: 
- اللي تشوفيه يا حبيبة بابا... وآه ماسة سألتني على عمران وقالتلي إنها حابة تشوفه فـ ممكن يجي إنهاردة بليل. 

همهمت بلامبالاة وسابته ومشيت تحت ضحكاته عليها... 

ركب عربيته وساقها بأقصى سُرعة على البيت لحد ما وصل ونزل من العربية ودخل وهو بينادي على حازم بصوت عالي، طلع الكل من المكان وهما بيبصوله بقلق فـ سأل عمران بغضب: 
- حااازم فييين؟!!! 

ردت عليه سارة: 
- راح الشركة

نفخ عمران بغضب وسابهم ومشي تحت إستغرابهم من فعلته دي... فـ إتكلم شريف بإستغراب: 
- هو اتجنن ولا ايه؟! 

بمرور الوقت "
وصل عمران الشركة ودور عليها بعيونه وسط الموظفين ولكن ملاقهاش، فـ جز على أسنانه بغضب وركب الأسانسير... وبعد لحظات كان وصل لدور اللي فيه مكتبه ومكتب أخوه... طلع بسرعة من الأسانسير وقرب من مكتب حازم وفتحه بهمجية، إتصدم حازم وقال بإستغراب: 
- في ايه يابني؟! مالك؟! 

قرب منه وقال بغضب: 
- حورية مجتش تشتغل هنا في الشركة؟!!! 

عقد حازم حواجبه وقال بعدم فهم: 
- تشتغل؟ لا مجتش... بس قولي في ايه؟! 

ضرب المكتب بقوة وقال بزعيق: 
- يعنييي بتشتغلل في شركة غيريي!!! رااااحت لغيررري!! 

قام حازم وقف وقرب منُه وقال وهو بيحاول يهديه: 
- إهدى يا عمران!! 

سكت عمران وقال في سره: 
- بتلاعبيني يا بنت الكلب!!! طب وقسمًا بالله لأعرفك! 

قال كلامه وإبتدى يتحرك على مكتبه تحت إستغراب حازم... 

أما عندها "
وصلت الشركة ودخلت بهدوء وبدأت تطلع لدور اللي موجود فيه..... وصلت وبدأت تخبط على الباب، فـ سمعت صوته بيسمحلها بالدخول، إبتسم أول ما شافها وقال: 
- حورية، إتفضلي! 

إبتسمت وبدأت تقرب منه وقعدت قُصاده، أخذ نفس عميق وقال: 
- بعتذر. 

هزت راسها وماتكلمتش... فـ إتكلم هو: 
- رجعي الملفات الجديدة من البشمهندس جمال وهاتيهم.. 

هزت راسها وقامت وقفت وطلعت من المكتب، إبتسم ورجع ضهره لورا بهدوء.. 

بمرور الوقت "
كانت لسه هتمشي من الشركة إلا وأن صوته وقفها، بصتله بإستفسار وقالت: 
- نعم يا معتصم باشا، محتاج حاجة؟ 

إتكلم بتنهيدة: 
- في حفلة بكرة هتبقى في ڤيلا وبتضم أكبر رجال أعمال في الوطن العربي، وطبعًا أنا هحضر فيها وكمان هتحضري بصفتك السكرتيرة الخاصة بيا.. تمام؟ 

هزت راسها وقالت بهدوء: 
- تمام هشوف ظروفي وهرد عليك بليل.. 

قالت كلامها وسابته ومشيت وهو بدأ يبص لطيفها بهدوء... 

في شركة العزام "
قام وقف وحط بعض الملفات المهمة في الخزنة وطلع من مكتبه لاقى حازم هو كمان هيرّوح، فـ قال بإرهاق: 
- الشغل كان تقيل أوي ومتراكم كتير، ده غير الحفلة بتاعت بكرة! عمومًا هطلع دلوقتي لبيت عم محمد علشان أشوف الأولاد

إبتسم حازم بتعب وقال بتأكيد على كلامه: 
- ماشي، عندك حق والله، يلا ولما يجي بكرة تبقى تفرج

هز راسه وطلعوا من الشركة وهما بيأمروا الحرس بقفلها كويس وكل واحد ساق عربيته وإبتدوا يتحركوا... 

بمرور الوقت "
وصل قُدام البيت، نزل من العربية وبدأ يقرب من الباب وهو بيرفع إيده علشان يخبط ولكن سمع صوتها من وراه، لف وبصلها بصدمة وبعدين إبتسم وقال: 
- أنتِ... أنتِ إتحجبتي؟! 

هزت راسها من غير ما ترد عليه، وإبتدت تخبط على الباب وفتح محمد اللي أول ما شافهم إبتسم وزاح جسمه من ناحية الباب وهو بيقولهم يدخلوا... 
دخلت حورية الأول وراحت أوضتها تحت ضيق عمران من تجاهلها ليه، بص لمحمد وقال بضيق: 
- شوفت بنتك بتتجاهليني إزاي!! أعمل معاها ايه دي؟؟ هتجنني بنت الـ.. ماشي يا حورية! 

ضحك محمد وقال: 
- هدي أعصابك بس ويلا إدخل على ما أجبلك الأولاد من جوا

هز عمران راسه وبدأ يدخل وقعد على الكنبة وهو مستني... وبعد لحظات طلع شريف وهو شايل زين وجمبه ماسة اللي جريت عليه بسرعة وهي بتصرخ بفرحة: 
- بااباا!! وحشتني أوي أوييي!! 

شدد على حضنها وقال بحب أبوي: 
- وأنتِ كمان يا ماستي، وحشتي بابا أوي يا عيون بابا! 

بِعدت عنه وبصتله بعبوس وقالت: 
- أنت ليه غبت عني كل ده؟! أنت كنت وحشني أوي يا بابا! 

إتكلم وهو بيملس على شعرها بحنان: 
- معلش يا ماستي، بس أنا كنت مسافر وخلاص مش هغيب عنك تاني! 

إبتسمت بسعادة وسقفت بإيديها فـ ضحك عليها، وبص لزين اللي كان محمد شايلُه، أخده منُه وإبتسم لما شاف ملامحه اللي بتشبهُه، باس جبينه فـ إبتسامة خفيفة إترسمت على وش زين، فـ همس عمران: 
- حبيب بابا! 

فتح زين عيونه الرمادية وضحك ببراءة فـ إبتسم عمران وملس على خده بحنان لحد ما نام بين إيديه.. 
بص عمران لمحمد ومد إيده بزين وقال بهدوء: 
- خد يا عمي، هو نام، دخله الأوضة بقى

هز محمد راسه وأخد زين ودخله أوضته ورجع تاني قعد جمبه وقال: 
- مالك؟ 

بص عمران لماسة وقال بإبتسامة: 
- ممكن تدخلي عن ماما يا ماستي؟ 

هزت ماسة راسها وقامت دخلت أوضة حورية، بصله محمد بإستفسار فـ إتكلم عمران بغضب: 
- أنت إزاي تسمحلها ياعمي إنك تخليها تشتغل!! مش حازم بيبعت لحضرتك فلوس مرتبك اللي في الشركة؟؟ 

عقد محمد حواجبه وقال: 
- مش مسألة فلوس يا عمران! هي بس حابة إنها تشتغل.. 

زفر بضيق وهتف: 
- وهي بقى بتشتغل عند مين؟! 

سكت محمد وماردش عليه فـ نفخ عمران بغضب وسابه ومشي... 

في بيت العزام "

كانت واقفة في البلكونة وهي مستنية إنها تشوفه... عيونها كانت متعلقة على الشارع اللي كان فاضي ولكنها أخيرًا سمعت صوت عربيته، فـ إبتسمت لما لقيته بيركن العربية ونزل منها بس بملامح غاضبة شوية وبدأ يطلع للبيت، إتنهدت بحزن وراحت أوضتها وقعدت على السرير وقالت بدموع: 
- هو ليه كده؟ ياربي أنا بحبه أوي... 

مسحت دموعها بهدوء وهمست لنفسها: 
- أنت ليا يا عمران!!، لياا أناا!!، وحتى لو هضطر أقتل حورية... هقتلها، بس أنت هتبقى بتاعي!! بتاع روجين وبس.. 

قالت كلامها وإبتسمت بخبث وغمضت عينيها وراحت في نوم عميق... 

تاني يوم "

كانوا بيجهزوا علشان الحفلة.... كانت هي واقفة قُدام المرايا وهي لابسة دريس هادي باللون الأزرق الفاتح وكان منقوش بالورد الأبيض وحطت مكياج بسيط وإبتدت في إنها تلف طرحتها بهدوء.. بعد ما خلصت، بصت لنفسها بنظرة تقيمية وإبتسمت برضا، أخدت شنطتها وبصت في الساعة لقيتها ستة المغرب، فـ طلعت من الأوضة وقالت بصوت مسموع وهي بتقرب من الباب: 
- بابا أنا ماشية!! 

قالت جملتها وفتحت الباب وقفلته وراها وإبتدت تنزل من على السلم لحد ما وصلت لشارع... إستنت شوية لحد ما جالها تاكسي وبدأت تقوله على عنوان الشركة اللي منها هتقف عندها وتروح مع معتصم للحفلة.... 

أما عند عمران "
كان بيظبط قميصة الأسود اللي كان مفتوح منه أول زرارين ومشمّر أكمامة شوية بشكل راقي، وكان لابس بنطلون جينز بنفس اللون... بدأ يسرح شعرُه ومن بعدها رش البرفيوم بتاعه المفضل، ولما خلص بدأ ينزل لتحت وكان في الوقت ده موجود حازم اللي كان لابس قميص أبيض وعليه بنطلون باللون الأسود... إبتسم عمران وبصله وقال: 
- يلا يا حازم. 

هز راسه وبدأ يتحرك معاه، ركبوا العربية وبدأو يروحوا للمكان اللي فيه الحفلة... 

بمرور الوقت "

وصل معتصم قُدام الشركة وبدأ يزمر بالعربية بتاعته، أخدت بالها وبصتله وقربت منه وبدأ تركب معاه ورا... بدأ يتحرك بالعربية وهو بيسألها بهدوء: 
- ليه ركبتي ورا؟ 

فركت إيديها بتوتر حاولت تخفيه وهمست: 
- لا عادي... بس أنا مش بحب أركب قُدام. 

هز راسه بهدوء وفضلوا ملتزمين الصمت لحد ما بعد وقت... وصلوا. نزلوا من العربية وهي بصت للڤيلا اللي كان بيدخلها ناس كتيرة باين عليهم الفخامة، بلعت ريقها بتوتر وحست بصوته وراها: 
- شكلك حلو أوي إنهاردة! 

إبتسمت وشكرته وبدأوا يدخلوا لجوا.. ومن أول ما دخلوا والكل إتجمع عليه وهما بيرحبوا بيه وبيسألوا عنها، فـ إبتسم وقال بهدوء: 
- دي سكرتيرتي الخاصة.. 

راحت حورية لمكان بعيد شوية ووقفت فيه وهي بتبص لأجواء الڤيلا بملل ولكن عيونها وسعت بصدمة لما شافت عمران وحازم بيدخلوا من باب الڤيلا... بلعت ريقها وقالت بخوف: 
- مش هيعديها، والله ما هيعديها!! لو عِرف هيقتلني ويقتل معتصم!!..
- مش هيعديها، والله ما هيعديها!! لو عِرف هيقتلني ويقتل معتصم!!.. 

قالت كلامها وإتلفتت حواليها وهي بتحاول تشوف مكان بعيد عن أنظارُه فـ إبتسمت وكانت لسه هتروح ناحية الحمام ولكن صوت معتصم المسموع وهو بينده عليها وقفها: 
- حورية!! 

في الوقت ده رفع عمران حاجبه وبص لمصدر الصوت لاقاه عدوه اللدود... ركز كويس مع اللي واقفة مدياله ضهرها، أما هي بدأت تشتم معتصم بأبشع الشتايم وبلعت ريقها وإبتدت تتلفت ببطء ناحيته وعيونها جت على عمران اللي بصلها بصدمة وعقله مشلول عن التفكير... بلعت ريقها تاني بخوف لما قرب معتصم منها وحط إيده على كتفها وهو بيقول بإبتسامة: 
- مالك؟ خدتي جمب لوحدك كده ل... 

مكملش كلامه بسبب عمران اللي حط إيده على كتفه بقوة وهو بيقول بغيرة: 
- إيدك يا شبح!!! 

بص معتصم وراه وقال بغضب: 
- أنت مالك؟! دي سكرتيرتي!! 

إتصدم عمران وهو بيبص لحورية اللي كانت بتتمنى الأرض تنشق وتبلعها في اللحظة دي، رجع تاني بصله وقال: 
- سكرتيرتك؟!!! 

هز معتصم راسه بالإيجاب فـ بص لحورية بشر وقال بنبرة لا تحتمل النقاش: 
- تعالي معايا وإلا قسمًا بالله لاهيكون أخر يوم ليكي على وش الأرض!! 

بصتله بخوف وكانت لسه هتتحرك معاه بس وقفهم صوته الغاضب: 
- أنت واخدها فين!! دي بتاعتي أنا ومش هس.... 

مكملش كلامه بسبب لكمة عمران القوية ليه، شهقت حورية وكل الموجدين فضلوا يتفرجوا.... بدأ عمران يضربه بعنف في وشه وهو بيقول بغيرة عامية: 
- بتاعت ميييين يابن الكلب!!!! دييي حورييية العمرااان!! فااااااهم!! عمرهااا ما هتكون لحد غيري يا ****!!! 

بدأ الضرب بينهم هما الاتنين، والصحافيين بدأو يصوروا اللي بيحصل، فـ إتدخل حازم في الوقت ده ومن بعده جمال قرب منهم وبدأو الأربعة يهاجموا بعض، إتجمعت دموعها وهي مش عارفة تعمل ايه... قربت من عمران وإبتدت تملس على كتفه وقالت بخوف: 
- عمران.... عمران خلاص إهدى!! 

ماردش عليها ولا حتى بصلها... فـ صرخت حورية بقوة: 
- عمراااااان كفاااااية!! 

وقعت على الأرض مغمى عليها، فـ بِعد عن معتصم وقرب منها وقال بخوف: 
- حورية!! حورية ماالك!! 

شالها بسرعة وطلع بيها هو وحازم من الڤيلا وركبها عربيته وراحوا بيها لأقرب مستشفى... 

مسح معتصم الدم اللي على شفايفه بحقد وإبتدى واحد يقرب منُه وبدأ يسنده وهو بيقول بسخرية: 
- عن جد يا معتصم باشا؟ الزعيم وخيّو يضربوك هيك؟! ماعم صدق إنن عملوا فيك هيك ومرمغوا كرامتك بالأرض بهالطريقة! 

زقه معتصم بغضب بعد ما قام وقال بشر: 
- هوريك ياروح أمك مين اللي هيمرمغ كرامة مين!! ومبقاش أنا معتصم الصفوان إن ما خليته يعتذرلي بنفسه! 

بص لجمال وقال بغضب: 
- تعالى خلص وصلني الڤيلا!! 

قرب جمال منُه وبدأو يتحركوا لحد ما وصلوا للعربية... 

أما عند عمران كان سايق بأقصى سرعة فـ إتكلم حازم بضيق: 
- يابني هَدي السرعة شوية!! مش معقولة كده أنت ماشي على سرع... 

ماكملش كلامه بسبب عمران اللي زعق فيه بحدة: 
- أسكتتت!!! ماتتكلمش!! مش عاايز أسمع صوووت حد!! 

إتصدم حازم من طريقته لكنه فضّل السكوت... وبمرور الوقت وصلوا قُدام المستشفى، نزل عمران وشال حورية بين إيديه وبدأو يدخلوا لجوا، وإتكلم بحدة: 
- دكتووورة!! دكتورة بسرعة!! 

قربت منه دكتورة وقالت بقلق: 
- إتفضل معايا يافندم! 

دخلوا معاها للأوضة وحطها على السرير، فـ إتكلمت بحرج: 
- ممكن حضارتكم تتطلعوا بره؟! 

طلع حازم بره الأوضة وقفل الباب وراه، فـ بصتله الدكتورة برفعة حاجب وقالت: 
- حضرتك إتفضل إطلع بره علشان أكشف عليها، مش هينفع كده! 

نفخ عمران بضيق وقال: 
- إتزفتي إكشفي وأنتِ ساكتة!! 

عقدت حواجبها بغضب من طريقته ولكنها إبتدت تكشف عليها... وبعد ما خلصت بصتله وقالت: 
- عندها هبوط حاد، شكلها مش بتاكل كويس، هديك اسم علاج ليها وإبقى إديهولها... هتكون كويسة بيه إن شاء الله. 

كتبتله الاسم في ورقة صغيرة وأخدها منها، ومن غير ما يكلف نفسه عناء الرد، شالها بين إيديه وخرج بيها تحت إستغراب الدكتورة منُه... بصله حازم وقال بهدوء: 
- يلا، أنا دفعت. 

هز راسه وبدأو يتحركوا لبره وركبوا العربية... بعد شوية، وقف عمران قُدام صيدلية وجاب منها العلاج المطلوب وركب تاني وساق... 

وبمرور الوقت"

وصل للبيت، شالها ودخل بيها لجوا فـ إتصدموا كلهم وخصوصًا روجين!!، قامت وقفت قُدامه وقالت بالإيطالي: 
- كيف فعلت ذلك؟؟ ألم تُخبرني بأنكما قد إنفصلتما؟! كيف إذًا تأتي بيها إلى هنا وكأن شيئًا لم يكُن! 

- أنتِ مالك؟! 
قالها ببرود وطلع بيها ولكن صوت شريف وقفه: 
- رايح بالبنت فين يا عمران؟! هي مش مراتك علشان تاخدها وتطلع بيها شقتك!! 

لفله عمران وقال بهدوء: 
- عارف، وأكيد مش هقرب منها!! 

قال كلامه وسابهم وطلع لشقته، إتنهد شريف بغضب شديد من ابنه وبص لخديجة وقال بغضب: 
- معرفش عمران بقى كده ليه؟! مٌتملك!! 

إبتسمت خديجة وردت عليه بتصحيح: 
- العاشق المُتملك! 

ضحك شريف بتهكم وسابهم ودخل أوضته، بص حازم لسارة وقال بمشاكسة: 
- سرسوتي! 

زفرت بضيق وقالت: 
- حِل عني يا حازم!! 

قرب منها وبدأ يهمس في ودنها بخبث: 
- عيون حازم وقلبه من جوا، مش ناوية بقى نطلع أوضتنا ولا ايه؟ وحشتيني!! 

إنسحبت روجين بهدوء من وسطهم ودموعها نزلت بحزن وهي بتتوعد ليهم، إبتسمت سارة وهزت راسها بهدوء، فـ إتنحنح حازم وهو بيبص لخديجة وبيقول: 
- احم، عايزة حاجة يا ماما؟ 

بصتله وضحكت بخفة وقالت: 
- لا يا عيون ماما! روح ربنا يقويك!! 

ضحك حازم بقوة وطلع هو سارة لشقتهم... أما هي دخلت لأوضتها.. 

في مكان تاني"

كانت قاعدة بتتكلم في التليفون معاه، فـ إتنهد جلال وقال بحب: 
- ناقص يومين على الفرح يا خوختي! 

إبتسمت وردت عليه: 
ا.اه واخدة بالي! 

إتكلم بحنية: 
- عارف إنك متوترة وخايفة مني... بس صدقيني والله أنا عمري ما هأذيكي! أنا بجد بحبك أوي يا خلود ولو حد مس شعرة منك هقتلهولك!! 

إبتسمت بهدوء وقالت:
- طب يلا تصبح على خير علشان الوقت إتأخر 

رد عليها بحب: 
- وأنتِ من أهلي بإذن الله! 

قفلت المكالمة وإبتسمت بخجل شديد وحطت التليفون جمبها وغمضت عينيها وبدأت تروح في النوم..... 

في بيت محمد"
كان قاعد وهو مستنيها بس الغريبة إنها إتأخرت عن المعاد اللي قالتله عليه! طلع تليفونه وبدأ يتصل بيها بس مكنش فيه رد! حاول كذه مره لحد ما أخيرًا المكالمة إتفتحت وقال بلهفة: 
- حورية!! ايه يابنتي مرجعتيش كل ده ليه؟! 

إتصدم لما سمع صوت عمران: 
- أيوة ياعمي... أنا عمران، معلش حصل مشكلة كده، فـ هتضطر تبات عندي إنهاردة. 

هدر محمد فيه بغضب: 
- تبااات عندك إزاااي!! أنت فاكرها مراتك ولا ايه؟!! متعصبنيش يا عمران وخليها ترجع! 

إتنهد بضيق وقال: 
- ياعمي متخافش، أنا عمري ما هأذيها أبداً! دي حورية! أنت أكيد عارف يعني ايه حورية بنسبالي!! 

نفخ محمد بنفاذ صبر وقال: 
- ملييييش دعوة!! بنتي تكون عندي إنهاردة وإلا قسمًا بالله يا عمران هقتلك فيها! 

رجع عمران شعره لورا بضيق وبص لحورية اللي كانت في دنيا تانية خالص، وبعدها رجع قال: 
- تمام يا عمي، هجيبهالك! 

أنهى عمران المكالمة وبص لحورية وقرب منها بهدوء وهو بيبص لشفايفها بإشتهاء ورغبة بإنه ياخدها في قُبلة، ولكنه بِعد بسرعة وهو بيقول بغضب: 
- أستغفر الله العظيم!! إهدى يا عمران... إهدى!! 

شالها ونزل بيها للعربية وركبها فيها... فـ سمع همهماتها الضعيفة، ومن بعدها فتحت عينيها بتعب وهمست: 
- أ.أنا.. فين؟ 

بصلها عمران وقال بهدوء ما قبل العاصفة: 
- أخيرًا فوقتي!! 

إبتدت تستعيد وعيها وبصتله بخوف وهي بتبلع ريقها، بدأ يسوق العربية فـ سمع صوتها المتوتر وهي بتقول: 
- ع.عمران... أ.أنا..أنا... 

ضرب الدريكسيون بعنف وهدر فيها: 
- إخرسي!!! مش عايز أسمع صوووتك!! 

إنكمشت بخوف وبصت لشباك وإبتدت دموعها تنزل، نفخ عمران بضيق ووقف العربية وبصلها وقال: 
- حورية! أنا مش قصدي أخليكي تعيطي بس الكلب اللي اسمه معتصم ده عدوي!! حاول يموتني زمان كذه مره لكنه مكنش بيعرف... كل ده علشان أنا أنجح منه! *كمل بغيرة* ولما حط إيده على كتفك وقال إنك بتاعته... ماستحملتش!! أنتِ ملكي!، حقييي أنا، ولا يمكن تكوني لحد غيري!... حورية أنا مش قادر!، أنا بحبك وبتعذب من غيرك!! أنا أسف... إديني فرصة واحدة بس أثبتلك قد ايه أنا بعشقك وتعبت من بُعدك عني! 

فركت إيديها بتوتر فـ إبتسم وقال بحب: 
- حني بقى عليا! ده أنا غلبان أوي والله!! 

بصتله وقالت بضيق مُزيف: 
- عمران، روّحني!!! 

مسك إيديها وكانت لسه هتسحبهم لكنه شدد عليهم بقوة وقال: 
- أرجوكي يا حورية!! 

إتكلمت بخبث: 
- أمممم تمّشي البت الملزقة دي وهبقى... أفكّر! 

رد عليها بسخرية: 
- تفكّري؟ عمومًا همّشيها بكرة الصُبح لو حابة.. بس أهم حاجة إنك تحني عليا!! 

إبتسمت بهدوء وسحبت إيديها منُه وهو بدأ يكمل سواقة.....
بعد يومين "
كانت واقفة قُدام المرايا بتتأمل شكلها... فستانها اللي باللون النبيتي وطرحة سودة أظهرت صفاء بشرتها البيضة، سمعت صوت رنين تليفونها، فـ إتقدمت منُه ومسكتُه ولقيت اسم المُتصل، إبتسمت بهدوء وفتحت المُكالمة فـ ظهرلها صوتُه الرجولي: 
- الو يا قمري، جهزتي؟ أنا تحت البيت دلوقتي! 

إتقدمت ناحية البلكونة وفتحتها وإبتسمت لما شافتُه وردت عليه بهدوء: 
- أيوة جهزت، هقول لبابا وهنزلك! 

أنهت المُكالمة وأخدت شنطتها وحطت التليفون فيها، إبتدت تطلع بره الأوضة وهي بتِنده على محمد، خرج من أوضته وبصلها وقال: 
- أيوة يا حورية، رايحة فين كده؟ 

قربت منه وباست جبينُه وقالت بحنان: 
- زي ما قولت لحضرتك، رايحة الفرح وبعدها عمران... هـ.... هـ... 

- هيرُدك؟! 

بلعت ريقها وإبتدت تفرُك إيديها وهزت راسها بالإيجاب، فـ إتنهد محمد وقال بحب أبوي: 
- هو بيحبك... وأنتِ كمان بتحبيه! ربنا يخليكوا لبعض يا حبيبتي!! 

آمنت على دُعاءه وإبتدت تنادي على ماسة اللي خرجت من أوضتها وقربت منهم وإبتدت تِلف بالفستان وهي بتقول بفرحة: 
- أنا حلوة؟ 

إبتسمت حورية ونزلت لمستواها وقالت بحب: 
- قمر يا عيون ماما! 

ضحكت بسعادة وبصت لمحمد اللي قال بإبتسامة: 
- طبعًا يا حبيبتي، أنتِ دايمًا جميلة! 

مسكت حورية إيديها وبصت تاني لمحمد وقالت بهدوء: 
- يلا يا بابا سلام! 

خرجت هي وماسة ونزلوا لتحت... إبتسمت أول ما شافتُه بهيئتُه اللي بتخطف الأنفاس، شعرُه الأسود اللي فيه بعض الشعيرات البيضة، وعيونُه الرُمادية، ودقنه اللي كانت محليه شكلُه، وده غير بشرتُه القمحاوية، وقميصُه النبيتي وبنطلونه الأسود، فـ كانوا عاملين Matching سوا، جريت عليه ماسة وهي بتقول بسعادة: 
- بابا!! 

شالها وباس خدها وقال بحب: 
- قلب بابا يا ناس! ايه الحلاوة دي

شاور لحورية بإيده للعربية ولفت علشان تركب قُدام لكنها إتفاجئت لما فتحت العربية وشافت روجين... بصتلها حورية بغضب وقالت: 
- خير يا أبله! جاية ليه؟ ليكُنش فرح أخوكي وأنا مش واخدة بالي؟ 

إبتسمت روجين وقالت بإستفزار: 
- ولا يكون كمان فرح أخوكي؟ أنا جاية مع عمراني، مش إلك دعوة! 

تعالت ضحكات حورية بقوة وقرب منهم عمران وقال بضيق: 
- بلاش خناق!! كده كده أنتِ هترجعي بكرة إيطاليا يا روجين!! فـ ياريت ماندمش إني جيبتك الفرح!

ضحكت حورية بصوت عالي وبعدها قالت: 
- دي بتقول مش إلك دعوة!! همووووت، مش إلي دعوة؟!! 

همسلها عمران في ودنها بخبث: 
- طب وبنسبة لعمراني اللي قالتها، مفيش أي غيرة خالص ولا ايه؟! 

- إصبُر على رزقك! 
وبمجرد ما قالت كده، فتحت الباب وشدتها من شعرها فـ صرخت بآلم وهي بتحاول تُفك إيديها، فـ إتكلمت حورية بشر: 
- أنا هقلعلك شعرك اللي فرحانة بيه ده، ده في حال إنه لو ماكنش بروكة أصلاً!! 

بدأت تضربها بقوة في وشها وكان هو واقف ساند على العربية ومربع إيده وبيتفرج بإستمتاع حقيقي، قربت منُه ماسة وقالت بخوف: 
- هي ماما بتضربها ليه يا بابا؟ 

- علشان أمك جامدة أوي يا عيون بابا!! 
قال كلامه وبص لحورية اللي إبتسمت بشر وشدتها لبره العربية ومسكتها تاني من شعرها تحت صرخات روجين: 
- عمرااان!! إلحقنيي... آآه!! سيبي شعري يا مجنونة!! 

لفت خُصلة من شعرها بقوة على إيديها وقالت وهي بتقلدها: 
- عمراني؟ عمرانك مين يام عمرانك!! أنتِ كده كده غايرة في ستين داهية تاخدك! وأنا و...*إتكلمت بدلع* وعمراني هنرجع لبعض يام صورم! 

قالت كلامها وزقتها بعنف، فـ وقعت على الأرض، وبعدها قربت من عمران وقالت ببراءة مُصطنعة: 
- مش يلا يا عمرانيييي علشان منتأخرش؟ 

إبتسم بخبث وشاور لكرسي وقال: 
- إتفضلي يا برنسيسة! 

ضحكت حورية وركبت قُدام وبصت لروجين اللي كانت على الأرض وهي بتتأوه بوجع، رّكب ماسة ورا وبص لروجين وقال ببرود: 
- مش هتقومي ولا هتفضلي مرمية كده؟ 

قامت وإبتدت تنفض هدومها بغضب وعدلت شعرها وبصت لحورية بحقد وإبتدت تركب
"•No dignity•" حرفيًا

• • • • • • • • •

قلبها دق لما سمعت صوت الباب وهو بيتفتح، لفتلُه بهدوء فـ إبتسم وقال وهو بيقرب منها: 
- بسم الله ما شاء الله، تبارك الخلاق فيما خلق! أنتِ... أنتِ جميلة أوي!! 

إبتسمت خلود بخجل وفركت إيديها بتوتر، قرب إيده من وشها وبدأ بحنية يمسد عليه وهو بيقول بعشق: 
- مش قادر أصدق إن كلها شوية وهتبقي بين إيديا! 

بِعدت وشها عن إيده وقالت بتوتر: 
- ط.طب.. طب يلا ن.نطلع علشان.. زمانهم مستنينا! 

إبتسم وهز راسه بهدوء وبدأو يطلعوا من بره صالون الكوافير، بصت لأخته اللي كانت واقفة جمب شخص والواضح إنه خطيبها، فـ إتكلمت خلود بإبتسامة: 
- إزيك يا قمر؟ 

إبتسمت نور وردت عليها: 
- الحمدلله كويسة! 

بدأو كلهم يتحركوا بالعربيات على مكان القاعة... 

• • • • • • •

إبتسمت وقالت وهي بتلِف قُدامه: 
- ايه رأيك يا زومي؟ حلوة؟ الدريس حلو؟! 

نفخ بنفاذ صبر وهو بيبص لساعته: 
- والله يا عيون زومي الوقت إتأخر وشاكك إن الفرح خلص أصلاً!! *رفع عينيه وقال بضيق* خلصي يا سارة بقالك ساعتين بتقوليلي *بدأ يقلد صوتها* الميكاب حلو يا زومي، طب الشوز ده حلو يا زومي ولا أغيره، طب الدريس يا زومي حلو!! 

وشها كشّر وقالت بضيق: 
- فيها ايه يعني لما أخُد رأيك يا حازم؟! مش أنت جوزي!! 

قام وقف قُصادها وقرب منها وملس على كتفها وقال بحب: 
- ياروح حازم، مش قصدي... بس الساعة حاليًا عشره ونُص! وده غير الطريق فـ احنا مستعجلين بس يا حبيبي! 

هزت راسها بتفهم وردت عليه: 
- خلاص أنا أسفة، يلا ننزل على ما أشوف سليم فين! 

نزل لتحت، أما هي دخلت الأوضة اللي فيها سليم وإبتسمت بهدوء وقالت: 
- يلا يا سليم؟ 

إتنهد وقرب منها ومسك إيديها وإبتدوا ينزلوا لتحت، وقفت سارة لما شافت خديجة وقربت منها وقالت بخجل: 
- معلش يا ماما يعني إني هتقل عليكي فـ إن جميلة وفرح يباتوا معاكي إنهاردة! 

ردت عليها خديجة بإبتسامة: 
- لا تعب ولا حاجة يابنتي، دول أحفادي

إبتسمت سارة وودعتها وطلعت من الباب لقيت حازم ساند على العربية... قربت منُه وركبت هي وسليم وهو كمان ركب وبدأ يسوق... 

وبمرور الوقت "
وصلوا كلهم للقاعة، سحب عمران لحورية الكرسي وقال بعشق: 
- إتفضلي يا أميرتي. 

بصتله ماسة وقالت بحزن: 
- ليه مش عملتلي كده يا بابا؟! 

إبتسم عمران وشدلها الكرسي  بتاعها وإتكلم بإبتسامة: 
- إتفضلي يا عيون بابا! 

إبتسمت بسعادة وقعدت على الكرسي، بصتله روجين مستنية إنه يعمل معاها الحركة دي كمان... بس إتفاجئت لما قعد وبدأ يتكلم مع حورية وهو مُتجاهلها تمامًا، جزت على أسنانها بغيظ وسحبت الكرسي وقعدت عليه وهي بتبصلهم بحقد... 

وبعد مرور دقايق، دلف المأذون للقاعة وخلود وجلال إتجمعوا وباقي المعازيم حواليهم، بدأت مراسم كتب الكتاب وأنهى المأذون بجملته المُعتادة: 
- بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير إن شاء الله! 

قال كلامه وقام وقف وكان لسه هيمشي إلا وأن قاطعه عمران وقال: 
- أستنى يا شيخنا، أنا كنت مطلق مراتي وعايز أرّجعها! 

إتصدمت روجين لدرجة إنها رجعت كذه خطوة لورا فـ إصتدمت بجسم صلب، لفت ودموعها كانت متجمعة في عيونها، بصلها وقال بإستغراب: 
- أنتِ كويسة؟ 

هزت راسها بالنفي ودموعها نزلت وسابتُه وطلعت لبره، عقد حواجبه وطلع وراها، فـ لاقها واقفة في جمب وهي حاطة إيديها على وشها وبتبكي بقوة، قرب منها وحط إيده على كتفها وقال بقلق: 
- أنا مش قصدي أضايقك، بس ممكن تحكيلي مالك؟ 

شالت إيده وبصتله وقالت بحدة: 
- إبعد عني!!! أنت مالك بيا وعايز مني ايه؟! 

سِكت بيتأمل ملامحها الجميلة... من أول شعرها الدهبي المموج شوية، وعيونها الخضرا اللي كانت مغطيها رموش كثيفة، وبشرتها البيضة وشفايفها اللي كانت متزينة بروج أحمر ناري، للحظات فضل يتأملها وهو بيسأل نفسه إن إزاي حد بالجمال ده يقدر إنه يبكي!، بصتله بغضب وقالت: 
- أنت ليه بتبص عليا كده؟ حابب نلتقط صورة؟! 

- نلتقط؟ 
قالها بسخرية واضحة، فـ عقدت حواجبها بغضب وكانت لسه هتسيبه وتمشي إلا وإن مسك دراعها بقوة وثبتها، بصت لإيده وقالت بشراسة: 
- قولتلك إبعد إيدك عني!!! 

قرب من ودانها وقال بهمس: 
- هسمعك... بس إحكيلي! 

بصتله للحظات بتردُد فـ بصلها بنظرات طمأنينة، إتنهدت وبِعدت شوية عنه وإبتدت تحكيله كل حاجة عن علاقتها بعمران... وهو كان بيسمع كل كلمة منها بصدمة لحد ما خلصت وأجهشت في البُكاء، حس بخنقة جواه لما شاف دموعها وقال بضيق: 
- إهدي يا روجين ماتعيطيش!! أنا هجبلك حقك! 

رفعت عيونها اللي كانت ورامة من البُكاء وهمست بضعف: 
- أ.أنت.. أنت مين؟! 

- أنا معتصم الصفوان. 

• • • • • • • • • • •

بمرور الوقت "

كان الفرح إنتهى وكله إبتدى يرّوح.... 
دخلت بخطوات تقيلة جوا الشقة وبلعت ريقها بصعوبة أول ما حست بصوت الباب بيتقفل وراها، لفتله وبان على وشها معالم الخوف، فـ إبتسم وقرب منها وإتكلم بحنان: 
- إهدي يا خلود، أنا عمري ما هأذيكي! 

خفضت بصرها للأرض وهي بتفرُك إيديها ومش قادرة تبصله، رفع دقنها ليه بإيده وبص لعيونها العسلية وقال بحب: 
- يلا ندخل أوضتنا تغيري هدومك ونصلي.. 

هزت راسها ومشيت معاه لجوا أوضتهم، إتجهت لدولاب اللي كان موجود وطلعت بيچامة ليها فـ ضحك بهدوء وبدأ يطلع لبس ليه هو كمان.. 

بعد شوية، كانوا خلصوا فرضهم وقاعدين على سجادة الصلاة، بصلها وزاح الحجاب اللي على راسها وإبتسم بإنبهار أول ما شاف شعرها اللي بيشبه لون عيونها، قرب منها ودفن راسه في عنقها وهو بيستنشق ريحته... غمضت عينيها لما حست بإيده بتفتح أزاز بيچامتها و........ 

• • • • • • • • •

- أخيرًا جينا الشقة دي تاني!! كانت وحشاني أوي! 
قالتها ماسة بفرحة، فـ إبتسم عمران ونزل لمستواها ورد عليها بحب أبوي: 
- كل حاجة أنتِ عايزاها هتكون تحت أمرك يا حبيبتي

حضنته بسعادة وقالت: 
- بحبك أوي يا بابا! 

إبتسم وبِعد عنها فـ جريت على أوضتها بسرعة، رجع بص لحورية وقال بخبث: 
- طب ايه؟ 

بصتله بتوتر ودخلت الأوضة بتاعتهم، دخل وراها وإبتدى يقرب منها بهدوء لحد ما قعدت على السرير، إبتسم وبص لعينيها وقال بإشتياق: 
- وحشتيني! وحشني كل حاجة فيكي! 

بمجرد ما قال كده، طل عليها بجسمه العريض وحضنها لدرجة إنها حست بعضمها وجعها، بِعد شوية ورفع وشه وقال وهو بيملس على شفايفها بعشق: 
- دول وحشوني أكتر مما تتخيلي!!

بمجرد ما قال كده، قرب منها و......
فتحت عينيها بتعب وأول ما وقع نظرها عليه... هو! 
إبتسمت وحاولت تقوم ولكنها مقدرتش، فـ فضلت بصالُه وهي بتتأمل كل تفصيلة فيه... حست بيه وهو بيفتح عينه بهدوء لغاية ما فاق، إبتسم وبصلها وقال بعشق: 
- صباح الجمال يا حوريتي! 

ردت عليه بحب: 
- صباح الخير، هقوم أحضرلك فطار وفنجان القهوة بتاعك! 

حاولت إنها تقوم تاني بس هو شدها من إيديها بحركة سريعة وقال بهمس عاشق: 
- ماتتحركيش من جوا حضني!! ده مكانك! 

رفعت إيديها وملست بيها على وشه وقالت بإبتسامة: 
- أنا عارفة! بس سيبني أقوم أخد شاور وأحضرلك تاكل قبل ماتروح الشركة

هز راسه بالنفي وضمها ليه أكتر وهتف: 
- تولع الشركة باللي فيها، طالما أنتِ معايا.. مش بيشغلني أي حاجة تانية! 

إبتسمت ومسدت على ضهرُه العريض بإيديها، فـ همس جمب ودنها بمكر: 
- على فكرة أنا مُستغل اللحظات أوي!! 

قال كلامه وباسها بعشق ولكن قاطعهم صوت رنة تليفونه، ماردش، فـ حاولت تزقُه بخفة لكنها فشلت، رن التليفون للمره التانية فبِعد عنها بضيق وقال بغضب ولهاث: 
- مين ابن الكلب اللي بيرن في وقت زي ده!! 

كتمت ضحكتها بصعوبة، أما هو مسك تليفونه ولاقاه حازم، فتح المُكالمة وقال بغضب: 
- في ايييه يا حاازم؟!!!! ماتحِل عن اللي جابوني بقى!!! 

إبتسم حازم وقال ببراءة زائفة: 
- في ايه بس يا روحي؟ مالك بتنهج كده ليه؟ *شهق بخضة مُزيفة وكمل* أنت تعبان!!! 

جز على أسنانه بغيظ وبدأ يشتمه تحت ضحكات حازم المكتومة، فـ إتكلم عمران بغضب: 
- خلص قول عايز ايه!! أنا مش فاضيلك! 

إتنهد حازم ورّجع ضهرُه لورا وقال بإرهاق: 
- مجتش الشركة ليه؟ 

قبل ما يرد عليه أفتكر روجين فـ قال بسرعة: 
- عملت ايه في موضوع روجين؟! 

بصتله في الوقت ده حورية باهتمام شديد، رد عليه حازم وقال: 
- سافرت، ماتقلقش! 

إتنهد عمران بإرتياح وبدأ يتكلم معاه شوية وبعدها أنهى المُكالمة، بصتله حورية وقالت بغيرة: 
- مالها عديمة الكرامة دي كمان؟! 

ضحك عمران بقوة وبعدها قرب منها وحاوطها بإيده وقال بهمس: 
- أهي غارت في داهية يا حبيبي *بصلها وعقد حواجبه وقال بشر* وأنتِ يا حورية لو مانهيتي علاقتك بالكلب اللي اسمه معتصم... هقتله!! وأنتِ حُره بقى! 

إبتسمت حورية بسعادة وبعدها قالت بدلع: 
- عيوني يا قلبي، طب بمناسبة الخبر التُحفة ده، أنا عايزة أتفسح شوية يا عمراني!

باس راسها بحنان وقال: 
- أنتِ تؤمري يا حبيبي، بليل نبقى نطلع أنا وأنتِ وماسة أوديكي المكان اللي تحبيه!  

باسته من خدُه بسعادة.. 

• • • • • • • • •

فتح عينه وإبتسم أول ما شافها حضناه، إتعدل شوية وفضل يتأمل ملامحها الجميلة بحب... إبتدت تفتح عيونها واحدة واحدة بتعب لحد ما شافته بيبصلها، إنكمشت من الخجل داخل أحضانه، فـ ضحك وقال: 
- صباحية مُباركية يا خوختي

رفعت عيونها ليه وقالت بإبتسامة: 
- ربنا يباركلي فيك

إبتسامته إتسعت أكتر وميّل عليها وهو بيبوس راسها، قامت من مكانها وهي بتشدد على الروب وقالت بخجل: 
- ه..هاخد دُش وهعملك فطار

إبتسم وهز راسه بهدوء وهي سابته وراحت الحمام، إتعدل من على السرير وراح يغسل وشها وبعدها رجع تاني مسك تليفونه وولع سيجارة... 
فتح تليفونه فـ لقى عِدة مُكالمات من اللوا، بلع ريقه بقلق وبدأ يتصل عليه وبعد لحظات سمع زعيق قوي في التليفون: 
- أنت مابتردش عليييا ليه يا جلال!! أنت نسيت نفسك؟!! 

أخد جلال نفس عميق ورد عليه: 
- بعتذر يافندم والله بس كنت عامل التليفون صامت وزي ما حضرتك عارف يعني إن إنهاردة صباحيتي!

إتكلم بسخرية: 
- ومالها يعني صباحيتك؟؟ تجيلي دلوقتي حالاً يا جلال، عندنا مهمة! 

عقد جلال حاجبه بإستنكار من كلامه وقام طلع البلكونة وقال بعدم تصديق: 
- بس يافندم المفروض دي أجازتي!، حضرتك مديهالي بنفسك من يومين!! 

هدر فيه بقسوة: 
- لو ماجتش في خلال ساعة، هعتبر إن ده جواب منك إنك عايز تستقيل من شغلك يا... هه... يا حضرة المقدم! 

قال كلامه وقفل الخط في وشه، نفخ جلال بضيق ورمى السيجارة ودخل تاني للأوضة وراح ناحية دولابه وطلعله هدوم، دخلت عليه في الوقت ده خلود وهي شايلة صينية الفطار، حطتها على جمب وقربت منه وقالت بإستغراب: 
- أنت رايح فين؟ 

بدأ يلبس هدومه وهو بيقول بإستعجال: 
- اللوا ابن الـ.. رن عليا وقالي أجي بدل ما أستقيل من الشغل، أستغفر الله العظيم وأتوب إليه!! 

ضحكت خلود بخفة وبصت للأكل وقالت: 
- طب كُل أي حاجة علشان ماتتعبش! 

إبتسم وباس جبينها وقال بحنان: 
- معلش يا حبيبتي، يلا سلام يا خوختي! 

أخد مسدسه وطلع وسابها، بصت على طيفه بإبتسامة وراحت لسرير وغمضت عينيها بتعب.... 

• • • • • • • •

بليل"

كانت بتلبس هدومها وهي بتبصله في المرايا ومُبتسمة، ضحك بخفة وقرب منها وضمها من ضهرها وقال: 
- ايه يا قمري... بتبصيلي كده ليه؟! 

لفتلُه وبصت في عيونه وقالت بحب: 
- بحبك، بحب اتأملك، بحبك كلك، عيونك، ضحكتك، شعرك، حواجبك، جسمك، عصبيتك، غيرتك، رجولتك، أنت كلك جميل أوي يا عمران! 

إبتسم وباسها برقة وقال: 
- أنا مش قد كلامك ده!! 

ضحكت ولفت تاني وإبتدت تعدل حجابها، وبعد ما خلصت إبتسمت وقالت: 
- يلا يا عيوني

هز راسه بإبتسامة وطلعوا وبدأت تِنده على ماسة اللي طلعتلها من جوا وقالت بإبتسامة: 
- جهزت يا ماما

باست حورية راسها بحنان وبعدها بصت لعمران وقالت بحزن: 
- كان نفسي زين يبقى معانا! 

ملس على وشها و رد عليها بحنان: 
- عادي يا حبيبتي، زين هيبقى معانا كتييير مش مشكلة إنهاردة يعني! 

هزت راسها وطلعوا من الشقة ونزلوا للعربية وبدأ عمران يسوق.. 

• • • • • • • •

- زي ما قولتلك كده، تنفذ اللي قولتهولك إنهاردة!! عايز أسمع خبر موتها... أنت فاهم؟! 

رد عليه بطاعة: 
- أمرك يا باشا، حضرتك تؤمر وأنا... أنفذ! 

إبتسم وقفل المُكالمة وبص قُدامه للفارغ وقال بشر: 
- هي دي الحاجة الوحيدة اللي هتوجع قلبك يا عمران، هتفضل تبكي عليها طول العمر!! يغور المزاج وسنينُه بس أهم.... أخد حق روجين منك وكرامتي اللي بهدلتها قُدام رجال الأعمال كلهم!! هخليك تبكي بدل الدموع دم يا... زعيم! 

قال كلامه وفضل يضحك بشر وهو مستنى الخبر على أحر من الجمر.... 

• • • • • • • • 

مر الوقت عليهم بسرعة وبص في الساعة لاقاها 12 بليل، إبتسم وقال: 
- كده فُله أوي، يلا نرّوح بقى يا حبيبي! 

هزت راسها وقامت من على الكرسي وخرجوا التلاتة من المطعم، ركب عمران العربية وبدأ يمشي وهو حاسس بصوت حاجة غريبة في عَجل العربية... بدأ يركن على جمب، فـ بصتله حورية بإستغراب، وبدأ ينزل وهو بيتفحص العَجل، نزلت حورية معاه وقالت بإستفسار: 
- في ايه؟ 

- مفي.... حاااااسبييييي!!!!!!!! 
قالها بصراخ وضمها لحضنه بقوة وخلى ضهرُه في مواجهة الشخص اللي كان لابس قناع ومصوب المسدس ناحيتها... صرخ بآلم لما الرصاصة إخترقت ضهرُه تليها رصاصة تانية، هرب الشخص بسرعة أما هو... فـ جسمه بدأ يضعف ووقع على الأرض، وقعت معاه حورية وبصتله بصدمة وهمست بعدم تصديق: 
- ع.عمران! عمران... لا!! ماتسيبنش! 

رفع إيده بصعوبة ومسح بيها دموعها وقال بإبتسامة: 
- خ...خليكي.. عارفة... إ.. إني.. ب..بحبك... أوي... و... وهتف..هتفضلي... حورية.... العمران... لل...للأبد! 

في الوقت ده نزلت ماسة من العربية وإبتدت تبكي وهي بتقرب منُه: 
- بابا!! لاا! 

بصلها عمران وحاول يقاوم أكتر شعور إنه يغمض عينه ويستسلم وقال بصعوبة والعرق بيتصبب من جبينه: 
- ماسة... بابا... ب.بحبك. 

قال كلامه وغمض عينه وجسمه سكن تمامًا، بصتله حورية بصدمة وعدم تصديق وبدأت تهز راسها بهيستريا وقالت بصراخ: 
- لاا يا عمرااان!!! أرجوووك لااا!! علشان خاطررري فتّح عينك!! أبوس إيدك رد عليا!!! 

ملقتش منُه رد فـ بدأت تحط إيديها وتحسس على النبض اللي في رقبته وحمدت ربنا إن فيه نبض حتى ولو ضعيف، طلّعت تليفونها بسرعة وبدأت ترن على محمد اللي رد عليها على طول، صرخت فيه بدموع وقالت: 
- إلحقني يا بابا!!! عمران... عمراان حد ضرب عليه ناااار!! أرجوك تعالى بسرعة!! أنا... في******، متتأخرش وغلاوة ماما عندك!! عمران هيروح مني يا بابا! 

رد عليها محمد بسرعة وهو بيقوم من سريره وطلع من الأوضة وبعدها الشقة: 
- هتصل بحازم وأجيلك!! 

أنهى المُكالمة، فـ إتعدلت وقامت شوية وهي بتحاول تشدُه ولكن جسمه القوي ما ساعدهاش، بصت لماسة وقالت برجاء: 
- ساعديني يا ماسة!! 

مسحت ماسة دموعها بكف إيديها وبدأت تحاول تساعدها إنهم يدخّلوا عمران العربية وفعلاً دخّلوه وقعدت حورية جمبه وبدأت تملس بإيديها على وشه وهي بتقول بوجع: 
- خير يا حبيبي... إن شاء الله هترجع لينا وهتبقى أحسن من الأول كمان! 

وبعد دقايق كان وصل حازم ومحمد، نزل من عربيته بسرعة وفتح الباب وبص لعمران اللي كان سايح في دمه والدم مغرق العربية، ركب بسرعة في الكرسي الأمامي وبص لماسة وقال: 
- معلش يا حبيبتي إنزلي إركبي مع جدو

هزت راسها بحزن ونزلت من العربية وقربت من محمد وإترمت في حضنه وهي بتشهق من البُكاء، ملس على شعرها ودخّلها العربية وبدأ يسوق بسرعة ورا حازم.... 

• • • • • • • • • 

خمس ساعات.... خمس ساعات متواصلين واقفة على رجليها قُدام باب العمليات بدون ملل... بس شعور الخوف من فُقدانه كان مأثر عليها بشكل كبير، بصت لرجليها اللي إزرقت من الوقفة ولكن قطع شرودها صوت فتح باب العمليات وطلع منه دكتور وهو عرقان بقوة وشال الكمامة اللي على وشه وبصلهم وقال: 
- فين أهل الحالة اللي جوا؟! 

قربوا منُه كلهم بلهفة، فـ بلع ريقه وقال: 
- ............
- الحمدلله... هو كويس حاليًا والرصاصتين ماجوش في أي أعضاء ولا أي أماكن حساسة، بس هو إتصاب ولكن سطحي، هننقله كمان شوية لأوضة عادية... بس أستاذنكم تدفعوا المصاريف! 

قال الدكتور كلامه، فـ إتنهدت حورية بإرتياح وسجدت على الأرض وهي بتشُكر ربنا، قربت منها ماسة وقالت بسعادة: 
- يعني بابا كده رجع وبقى كويس؟! 

بصتلها وملست على شعرها وقالت بدموع فرح: 
- أيوة يا عيوني، بقى كويس وبخير بفضل ربنا! 

إبتسم حازم وحمد ربنا في سرُه وراح علشان يدفع المصاريف، قامت حورية من تاني لما شافت دكتور شايلُه على سرير مُتحرك، قربت منه بلهفة وبصت لعمران وكانت لسه هتتحرك معاه لكن الدكتور مانعها: 
- أسف يا مدام، مش هينفع تدخلي معاه غير لما حالته تتحسن أكتر أو يفوق!! 

إتنهدت بقلة حيلة وهزت راسها، دعى محمد ربنا إنه يقومه بالسلامة... 
قربت حورية منُه وقعدت جمبه وقالت بسعادة: 
- كان هيحصلي حاجة! 

طبطب على كتفها وقال بحنان: 
- بعد الشر عليكي وعليه!! 

إبتسمت حورية وفضلوا قاعدين شوية لغاية ماخرج الدكتور وقال بهدوء: 
- كمان شوية وهيفوق، لو حابين تدخلوا دلوقتي مفيش مشكلة، بس ياريت لو فاق تبلغوني! 

كلهم قاموا ودخلوا بلهفة، قربت منُه حورية الأول ومسكت إيده باستها وقالت بحب وهي بتبصله: 
- ألف سلامة عليك يا عمراني، يارب كان أنا وأنت لا! 

قعدت ماسة على السرير وباست خدُه وإتكلمت: 
- ألف سلامة عليك يا بابا 

سابت حورية إيده وقعدت جمبه، قرب منُه محمد وطبطب على كتفه بإبتسامة... 
أما حازم باسه من راسه وهو بيقول بتنهيدة: 
- وقعتلي قلبي ياخويا... بس أنا عارف إنك جامد وكنت هتقدر! 

قعدوا كلهم حواليه بعض الوقت، وفجأة حست بيه حورية بيشدد على إيديها فـ بصتله بصدمة وهي شايفة إنه بيضغط على جفن عيونه، إبتسمت وقامت وهي بتقول: 
- عمران بيفوق!!! 

إتجمعوا حواليه أما حازم راح يبلغ الدكتور، فتح عيونه وهمس بتعب وصوت ضعيف: 
- أ.أنا... فين؟ 

قربت منُه حورية وقالت بعشق: 
- حمدلله على سلامتك يا عيوني

بدأ يفتكر اللي حصل وحاول يتعدل شوية ولكنه حس بآلم شديد جدًا في ضهرُه، سندته وقالت بلهفة: 
- إهدى يا حبيبي، إرتاح! 

بصلها وبص لماسة بتفحص خوفًا من إنهم يكونوا إتأذوا: 
- أنتوا كويسين؟!! 

باست جبينه وهي بتقول: 
- كويسين يا حبيبي

رفع إيده ولمس بيها خدها وقال بإبتسامة: 
- بحبك. 

• • • • • • • • 

- إزاااي يعني يا غبي!!! إزاااااي! مش قولتلك تموّت حورية! موّته هو ليييه؟!! 
قالها معتصم بغضب جحيمي وعروق بارزة، بلع الشخص ده ريقه وقال بتوتر: 
- ماهو أصله يا باشا شافني وخباها بسرعة والرصاصة جت فيه... حتى لما حاولت أضرب كمان واحدة عليها بس هي جت فيه هو، شكله مات يا باشا خلاص. 

ضرب معتصم على المكتب بقوة وقال: 
- غبي!!!!! أنت واحد حمااار مش بتفهم!! 

قال كلامه وقفل المُكالمة وهبد التليفون بعنف على الأرض ورجع ضهرُه لورا وقال: 
- مش مشكلة مين فيهم اللي خلصت منُه، أهم حاجة دلوقتي إني وجعت قلبها على حبيب القلم! 

قال كلامه بشر وطلع تليفونه وبدأ يتصل على حد وبعدها قال: 
- عاملة ايه يا روجين؟ 

ردت عليه: 
- كويسة، أنت عملت ايه؟ 

- عمران مات... بس حورية لا! 
قالها ببرود وهو بيسمع شهقات الصدمة منها، ومن بعدها قالت بدموع: 
- قتلته؟!! ليييه!! احنا كنا متفقين تقتلها هي!! قتلت عمران ليييه؟!!! حرااام عليك!! أنت وجعتلي قلبي أكتر ماهو موجوع! 

رد عليها بضيق: 
- إشمعنا يعني، كنت عايزاه هو؟؟! 

بصت لتليفون بشر وهمست: 
- سلام! 

قفلت المُكالمة ومسحت رقمه، بعدها طلعت رقم حد وبدأت تتصل عليه ودقيقة وجالها الرد: 
- الو؟ 

- بلغي زوجك يا سارة إن اللي قتل الزعيم هو معتصم الصفوان. 
بمجرد ما قالت كده قفلت المُكالمة، شهقت سارة بصدمة وحاولت تبان طبيعية علشان ماتخوفش خديجة وشريف، إستأذنت منهم وطلعت شقتها وهي بترن على حازم اللي رد عليها: 
- أخوك... أخوك مات يا حازم؟!!! 

عقد حواجبه وقال بغضب: 
- ايه اللي أنتِ بتقوليه ده؟! بعد الشر عليه!!، هو أه في حد حاول... بس هو كويس دلوقتي! 

إتنهدت بإرتياح: 
- الحمدلله، أصل في واحدة رنت عليا وشكلها اللي اسمها روجين دي، بتقولي إن معتصم الصفوان هو اللي قتله! 

إتصدم حازم وبص لعمران اللي كان بيبصله بتعب، بلع ريقه وقال: 
- إقفلي يا سارة دلوقتي! 

أنهى المُكالمة وبص لعمران وقال بغضب: 
- ابن الكلب معتصم هو اللي عمل كده!! 

شهقت حورية بصدمة وحرفيًا كلهم كانوا مصدومين... فاق عمران من صدمته وقال بغضب: 
- ابن الكلب كان عايز يقتل حورية!! يقتل حوريتيييي أنا!!! وديني لأخليه يتمنى الموت، حاول تجيبلي الكلب ده على المخزن يا حازم!! 

مسكت حورية إيده وبصتله وقالت بحنان: 
- إهدى يا عيوني ماتعصبش نفسك، بلغ الشُرطة وهما هياخدوه

هز راسه بالنفي وهتف: 
- لا! كلكم عارفين إن اللي بيجي على حاجة تخصني... بخليه يتمنى إنه مكنش وقع في إيدي! 

إتكلم محمد في الوقت ده: 
- بس يابني كده ممكن تإذي نفسك! 

إبتسمله عمران بهدوء وقال: 
- متخافش ياعمي، أنا عارف أنا بعمل ايه كويس. 

• • • • • • • • 

فتح الباب وهو على وشه علامات الإرهاق الشديد، دخل الأوضة لاقها قاعدة بتفرُك إيديها بقلق وهي مستنياه، أول ما شافته قامت بسرعة وقربت منُه وقالت بعتاب: 
- يوم كامل بره البيت يا جلال؟! 

بصلها بتعب وقعد على السرير وهو بيقول: 
- أعمل ايه بس؟، الشغل هلكني! 

قعدت جمبه وحطت إيديها على كتفه وقالت بحنية: 
- طب ريّح شوية يا حبيبي على ما أحضرلك أي لقمة تاكلها

هز راسه بالنفي وهمس: 
- أنا عايزك جمبي، متقوميش دلوقتي! 

إبتسمت، أما هو نام على السرير وفرد دراعه، قربت منُه ونامت جمبه ودراعه حاوطها، بص لعيونها وبإيده التانية زاح خصلاتها ورا ودنها وقال بحب: 
- هو ده الشيء الوحيد اللي هيهون عليا بعد كده... حضنك! 

إبتسمت بخجل وقالت: 
- ط.طب أنت مش هتاكل؟ مأكلتش حاجة من إمبارح! 

غمض عينه وقال بإرهاق: 
- لما أصحى هبقى أكل... بس خليكي في حضني متقوميش منُه! 

هزت راسها وهو بدأ يروح في نوم عميق وهي كمان.... 

في صباح يوم جديد "

فتح عينه بضيق على صوت رنين تليفونه، مسكه وبص لاسم المُتصل وبدأ يرد: 
- ايه يا حازم؟! 

- جيبتهولك المخزن، هروّقهولك ليومين على ماتتحسن شوية
قال حازم كلامه وكان لسه هيقفل لكنه إتصدم من كلام عمران: 
- أنا جيلك دلوقتي، يلا سلام

قفل المُكالمة وحاول يقوم بس إتألم بشدة من ضهرُه، في الوقت ده فتحت عينيها وقامت إتعدلت بلهفة وقالت: 
- رايح فين يا حبيبي، عايز تروح الحمام؟ 

إبتسملها وهز راسه بالنفي: 
- لا يا حوريتي، ساعديني بس أقوم وهقولك!

هزت راسها وقامت وبدأت تساعده، بصلها وطبع بوسة خفيفة على شفايفها وبعدها قال: 
- رايح مشاور مهم أوي وجاي

هزت راسها بهيستيريا وقالت: 
- إنسى!! الدكتور قال ممنوع إنك تتحرك كتير علشان غلط! 

باس راسها وقال بحب: 
- أسف يا حبيبتي

قال كلامه وسابها وبدأ يمشي وهو بيحاول يتحمل الآلم الرهيب اللي حاسس بيه، دموعها نزلت وجريت عليه ووقفت قُدام الباب قبل ما تخرج وقالت بتصميم:
- مستحيل تمشي!، أنت لو حصلك حاجة بعد الشر أنا مش هكون مبسوطة! 

بصلها للحظات وبعد كده رفع إيده وحطها على رقبتها بهدوء وهمس: 
- مش هيحصلي حاجة! 

بصتله بعيون مليانة دموع وهمست: 
- أوعدني!! 

- أوعدك. 

• • • • • • •

كان واقف قُدامه وهو حاطط إيده في جيبه وبيبصله بإستحقار، رفع أمجد عيونه ليه وقال بحقد: 
- كنت عارف إنك مش بتموت بسهولة! أنت أكتر شخص بكرهه في حياتي!!! 

إبتسم عمران ببرود وهتف: 
- وده شيء يسعدني إنك بتكرهني! 

طلع من جيبه مسدس وبصله للحظات شوية وبعدين رجع بص لمعتصم وقال: 
- تفتكر ممكن لما أقتلك ناري تطفي؟ 

بلع ريقه بخوف وهو بيقول: 
- مش هتقدر!! 

ضحك عمران بقوة وشاور لواحد من الحرس كان واقف في ركن من المخزن، قرب منُه وفي إيده كرسين، قعد عليه وحط رجل على التانية وبصله بخبث وقال: 
- تفتكر لما واحد يحاول يإذي الزعيم أو حاجة تخُصه، يبقى مسيرُه ايه؟! 

نده عمران في الوقت ده على حازم اللي دخل من المخزن وقرب منهم وقال بإبتسامة مستفزة: 
- أيوة يا شق، محتاجني في أي خدمة؟ 

شاورله على الكرسي فـ قعد حازم عليه نفس قعدة عمران... إتوتر معتصم لدرجة إنه زحف لورا خطوتين، ضحك حازم وقال بسخرية: 
- مالك بس يا ميمو؟ خايف أوي كده ليه؟! 

حاول يفُك الحبل اللي هو مربوط بيه وقال بقوة زائفة: 
- طب فُكوني وهوريكوا أنا خايف ولا لا! 

شاور عمران لحازم بإنه يفُكه، قام حازم وبدأ يقرب من معتصم وبدأ يفُك و....
أول ما فَك الحبل من على رجله وإيده، ضربُه معتصم في وشه بحركة غدر، رجع حازم لورا شوية وحط إيده على وشه بغضب... قام عمران من مكانه وهو بيحاول يتحمل وجع ضهره وقرب منُه وقال بشر: 
- لسه الغدر في دمك من زمان يا معتصم! 
أول ما قال كده إنقض عليه باللكمات في وشه، إبتسم معتصم بشر وضربه بعنف في ضهرُه وجنبه ضربات تلقائية لكنها جت في مكان إصابته... بِعد عمران لما حس بآلم شديد لدرجة إنه وقع على الأرض وهدومه إتملت بالدم، إتخض حازم وقرب منُه وقال بخوف: 
- أنت كويس؟؟ قوم معايااا نروح المستشفى! 
حط عمران إيده على ضهرُه بتعب شديد وهمس: 
- ح.حا..سب يا.. حازم. 
حس حازم بضربة قوية على دماغه فـ وقع على الأرض، بصلهم معتصم وهو ماسك مسدس عمران وقال بخبث: 
- ايه رأيكم؟ كنتوا عايزين تقتلوني مش كده؟! هههههه أديني أنا اللي هـ.... 
مكملش كلامه بسبب الحارس اللي كتّفه من إيده وضربُه في رجله بقوة خلاه يركع على الأرض، إتصدم معتصم وبص ورا وقال بغضب وهو بيحاول يتخلص من قبضة إيدي: 
- إبعد!!! شييل إيدك يابن الكلب!!! 
قام حازم وقرب منُه وضربُه ضربة قوية في وشه خلت شفايفه تنزف، مسكه بعدها من هدومه وبصله وقال بشر: 
- هندمك يا حقير، هخليك زي الكلب هنا شوية تضرب من الحرس وبعدها هجيلك يا و**!! 
قال كلامه وبصله بإشمئزاز وقرب من عمران اللي كان فقد وعيه من كُتر الدم اللي نزفه والوجع اللي كان حاسس بيه، إبتدى يسّنده لحد ما طلعوا من المخزن وشاور حازم للحرس اللي بره بإشارة هما عارفينها كويس وبعدها دخلوا المخزن.... بدأ حازم يرّكب عمران العربية وركب هو كمان وبدأ يسوق على أقرب المستشفى... 
• • • • • • • • 
بعد ما خلص الدكتور فحصه، بصله حازم وهو بيتابع تعبيرات ملامحه وقال بقلق: 
- طمني يا دكتور! 
رفع الدكتور عينه ليه وقال بغضب: 
- إزاي!! إزاي تسيبوه كل ده في الحالة دي؟!! أنتوا مش عارفين ممكن يجراله ايه؟؟ 
ضيق حازم عينه بعدم فهم، فـ بِعد الدكتور عن عمران وقال:
- هو محتاج عملية ضروري جدًا!! 
رد عليه بصدمة: 
- عملية؟ عملية ايه دي يا دكتور؟!! 
قام وقف وبص لعمران وإتكلم: 
- الواضح إنه إضرب رصاصتين في ضهرُه وحضارتكم روحتوا عند دكتور مابيفهمش ولو كان إستنى أكتر من كده كان هيؤدي لوفاته!!! أنت تحمد ربنا أصلاً إنه إتكتبله عمر جديد!! الرصاصة الأولى فعلاً من مكانها كانت سطحية لكن التانية أدت إلى إصابة خطيرة وده غير الدم اللي نزفه والدكتور اللي روحتوله ده قال إنها سطحية وكله هيبقى تمام ومفيش حاجة تمام ولا نيلة!، بقولك ايه مش هعرف أشرحلك دلوقتي! 
بدأ ينده على حد فـ دخلت دكتورة وقالت بسرعة: 
- نعم يا دكتور مصطفى؟ 
- جهزوا أوضة العمليات حالاً!! 
كان واقف قُدام غرفة العمليات... وبيمشي في الطُرقة بقلق شديد على أخوه ومش بس أخوه ده روحه!! تليفون عمران كان بيرن باسم حورية اللي مر الوقت ولاحظت غيابه... وفجأة قعد على الأرض بقلة حيلة ودموعه نزلت وهو بيدعي من كل قلبه يكون كويس... قام وقف وقرب من إزاز غرفة العمليات، وفجأة إتصدم حازم وقلبه دق بعنف وهو بيراقب الممرضين بيجروا في كل أنحاء الغرفة وباين عليهم القلق الشديد... ماقدرش يشوف أكتر من كده ومسك تليفون عمران بإيدين مُرتعشة والرؤية مكنتش واضحة بسبب الدموع اللي متجمّعة في عينيه، طلّع رقم حورية وبدأ يرن عليها وهي فتحت بعد لحظات، كانت لسه هتتكلم بس هو قاطعها: 
- تعالي يا حورية أرجوكي... عمران محتاجاك أوي! 
إتصدمت وقلبها إتقبض بقوة وهي بتقول بخوف: 
- ماله عمران؟! حصله ايه؟! أنتوااا فييين؟! 
بدأ حازم يقولها على عنوان المستشفى وقفل الخط بسرعة لما الباب إتفتح، قرب منُه دكتور وبصله وقال: 
- محتاج مُتبرع بكيسين دم، الحمدلله هو تمام بس فقد دم كتير بسبب الإصابة والجرحين اللي إتفتحوا 
بصله حازم بعدم إستيعاب وبعدها إتنهد وقاله: 
- أنا هتبرع... 
هز الدكتور راسه وشاور على أوضة معينة وقال: 
- طب إتفضل معايا نعمل شوية فحوصات دم علشان نشوف في تطابق أو لا. 
هز حازم راسه وبدأ يروح وراه.. 
وبعد عِدة فحوصات إتنهد الدكتور وقال بأسف: 
- للأسف التطابق مش كامل!
عقد حازم حواجبه وقال: 
- هو ايه اللي مش كامل! أنا أخوه يعني أكيد زيه!! 
- مش شرط حضرتك! 
في الوقت ده، سمع حازم صوت حورية فـ طلع بسرعة من الأوضة وأول ماهي شافته جريت عليه وقالت بخوف: 
- عمران ماله؟؟ عمران فين يا حازم؟! 
بصلها حازم للحظات وبعدها قال بهدوء
- لو طلبت منك خدمة، هتعمليها يا حورية؟ 
- طبعًا!! 
قالتلها بدون تردُد وهي لسه مش فاهمة حاجة، إبتسم وبصلها وبعدين شاور لدكتور وقال: 
- عمران محتاج كيسين دم يا حورية، موافقة تتبرعيله؟! 
إتصدمت وسكتت وهي لسانها متلَّجم عن النُطق، بصلها حازم بخيبة أمل وهو بيحسب إنها رافضة من سكوتها، وبدأ يلف لدكتور وكان لسه هيتكلم بس هي قاطعته: 
- موافقة!!! 
إبتسم حازم، فـ إتنهد الدكتور وقال بهدوء: 
- طب إتفضلي معايا نشوف فصيلة الدم مُتطابقة ولا ايه! 
هزت راسها وراحوا للأوضة وبدأ يعمل عليها شوية فحوصات وطلعت نفس الفصيلة، إبتسمت حورية بفرحة والدكتور بدأ يسحب منها الدم المطلوب وبعد ما خلص قال: 
- كده كويس أوي، بس أنتِ محتاجة ترتاحي دلوقتي وهخلي الدكتورة تجيبلك عصير تشربيه كله علشان الدم اللي فقدتيه وميحصلكيش أي مُضاعفات! 
هزت راسها بالنفي وهي بتقول: 
- لا مش عايزة حاجة، شكرًا! 
بصلها الدكتور بضيق وبعدها بص لحازم اللي قرب منها وقال: 
- مش هينفع يا حورية، كده هتتعبي! 
قلبت عينيها بملل وجت علشان تقوم من على السرير لكنها حست بدوار شديد وشحب وشها فـ سندت بإيديها على حازم... نفخ الدكتور بغضب وقال: 
- إتفضلي إرتاحي يا مدام وبلاش عناد، علشان لو فضلتي واقفة أكتر من كده هيغمى عليكي وأنتِ ضعيفة لوحدك أصلاً! 
بصتله بغضب وهتفت: 
- قصدك ايه بإني ضعيفة؟!!! ما تتكلم عِدل يا دكتور! 
بصلها الدكتور بغيظ وقال وهو بيمشي من قُدامها: 
- هو أنا ناقص مجانين هنا ولا ايه!! 
شهقت حورية بصدمة وإتكلمت بعدها بعصبية: 
- بقى أنا مجانين يابن المجنونة!! 
سّندها حازم لسرير وقال بضحك: 
- إهدي خلاص... هروح أشوف عمران وشوية وجاي! 
هزت راسها فـ طلع حازم من الأوضة، ودخلت دكتورة عندها وهي في إيديها إزازة عصير كبيرة، شهقت حورية بخضة وإتكلمت بعدم تصديق: 
- نهااار اللي جابوكي إسووود! 
رفعت حاجبها وقالت بغضب: 
- بتقولي حاجة حضرتك؟! 
حمحمت حورية وقالت بحرج: 
- أقصد نهار اللي جابوا حضرتك إسود... المفروض إني أشرب الإزازة دي كلها؟! 
بصتلها الدكتورة بغضب وحطت العصير جمبها وقالت: 
- ده المفروض، ايه الـeffrontery دي!! 
طلعت الدكتورة وسابتها، نفخت حورية بضيق وحاولت تتعدل بس مكنتش قادرة حتى ترفع جسمها، حست بالدوخة وسواد قُدامها وفجأة....فقدت الوعي... 
بمرور الوقت "
فتح عمران عينه بصعوبة وشاف قُدامه حازم اللي إبتسم وقال: 
- حمدلله على سلامتك يا بطل
ضيق عمران عينه وقال بتعب: 
- هو...ااه.. هو ايه اللي حصل؟! 
طبطب حازم على كتفه وقال بحنان: 
- الحمدلله إنك كويس، الجرح إتفتح ونزفت دم كتير و... 
سكت حازم لأنه لو قاله إن حورية إتبرعتله مش بعيد يقوم يدفنه هو والدكتور... حاول عمران يتعدل بس مكنش قادر لأنه كان حاسس بوجع رهيب بيخترق جمبه وضهرُه، فـ قال حازم: 
- هشوف الدكتور وأجيلك.. 
همهم عمران بتعب وطلع حازم وبدأ ينادي على الدكتور اللي جيه وقال: 
- فاق؟ 
هزله راسه بتأكيد على كلامه، فـ دخل الدكتور بسرعة وبدأ يتكلم: 
- حاسس بإيه دلوقتي؟ 
- مش قادر! 
قالها بآلم وتعب حقيقي، بدأ الدكتور يكشف عليه وبعدها بصله وقال بإبتسامة: 
- معلش، طبيعي جدًا تحس بالآلم ده وكمان أكيد أنت مُرهق شوية علشان كمية الدم اللي فقدتها بس الحمدلله إتعوضت تاني بيكيسن دم.. 
بصله عمران وإتكلم بإستغراب: 
- مين اللي إتبرع؟! 
- المدام. 
قالها الدكتور وهو بيكتبله على علاج في الورقة، إتصدم عمران وبص لحازم للحظات وبعد كده صرخ بغضب: 
- إزااااي يا حازم!! إزاااي تعملوا كده؟!! حورية ضعيفة يا حازم مش هتستحمل!!! 
رفع الدكتور نظرُه ليه وقال بضيق: 
- بلاش تتعصب يا أستاذ بعد إذنك! ده غلط عليك!! 
رمى عمران المزهرية اللي كانت جنبه على الطرابيزة الصغيرة وهو بيقول بزعيق: 
- هو ايه اللي ماتعصبش!!! أنا عايز أشوفها حالاً! 
بلع حازم ريقه وبص لدكتور اللي كان هادي تمامًا وبدأ يتكلم ببرود: 
- مش هينفع تشوفها حاليًا ولا ينفع تتحرك من مكانك دلوقتي! 
بصله عمران بصدمة، فـ إبتسم وهزله راسه بهدوء.... 
مر اليوم بدون أي أحداث تُذكر، وفي صباح يوم جديد"
فتحت عينيها بتعب على صوت حد بيصحيها واللي كانت الدكتورة، دعكت عينيها بإرهاق وقالت: 
- ه.هو.. ايه.. ده... أنا.. ف..فين؟! 
ردت الدكتورة عليها بغيظ: 
- أغمى عليكي ياختي! 
بصتلها حورية بضيق وإتعدلت شوية وبصت لساعة الحائط وقالت بلهفة: 
- هو.. عمران فاق؟! 
هزت الدكتورة راسها وكملت بسخرية: 
- وقالب الدنيا عليكي لما عِرف إنك إتبرعتيله! 
بلعت ريقها بقلق وقالت وهي بتحاول تقوم: 
- ممكن تساعديني أقوم أروحله؟! 
هزت الدكتورة راسها وقربت منها وبدأت تساعدها لحد ما وصلوا قُدام الأوضة اللي هو فيها، قربت حورية من الباب وقالت لدكتورة بصوت خافت: 
- تقدري تمشي! 
مشيت الدكتورة، أما حورية بلعت ريقها بتوتر وإبتدت تلوي أوكرة باب الأوضة اللي إتفتح من بعدها، فتح عمران عينه على الصوت وقال بإبتسامة وهو فاتح دراعاته: 
- حوريتي!! 
إبتسمت وجريت عليه برغم من إنها كانت حاسة نفسها هتقع بس مهتمتش، حضنته بلهفة وإشتياق وهو كمان حضنها بقوة، بعد شوية بِعد عنها وملس بإيده على خدها وقال بحنان: 
- ليه كده يا حوريتي؟! ليه تتبرعيلي وتإذي نفسك كده؟؟؟ 
ميلت عليه وباست خدُه وقالت بحب: 
- عمري كله فداك ياحبيبي، وبعدين دي حاجة بسيطة! 
رد عليها وهو بيتنهد بحب: 
- ربنا يخليكي ليا ياعمري. 
إبتسمت وبعدها بدأت تبصله بتفحص وهي بتقول بقلق: 
- أنت كويس طيب ياعمران؟، في حاجة بتوجعك؟! وايه اللي عمل فيك كده؟! 
إبتسم بهدوء وقال: 
- أنا كويس يا عيون عمران، وجع خفيف بس وهيروح لحاله و.... 
مكملش كلامه لما دخل حازم وقال بسعادة: 
- معتصم إنتهى خلاص، بلغت جلال عليه بعد ما روّقتهولك وهو قبض عليه!! 
ملامح الغضب الشديد إحتلت وش عمران وقال بزعيق: 
- إزاي تعمللل كده؟!!! أنا لسه ماطفتش ناري منُه يا حازم!! 
إبتسم حازم وطلع تليفونه وهو بيقرب منُه وبيشغل فيديو معين خلى عمران يتصدم وحورية تشهق بقوة......
إتصدم عمران وأخد التليفون من حازم وهو مركز مع الفيديو اللي ظاهر فيه معتصم وهو بيصرّخ من الآلم بسبب إنه كان متعلق من إيده وبيتضرب بعنف بـ كرباج والد'م بينزف من جميع أنحاء جسمه، بِعدت حورية عينيها بسرعة من على التليفون وبصت لعمران بخوف، إبتسم عمران إبتسامة جانبية وبص لحازم وقال بفخر: 
- جدع ياخويا! 

أخد حازم منُه التليفون وغمزله وقال: 
- تربيتك ياقلب أخوك! 

حط عمران إيده على كتف حورية وقال بحنان: 
- إهدي يا حبيبتي!! 

أول ما قالها كده... إترمت في حضنه وبكت.. بكت لدرجة إن صوت بُكاءها وشهقاتها سمّع الدكاترة اللي بره، اللي كانوا كل مايدخلوا عمران يخرجهم تاني، بصلهم حازم شوية وسابهم لوحدهم... زاح عمران الحجاب من على راسها فـ إنطلق شعرها بين إيديه بحُرية، إبتسم وقال بحنان: 
- بتعيطي ليه بس يا عمري؟ 

بِعدت عن حضنه شوية وبصتله وإتكملت بحزن: 
- مش عارفة، بس أنا مش عايزاك تسيبني تاني، أنت كنت وعدتني إنك هتحافظ على نفسك يا عمران! 

ميل عليها وباس راسها وهو بيقول: 
- لو مكنتش حفظت على نفسي مكنتش زماني معاكي يا حورية دلوقتي، كنت زماني مـ.... 

مكملش كلامه لأنها قطعت باقي كلامه بشفايفها، إتصدم عمران من فعلتها لكنه إبتسم بحب وشدها عليه أكتر... 
مفقوش غير على صوت الباب وهو بيخبط فـ زقته حورية بخفة وبدأت تعدل حجابها، أما هو قال بضيق وصوت متحشرج: 
- مييين!!! 

دخلت الدكتورة وقالت بسخرية: 
- حضرتك ماينفعش كده! إهدى شوية على ماتطلعوا من هنا، ده أنت حتى جرحك لسه ملمش! 

- أنتِ مالك أنتِ!!! دي مراتي وياريت اللي ملكيش فيه ماتتحشريش فيه! 
قالها وإتعمد إنه يضم حورية لصدره، فـ زعقت الدكتورة بغضب: 
- دي مهزلة!! هروح أشوف دكتور مصطفى يشوفلكم حل!! 

بمجرد ما قالت كلامها... خرجت ورزعت الباب وراها بعنف، بعدت حورية عن حضنه وقالت بضيق: 
- عندها حق!! 

- الله يرحم البوسة اللي لسه مديهالي من شوية!! 
قالها وهو بيغمزلها بمشاكسة فـ زقته بخفة في كتفه وقالت بخجل: 
- إحترم نفسك بقى! 

ضحك عليها فـ حاولت تقوم بس الدوخة كانت لسه مسيطرة عليها، كانت هتقع ولكنه سحبها ليه تاني ناحية السرير وقال بقلق: 
- حاسبي يا حبيبتي، هخليهم يجبولك حاجة تشربيها لأن كده ماينفعش!! 

هزت راسها بهدوء وهي بتتأمل ملامحه بعشق وهيام... 

مر شهرين بدون أي أحداث تُذكر "
وفي يوم 

كان ماسك تليفونه وهو بيتفحص، وفجأة ظهرله حالة على الواتساب من رقم روجين، فتحها عادي ولكنه إتصدم لما شاف المكتوب جواها: 
"إنتقلت إلى رحمة الله، إبنتي روجين على أثر حادث مُفزع، فـ اللهم أرحمها وأغفرلها، دعواتكم إليها رجاءًا" 

بدأ عمران يقرأ الكلام تاني وهو مش قادر يفهم ايه سبب موتها وايه هو الحادث؟ مفركش كتير ودعلها بالرحمة في سره 
في نفس الوقت دخلت حورية، وإستغربت لما شافت ملامحه، قربت منُه وقعدت جمبه وقالت بإستفسار: 
- في ايه يا عمران؟ 

- روجين ماتت. 
قالها بهدوء وهو بيقفل تليفونه وبعدها قرب منها وحضنها، فـ إتنهدت بعمق وهي بتمسح على شعرُه وبتقول: 
- ربنا يرحمها. 

إبتسم بهدوء وقال: 
- بحبك أوي يا حورية، مش عاوز تضيعي مني تاني وتبعدي زي زمان... 

- عمري ما هبعد ياعيون حورية!!

• • • • • • •
كان مرمي على الأرض في الزنزانة وهو مش قادر يتحرك من كُتر الضرب اللي بياخده من المساجين كل يوم، حاول إنه يتعدل من مكانه وهو بيتأوه بآلم فـ سمعه واحد وقرب منُه تحت خوف معتصم، نزل شوية لمستواه وقال بشر: 
- تحب نعمل عليك حفلة تانية يا ميمو؟ قول والله مش خسارة في أشكالك! 

رد عليه بصعوبة: 
- أ. أنا.. أنا هندم..هندمكم... كلكم على اللي.. عملتوه فيا.. ده!! 

كل اللي كانوا معاه ضحكوا بقوة وصوت عالي وبدأو اتنين كمان يقربوا منُه وواحد فيهم قال: 
- معلش، ممكن تقول تاني كده هتعمل ايه؟ 

بصله معتصم بخوف ولكنه همس بشجاعة زائفة:
- ه.هندم.... 

مكملش كلامه بسبب إنهم إنهالوا عليه بالضرب المُبرح بالخشب اللي كان موجود، لدرجة إنه كان صوت صراخُه بيرج المكان كله، ومحدش كان عنده جُرأة إنه يدّخل أصلًا! 

سمع المأمور صوت صراخ معتصم فـ دخل بسرعة وهو بيقول بزعيق: 
- بتعملوا اييييه!!! إبعدوواا كده!! 

بدأو يبعدوا عنه، فـ إتصدم لما شاف كل مكان في جسمه بينزف ومفيش حركة موجودة تمامًا، قرب منُه بسرعة وبدأ يحط إيده على رقبته وهي بيتحسس على النبض بس مكنش موجود!! 

زعق فيهم وقال بغضب: 
- قتلتوه!!!! حسابكم معايا بعدين يا ولاد الـ****! 

قال كلامه وبدأ يحاول إنه يسّند معتصم وأخدُه وطلع من الزنزانة وقفلها تاني وراه، إتكلم حد من المساجين وقال بخوف: 
- ده شكله مات يا معلم!! 

رد عليه ببرود وهو بيقعد تاني مكانه: 
- يغور في داهية، عامل نفسه باشا علينا، طُز فيه! 

بلّغ المأمور جلال بالخبر، فـ إتصل على دكتور يجي يشوفه وفعلاً أثبت إنه مات بسبب الضرب العنيف اللي إتعرضله، نفخ جلال بضيق وهز راسه بقلة حيلة وبدأ يتصل على عمران وقاله الخبر... 

بعد ما قفل جلال المكالمة، إتنهد بخنقة وبدأ يرن على خلود اللي ردت عليه بعد لحظات وقالت بلهفة:
- جلال، أنت جاي؟ 

إبتسم براحة حقيقة وقال: 
- لا ياقلب جلال، أنا بس حبيت أسمع صوتك علشان بيهون عليا تعب اليوم كله يا خوختي! 

إبتسمت بسعادة وردت عليه بحب: 
- ياعيوني أنا، ربنا يخليك ليا 

- بقولك ايه، هروح لـ اللوا هحاول أخليه يوافق إني أمشي علشان أنتِ وحشاني أوي! 
قال كلامه وهو بيقوم من على مكتبه، فـ هتفت بسرعة: 
- بس يا جلال ممكن يحصل مشاكل!! خليك ياحبيبي مش هتفرق من دلوقتي لكمان ساعتين! 

ماردش عليها وقفل المكالمة فـ فركت إيديها بقلق وهي بتقول جواها "ربنا يُستر!"
إتجه جلال لمكتب اللوا وخبط على الباب فـ سمحله بالدخول... 
دخل جلال وقرب منُه وأدى التحية العسكرية وبعدها قال بهدوء: 
- بعد إذن سيادتك، عايز أروّح دلوقتي. 

رفع اللوا "شاهين" عينه ناحيته وقال بضيق: 
- ده ليه؟! 

- عادي يا سيادة اللوا، أنا تعبان أوي ومش هقدر أكمل إنهاردة. 

قام وقف شاهين قُصاده وقال بزعيق: 
- وده ليييه إن شاء الله!! تعبان؟!! مفيش هنا تعب!! *كمل بسخرية* وأنا ملاحظ من ساعة ما إتجوزت وأنت مُهمل في عملك يا حضرة المقدم وحتى مبقتش مُهتم زي زمان! هو الجواااز هينسيك شغلك ومهنتك ولا ايه يا جلال؟!!! 

عقد جلال حواجبه بإستنكار من كلامه اللي ملهوش صحة من الأساس، بعدها إتكلم بدفاع وقوة: 
- أولاً يا سيادة اللوا أنا عمري ما قصرت في شغلي، سواء زمان أو حتى دلوقتي، وأنا من أكفئ الناس اللي بيشتغلوا في القاهرة دي كلها وحضرتك عارف ده كويس!، اللي حضرتك بتقوله ده كلام مش حقيقي ومش منطقي بالمره، أنا الكل هنا يشهدلي إني قايم بالواجب وزيادة، وحضرتك كمان بتحملني قضايا ومهمات فوق طاقتي!! أنا ملاحظ إنك عمرك ما إتديت التعليمات الصارمة دي لحد غيري، أنا حقيقي مش فاهم أنا عملت ايه غلط وقصرت في ايه؟! أنا كل اللي عايزُه من حضرتك شوية راحة وبس!! حتى في يوم صباحيتي جبتني وقولتلي في مهمة ومكنش في أي حاجة وأصريت إني أقضي اليوم كله على مكتبي، أنا من حقي أفهم حضرتك بتعاملني كده ليه؟!!! 

سكت شاهين ومن بعدها لف ضهرُه وقال بقسوة: 
- أنا معاملتي كده مع الكل مش أنت بس يا جلال!! 

قاطعه جلال بحزن: 
- لا حضرتك... دي مش معاملتك غير معايا أنا، أنا ممكن أستقيل من الشغل دلوقتي يا سيادة اللوا، لأن أنا راجل وكرامتي ماتسمحش حد يدوس عليها!

لفله شاهين بملامح صدمة وعدم تصديق من اللي سمعه منُه وقال: 
- تستقيل!! ليييه؟!! 

- علشان حضرتك مش بتحترم تعبي، أنا خلاص أخذت قرار الإستقاله ومستني رد حضرتك عليا.. 
قال جلال كلامه بحزن حاول يخفيه، ده كان حلمه من وهو طفل إنه يكون ظابط، وربنا كرمُه وبقى مقدم، معقول بسهولة كده يستقيل بعد تعب ومُعافرة دامت لأكتر من تلاتين سنة؟

إتنهد شاهين وقرب منُه وحط إيده على كتفه وبص جوا عين جلال وقال بأسف: 
- بعتذرلك يا جلال على معاملتي ليك، أنا مريت بنفس اللي حصلك.. يعني مراتي خانتني مع صاحب عمري ولما رجعت لقيتهم سوا وبرضو هما الاتنين ماتوا، أنا كنت متعاطف معاك يا جلال زمان لأنك كنت زي بظبط، لكن لما لقيت أنت الإنسانة اللي حبيتها وإتجوزتها وبقت عوضك... أنا ساعتها إتجرحت، كنت بسأل نفسي إشمعنا أنت؟ طب مانا عِشت زيك كل حاجة! ليه ربنا بقى مكرمنيش بزوجة صالحة تداوي أوجاعي؟!! ساعتها أنا قسيت عليك وكنت عارف ده أوي، بس صدقني غصب عني يا جلال... شعور وحش والله! 

إتنهد جلال وقال بإبتسامة بسيطة: 
- أنا أسف إني حسست حضرتك بكده، وأسف إنك عنيت كل ده، وبعتذرلك كمان على طريقة كلامي القاسية مع حضرتك... بس أنا برضو مكنتش قادر أفهم ليه بتعمل معايا كده، وصدقني يا سيادة اللوا ربنا هيكرمك حتى لو بعد مليون سنة، هتلاقي عوض ربنا جايلك لحد عندك! 

إبتسم شاهين بوجع وبِعد عنه وقعد تاني على مكتبه وهو بيقول: 
- أنا شبابي ضاع يا جلال خلاص، وحبيت أعتذرلك للمره التانية وأقولك ماتزعلش مني إني عاملتك بالطريقة دي، وتقدر تروّح دلوقتي يا سيدي وخُدلك شهر عسل كمان، لأني عارف إني كنت رخم معاك ومخلتكش تقضي أحلى أيامك!! 

- عندك حق والله!، احم... أقصد شكرًا لحضرتك يا سيادة اللوا. 
قال كلامه وأبتسمله وسابه ومشي، أما شاهين فـ أخد نفس عميق وغمض عينه ورّجع ضهرُه لورا وهي بيفتكر أسوء شريط مَر في حياته.. 

وصل جلال قُدام البيت فـ نِزل من العربية ودخل لجوا ومن بعدها دخل بسرعة لأوضتهم، لاقاها قاعدة مستنياه وإبتسمت أول ما لقتُه، قامت وقربت منُه وملست على وشه وقالت بحنان: 
- أنت كويس يا حبيبي؟! 

بص لعيونها العسلية وقال بتوهان: 
- طول مانا معاكي، فـ أنا كويس. 

قال كلامه وميّل على شفايفها وهو بيقبلها بإشتياق.... 

في بيت العزام"
كانت رايحة جاية في أوضتها بقلق وهي مستنياه يجي بس غاب عن الوقت اللي قالها عليه، وفجأة الباب إتفتح ودخل حازم ورفع حاجبه بإستغراب من منظرها: 
- في ايه يابنتي؟ مالك؟! 

أول ما شافته قربت منُه وقالت بغضب: 
- أنت كنت فين كل ده يا حازم؟؟؟

ضحك بقوة وقال بسخرية: 
- كل ده؟! دول خمس دقايق اللي إتأخرتهم على ما ركنت العربية! 

رفعت إيديها وحطتها على صدره وقالت بحزن: 
- بس أنا بخاف عليك، بحس حتى لو ثانية هيحصلي حاجة من قلقي وخوفي عليك يا حازم! 

باس راسها وملس على شعرها الطويل وقال بحنان: 
- أسف ياعيون حازم، مش هتتكرر تاني خالص *ثم إبتسم بخبث وكمل* خلينا بقى في اللي احنا فيه ده!! أنتِ وحشاني أوي وماصدقت الولاد ناموا علشان أستغل اللحظة دي براحتي!! 

ضحكت بخفة فـ قرب منها أكتر و....... 

عند عمران"
بص لحورية وقال بعدم تصديق: 
- أنا مش فاهم ليه كلهم بيموتوا كده مره واحدة!! 

إبتسمت بهدوء وردت عليه: 
- علشان ربنا يريّحنا منهم ومن شرهم، وبعدين مضايق ليه كده؟ *كملت بغمزة* آه يا خلبوووص!! أنت بتعمل كل ده علشان عايزني أفرفشك بطريقتي.. مش كده؟!! 

ضحك عمران بقوة ورّجع ضهرُه لورا وردلها الغمزة وقال بمكر: 
- وماله... فرفشيني! 

إبتسمت وقالت بدلع: 
- عايز سهرة زي زمان يعني؟! 

همهم بالموافقة وهو بيولع سيجارة وبدأ يشربها بشراهة، أما هي إبتسمت ومسكت التليفون وشغلت أغنية وبصت لطرحة اللي كانت مرمية على السرير وشدتها وربطتها على خصرها، وبدأت تغني مع كلمات الأغنية اللي كل منهم بيعشقها:
"♪الـلـيـل وسـمـاه، ونـجـومُـه وقـمـرُه♪" 

أول ما إنتهت الأغنية لقتُه بيسحبها لحضنه وقال بحب: 
- عايز أفهم بقى يا حوريتي، ليه بتحبي الأغنية دي أوي كده؟، إشمعنا هي بالذات؟! أنا بجد حبيتها علشان أنتِ بتحبيها!! 

بصت لعيونه الرمادية وملست على وشه وقالت بهيام: 
- علشان بحسها بتشبهنا، يعني أنت الليل وأنا السما والنجوم والقمر، مش ثقة أو غرور في نفسي.. بس بحسك الليل اللي السما والنجوم والقمر مُتمسكين بيه، يعني من غير الليل مش هيبقى فيه ولا نجوم ولا قمر وممكن ميبقاش فيه سما كمان!! وبرضو السما والنجوم والقمر بيزّينوا الليل، فـ علشان كده بيكملوا بعض، زينا كده... أنا وأنت بنكمل بعض في كل اللي ناقصنا. 

إبتسم عمران بإنبهار من كلامها وباس راسها وقال بحب: 
- بحبك يا حورية، مش عايزك مهما حصل تزهقي من حبي ليكي أو تسيبيني في يوم من الأيام! 

إبتسمت وردت عليه بثقة: 
- عمري ما هسيبك... عارف ليه؟! لأن أنت الوحيد اللي إحتليت قلبي وعمر ماحد هيحتله غيرك، لأنك بإختصار..."الزعيم."

• • • • • • • •
- ماااماا!! 

قالها سليم بفرحة وهو بيجري ناحية حورية اللي كانت فتحاله دراعتها، إترمى داخل أحضانها وهو بيضمها بقوة، ضحكت حورية وملست على ضهرُه وقالت بحنان أمومي: 

- عيون ماما أنت!!، عامل ايه يا سليمي؟!



وكزها عمران في دراعها وقال ببعض الغيرة: 

- إتلمي علشان ماهدش الدنيا على دماغ اللي جابوكي!! 



- إتلم أنت!!، ده ابنك!

قالتها بضيق وصوت خافت فـ نفخ بنفاذ صبر، بِعد سليم عن أحضانها وبص لعمران وهو بيفرُك إيده بتوتر، إبتسم عمران ونزل شوية لمستواه وفتح إيديه فـ ضحك سليم وجري على حضنه، ملس عمران على شعرُه وقال بإبتسامة: 

- عامل ايه يا حبيب بابا؟! 



إبتسم سليم وقال بسعادة: 

- كويس أوي علشان ماما حورية معايا! 



بِعد عمران عنه بسرعة وبصله بعدم تصديق وهتف: 

- نعم يا روح أمك!!!!! بعيدًا عن إنها معايا أنا... بس وأنا فين بقى؟!! 



ضحك سليم ببراءة مُزيفة وقال: 

- في قلبي يا بابا. 



قرص عمران خدُه بغيظ تحت ضحكات حورية، بص سليم لماسة اللي كانت واقفة بعيد عنهم شوية بتبصلهم بحزن.. هي كانت فاكرة إنهم طالما إهتموا بسليم فـ هينسوها، بدأ يروح تجاهه تحت إستغراب عمران وحورية اللي بصوا للمكان اللي هو رايحُه، قرب سليم منها وقال بإبتسامة: 

- أنتِ ماسة، صح؟! 



رفعت راسها بدون ماترد عليه، فـ قرب منها أكتر وحضنها وقال بحنان: 

- أنا سليم أخوكي، وأنا بحبك أوي أوي.. ممكن تعتبريني كده؟! 



زقته بعنف لدرجة إنه وقع على الأرض، إتصدموا كلهم من فعلتها وقربوا منهم... إتكلمت بعصبية: 

- لااا! أنت مش أخويا!!! أنت أخدت بابا وماما مني!، هما كانوا بيحبوني أنا وزين وبس، مش أنت!، أنت هتاخد كل حاجة مني، هتاخد بابا وماما وزين!! 



قالت كلامها ودموعها نزلت، بصلها عمران وقال بغضب: 

- ايه اللي بتقوليه ده يا ماسة!! 



إرتجف جسمها ولفت وهي بتجري لجوا، زعق عمران وقال: 

- تعالي هنا يابنت!!! 



بدأت حورية تساعد سليم بإنه يقوم وهي بتقول: 

- إهدى يا عمران خلاص هي طفلة ومش فاهمة حاجة، هنكلمها براحة وهتفهم... ماتتعصبش عليها ياحبيبي. 



نفخ بغضب ورجع شعرُه لورا وقال: 

- مش هينفع كده *قرب ناحية سليم وكمل بلُطف* متزعلش منها يا سليم، هي بس مش متعودة عليك!



هز سليم راسه وقال بإبتسامة: 

- مش زعلان يا بابا. 



إبتسم وطبطب على كتفُه بحنية وبعدها بص لحورية وقال بهدوء: 

- هروح أتكلم معاها. 



بصتله برجاء وهمست: 

- براحة يا عمران عليها! 



هز راسه وسابهم ودخل لجوا، لاقاها قاعدة على الأرض في ركن صغير، إتنهد بحزن وقرب منها وبدأ ينزل لمستواها وقال بلُطف: 

- بتعيطي ليه يا ماستي؟! 



شهقت بصدمة ورفعت عيونها الزرقة اللي بتشبه عيون حورية، إبتسم عمران بخفة وملس على شعرها وقال بحنان: 

- بصي يا عيون بابا، أنا وماما بنحبك أوي أوي يا ماسة... بس برضو سليم ليه حق إننا نحبه، عارفة ليه؟! *بصتله بإستفسار فـ إبتسم وكمل* علشان هو زيك كده يا ماستي، لازم نحبه زي مابنحبك... يعني يرضيكي مثلًا إننا نحبه هو ومنهتمش بيكي؟ أكيد لا يا حبيبتي، فـ علشان كده احنا بنهتم بيه وبيكي وبـ زين، لأن ماينفعش نحب حد وحد تاني لا، وعلى فكرة سليم أخوكي زي زين بالظبط.. ومستحيل حد ياخدك مننا، ماشي يا ماستي؟



بصتله شوية وبعدها هزت راسها بالموافقة، إبتسم وباس جبينها وقال بحب أبوي: 

- أيوة كده يا حبيبة بابا.. يلا بقى نطلع وتلعبي مع سليم! 



بعد مرور 17 سنة"



كان قاعد في البلكونة وهو بيشرب قهوته المُعتادة مع سيجارته ومركز في اللاشيء، فجأة حس بإيد رقيقة حوالين رقبته فـ إبتسم وقال بدون ما يبص وراه: 

- تعالي يا حورية! 



إبتسمت بحب وقربت منُه وقعدت قُصاده وقالت: 

- مالك يا حبيبي، سرحان ليه؟! 



أخد نفس عميق وقرب منها وباس راسها وبعدها قال: 

- علشان ماسة... هي لسه برضو مصممة على اللي في دماغها؟ 



بصتله حورية بأسف، فـ أخد نفس من سيجارته وهو بيقول بتعب: 

- فارس مش هينفعها يا حورية! حاولي تقنعيها بإنها تبعد عنه!! 



- بس هي بتحبه يا عمران وهو كمان وأنت عارف كده! مش هقدر أغصبها تعمل حاجة هي مش عايزاها!

قالت كلامها بحزن وهي بتابع تغيرات ملامحه للغضب، رمى السيجارة وحط فنجان القهوة على الطرابيزة الصغيرة اللي قُدامه، وقام وقف وهتف: 

- يعني ايه؟!!! 



إتنهدت بعمق وقامت وقفت قُدامه وقالت: 

- يعني يا عمران وافق عليه، ماسة يا عمري حابسة نفسها في الأوضة ومش بترُد على حد خالص، حتى زين وسليم حاولوا يدخلوا يكلموها بس مش بترُد عليهم *كملت كلامها وهي بتقرب منُه وبتحط راسها على صدره* حبيبي... متحرمهمش من بعض بقى، أنت أكتر واحد عارف الفراق صعب وبيوجع قد ايه لأنك جربته... أرجوك بقى يا حبيبي فرّح ماستك! 



سكت عمران للحظات بتفكير وهو مش قادر يتكلم، رفعت عيونها الزرقة اللي بيضعف قُصادهم وقالت برجاء: 

- علشان خاطري بقى يا عمراني، أنا عارفة إنك بتغير عليها... بس برضو ياحبيبي دي سُنة الحياة!! وبعدين البنت مابقتش صغيرة، ماسة بقى عندها تلاتة وعشرين سنة يا عمران. 



- عارف! 

قالها ببرود وهو بيبعدها عن حضنه وبيخرج من البلكونة لأوضته، بصتله بحزن وقلة حيلة وخرجت وراه، لقتُه فرد جسمه على السرير وغمض عينه، إتنهدت بحزن وقربت منُه ونامت جمبه وإديتله ضهرها ودموعها بدأت تنزل، شهقت بقوة لما سحبها لحضنه وعدلها غصب عنها فـ بقى وشها في مواجهته، مسح دموعها بإيده وقال بنبرة تحذير: 

- مهما كُنا متخانقين وحتى لو بنشد في شعور بعض... ماتدينش ضهرك يا حورية!! مش هسمحلك تبعدي عني أو عيونك تنزل دمعة تاني! 



دفنت وشها في صدره وقالت بحزن: 

- لا، أنا زعلانة منك أوي يا عمران بجد. 



زاح شعرها الأسود واللي كان مُتغللة شُعيرات بيضة وقال بإبتسامة: 

- خلاص يا حوريتي، متزعليش... أنا هوافق عليه. 



إبتسمت بفرحة وبصتله وهتفت بعدم تصديق: 

- بجد يا عمران؟!



باس راسها وقال بحنان: 

- بجد يا عيون عمران. 



إبتسمت بسعادة وباسته من خدُه وهي بتقول: 

- ربنا يديمك سند في حياتنا ياحبيبي، بحبك أوي أوي بجد يا عيوني أنا!



إبتسم ودفن راسه في رقبتها وهو بيستنشق ريحتها بحب وهمس: 

- وأنا بموت فيكي يا حبيبتي وماقدرش على زعلك! 



كان لسه هيقرب منها بس سكت للحظات من كلامها: 

- سليم قالي إنه عايز يطلب إيد جميلة ومستنى موافقتك. 



ضيق عينه بعدم إستيعاب وقال: 

- بس هي لسه صغيرة! 



إبتسمت وبدأت تلعب في شعرُه وهي بتقول: 

- بس أنا متأكدة إن حتى لو هي صغيرة سليم هيحافظ عليها. 



بصلها عمران بتفكير فـ إبتسمت وباست خدُه وقالت بحب: 

- يلا بقى يا حبيبي، علشان نخلي فرح سليم وماسة في ليلة واحدة، ماشي؟! 



رفع حاجبه وإتكلم بإستنكار: 

- ومين قالك إني هخليهم يعملوا الفرح على طول؟؟ لو سليم عايز ده، مفيش مشكلة، أما ماسة؟!... لا!! 



إتنهدت حورية بقلة حيلة وهزت راسها... 



تاني يوم"

كانوا متجمعين على السُفرة وهما بياكلوا، فـ ساب سليم المعلقة وبص لعمران وقال بتوتر: 

- احم، بابا... كنت عايز أتكلم معاك في موضوع! 



ساب عمران الأكل وبصله وشاور بإيده بإنه يتكلم، بلع سليم ريقه بتوتر وهو بيقول: 

- بصراحة... كنت عايز أطلب إيد... جميلة بنت عمي. 



بصله عمران للحظات ومن بعدها إتكلم: 

- تمام، شوف الوقت اللي أنت فاضي فيه وهنروح لعمك حازم ونشوف الموضوع ده.. 



إبتسم سليم بفرحة وقام من على الكرسي وقرب منُه ومسك إيده باسها وقال: 

- شكرًا أوي يا بابا، ربنا يخليك لينا! 



إبتسم عمران وملس على كتفه بحنان، في الوقت ده حورية لحظت ماسة وهي بتبص للفراغ بنظرات حزينة، فـ إتنهدت حورية وبدأت تبص لعمران اللي بصلها وقال بإستغراب: 

- في ايه يا حورية؟! 



شاورتله بعينيها على ماسة وهو فهم قصدها، بصلها للحظات وقال بهدوء: 

- بصي يا ماسة، أنتِ عارفة قد ايه أنا بحبك وبخاف عليكي حتى من الهوا الطاير، أنا بتمنالك الخير وعارف إن في يوم ومسيرك هتتجوزي وتبعدي عن حضني بس... بس مكنتش مُتخيل إنه ممكن يجي بالسرعة دي!! عمومًا يابنتي خليه يجي واللي فيه الخير يقدمه ربنا. 



ضحكت ماسة بسعادة وقامت قربت منُه وباست راسه: 

- بحبك أوي يا بابا، ربنا مايحرمني منك يا حبيبي!! 



إبتسم عمران ورجع بص لزين اللي كان رافع حاجبه بغيظ من اللي بيحصل، ضحك عمران وقال: 

- خير؟ عايز تتجوز أنت كمان ولا ايه؟ 



- ياريت! 

قالها زين بسخرية، فـ ضحكوا الكُل عليها.. حطت حورية إيديها على كتفه وقالت بهزار: 

- وياترى بقى العروسة في سنة كام؟! تانية إعدادي؟؟ 



رد عليها بمرح: 

- لا قدي يا ماما في تالتة ثانوي، بس يلا إتجدعنوا بس وجوزونا وأنا في أول سنة هخلّي البيت مليان عيال! 



إتصدموا حورية وسليم وماسة من كلامه، أما عمران فـ ضحك وقال بفخر: 

- تربيتي!! 



مالت عليه حورية وقالت بغيظ: 

- تربية وقحه! 



- بس تفيد بالغرض. 

قالها وهو بيغمزلها بخبث، فـ ضحكت وبدأت تكمل أكل... 



بعد يومين وتحديدًا عند حازم "



قرب من جميلة اللي كانت قاعدة في البلكونة على مُرجيحتها وهي بتشرب الآيس كوفي وبتذاكر، إبتسم حازم وميّل عليها باس راسها وقال: 

- عاملة ايه يا روحي؟ وأخبار المذاكرة؟ 



قفلت الكتاب وبصتله وقالت بإبتسامة بسيطة: 

- الحمدلله يا بابا كله تمام، حضرتك عامل ايه؟ 



قعد جمبها على المُرجيحة وهو بيقول: 

- كويس يا روح بابا، وعايزك بخصوص موضوع كده يخُص سليم ابن عمك. 



قلبها في الوقت ده دق بقوة وخدودها إحمرت تلقائيًا وبدأت تتكلم بتوتر: 

- م.مو.موضوع ا.ايه ده يا بابا؟! 



- سليم طالب إيدك. 

قالها بإبتسامة وهو بيراقب خدودها اللي إحمرت أكتر وهي بتبص للأرض بخجل بدون ما ترُد عليه، إتنهد حازم وحط إيده على كتفها وقال: 

- أنا عارف إنكم بتحبوا بعض من وأنتوا صغيرين، وعارف إنك موافقة عليه.. بس.. أنا حاسس إني لازم أرفضه. 



بصتله بصدمة وبدأت الدموع تتجمع في عينيها، ملس على ضهرها وقال بحنان: 

- أقصد يعني يا حبيبتي إنك لسه 18 سنة... لسه صغيرة أوي على الجواز وده غير إنك في تالتة ثانوي ولازم تهتمي بمذاكرتك شوية... ولا ايه؟ 



ماقدرتش ترُد عليه ورجعت تاني بصت للأرض بحزن، أخد حازم نفسي عميق وقال: 

- ناقشيني يا حبيبتي وقولي رأيك، أنا هسمعك، ورأيك مهم أوي بنسبالي! 



بلعت ريقها وإبتدت تتكلم: 

- هو حضرتك الموضوع ملهوش أي علاقة بمذاكرتي لأنك عارف إني بحب المذاكرة والدراسة أوي ومش ممكن حاجة تشغلني عنها وكمان يعني... احم يعني... سليم أكيد مش هيشتتني عن مذاكرتي. 



- يعني أفهم من كده إنك موافقة؟! 



فركت إيديها بتوتر وخجل واضح فـ ضحك حازم وباس راسها وقال بسعادة: 

- خلاص يا حبيبة بابا، أنا موافق على سليم... وحتى لو كنتي طفلة، أنا مكنش عندي ذرة شك إن سليم يحافظ عليكي... هو راجل وبيحبك وبيخاف عليكي أكتر من نفسه... وعمومًا أنا موافق عليه من يومين لما جيه وقرأنا الفاتحة كمان... بس كنت حابب أعملهالك مفاجأة وأشوف رد فعلك! 



ضحكت بسعادة وقامت حضنته بقوة وهي بتقول: 

- بحبك أوي يا بابا.. وأوعدك هحافظ على مذاكرتي والله العظيم! 



إبتسم حازم وقال بفخر: 

- وأنا متأكد إنك هتنجحي وهتبقي أحسن دكتورة في الدنيا كلها ياعيون بابا. 



مر تلات شهور بدون أي أحداث إلا إن كانت خطوبة ماسة وسليم فيهم، واليوم ده هو يوم فرحهم "



•"القاعة كانت بدورين، دور تحت وده اللي كان فيهم المعازيم والمسرح وكده والدور اللي فوق كان موجود فيه ماسة وجميلة وسلم كبير بيؤدي إلى الطابق اللي تحت"•



كانت واقفة قُدام المرايا وقلبها بيدق بسرعة، سمعت صوت الباب بيتفتح وبيتقفل تاني فـ لفت وبصت للأرض لما لقتُه والدها، إتقدم منها بخطوات هادية لحد ما وقف قُصادها، رفع إيده وملس بيها على خدها وقال بإبتسامة حزينة: 

- كبرتي يا ماستي... كبرتي وهتتاخدي مني. 



قاطعته وهي بتقول: 

- لا عاش ولا كان اللي ياخدني منك يا نور عيني أنت، بابا.. أنت هتفضل أغلى إنسان عندي ومستحيل حد ياخد مكانك حتى لو مين!، أنا بحبك أوي يا بابا بجد. 



قالت أخر جملة وقربت منُه وباست راسه وبعدها قالت بحنان: 

- والله بحبك أوي! 



إتنهد عمران ورد عليها بحب أبوي: 

- وأنا بموت فيكي يا ماسة بابا، يلا علشان... ننزل! 



هزت راسها وحطت إيدها في دراعه وطلعوا من الأوضة... وفي نفس الوقت حازم طلع من الأوضة اللي جمبهم وهو في إيده جميلة، إبتسموا لبعض وبدأو يتحركوا ناحية السلم. كانوا الأربعة واقفين على راس السلم في مشهد جميل أوي وكل الأنظار كانت متوجهه ليهم، بدأو ينزلوا واحدة واحدة لحد ما وقفوا قُدام سليم و.. فارس، قرب حازم من سليم وقال بإبتسامة: 

- خلي بالك منها يا سليم!! 



- دي في عيوني ياعمي. 

قالها وهو بيبص لجميلة اللي كانت باصة للأرض بخجل، أما عمران بص لفارس ببعض الضيق اللي حاول يخفيه وقال: 

- خلي بالك منها، وعارف لو جتلي في مره إشتكتلي منك هعمل فيك ايه؟! أنا مش عايز منك أي حاجة غير إنك تحافظ على ماستي وبس! 



هز فارس راسه وهو بيبص لماسة بهيام وبنظرات حب عمران لاحظها، قلّب عمران عينه بملل وراحوا ناحية المأذون وبدأت مراسم كتب الكتاب.... 



بصت حورية بإبتسامة حزينة وهي بتفتكر يوم جوازها من عمران ومحمد... محمد والدها اللي كان قاعد في الوقت ده.. بس هو دلوقتي مش موجود!! ولا حتى والدتها... دمعة من عيونها نزلت فـ مسحتها بسرعة وبصت تاني عليهم بحب وإبتسامة.. 



بعد ما المأذون خلّص، قرب سليم من حازم ومال عليه وقال: 

- بعد إذنك ياعمي! 



بمحرد ما قال كده كان شايل جميلة بين إيده وهو بيلف بيها بفرحة تحت سعادة الكل، إتنهد فارس وقام قرب من ماسة وقال بحب: 

- بحبك يا ماسة قلبي... بحبك أوي!! 



في الوقت ده سمعه عمران وبص لحورية اللي إبتسمتله وهي بتهز راسها، رجع تاني بص لفارس وقال بإبتسامة هادية: 

- بقت مراتك يابني. 



بمجرد ما قال كده ضحك فارس بسعادة وحضن ماسة بكل قوته، وبدأت المُباركات من الجميع ليهم.. 



قرب عمران من حورية ورفع حاجبه وقال بإستغراب: 

- حاسس إنك زعلانة، في حاجة يا حبيبتي؟! 



- أفتكرت بابا وماما بس.

قالتها بإبتسامة حزينة، فـ ضمها عمران لحضنه وقال بلُطف: 

- ربنا يرحمهم ويرحم أبويا وأمي والجميع يا حبيبتي. 



إبتسمتله فـ ضحك وقال بهزار: 

- ماتيجي نرقص Slow معاهم! 



ضحكت حورية وردت عليه: 

- وماله، يلا بينا. 



مسك عمران إيديها وراحوا ناحية المسرح وضمها لحضنه، قرب حازم من سارة وقال بمشاكسة: 

- ماتيجي نرقص زي عمران وحورية! 



ضحكت وهزت راسها، أما جلال بص لخلود وقال بحب: 

- تحبي نعمل زيهم؟! 



- أحب، طالما معاك. 

قالتها بإبتسامة، فـ قام جلال وميّل عليها وهو بيبوس خدها بحب وبعدها مدلها إيده، مسكت إيده وإتجهوا ناحية المسرح، إبتسمت شروق على سعادتهم، فـ هي إعتبرت جلال أبوها وفعلًا ظنها ماخبش، شافت معاه حنان الأب اللي كانت فقداه من وهي طفلة... 

ضم عمران حورية بين ضلوعه وهمسلها بحب: 

- بحبك أوي يا حوريتي، مهما العمر عدى هيفضل حبك في قلبي يزيد أكتر وأكتر.. 



إبتسمت وحطت راسها على صدره وردت عليه: 

- وأنا كمان هفضل أحبك لغاية أخر نفَس فيا، هتفضل أنت اللي واخد، قلبي، وعقلي، وعمري كله يا حبيبي أنا... 



بعد فترة بدأ إنهم يلتقطوا الصور، فـ إتجمع الكل وأخدوا صورة تذكيرية.... 



مالت حورية على عمران وقالت: 

- مش بيفكرك بفرحنا؟



إبتسم ورد عليها: 

- بيفكرني طبعًا يا حبيبي، وبيفكرني برضو إنك من ستة وعشرين سنة إتكتبتي على اسمي وبقيتي..."حورية العمران".

خلصتي؟ الرواية الجاية أقوى وأحلى… تعالي وعيشيها معانا👇

تعليقات